قرار التعريب: الحكومة ترقص "دبكة" مع نقيب الفنانين

01-10-2007

قرار التعريب: الحكومة ترقص "دبكة" مع نقيب الفنانين

الجمل– طرطوس– حسان عمر القالش:  "على الأول" كان صباح عبيد نقيب فناني سوريا يرقص اختراعه الخاص من "الدبكة" ليمسك بيده "اليوم" وزراء الحكومة..فهو البادي بتقليب صفحات الاشتراكية والسوفياتية الصفراء التي بدا انبهاره بها "مؤسساتيا" بجعل نقابة الفنانين الحاكم الوصيّ على ذائقة السوريين وهواهم الفني. ليأتي دور الحكومة الخريفيـّة العمر والعمل وتنسج على منواله، مستفيدة من عثراته وضاربة بسيف رئاسي !
ولأن لا مشاكل عندنا، لا قضايا ولا هموم..لأن كل شيئ "مدعوم"، لم يبق إلا التسـلـّي بتقويم اعوجاج لسان عروبة مجتمعنا ومكافحة "العـَجَـمَـة" التي تكتسحه. فبدأت "محافظة دمشق تطالب بتعريب أسماء المحال التجارية كما ورد في صحيفة البعث الرسمية – 25/9/2007" فقد أنذرت المحافظة أصحاب المحلات التجارية التي تحمل أسماء غير عربية بتغيير أسماء محلاتهم الى العربية خلال 15 يوما. وكان رئيس الوزراء العطري قد "طلب أخيراً من محافظة دمشق العمل على قيام جميع اصحاب الفنادق والمطاعم والمؤسسات السياحية بـ «وجوب استعمال الكلمات العربية.. ووضع الكلمات الأجنبية بحروف أصغر تحت الكلمة العربية» الحياة – 27/9/2007". ويقدم هذا القرار الى الجمهور على طبق "من فوق"، فكلام مثل أن "هناك توجه نحو دعم وتدعيم اللغة العربية"، اضافة الى بعض التحليلات الصحافية "يوحي" بأن القرار يحمل صبغة رئاسية، خصوصا بعد الاشارة التي وردت في خطاب القسم عن اللغة العربية.
صحيح أن القرار "يجعلنا نحس بأننا في ايران أو دولة من الاتحاد السوفييتي" السابق كما يقول أدهم صاحب محل للملبوسات، لكن الحكومة بيدها "الجوكر" الرابح في مماحكاتها الحالية وهو أن دمشق ستكون عاصمة للثقافة العربية في الـ2008. وقد استخدمته هنا في هذا القرار. في حين كانت الكويت عاصمة الثقافة العربية أيضا في الـ2001، وبقيت تحتل المراتب الأولى في الشرق الأوسط في عدد أفرع المطاعم العالمية والأميركية المتواجدة فيها، ولم تعرّب اسم أي مطعم هندي أو صيني، مع أن حكومتها هي هيَ التي مازالت الى اليوم رائدة في "النشر الثقافي" ومستمرة في طباعة ونشر: سلسلة كتب عالم المعرفة، مجلة عالم الفكر، سلسلة ابداعات عالمية، مجلة الثقافة العالمية، جريدة الفنون، مجلة العربي وملاحقها وكتبها .. والتي توزع في كل أقطار العرب بأعداد وفيرة وأسعار شعبية.
عندنا..الأمر طبيعي على الآخر، ففي غياب طريقة العمل والتفكير المنهجية التي تعتمد دراسات ميدانية اجتماعية، سنصل بديهيا وتخلـّفيـّاً الى قرارات كهذا "القرار السخيف" كما وصفه أحد مثقفي طرطوس. والعادي أكثر أن اطلاق الناس أسماء غربية على محالهم لا يعني بالضرورة وجود فقر دم في اللغة الأم. فقد تكون الـoptions  أو "خيارات" التسمية أوسع قليلا في اللغة الأجنبية، كما حدث مع كمال وهو شاب افتتح مؤخرا محلا صغيرا للجلديات، يقول: "كان في بالي أسماء كثيرة بالعربية أحببتها لكن وجدتها جميعا مستخدمة في محلات أخرى، ولما عجزت سميت محلي باسم غربي اقترحه عليّ صديقي". كما أن أسماء العلم ،الرموز، والمصطلحات الآتية من اللغات الغربية يعد استخدامها من العوامل الشكلية التي توحي بتحضـّر المحل أو المتجر، وهي أيضا عامل جذب ودعاية على اعتبار أنها جديدة وقليلا ما تطرق الأسماع. فالغاية هنا تجارية وترويجيـّة بحتة، حيث لا يخطر على أي بال "خبيث" اتهام مستخدمها بالتبرؤ من لغته !
