مسرح العبث: ترهات وهراء كيري في مجلس الشيوخ

12-09-2013

مسرح العبث: ترهات وهراء كيري في مجلس الشيوخ

الجمل- غاي روتشات- ترجمة: د. مالك سلمان:

عندما كنت أتابع جلسة مجلس الشيوخ المتلفزة يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي حول الهجوم المحتمل على سوريا, لم أستطع إلا أن أستغربَ من عبثية وقسوة المشهد كله.
كانت اللحظة التي تألق فيها كيري: كان على وشك الصراخ, واحمرَ وجهه, وكان يناقش مستخدماً نفس الكلمات الطنانة الرنانة مرة بعد أخرى لكي يترك انطباعاً قوياً على المشاهدين بشأن خطط مديره. كان أداءً هائلاً تدربَ عليه جيداً وأنتجه بشكل ممتاز.
وخلفه جلست تيريزا هاينز كيري مثلَ "حائكات" الثورة الفرنسية (نساء كنَ يحضرنَ جميع عمليات الشنق وهنَ يحكنَ الجوارب والأوشحة لأزواجهنَ), وكانت تهز برأسها بين الفينة والأخرى بالموافقة على خطط الجنرال ديمبسي العسكرية.
بينما يمكن لمشاهد ساذج أن يتساءلَ لماذا لا تقوم أمة قوية مثل الولايات المتحدة باستخدام جبروتها للتأثير على الفرقاء في سوريا وجلبهم إلى مؤتمر سلام, اتضحَ أنه لا يوجد أي خيار على الطاولة سوى الهجوم العسكري.
وهذا يقول الكثير عن السياسات الخارجية لهذه الأمة الهامة, إذ ليس هناك أية فرصة للسلام والطريقة الوحيدة للتصرف هي المواجهة والهجوم. لذلك لا عجبَ أن يتصرفَ أهلُ هذه الأمة بالطريقة نفسها: اضرب أولاً, وتحدث فيما بعد.
وأكثر من ذلك, لم يتم ذكر أو تقديم أي سبب منطقي باستثناء عندما اقتربَ كيري من تقديم شرح سرعان ما تمَ تأجيله إلى اليوم التالي بعناية شديدة حيث سيتم عقد جلسة مغلقة ومحمية من رجال الأمن لأعضاء الكونغرس. وهكذا تم إخفاء أية نقاشات قيمة عن الشعب الأمريكي الذي لا يتمتع بأي دور فيما يخص ما تريد حكومتهم أن تفعله. إذ يقوم أعضاء مجلس الشيوخ والممثلون المتملقون بضمان الحماية الكاملة للسلطة التنفيذية من القانون القومي والدولي.
تم ذكر الأمن القومي (بالطبع, بما أنه وعاء الدعاية المفضل) وكأن السيدة [أسماء] الأسد على وشك أن تصل إلى هنا وفي حقيبة يدها الفاخرة قنبلة كيماوية سيتم زرعها بشكل سري في وسط "غراند سنترال ستيشن" في نيويورك.
ومن ثم ذرفوا دموعَ التماسيح على الأطفال القتلى في دمشق مع تناسي هؤلاء المجرمين لرعب حرب فيتنام حيث تم تصوير الأطفال العراة المحروقين بقنابل النابالم وهم يصرخون ويركضون هرباً من قرية مدمرة.
وحتى رفض الحكومة البريطانية المشاركة في القتل لم يردع مثيري الحروب هؤلاء عن التصرف مثل "الملكة الحمراء" في بلاد آليس العجائبية: "الحكم أولاً, والرأي لاحقاً". لا عجبَ أن آليس قالت: "ترهات وهراء!" وكما قيل, "التاريخ يعيد نفسَه أولاً على شكل مأساة, ثم على شكل مهزلة", ولكن بشكل قاسٍ ومرعب.

http://www.counterpunch.org/2013/09/11/theatre-of-the-absurd/

تُرجم عن("كاونتر بنتش", 11 أيلول/سبتمبر 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...