عادل محمود يكتب عن حرب الكذب المسلح في غزة

12-01-2007

عادل محمود يكتب عن حرب الكذب المسلح في غزة

عشية خروج اسرائيل من غزة €ايام شارون€ ظهرت اولى بوادر الصراع على غزة بين فتح وحماس. واليوم الصراع على غزة وفي غزة قد وصل الى البنادق €ومنها التي تقتل اطفالاً ذاهبين الى المدرسة!€.
اول شيء لافت في هذه الازمة هو «الكذب» واستغرب بالدرجة الاولى «نوع» الكذب وطريقة انتاجه.
حماس تقول ان ما جرى على معبر رفح هو محاولة اغتيال اسماعيل هنية. وفتح تقول ان حماس وبنادق حماس العشوائية هي الفاعل المجهول المعلوم. ابو مازن يكذّب حماس في عدة امور. وحماس تكذّب ابو مازن في عدة امور. وتسري عبارة «عيب» و«حرام» ونظيف وحرامي ومهرّب ومهرّج.. الى آخره.. ثم يشتبكون ويهدأون, ويأتي العربان ليصالحوا الفريقين, وهم الذين يغذّون الفتنة بانقسامهم الداعم لأحد الفريقين.
هذا الذي يجري ليس في مستوى قادة ورجال دولة موعودة او ارض مفقودة, انه «شكلاً ومضموناً, صراع ميليشيا, وفصائل وعقد احتلال ومَنافٍ ومدارس سياسية مبتدئة وعتيقة.
واكثر ما يثير العجب ان يعود الفريقان الى طاولة واحدة بعد ان يتهم كل واحد الآخر بالتهم التي لا تُبقي على «السلام عليكم» اذا التقينا. وهذا امر ممكن في ديمقراطيات راسخة سلاحها الكلام لا كلامها السلاح وفوراً... السلاح ولكن ليس في البيئة الراسخة التي كان ياسر عرفات يسميها «ديمقراطية غابة السلاح» المعتبرة واحدة من الدعابات العجيبة لتغطية معارك الفصائل بعبارات الافتخار والمصالحة.
جميع البشر يعلمون ان الازمات المعقدة تحتاج الى عقول حديثة, والى خيال يبتكر الخيارات المتعددة. إلا عندنا ­ نحن العرب ­ حيث ندرك بعد فوات الاوان النقص الفادح في النظر والنظرية والبصيرة والبصَرَ.
الحصار على الشعب الفلسطيني لن يفكّه صاروخ نظيف شريف ولا أيدٍ نظيفة شريفة. وكذلك لن تفكّه تكتكات وبهلوانيات التنازل والاذعان للشروط والتغاضي عن الفساد والمفسدين. ثمة شيء واحد هو «الإجماع» بعيداً عن اغلبية واقلية. وعن كل الكلام. المساوم والمقاوم. ولو كنت انا فتحاوياً لقلت لحماس: «احكموا كما تشاؤون نحن ننتظر معجزاتكم» وعندما لا تحدث المعجزة, وهي لن تحدث, سيكون الشعب الفلسطيني جاهزاً لقول رأيه في حكومة وحكم وحكمة حماس, كما قال رأيه في حكومة وبرلمان فتح في الانتخابات الماضية.
ثمة من يستعرض المؤامرة بالمنظار الموّحد لرؤية المنطقة في تشبيه الأزمة اللبنانية بالأزمة الفلسطينية وإن كانت الادوار معكوسة. ولكن لسخرية القدر السياسي هناك شرعية السنيورة المدعومة دولياً في وجه المعارضة. وهناك شرعية هنيّة المطعونة في شرعيتها. ومع ذلك ثمة من يقول بوجه الشبه باعتبار الحالتين صورة واحدة للمؤامرة الاميركية ­ الاسرائيلية.
نحن اولاد العجب... وسنرى العجب العجاب لاحقاً. وما كان ينقص نيران غزة إلا خطابات الظواهري المتلفزة!.
 

عادل محمود
المصدر: الكفاح العربي
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...