عطـري والمالكـي والرهـان عـلى «علاقـات تكامـل»

22-04-2009

عطـري والمالكـي والرهـان عـلى «علاقـات تكامـل»

دعا رئيس الوزراء محمد ناجي عطري، في بغداد أمس، إلى «تغيير شامل» في العلاقات وتوسيعها في مختلف المجالات، مؤكدا استعداد الشركات السورية للمساهمة في اعمار العراق، فيما وصف نظيره العراقي نوري المالكي زيارته بالتاريخية، موضحا انه يتطلع إلى «علاقات نموذجية مع سوريا ردا على القطيعة في زمن النظام السابق وما تلاها خلال صفحة مواجهة الإرهاب»، مشيرا إلى أن الزيارة «تمهد الطريق لإعلان المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين».
وتعد زيارة عطري، إلى بغداد التي تستمر يومين يترأس خلالها اجتماع اللجنة العليا العراقية السورية المشتركة، الأولى لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ ما يقارب الثلاثة عقود، ويرافقه وفد ضم وزراء المالية والداخلية والنفط والثروة المعدنية والري والاقتصاد والصحة والنقل والصناعة والكهرباء والإسكان والتعمير.
وأقيم استقبال رسمي في مطار بغداد الدولي لعطري، حضره عدد كبير من الوزراء العراقيين، قبل أن يتوجه مع المالكي في موكب رسمي إلى مقر الحكومة العراقية في المنطقة الخضراء وسط بغداد. وستوقع خلال الزيارة اتفاقيات ومذكرات تفاهم تشمل تشجيع الصادرات والمناطق الحرة على الحدود والتعاون في مجالات الإسكان والتعمير والصحة والثقافة والتعليم العالي فضلاً عن التعاون بين اتحادي غرف الصناعة في البلدين.
وبعد لقاء ثنائي بين المالكي وعطري، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أنهما بحثا سبل منع المقاتلين من عبور الحدود. وأشار إلى أن المحادثات أظهرت «تفاؤلا كبيرا» وركزت على منع المقاتلين من العمل في كلا البلدين، كما بحثا «قضية عناصر البعث الذين فروا إلى سوريا، والذين يمثلون مصدر قلق لبغداد».
ودعا عطري، خلال ترؤسه مع المالكي أعمال اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة، إلى «تغيير شامل في العلاقات، بما يؤدي إلى توسيع آفاقها من خلال تعزيز وتمتين حلقات التعاون الثنائي».
وأعلن أن «سوريا تدعم بقوة جهود الحكومة العراقية للوصول بالعراق إلى بر السلامة وشاطئ الأمان، وتعزيز العملية السياسية على أساس المشاركة الجماعية بين كل أطياف المجتمع العراقي ومكوناته الاجتماعية وقواه السياسية، وترى في هذه المصالحة المنطلق والأساس لتحقيق أمن العراق واستقراره وتهيئة الظروف لخروج القوات الأجنبية من أرضه واستعادة دوره الإقليمي والدولي في إطار الحفاظ على مقومات هويته العربية والإسلامية».
وشدد على أن «الشركات والمؤسسات السورية العامة والخاصة مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار العراق، وتنفيذ خطط الحكومة العراقية في الميادين التنموية والخدمية، ولاسيما على صعيد البنى التحتية والخدمية كمشاريع الطرق والري واستصلاح الأراضي والسكن والبناء والإعمار، إضافة إلى التعاون في مجال الاستكشاف والتنقيب عن الغاز والنفط والثروة المعدنية، ودفع عجلة التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري، بحيث يحصل كل من بلدينا على احتياجاته ومستلزماته من البلد الآخر، وبذلك تتكامل مواردهما وإمكاناتهما المادية والبشرية»، مؤكدا «ضرورة أن يلمس المواطنون في البلدين نتائج هذه الدورة التاريخية المهمة من المباحثات».
من جانبه، وصف المالكي زيارة عطري إلى بغداد «بالتاريخية»، معربا عن «سروره واعتزازه بهذه الزيارة التي تمهد الطريق لإعلان المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين». وقال انه يتطلع إلى «علاقات نموذجية مع سوريا ردا على القطيعة في زمن النظام السابق وما تلاها خلال صفحة مواجهة الإرهاب». وأضاف أن «مساحة التعاون بين العراق وسوريا واسعة ومتعددة».
وأكد المالكي «الرغبة المشتركة في فتح أبواب التواصل بين سوريا والعراق على مختلف المستويات». وقال إن «قوة العراق عنصر مهم في استقرار المنطقة»، موضحا أن «القوة التي نعنيها ليست العسكرية التي تحارب وتعتدي وتحتل دول الجوار وليست المغامرات الداخلية والخارجية». وكرر أن «العراق القوي سينهض بعلاقات قوية مع محيطه العربي والدولي».
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أعلن أن «الوفد الرفيع برئاسة عطري سيناقش العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين». وقال إن «إحدى النقاط الأساسية هي إعادة افتتاح أنبوب نقل النفط إلى البحر المتوسط، الذي سيزيد منافذ صادراتنا النفطية، الأمر الذي يعود بالمنفعة على العراق وسوريا».
وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة عامر حسني لطفي أن دمشق وبغداد ستوقعان اتفاقية في مجال التعاون على صعيد القطاع الخاص بين جمعية الصناعيين العراقيين واتحاد غرف الصناعة السورية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...