عن الإنشقاقات والضرب تحت الحزام

01-09-2012

عن الإنشقاقات والضرب تحت الحزام

غاق غاق.. أستيقظ كل صباح على نعيق الغربان التي احتلت شجرة الكينا المجاورة لنافذتي.. لقد تكاثرت أعداد الغربان في هذي المدينة!؟ اقتلوا الغربان واقطعوا الأشجار الحاضنة للنعيق..
الأطفال ينعون موتاهم والكبار مشغولون بالمقارنات الإحصائية بين «قتلاهم» و «قتلانا» .. غبلك شي ليلة يا ليل، وانسانا يا ليل.. يا ليل: وصديقتي هيام حموي مازالت تعالج الألم بهديل فيروز الدمشقي.. صباح الخير أيها الموت.. في السادسة صباحاً يستنفر الدم في المسلخ الوطني، مستثمرون وعاطلون يتزاحمون على أبوابه، إنه اقتصاد الحرب حيث أمراءها يديرون الأعمال بالطوائف والجماعات والأحزاب والخيانات، ورياض الأسعد مازال يرمي بالمراهقين إلى حُفر المقابر بينما يعطيهم رياض الشقفة تذاكر ذهاب إلى جنة النكاح والانتعاظ الدائم والسُكر الحلال.. ألا تباً لرياض القتل الإسلامي الحرّ..
نغفو كل مساء على أزيز الرصاص لنستيقظ صباحاً على نعيق الغربان، ورؤوس المعارضة الكتيمة مستمرة في رفض الحوار كما هي مستمرة في هزائمها الميدانية دونما رحمة لأمهات مراهقيها ـ مقاتليها، يرسلونهم كالسنابل نحو مناجل الجيش ويقبضون ثمنهم سلفاً من مطاعم ماكدونالد ومحطات الإثارة «العربية» الرخيصة.
وفي وقت السلم الذي سيأتي متأخراً، أرى أن رؤوس المعارضين العنيدة وقلوبها المغلفة لن تشكل عاملاً مساعداً على الاستقرار إلا بقدر ما كانته جماعة 14 آذار في لبنان.. وتبقى مؤسسة الجيش هي الضامن لنا من شرور القتل الطائفي على الطريقة الوهابية، ذلك أن مؤسسة الجيش مبنية من كل أنواع الصخور القومية والدينية باستثناء طائفة السلفيين وفصيلة الحاقدين الموغلين في انشقاقهم عن شجاعة الجماعة ، حيث يصفو الجيش من مندسيه والدولة من المترددين الذين اشترتهم السلطة في يوم أغبر ثم جاء من يدفع لهم أكثر..
ونقدم الشكر لمشايخ قطر الذين يتكبدون نفقات تخليص الدولة من سوسها وزيوانها، كما نشكر المملكة الوهابية بتسليحها للأصوليين كيما يتمكن الجيش من التعرف على المجرمين وتخليص الأمة من خطرهم وتحرير قطار الوطن من حمولته الزائدة في طريقه نحو المستقبل..
"الحل داخل سوريا" كذلك يقول أصدقاء سوريا، وهو متعلق بحسم الجيش على الأرض. وكل حامل جديد للسلاح ضد الدولة يؤخر هذا الحل طالما أنه غير قادر على إسقاط الدولة التي مازالت تتعامل مع مناهضيها بحكمة بدليل أنها فتحت للمسلحين العديد من الأبواب لتسوية أوضاعهم والانتقال من المعارضة المسلحة إلى المعارضة السياسية، وهذي مرونة زائدة عما يطيقه مؤيدوها المتضررين وشهداءها المغدورين بحقد المسلحين.. إذن فالدولة مازالت تعتبر الجميع أولادها وتظهر المزيد من التسامح مع الذين خانوها وناموا في فراش العثمانيين والوهابيين، والأمريكيين، بأمل صحوتهم على أنهم سوريين، ومن لا يريد أن يصحو بعد ذا فهذا يعني أن داء الكلب والعرعرة قد تمكنا منه حيث الحجر الصحي هو الدواء الوحيد للكائنات المسعورة التي تخطت قوانين العض المتعارف عليها بين المتصارعين وباتت تضرب تحت الحزام بما يؤكد على ضعفها أمام خصومها وأعداد المقتولين غدرا تشهد ..أشهد أن لاإله إلا الله وأن أمة محمد قد غدت أبعد الأمم عن رحمة الله..