والمضحك المبكي هنا ألا ينظر الى هذه السلوكيات نظرة حكومية دراسيـّة، بل أن يتم استغلالها واستثمارها نفاقيـّا ومصلحيـّا. فقليل من المعرفة العلمية، التاريخية والاجتماعية تقول لنا ما زبدته: أن أساليب التسمية المختلفة ومنها هذه التجارية تدل على الحالة المعرفية والثقافية للمجتمع في مرحلة معينة. وملاحظة ظاهرة التسميات الغربية يستنتج منه وجود حالة متقدمة من تفاعلية المجتمع وانفتاحه على بقية الثقافات، في وقت صار من المتعذر والمثير للشفقة زج المجتمع في قمقمه الثقافي الخاص دون أن يعطي العالم ويأخذ منه.
وبعد كل هذه المغلفات التي غلـّف بها هذا القرار، و"الأمبلاج" الذي زيـّن به، بقي أن يرش عليه قليلا من الاثارة والبهار اللبنانييَن الذين يرمى بهما للناس في اعلامنا الرسمي للتسلي وفش الخلق والأكشن السياسي، فرمي الى سوق الكلام مايقال عن "لبننة سوريا" تحدثت عنها صحيفة الحياة في الخبر السابق . لكن هذه "قديمة" كما يقول العامة. نديم علـّق عليها قائلا: "اذا كان كذلك فمعناه أن هناك مصرنة وأردنة وأمرتة وكوتنة لسوريا !..فهل مظاهر الفرنجة السطحية هي ماركة مسجلة للبنان"؟..هذا الكلام قديم وأكل عليه زمن الحداثة والعولمة وشرب. وان كان لابد من الاعتراف بحاجة لاشعورية عندنا للتعويض عن طريقة العيش اللبنانية بعدما لغـّمـت السياسة الطريق مابيننا و"بيننا" – أي اللبنانيين –، فهاهي المولات الضخمة والكافيهات والمقاهي الحديثة الطابع والبنوك الخاصة تعوض عنها وبرضى نفس الحكومة [راجع ابراهيم حميدي في الحياة26/2/2007].
واذا ما أرغمتنا الحكومة على دخول بازار المزاودة نذكَرها بأن "أوروبيـّة" كثير من أسماء المحال والأسواق والمقاهي وحتى الشوارع في لبنان، وهي قديمة العهد، لم تمنعه من مشاركتنا في صدارة نهضة وتحديث اللغة العربية التي بدأت من هذا المشرق. ولا يمكن من منظور آخر، ألا يتشابه قرار التعريب هذا بممارسات الأسلمة الاجتماعية. ويبقى ذكاء الشعب حاضرا في قول الناس لنا بأن: الحكومة اعتادت أن تخترع هكذا قرارت "قشوريــّة" لتلهي الناس عن قضايا أهم، وهي هنا مسألة رفع الدعم وزيادة أسعار المحروقات.
فكان الأحرى بحكومتنا اما أن تصمت وتبقي الطابق مستورا، أو اذا أرادت النزول الى ساحة الجدل والمزاودة المتعلقة بمضمون هذا القرار، أن تحاسب نفسها أولا وتقدم للرأي العام تقريرا عن واقع وزارة الثقافة – والذي تعرفه أساسا –  المعنيـّة باللغة وتثقيف الناس، ونوعيات الشخصيات الموظـّفـة فيها بداية من المدلسين وصولا الى المحكومين باختلاس أموالنا. فحارتنـا ضـيـقـة ومـنعـرف بـعـضـنا.


