مصر: الإخــوان يريـدون «تطـهيـر» الإعــلام

03-12-2012

مصر: الإخــوان يريـدون «تطـهيـر» الإعــلام

«الشعب يريد تطهير الإعلام».. شعار رفعه أحد المتظاهرين المؤيدين للرئيس المصري محمد مرسي على لافتة، وطاف بها أرجاء «ميدان النهضة» أمام جامعة القاهرة، أمس الأوّل، خلال المليونيّة التي دعا اليها تيار الإسلام السياسي في مصر. لم تكن تلك اللافتة الوحيدة المناهضة للإعلاميين في الميدان. خلال تظاهرات «ميدان النهضة» (د ب أ) إذ حمل متظاهرون لافتات عليها صور إعلاميين مصريين، وقاموا بإحراقها. هذا ما جعل كثيرين يعتقدون أنّ الهدف من المليونيّة هو ترهيب الإعلاميين الذين يوجِّهون انتقادات لحكم مرسي. هكذا، كانت أبرز هتافات تظاهرات «الشرعيّة والشريعة»، موجّهةً ضدّ الإعلام المصري، تتهمه بأنّه «إعلام الفلول»، و«يريد تخريب مصر». وحملت إحدى اللافتات شعار: «افرم يا ريس وإحنا معاك». وردَّد المتظاهرون هتافات: «الشعب يريد تطهير الإعلام»، و«يا أبراشي قول للميس.. مرسي بجدّ هو رئيس»، (في إشارة إلى الإعلاميين لميس الحديدي ووائل الإبراشي) و«يا إبراشي قول الحق مرسي رئيسك ولا لأ»، و«عمرو أديب.. فاشل»، و«اضرب اضرب في المليان الضربة الجاية في الإعلام»، و«يا إعلام أبو حمالات انتو فسادكم خطى وزاد» (في إشارة للإعلامي إبراهيم عيسى الذي يشتهر بارتدائه الحمالات).
هذه المواقف أثارت السخط في صفوف الإعلاميين المصريين. ويقول الإعلامي المصري وائل الإبراشي: «جماعة الإخوان المسلمين لا تطيق النقد، ولا تحترم حريّة الرأي والتعبير. يريدون من الإعلام أن يسبِّح بحمد الرئيس مرسي ولا ينتقده»، ويضيف: «أقول لهم لن تستطيعوا أبداً إرهابنا.. سنظلُّ دائماً شوكة في حلق الديكتاتورية والفاشية وولاؤنا الوحيد للمواطن العادي». وكان بعض المتظاهرين في مليونيّة «الشرعيّة والشريعة» قد رفعوا صوراً للإبراشي، وضربوها بالأحذية. ويردّ الإبراشي على ذلك قائلاً: «لا أهتمّ ولا أخاف، فذلك مجرد تصفية حسابات يقوم بها الإخوان مع كل معارض لهم».
لكنّ بعض المتظاهرين تعدّوا مرحلة الهتاف ضدّ الإعلاميين، إلى حدّ الدعوة لإعدام بعض الصحافيين. وضرب بعضهم بالأحذية لافتة تحمل صوراً لمجموعة من الإعلاميين منهم لميس الحديدي، وعمرو أديب، وإبراهيم عيسى، وغيرهم.. وقال أحد المتظاهرين لـ«السفير»: نحن ضد الإعلام الفاسد، هؤلاء يعملون على إثارة الفتن وعدم استقرار البلاد». وطالت اللافتات الإسلاميّة بسهامها رئيس تحرير «الوطن»، ومقدّم برنامج «هنا العاصمة» خيري رمضان، ومعتز الدمرداش مقدم برنامج «مصر الجديدة»، وكتب تحت صورهم: «طهر يا ريس»، و«مطلوب القبض عليهم».
زاد الهجوم الإسلامي على الإعلام المصري المستقل كثيرا مؤخراً. وهذا ما اعتبره مراقبون إعلاميون بداية حرب بين جماعة «الإخوان» المبنيّة على مبدأ السمع والطاعة حيث لا نقد ولا مناقشة، والإعلام المصري المستقل الذي كان في مواجهة نظام مبارك قبل الثورة، وأصبح الآن في مواجهة الإسلاميين الذين يحكمون.

مصطفى فتحي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...