رسالة إلى الأخوين مناف وفراس طلاس: بالله عليكما أن تتوقفا عن كلامكم الطائفي البغيض، فوالدكما لم يكن طائفيا في يوم من الأيام ، وكذلك المرحومة والدتكما، ولو أن دجاجة تربت في بيت مصطفى طلاس، الذي كان يؤمه نخبة المثقفين، لكانت أذكى منكما.. فدعونا نكفن موتانا بهدوء قبل أن نلحق بهم ، بعدما ضاقت الأرض بنا ولم يعد لدينا وطن غير السماء..

نبيل صالح

التعليقات

أستاذ نبيل الصالح : أرجو تغيير أسم الكتاب ( سوريا عام من الدم ) ألى ( سوريا أعوام من الدم ج1) ووووو أنا طبعي مابحب أتفائل لأنو ما بحب أشرب عرق و أنا مبسوط . شرب العرق و أنت متشائم بولد حاله من الأبداع و التبصر بالأمور . و الله و الله من شباط 2011 شفت اللي عم يصير هلق .( ولساتنا بالرقيق ) كنت بتمنى لو القياده الحكيمي بتشرب عرق , ممكن كان صار شي تاني ؟ كاسك و بصحتك 0الجمل): كيفما يكون الأمر علينا أن نبقى رابطي الجأش مستنفرين كأفضل ما نستطيع وهذا لن يوقفنا عن شرب العرق وحب النساءوإطلاق النكت بصحتك

- من بين كل الرجال والنساء المحتشدين صرخ الصبي ... لكن الأمبراطور عاري , ليت عندنا في سورية الكثيرين مثل هذا الصبي . - هي ليست ثورة وليست مطالب محقة هي مؤامرة قديمة أجريت أول بروفاتها عندما تجمع البعض في الحريقة ضد شرطي المرور وصرخوا: الشعب السوري ما بينذل . - لو أشعلت الدولة أصابعها العشرة شموع لما أرضت البعض الذين لا زالوا بعد تحقيق كل مطالبهم و حتى أحلامهم يعارضون بعند و يشكلون غطاءً سياسياً للمسلحين ( وإن أصبح هذا الغطاء شفافاً وما لو لازمة ) - للذين لم ينتبهوا بعد.. سورية في حالة حرب عالمية معلنة وأثناء الحرب إما أن تكون مع وطنك أو بتسد حلقك وبتسكت فالزمن الآن ليس للمعارضة ولأستعراض العضلات الديموقراطية ,كما أنه ليس زمن التفجع والرثاء لحالة سورية فهذا ما يبهج عدونا . السوري الشريف المؤمن بوطنه لا يرثي لحاله بل يقاتل بشجاعة ويستشهد واقفاً و يعتز بكل ما ينجزه في المعركة ولا يتحفنا ببكائيات : والله نحنا حرام , و لا يقابل السؤال عن بلده بشهقة حزينة ويقول لا أريد الحديث عن سورية وهي بهذا الظرف . رجال ونساء سورية يعتزون بوطنهم في كل حال وينصرونه في كل ساح و التفجع والبكاء و ذكر الأخطاء نتركه الآن لأرباع الرجال وللمخنثين . - لا أعرف لماذا يبدأ بعض المؤيدين لسورية كلامهم بمقولة : أنا هنا لست بمعرض الدفاع عن النظام .كما يبدأ بعض محاوري المعارضين كلامه بمقولة : أنا أحترم رأيك . شو الدفاع عن وطننا أصبح تهمة لا يمكن تحملها و تقبلنا الرأي الآخر و تمسحنا بالديموقراطية أوجب علينا أن نقبل الخيانة كوجهة نظر وتعبير عن حرية الرأي . - يا فرحتنا بمثقفينا وكنت أريد أن أذكر بعض الأسماء ولكني أفضل أن أقول لا أستثني منهم أحداً وأخص من ترك منهم البلد ورفل في نعيم دول الخليج , لماذا لم بطلع أحد هؤلاء ( الذين لا يستحق أفضلهم أكثر من صفة كاتب زاوية في صحيفة غير مقروءة ) بعد أن تحرر من ضغط المخابرت السورية وقمعها ومن الحاجة ونقص النقود , لماذا لم يطلع علينا بنظرية أو بفكرة تفيدنا بتجاوز هذه الأزمة ولماذا لا زالوا يعلكون ويجترون نظريات وأفكار الثمانينات التي نقلوها عن مثقفين حقيقين من ذلك الزمان , أو لا زالوا يمتهنون نثر الأكاذيب على الفضائيات الداعرة .طبعاً بعض الذين بقوا أسوأ من الذين هربوا ( أنشقوا بالتعبير الثوري ) فهم يلوكون بعض الأفكار المعارضة لسببين : لتأكيد شجاعتهم وعدم خوفهم من المخابرات , أو لتبيان أتباعهم لموضة الأشتراكية الديموقراطية الشيوعية القومية الأممية الوجودية النقدية التي أنتهت في سبعينات القرن الماضي مع موضة (الشرليستون ) ولكن أكثر مثقفينا لا زالوا يلبسون البنطلون الشرليستون . - إذا أخبرني أحدهم أن كل الشعب السوري تجار فسأصدقه فالكل حول الأزمة إلى عملية تجارية من أغنى التجار إلى أفقر المثقفين فبعض التجار الذين لم ولن يشبعوا تركوا بلدهم وغيروا ولا ئاتهم طمعاً بالمزيد من المال السهل و بعض المثقفين وجدوا من يشتري بضاعتهم الرديئة بأغلى الأثمان فباعوا كل مخزونهم . وبعض الذين بقوا طوقوا عنقنا بجميلهم مقابل كل موقف أتخذوه وأعتبروه أساس من أساسات صمود البلد . - أتضح معي أن الطرف الوحيد الذي تاجر تجارة مباركة لن تبور هو الجيش العربي السوري ومن قاده ومن والاه .