 الجمل

إلى الندوة

التعليقات

القرار شغل بالي كثيرا لست في موقع يسمح لي بتأويل ما قصده السيد الرئيس من توصيته بالاهتمام باللغة العربية، ولكن أكاد أجزم أن ما قصده أكبر بكثير من مجرد نزع اللافتات التي تحتوي أسماء أجنبية. كان حريا بصناع القرار أن يستقرؤوا المعنى لا النص، الموضوع أكبر بكثير من تعريب أسماء الجامعات والمحال التجارية. لم لم يخطر على بالهم أن القصد هو الاهتمام بحركة الترجمة والتأليف بالعربية، ولم لم يخطر على بالهم أن القصد هو زيادة المحتوى العربي والسوري خاصة على الإنترنت، ولم، ولم، ولم! التفسير ليس سهلا، ولكن لدي نظرية كل ما ذكرت يحتاج إلى قرارات شجاعة، وهمم عالية، أما تعريب المحال التجارية فيكفيها قرار بشجاعة "أبو النار" الخارج من مسلسل باب الحارة. اسم المحل التجاري، أو الشركة الصناعية، أو الفندق... هو علامة تجارية، وهو جزء من هوية المنشأة التي بنت عليها سمعتها، وإن تخلت أي منشأة عن هويتها فسيتوجب عليها أن تعيد بنائها من الصفر تقريبا، وسيسبب فوات ربح لا يقدر، فمن سيتحمل مسؤولية البلبلة التي سيؤدي إليها هذا القرار؟ ومن سيتحمل تكاليف إعادة بناء الثقة بالزبائن، ومن، ومن، ومن.... القطاع الخاص طبعا، حيث سيقتطع جزءا من عائداته التي يستخدمها لتنمية الاستثمارات وزيادة الانتاجية للبقاء في سوق شديد المنافسة من السلع المستوردة، ولمن لا يفهم المصطلحات الاقتصادية سنشبه له الأمر بقيادة سيارة على جبل صعودا، وفي منتصف الطريق نطلب من السائق التمهل، ثم ندعه يكمل... عندما تعود اللغة العربية لغة علم، فعنئذ لن يكون هنالك أي أثر لقرارات من هذا العيار، وحتى ذلك الحين، فلنركز على الأهم... فالأهم قبل المهم.... والمهم قبل السفاسف... كما تعلمون...

قي بريطانيا إسمها اكسفورد و في الولاايات المتحدة الأميركية اسمها هارفارد أو يكون معهد مسشوتس للعلوم التقنية و هي أسماء اهم الجامعات التي استطاعت أن تصبح معادلاً لمعنى كلمة علم مثلما استطاع تايد في الستينات أن يصبح المعادل لكلمة منظف و كلينكس المعادل لكلمة منديل أو ألويز التي أصبحت اليوم معادلا لكلمة فوطة نسائية. لم تجنح الجامعات المهمة في العالم الى الحيل التي جنحت اليها الجامعات الخاصة في سوريا : الجامعة السورية الملكية الموناكية / جامعة الإتحاد الأوروبي السوري / جامعة العملاقين السوري و الكندي/ جامعة إدلب مونتريال للدراسات المستقبلية/ جامعة جبلة و الفرات الدولية... عداك عن الإختصارات الفذة من قبيل F.C.K U أو C.U.N.T أو U.S.AH أو D.L.D.O أو أيا كان الأثر المطلوب من الإسم في حديث عابر بين اثنين في مطعم او مطار او سوبر ماركت : سؤال: أين يدرس المحروس ابنك؟ جواب: في الF.C.K.U _ رد: إبنك أحسن من هيك كان يجب أن يدخل الC.U.N.T مكانه الحقيقي فيها. المشكلة ليست في التعريب هنا و لكن في الإحتيال فأسماء الدول لا يمكن تعريبها! و ليست المشكلة ان تكتب بالإنكليزية أو بالعربية و لكن المشكلة ان تفكر بنعل حذائك عوضا عن التفكير بضميرك او عقلك. من ناحية ثانية القرار بالتعريب لا يمكن ان يكون سطحيا و ساذجا إلا إن كان قراراً قابلاً للنمو بحيث يعيدنا الى نقطة البداية يوما ما .فالقرار يحتاج الى قرارات فرعية تأخذ في الحسبان الجماليات العربية و طريفها و غريبها و لا أقصد هنا أن يسمي أحد الجزارين دكانه ( ملحمة جلجاميش) بل قليلاً أبعد كأن نقرأ في جولة في السوق : جوارب ابن الوليد / عرق سوس الخنساء/ بياضات عنتر العبسي/ عصرونية المحبة/ مكتبة بني جحش/ الجامعة السورية للدراسات الكونية المستقلة المتوحدة الفريدة الجامعة المانعة كاسمه أستغفر الله تعالى عن الشرك به للعلوم التقنية/ مطعم الخروف / مدرسة القلم/ مصبغة النظافة / مشفى الشفاء / فندق النوم المريح/ نقليات المسافر/ بنك الإيداع/ ملابس نسائية داخلية -لانجري- سر انتصار/ شاورما الخروف السعيد/شاورما الخروف المدلل/ شاورما الخروف الأجمل/ شاورما الخروف المستحي/ شاورما الخروف العابر للقارات/ شاورما كليلة و دمنة-للتغيير- / شاورما الحصان السريع -كناية عن سرعة الخدمة- / شاورما العدل-كناية عن الإنصاف في المقادير / شاورما الوطوات-كناية عن نفتح ليلى / شاورما الثقافة- تغزلاً بدمشق عاصمة ثقافية / شاورما الشباب- كناية عن سنما الشباب / شاورما الحرية-كناية عن حرية الزبون أن يأكل أو لا يأكل / شاورما روزا لوكسمبورغ - كناية عن الأممية و يمكن الإستعاضة عن الإسم الأجنبي بما يقاربه عربيا فتصبح شاورما الوردة الدمشقية بدلا من روزا لوكسمبورغ فتكون: شاورما الوردة الدمشقية كناية عن قضاء الحكومة على عصور الإنحطاط و دخولها في عصر التنوير من خلال إعادة تأهيل الشبكات و المرافق الكهربية و التاكيد على ان لا بديل لنا عن اللغة العربية في مواجهة التحديات الدولية. و يبقى لنا أن نشجع الأعداء على تعلم اللغة العربية حتى إذا نعتناهم بأولاد الزانية أوقعت الكلمة في قلوبهم مزيجا من الحزن و الهلع و هزت بدنهم هزا !و إلا فإننا سنقع في أزمة تواصل حقيقية و يكون علينا ان نطعم لغتنا العربية بالإنكليزية و الفرنسية ثم يأتي الصيف و بعده الخريف و من ثم الشتاء و بعده الربيع ثم يأتي الصيف

