رسالة إعجاب من نائب كويتي إلى بن لادن

08-10-2007

رسالة إعجاب من نائب كويتي إلى بن لادن

أثارت رسالة وجهها نائب اسلامي بارز بالكويت إلى زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن جدلا وانتقادات له لمخاطبته بـ"الشيخ" ودعوته إلى "الجلوس مع العلماء والاستماع لهم"، فضلا عن تعبيره عن "إعجابه بجهاده".

وقال النائب الكويتي وليد الطبطبائي في رسالته "كاتب هذه الرسالة من الناس الذين يقدرون ويحترمون جهادكم السابق في تحرير أفغانستان من الغزو الشيوعي الروسي، وما بذلتموه وقتها من مال وجهد وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل الله عز وجل"، على حد تعبيره.

ومن بين الانتقادات التي وجهت للنائب الكويتي ما كتبه الكاتب الكويتي المعروف، أحمد الصراف، والذي قال إن الهدف من هذه الرسالة "تلطيف صورة بن لادن ورفع العبئ الثقيل الذي رمي عليه بأنه مجرم ومطارد" مشيرا إلى أن من يكتب رسالة من هذا النوع فإنه "بالتأكيد من أنصار بن لادن".

وجاءت رسالة النائي وليد الطبطبائي عبر صحيفة "الوطن" الكويتية منذ أيام. وقال فيها: "وكاتب هذه الرسالة من الناس الذين يقدرون ويحترمون جهادكم السابق في تحرير أفغانستان من الغزو الشيوعي الروسي، وما بذلتموه وقتها من مال وجهد وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل الله عز وجل، نسأل الله أن لا يضيع ذلك العمل.. وأيضاً فإن كاتب هذه الرسالة من الناس المحبين للعمل الاسلامي والدعوة الى الله عزوجل، ومن المناهضين للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة سيما ما تفعله اسرائيل باخواننا المسلمين في ارض فلسطين".

وأضاف مخاطبا بن لادن مطلقا عليه "الشيخ أسامة": "إن خطابكم الاخير الذي تم بثه قبل ايام عبر وسائل الاعلام اثار في نفسي الكثير من التساؤلات العديدة حول التأثيرات السلبية التي تسبب بها هذا الخطاب نظراً لغياب البعد السياسي في هذا الخطاب.. كيف يصلح ان تدعو الشعب الامريكي للاسلام وانت تعترف بجرأة كبيرة بانك وراء قتل الآلاف منهم في احداث 11 سبتمبر 2001، الا تعتقد ويعتقد كل عاقل بان هذا تنفير لهم عن الاسلام؟! فانت اما ان تدعوهم للاسلام بالترغيب والطف العبارة، واما ان تحاربهم وتقاتلهم ولكن ان تعلن الحرب عليهم وتقاتلهم وتدعوهم للاسلام في الوقت نفسه فهذان الامران لا يجتمعان بل يزيد من حقدهم على المسلمين وكراهيتهم للاسلام ونفورهم منه".

وتابع: "وعليه فإني اسأل الشيخ اسامة واقول له: ان الخط الذي تسيرون عليه اضر بالعمل الاسلامي والدعوة الاسلامية في شتى انحاء العالم، فلماذا لا تعيدون النظر في سياستكم وفي خططكم؟! ولماذا لا يتم استشارة العلماء الثقاة واهل الرأي والحكمة في العالم الاسلامي؟! ولماذا لا يكون مثل هذا الامر شورى بين قادة الرأي وساسة الفكر في العالم الاسلامي حتى تعلموا هل ما قمتم به صواب ام خطأ؟ وكيف السبيل الى تصحيح الاخطاء والنهوض من جديد بالأمة؟!".

وختم رسالته بالقول: "أسأل الله ان يحفظ اهل الجهاد الصادق، وأن يعز الاسلام واهله، وان يبعد عنا الفتن والمحن والبلايا.. آمين. أخوكم د.وليد مساعد الطبطبائي". 
 ولقيت رسالة النائب الكويتي انتقادات عديدة أبرزها ما كتبه الكاتب ورجل الأعمال أحمد الصراف، والذي يكتب عمود "كلام الناس" في صحيفة القبس الكويتية منذ 16 عاما.

وقال الصراف لـ"العربية.نت": لقد تعامل النائب الطبطبائي مع الموضوع بخفة لا تليق بمقامه كممثل للأمة، وهذا يدل على عدم إدراك خطورة مخاطبة شخصية مطلوبة عالميا لدورها الواضح الذي اعترف به في قتل الآلاف والاضرار بالملايين من العرب والمسلمين بالذات.

وانتقد الصراف بشدة مخاطبة بن لادن بـ"الشيخ" لافتا إلى ورود هذه الكلمة 8 مرات في الرسالة. وقال : يخاطبه بأخي والشيخ وهذه لهجة مخاطبة وليست لهجة عتاب، ولا يجوز معاتبة ونصيحة رجل مثل أسامة بن لادن سبب هذه الجرائم كلها.

وأضاف " كيف يطلب من شخصية مطلوبة عالميا ويعرض عليه الجلوس مع العلماء والتحدث معهم وأخذ رأيهم ونصيحتهم، أين سكون هذه اللقاء في نيويورك..".

وقال "طريقة الخطاب والرسالة توضح بأنه يعطيه نصحا ولا يقول له سلّم نفسك للعدالة وإنما يقول لله تفضل لنتحدث ونفهمك أخطاءك".

ورأى الكاتب أحمد الصراف أن "ما قام به بن لادن لا يتعارض مع اعتقادات الطبطبائي ولولا ذلك لم أعطاه النصح، وثمة فارق بين النصح والتجريم".
كما رأى أن "هدف المقال تلطيف صورة بن لادن ورفع العبئ الثقيل الذي رمي عليه بأنه مجرم ومطارد ومخاطبته كأنه إنسان عادي. وهدف المقال ليس إظهار خطأ بن لادن بقدر ما هو التماس العذر له".
واتهم الصراف النائب الطبطبائي بأنه "من أنصار بن لادن ومن المعجبين به".

ومما ذكره الصراف في مقاله في "القبس": والنقطة المهمة الأخرى التي أثيرت في الخطاب المفتوح الذي وجهه النائب الكويتي لهذا المجرم قوله إن خطابه الأخير الذي طلب فيه من الشعب الأميركي دخول الإسلام كان بمنزلة طوق النجاة الذي رمي للرئيس الأميركي!! ولا أدري منذ متى كان منطق ومصير بن لادن أهم من مصلحة ومصير ورفاهية الشعب الأميركي ورئيسه بالنسبة للكويتيين.

وقال أيضا: ويسأل بن لادن عما إذا كان راضيا عن "الأعمال" التي تقوم بها جماعته، وإن كانت لها علاقة بما يجري من 'أحداث' في المغرب العربي! وهنا أيضا، كما في كامل خطابه، لا نجد أي إشارة منه إلى أن ما قام ويقوم به بن لادن هو في حكم جرائم القتل والتشريد بل يصفها بالأحداث والأفعال.

حيان نيوف

المصدر: العربية نت
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...