لبنان: أزمــة إيــواء للنـازحــين السوريون

16-02-2013

لبنان: أزمــة إيــواء للنـازحــين السوريون

أمضى أبو طارق الليل في سدّ الثقوب المنتشرة في سقف خيمته المنصوبة إلى جانب عشرات الخيم، قبالة «مركز باسل الأسد الثقافي» في أطراف مدينة صور اللبنانية، في وقت كان جيرانه النازحون، القادمون حديثا من قرية «السفيرة» في حلب، منهمكين برفع الفرش الاسفنجية والبطانيات التي بلّلتها مياه الأمطار، التي اجتاحت الخيم.
في تلك الخيم التي يقطنها أكثر من مئة وخمسين نازحاً، لا وجود لأي من المقومات الحياتية، وهذه حال خيم النازحين المجاورة، الموزعة في بساتين الحمضيات في جوار المدينة. أطفال نازحون أمام خيمتهم في صور («السفير»)
لم يوفّق هؤلاء النازحون في تأمين منازل تؤويهم، لسببين اثنين، أولهما غياب إمكان دفع بدلات الإيجار، وثانيهما عدم التفات الجهات المانحة حتى الآن إلى ظروفهم الكارثية.
يشكو كثير من النازحين في المنطقة، من إدارة الظهر لهم، وفق النازح تميم، الذي يتحدث عن حاجات حياتية عديدة لا يتسطيع النازحون تأمينها.
يقول: «أحياناً كثيرة نحتاج إلى ربطة الخبز، لسد جوع أطفالنا، نتيجة عدم توافر فرص العمل بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وتدني أجر العامل السوري، ليصل إلى أقل من عشرة آلاف ليرة يومياً في أعمال الزراعة»، مؤكداً أن «بعض المساعدات المقدمة وهي عبارة عن مواد غذائية، لا تغني عن جوع».
تتحدث الناطقة الرسمية باسم «المفوضية العليا للاجئين» دانا سليمان عن أن أكبر التحديات التي تواجهها المفوضية، تتمثل في مشكلة الإيواء، لافتة إلى أن مشروع الإيواء الذي بدأ في الشمال سيستكمل في مناطق الجنوب وغيره، لناحية تأمين مأوى للنازحين، سواء في أبنية مدرسية غير مستخدمة، أو في مشاريع سكنية ومنازل غير منجزة، على أن يعمل على إنجازها وفق المتطلبات. وتشير سليمان إلى أن المفوضية ماضية في تقديم المساعدات العينية والطبية للنازحين الذين تزداد أعدادهم يومياً.
ويؤكد مدير المشاريع في «جمعية شيلد» سامر حيدر أنّ الجمعية المكلّفة بتنفيذ مشروع دعم النازحين السوريين و«المجلس الدانمركي للاجئين» قد وسعا نطاق عملهما في مناطق الجنوب.
وأحصت حتى الآن وجود أكثر من ألفي عائلة، موزعة كالآتي: منطقة صور 850 عائلة، موزعة على 12 بلدة، النبطية 370 عائلة موزعة على خمس قرى، منطقة بنت جبيل 490 عائلة موزعة على سبع قرى، مرجعيون 190 عائلة موزعة على سبع قرى، جزين 300 عائلة، ومنطقة حاصبيا 350 عائلة.
وأشار إلى أن «هذه الاحصاءات لا تشمل مراكز الاقضية، وتقتصر على نسبة قليلة من البلدات والقرى.
ويلفت رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي، إلى وجود مشكلة مضاعفة في بنت جبيل ومنطقتها، بالنسبة إلى النازحين، «فمنذ بدء اللجوء إلى المنطقة أخذت بلدية بنت جبيل على عاتقها، التكفل بتأمين منازل لهم».
ويضيف: «امنّا منازل لأكثر من مئة وعشر عائلات، إضافة إلى بعض الحاجات المنزلية، في ظل غياب المفوضية العليا للاجئين والمنظمات المانحة، التي تحجم عن تقديم الدعم لهؤلاء، لأنّهم من اللبنانيين الذين يسكنون في سوريا».
ويؤكد بزي أنّ «البلدية رفعت لوائح باسماء النازحين اللبنانيين من سوريا إلى الحكومة، وحتى الآن لم يتحرك أحد للوقوف على حاجاتهم».
ويشير رئيس فرع «مؤسسة عامل» في صور درويش شغري، الى أن المؤسسة تواكب النازحين صحياً وتربوياً.
ويقول: «نقدّم شهرياً نحو 1500 معاينة طبية للنازحين، إضافة إلى تزويدهم بالأدوية اللازمة».
ويلفت إلى أن «المؤسسة قدّمت مساعدات مدرسية، لأكثر من ثلاثماية نازح عبارة عن دفع بدلات تسجيل في المدارس الرسمية وتقديم حقيبة مدرسية ولوازمها».
ويوضح رئيس الدائرة الإدارية في بلدية صور أيمن الغزال أن البلدية أطلقت نداء مع جمعيات المدينة لمساعدة النازحين، وهي على تواصل مستمر وتنسيق مع «المفوضية العليا للاجئين»، وسائر المنظمات العاملة على الارض، مشيرا إلى إحصاء زهاء ثلاثماية عائلة سورية مقيمة في صور ونطاقها الجغرافي.

حسن سعد

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...