فقدان أصناف معينة من حليب الأطفال من الصيدليات
يعيش السوريون اليوم على وقع تكتيك “اقطع وارفع” الهارب من ميادين كرة القدم، إلى متاجر البلاد وصيدلياتها وأسواقها المختلفة.
ويشير المصطلح بشكل دقيق إلى العملية المعتادة التي تصاحب كل رفع سعر صنف ما في الأسواق، حيث يزيد الإقبال عليها، ثم تفتقد من المحال “وتنقطع”، بمقابل تواجدها بأسعار مرتفعة في السوق السوداء.
ولم يسلم حتى حليب الأطفال رغم أهميته من تلك “اللعبة” حيث وردت شكاوى عدة حول انقطاع صنفي “كيكوز” ونان”، من حليب الأطفال بعمر ما دون السنة، وبلوغه أسعارا قياسية في السوق السوداء.
وإن كان السوريون اعتادوا التقنين في استهلاك صنف معين، أو الاستغناء عن آخر لارتفاع سعره أو انقطاعه، فإن الطفل في عمر السنة، لن يكون بمقدوره الاستغناء عما يريد، ولن يستوعب أفكارا تتعلق بالحصار والدولار والتجار، فهو يريد أن يأكل، وإلا فالبكاء هو الحل.
وقال أحد المشتكين: “علبة كيكوز 2وزن 300غرام، ارتفع سعرها من 5 آلاف قبل ثلاثة أشهر، إلى 8 آلاف حتى ما قبل 10 أيام، وصولا إلى 13 ألف ليرة سورية، حاليا بفائض 5 الاف عن السعر الرسمي، وبألف يازور لندبر العلبة”.
وتابع المشتكي: “هل من المنطق أن ننفق أسبوعيا 26 ألف ليرة سورية فقط سعر علبتي حليب أطفال، دون شعور بأمان حول توافر المادة، بعد نفاد ما في العلبة، خاصة وأن الطفل في هذا العمر يعتاد على صنف معين، يصعب عليه تقبل غيره”.
وأضاف المشتكي: “محاولة الحصول على بديل ليست بالأمر السهل، فكذلك الأصناف الأخرى ارتفعت أضعافا مضاعفة عما كانت عليه من 5600 إلى 8500 وحتى 13000، ل.س لبعض الأصناف، والأصناف المتوافرة ليست بجودة كيكوز أو نان مثلا”.
وأكمل المشتكي: “ليس بالأمر البسيط على معدة الطفل تقبل صنف آخر، خاصة بهذا العمر، أو منحه حليب بقري سائل بعد خلطه بالماء، ربما سيتقبلها في النهاية، لكن سيكون مجبرا على ذلك ليسد جوعه”.
وقال أحد الصيادلة بحمص رفض نشر اسمه: “الموزع يحدد مخصصاتنا من كيكوز ونان ب12 علبة أسبوعيا، بواقع 3 علب من كل صنف، أي من كيكوز 1 وكيكوز 2، أو نان 1 أو نان2”.
وتابع الصيدلاني: “يقوم الوكيل بذلك الأمر بحجة عدم توافر المادة لدى مستودعاته، بينما معلوماتنا تقول إن الصنف متوافر ومخزن بالمستودعات، لغايات في نفس يعقوب”.
وحول الغايات أجاب الصيدلاني: “تقوم المستودعات باحتكار حليب الأطفال بغاية تصديرها تهريبا إلى لبنان، الذي يشهد أزمة في توافر الصنف،إضافة لمحاولة التجار “تمشاية سوق” بعض الأصناف الأخرى، عبر توفيرها بالأسواق على حساب “كيكوز” و”نان”.
وقال نقيب صيادلة اللاذقية محمود شبار إن “هنالك مشكلة بتوافرية صنفي كيكوز 1و2 ونان 2، والسبب بذلك يعود لانتظار دفعة قادمة من الشركة المنتجة”.
وتابع شبار: ” أن تأخر الباخرة المحملة بالصنفين خلق فجوة بين العرض والطلب في السوق، بحكم تعقيدات الحصار الاقتصادي الذي تتعرض له سوريا”، مشيرا أن موعدها المرتقب هو الأول من الشهر القادم “.
وأكمل شبار: “بشكل عام الصنف غير متوافر في الأسواق حاليا، وقد يكون أحد الوكلاء لديه كميات متبقية من الإرسالية السابقة، لذا يقوم ببيعها بشكل مقنن على الصيدليات، وبسقف سحب محدد”.
ولفت شبار إلى أنه: “سألنا الشركة المنتجة فيما إذا كانت الحركة مقصودة لرفع السعر مستقبلا، فكان جوابهم بأنهم لا يستطيعون حسم قضية السعر، إلا بعد دخول الحاويات للمرفأ، وإرسال الأوراق المطلوبة لوزارة الصحة ووزارة التجارة الخارجية، وعلى أساس ذلك يصدر السعر”.
ودعا شبار المستهلكين لتقديم شكوى بحق كل من يبيع بسعر زائد عبر نقابات الصيادلة في كل محافظة، حيث يمكن تسجيل الشكوى عبر اتصال هاتفي، وستقوم كل نقابة بمتابعة الصيدلي المخالف، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه، والتي قد ترقى لسحب الرخصة”.
بدورها نقيبة صيادلة سوريا وفاء كيشي نفت أن يكون ” شيء مقطوع” قائلة ” لا يوجد شيء مقطوع، و(خلي الصيادلة يحكو البدن ياه)، الأصناف موجودة وتأتي للبلد على شكل دفعات، وكل دفعة لها إجراءات استيراد وتخليص جمركي وتسعير خاصة بها”.
يذكر أن انقطاع الأصناف من الأسواق بات سمة عامة في محافظات البلاد، حيث سبق الحليب في الانقطاع فالارتفاع كل من المياه، الدخان، بعض الأدوية، وحتى الغاز، المازوت، البنزين، وخلافها.
الخبر
إضافة تعليق جديد