يعني ما خليت حدا و ما نشحت عرضو .. بس بحب ذكرك بأول سطر بتعليقك ( ليت عندنا في سوريه الكثيرين مثل هذا الصبي ) أنتهى الأقتباس . شو كانو ساوو غير انن ( أنشحطوا ) و الحكي ع الملك و الفيل بيخلق حاله توازن نفسيه الله يحمي الجيش و اللي عم يساند الجيش من المتطوعين لحمايتنا من خطر الأباده المعلنه ع صفحات التوره

ما قصّرت فيهم أيها العزيز" رأي الشام" ...وشكراً لهذه الإضاءة. معك حق إنه زمن التعرّي!!!ولطالما كانت التجربة محكاً لمعدن الشعوب ...وقد بان معدن الجميع، فلنبني سورية من جديد على نظافة!....

بمحبة أقول لأخي الصياد الجبلي أن أمريكا قد تكون قادرة على تدمير سوريا أو غيرها ولكنها عاجزة عن احتلال أي بقعة إذا لم تهييء قاطنيها لاستقبالها بالورود والأرز وبحكم أن سوريا قريبة من اسرائيل ولها حدود برية معها فإنها عاجزة عن ضربها بالنووي أو الذري أو حتى الكيميائي ... فاسرائيل بالنسبة لأمريكا " كبيضات الرجل " والرجل مهما كان قوياً عندما يتم مسكه من " بيضاته " فإن حركة ذراعيه وباقي جسمه تتوقف تقريباً بحيث يعجز عن أذية نملة ... وسوريا هي اليد القوية وربما الوحيدة القادرة على على مسك " بيضات امريكا " والضغط عليهم في حال استشرست أمريكا وأرادت استعمال عضلاتها في المنطقة العربية ، وطالما بقيت اليد السورية قادرة على أن تمتد لتمسك " بيبضات أمريكا " وتضغط عليهم فلن نسمع من أمريكا تجاه سوريا سوى التهديد والوعيد والهمترة والعنترة ، وعندما تصبح أمريكا مخنثاً يصبح لكل حادث حديث . أما موضوع الانشقاقات فالعجيب أن أشخاصاً سوريين وأصحاب نفوذ انشقوا منذ زمن ولم يدخلوا موسوعة غينيس كما يفعل بعض شذاذ الآفاق الآن لذلك لا خوف منهم في زمن ربيع عربي له رائحة الكاوبوي الأمريكي وهيلاري دخلت سن اليأس وفقدت دورتها الشهرية . همسة : أصريت على أن بيضات وليس بيضتي فقد ثبت فيزولوجياً أن للبعض بيضة مهاجرة أو ثلاث بيضات بدل اثنتين .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...