التعليم و تطويره للتأثير ايجايا على الاجيال القادمة, و تعديل القوانين المهترئة و نطبيقها بحدافيرها على جميع المواطنين سواسية هما أول ما يبدأ به أي مجتمع يقرر أن يتطور و بتحضر و يصل الى بداية طريق الحريةوالديموقراطية و التحضر. أما نعريب أسماء المحلات فهو في نظري محاولة لدخول موسوعة غينيس عن أسخف قرار ممكن أن تتخده حكومة في العالم. من المعيب حتى أن نضيع الوقت في مناقشة الفكرة.

تقسم المصورات في السوق اليوم الى رقمية و خطية و تندرجان تحت تقسيمات أكثر تفرعا ابتداءاً من مصورات التصويب و الإلتقاط الى المصورات الإنعكاسية ذات العدسة الواحدة مروراً بالمصورات ذات الموجه! في المصورة الخطية يمكن اسعمال خيارات متعددة من الشريط الحساس للضوء فمنها أشرطة ملونة و منها أشرطة بيضاء سوداء و ثمة أشرطة للإستعمالات الخاصة مثل شرائط البحث العلمي العالية التضاد أو شرائط التصوير الجوي و اليلي التحت حمراء. في المصورات البسيطة يتم الضبط البؤري ضمن حسابات مسبقة في الشركة المصنعة. في المصورات ا لكثر تقدما ثمة آلية للضبط البؤري تعتمد الضبط اللوغرتمي المتعدد النقاط. في المصورات الإحترافية يمكن للمصور ضبط عمق الحقل و اختيار البعد المحرقي المناسب كما يمنه استخدام ملحقات إضافية مثل الساطع و جهاز التحرير عن بعد. في المصورات الرقمية تم الإستعاضة عن الشريط الحساس برقاقة حساسة تحتوي على خلايا غير إرهابية تسمى بكسلات و هنا يصبح من الصعب إتمام الدرس لريثما تفضل المجمع اللغوي بترجمة المصطلحات الحاسوبية الرقمية من قبل BIT, PIX, GAMMA, فقد فعلها من قبل و تجاوز نفسه و تجاوز المنطق عندما ترجم الكهربون و الكهيرب و الكهربين و الكهربيلا و من منا لا يذكر الرائي الذي لا يرى و لكنه رائي للضرورات الوطنية الملحة ! ليست اللغة العربية في خطر كقاموس و لكن اللغة العربية في خطر كمنطق فاللغة تعيش في المنطق أي في العقل و عندما يقشل العقل في انتاج معرفة إنسانية تأتي اللغة ركيكة و متكسرة و باهتة هذا يشبه الحال عندما يسألك رئيسك في العمل عن رأيك: ثمة ألف صوت في رأسك يقول لك أشياء كثير و ثمة صوت ضعيف يقول رأيك . لهذا عندما تنطق سيتقول كل شيء و لا شيء لهذا نرى اقتصادنا مهزوز و نرى الكتاب الجامعي أشد رشاقة حتى يكاد يرقص و نرى المستقبل كحفلة رقص شرقي.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...