عباس«يهـدد»بوقف المفاوضات الإسرائيليةوحماس تتهمه بالتواطؤمع العدو

هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في اليوم الخامس للعدوان الإسرائيلي على غزة، بوقف المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل إذا لم توقف هجومها على غزة، فيما أعلنت حركة حماس انه »شكل خلية طوارئ مهمتها الكشف عن أماكن قادة ومجاهدي الحركة في قطاع غزة، من أجل تسليمها للكيان الصهيوني بغية قصفها في إطار الحرب الدائرة«.
وقال عباس، في كلمة متلفزة لمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والأربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح، إن »الدم الفلسطيني الزكي الواحد ليس ولن يكون رخيصا، وهو ليس ولن يكون بضاعة انتخابية أو تجارة حزبية... هذا العدوان الإجرامي يجب لجمه على الفور من دون قيد أو شرط«.
وأضاف عباس »نرحب بقمة عربية تعقد في أقرب وقت و(نؤكد) مطالبتنا لإعادة التهدئة والعودة إلى الحوار الوطني مدخلنا لاستعادة الوحدة، ضمانة قوتنا وانتصارنا وحماية شعبنا وقضيتنا ومستقبل أجيالنا في إطار القرار والإجماع العربي«.
ووصف عباس ما تشهده غزة بأنه »العدوان بكل صوره وأبشعها وأكثرها دموية وشراسة، وهذا ما تتعرض له غزة الصامدة بأعتى آلة عسكرية توقع المجزرة الأكثر دموية والتدمير المنهجي الشامل لكل مقومات ومظاهر الحياة، عدوانا آثما لا يستهدف غزة فحسب، بل كل أبناء الشعب الفلسطيني وقضيته ومستقبله، بل أبسط حقوقه وشرائع وحقوق الإنسان في كل مكان«، مشيرا إلى أن »تبعات العدوان الإجرامي لن يكون من السهل تداركها قبل أن تحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية إزاء الجرائم الفظيعة التي ارتكبتها ولم تزل«.
وكرر عباس دعوته لحركة حماس والجهاد الإسلامي إلى الحوار »على طريق إعادة صياغة المنظمة، بالاستناد إلى ما تم التوافق عليه في القاهرة... والمشاركة باجتماعات اللجنة التنفيذية، والقيادة الفلسطينية لمجابهة العدوان الإسرائيلي على القطاع«.
وتناول عباس في خطابه المطول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بقوله »فالمفاوضات ليست هدفا بذاتها وما لم تكن الوسيلة والخيار، بإرادة صريحة و قوية، لتحقيق أهداف السلام المحدد الأسس والأهداف كما حددتها مبادرة السلام العربية التي نعتبرها الأساس ونقطة الارتكاز للسلام، فلا جدوى من استمرارها«. وأضاف »ولا نرى رغم قناعتنا بالمنهج والهدف، وقناعتنا وحرصنا على عدم العودة إلى الوراء، أي فائدة من استمرارها بالصورة التي جرت عليها، فنحن لن نتردد في وقفها إذا ما تعارضت مع مصالحنا ومست ثوابتنا الوطنية أو شكلت غطاء للعدوان، فالسلام لا يمكن أن يكون إذعاناً أو تفريطا أو استسلاماً، وشعبنا لن يفقد خياراته عندما يغلق أمامه هذا الخيار، أو عندما يستمر العدوان والاستيطان ومصادرة الأراضي بما يفقد ذلك الخيار (المفاوضات) معناه وجدواه«.
- وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم، في بيان، »إن دعوة عباس للجلوس على طاولة البحث في هذا الوقت، جاءت متأخرة جداً لأنها تساهم في لفت النظر عما يجري من جرائم«، داعيا عباس للبحث عن وسيلة أخرى لإثبات وطنيته »غير محاولات التخذيل واستثمار جراحات الشعب والمقاومة«.
وأضاف »إننا إزاء هذه المحاولات مضطرين لكشف عدة نقاط، منها أنه تم تشكيل خلية طوارئ في رام الله برئاسة (أمين عام الرئاسة الفلسطينية) الطيب عبد الرحيم، وتضم أفراداً من مكتب عباس دورها الاتصال مع بعض عناصر من فتح في غزة لجمع معلومات عن مواقع حماس السرية، وأماكن تواجد القادة ومن ثم إيصالها لقنوات التنسيق الأمني مع العدو«.
وأشار إلى أن »مجموعة من الضباط المتقاعدين من فتح في غزة، ومن ذوي الخبرات قد أرسلوا رسالة لعباس يطالبونه فيها السماح لهم بالمشاركة في الدفاع عن أبناء شعبهم في غزة، فما كان منه إلا أن ألقاها جانباً وأهملها ولم يرد بشيء«.
واعتبر ان الحديث عن تهدئة يعني »مساواة بين الضحية والجلاد«، مؤكدا ان اي تدخل عربي او اجنبي يجب ان يبنى على »وقف العدوان ورفع الحصار وفتح كل المعابر«. وأضاف »لم يستطع احد لا اقليميا ولا دوليا بما في ذلك الوسيط المصري الزام العدو الصهيوني باستحقاقات التهدئة«.
الا ان الطيب عبد الرحيم نفى اتهامات حماس له وللسلطة بإنشاء لجنة طوارئ للتنسيق مع إسرائيل في هجومها على غزة. وقال لقناة »العربية« إن »حماس انهت التهدئة وجنحت إلى التصعيد تنفيذا لأجندة اقليمية«.
وأكد القيادي في حركة حماس ايمن طه ان حماس لم تتلق حتى الآن اي اقتراح بشأن تهدئة، لكنه رحب بأي مبادرة توقف الهجمات الاسرائيلية وتضمن رفع الحصار عن القطاع.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت أن رئيس المكتب السياسي لحماس »خالد مشعل أعلن، رداً على سؤال لوزير (الخارجية الروسي سيرغي) لافروف، انه مستعد لوقف المواجهة المسلحة، ولكن شرط رفع الحصار عن قطاع غزة«.

المصدر: وكالات