مصـر: سلفيـون يقتحمـون أرضـاً تملكهـا الكنيسـة

08-11-2012

مصـر: سلفيـون يقتحمـون أرضـاً تملكهـا الكنيسـة

أثار اقتحام عدد من السلفيين قطعة أرض تملكها الكنيسة في شبرا الخيمة، إحدى ضواحي القاهرة، مخاوف من فتنة طائفية جديدة في مصر، خصوصاً بعد إعلان السلفيين عزمهم تأدية صلاة الجمعة على هذه الأرض، التي يريدون أن يقيموا مسجداً عليها، وتهديدهم بحرق ممتلكات الأقباط في حال اعترض أحد طريقهم.
وفيما تظاهر مئات الأقباط، مساء أمس، في دوران حي شبرا القاهري، تنديداً باعتداءات السلفيين على ممتلكات أسقفية شبرا الخيمة، برز موقف مطمئن من جانب البابا الجديد تواضروس الثاني، الذي دعا، خلال لقاء تلفزيوني مساء أمس، إلى حل هذه القضية عبر الطرق القانونية، وهو ما بدأه فعلاً محامون وقساوسة من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث تقدموا ببلاغ في هذا الشأن إلى النائب العام.
وقال أسقف منطقة شبرا الخيمة الأنبا مرقس أن سلفيين دخلوا أرضا تابعة للكنيسة، وصلّوا فيها، وهددوا بأنهم سيؤدون فيها صلاة الجمعة، وسيحرقون متاجر الأقباط في المنطقة إذا ما حاولوا اعتراضهم.
وقال الأنبا مرقس أن السلفيين دخلوا الأرض التابعة لأسقفية شبرا الخيمة، يوم الاثنين الماضي، وبقوا فيها الى ان صلوا صلاة العصر، مشيراً إلى أنهم «وضعوا لافتة مكتوب عليها (مسجد عباد الرحمن)، ثم رحلوا وعادوا في فجر اليوم التالي وأدوا الصلاة، ثم أزالوا اللافتة، ولكنهم عادوا ووضعوها مساءً».
وشدد الأنبا مرقس على أن «الأرض تابعة للكنيسة، ولم يتم تشييد أي مبان عليها، لأن إجراءات الحصول على ترخيص من السلطات المحلية لم تنته بعد، لكنها ستستخدم لتوسيع مبنى خدمات قائم بالفعل ومرخص في منطقة منطي شبرا التي تقع على بعد أربعة كيلومترات من مدينة شبرا الخيمة».
وأضاف «نتخوف مما قد يحدث يوم الجمعة (غداً) لأن السلفيين في المنطقة يشيعون بأنهم سيؤدون صلاة الجمعة في هذه الأرض، وسيحرقون محلات الأقباط في المنطقة إذا ما حاول احد اعتراضهم».
وتابع «نحن منعنا شباب الأقباط من الذهاب الى المنطقة منعا لاي صدامات».
وأشار إلى أن «كاهن المنطقة الأب فلوباتير تقدم ببلاغ للنائب العام بشأن هذه الواقعة، كما تم إبلاغ وزارتي الداخلية والعدل وكل الجهات الحكومية المعنية».
وذكرت صحيفة «اليوم السابع» إن المحاميين كرم غبريال وجاكلين بطرس تقدما ببلاغ للنائب العام المستشار عبد المجيد محمود، بحضور مجموعة من قساوسة وكهنة شبرا، ضد مجموعة من السلفيين يتهمونهم فيه باحتلال مبنى الخدمات التابع لكنيسة ماري مينا وأبي سيفين في منطقة منطي التابعة لشبرا الخيمة، وتحويلها إلى مسجد بالقوة.
وذكر البلاغ أن مجموعة مكونة من 400 شخص تسلقت أثناء الليل سور الأرض التابعة لكنيسة مار مينا وأبو سيفين ووضعوا لافتة مدون عليها مسجد عباد الرحمن وكلمة «هذه أرض إسلامية».
وأوضح مقدما البلاغ أن المجموعة التي استولت على قطعة الأرض هددت الأقباط باقتحام أماكن أخرى في شبرا غداً، بالتزامن مع «جمعة تطبيق الشريعة»، التي دعت إليها التيارات الإسلامية، بالرغم من ملكية الكنيسة للأرض باعتبارها مبنى خدمات.
طالب البلاغ النائب العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذه الواقعة وترويع المواطنين بتسليح بعض الأفراد، والتحقيق في الاستيلاء على قطعة الأرض والسطو المسلح ليلا عليها حتى لا تحدث بحور من الدماء.
في هذا الوقت، نظم المئات من أعضاء «اتحاد شباب ماسبيرو» وبعض الحركات القبطية وقفة احتجاجية في دوران شبرا تنديدا باعتداء سلفيين.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بحكم «الإخوان المسلمين» وصمتهم على الأحداث، ومن بينها «ارفع راسك فوق أنت قبطي»، و«يسقط يسقط حكم المرشد»، و«اشهد يا رب العباد الإخوان هما الفساد»، «يا للي عايز الاستقرار الإخوان خلوها نار».
وأكد بيشوي تمري، عضو المكتب التنفيذي لـ«اتحاد شباب ماسبيرو»، أن الناشطين الأقباط «تقدموا ببلاغ لوزارة الداخلية ولمكتب نائب الرئيس، المستشار محمود مكي، وعند تجاهل البلاغات وعدم تحرك الجهات الرسمية في الدولة، قرروا التظاهر»، مستنكرا «تكرار هجوم المتطرفين على الكنائس وصمت الدولة تجاه القضية».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...