محكمة غوانتانامو تدين سائق بن لادن بتهمة "دعم الإرهاب"

07-08-2008

محكمة غوانتانامو تدين سائق بن لادن بتهمة "دعم الإرهاب"

أصدرت المحكمة العسكرية الخاصة بمحاكمة معتقلي غوانتانامو، قراراً الأربعاء بإدانة سليم حمدان، والذي كان يعمل سائقاً لدى زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، باتهامات تتعلق بـ"الإرهاب"، من بينها "تقديم دعم مادي لجماعة إرهابية"، في إشارة لتنظيم القاعدة.

وفي ختام المداولات التي عقدتها أول محكمة أمريكية لجرائم حرب منذ الحرب العالمية الثانية، أصدر قضاتها العسكريون الستة، قرارهم بإدانة حمدان، وهو يمني الجنسية، بتهمة "تقديم دعم مادي لجماعة إرهابية"، فيما تمت تبرئته من تهمة "التآمر" بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وفي أعقاب صدور الحكم أعلن كل من البيت الأبيض ووزارة الدفاع ترحيبهما بالقرار، وقالا إن حمدان تلقى "محاكمة عادلة"، حيث من المتوقع أن يصدر بحقه حكم بالسجن مدى الجياة، بعد ما قضى سبع سنوات محتجزاً بقاعدة "غوانتانامو" العسكرية في كوبا.

وشهدت المحكمة عدة خلافات، خلال الساعات الأخيرة، بين القضاة وفريقي الإدعاء والدفاع، كادت تتسبب بإلغاء المحكمة الاستثنائية، التي شكلتها وزارة الدفاع "البنتاغون"، للبت في "جرائم الحرب" في إطار "الحرب على الارهاب" التي بدأتها الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 2001.

ووجه الإدعاء الأمريكي اتهامات لحمدان بتوفير مساعدة مادية للإرهاب والتآمر، كما يقول المدعون إنه كان عضوا في تنظيم القاعدة منذ عام 1996 وحتى عام 2001 بحيث تآمر مع أعضاء آخرين في التنظيم بشأن شنّ هجمات إرهابية.

وقال مدعون إن حمدان تم إلقاء القبض عليه في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2001، في أفغانستان، بعد رصد محادثة تتعلق بهجمات سبتمبر، ومعلومات أخرى، تفيد بأنه كان واحداً من أفراد "الحلقة" المقربة لزعيم القاعدة، كما ساعد وشارك في التخطيط وتنفيذ الهجمات.

غير أن الدفاع رد على الادعاءات بأن حمدان كان مجرد "سائق بسيط"، ولم يكن على اطلاع بخطط بن لادن ومشاريعه، وأنه كان يعمل عنده لمجرد الحصول على أموال وليس لشن هجمات على أمريكا.

كما أفاد المدعون بأنه تم العثور على صاروخين في صندوق السيارة التي كان يقودها حمدان، لحظة اعتقاله بجنوب أفغانستان، إلا أن المحامين دافعوا بأنه كان يستأجر السيارة وكان يعيدها إلى أصحابها، وأشاروا إلى أن موكلهم ربما يكون "مجرماً"، ولكنه ليس "مجرم حرب."

وفي وقت سابق، قال مدعي عام محكمة معتقل غوانتانامو المخصص لكبار قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان، إن حمدان كان على علم بالهدف المحدد لطائرة واحدة على الأقل من بين الطائرات التي شاركت في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة.

وذكر المدعي أن حمدان أقر خلال التحقيقات بأنه كان على دراية بأن الطائرة المدنية الرابعة المختطفة- والتي سقطت في وقت لاحق في أرض مفتوحة بولاية بنسلفانيا بعدما تصدى الركاب للخاطفين-  كانت ستصطدم بـ"القبة،" في إشارة، على الأرجح، لمبنى الكابيتول الذي يضم مقر الكونغرس وعدد كبير من الإدارات الأمريكية.

وكان الشاهد الأول للدفاع في المحاكمة جندي أمريكي، قيل إنه كان حاضراً عندما اعتقل حمدان أثناء نقله بسيارته صاروخ "سام 7" المضاد للطائرات، لكن استجواب الجندي من قبل الدفاع لاحقاً أفضي إلى قوله إنه غير متأكد ما إذا حمدان يقود السيارة بنفسه ضمن موكب ضم ثلاث عربات.

واشتكى الدفاع مجدداً من أنه لم يتمكن من معرفة كافة الأدلة في الاتهامات المساقة بحق موكله.

وكان قاضي أول محكمة أمريكية لجرائم حرب منذ الحرب العالمية الثانية، قد منع استخدام أدلة استخلصها محققون من حمدان، بدعوى انه اُخضع لـ"ظروف قسرية للغاية" في أفغانستان.

كما رفض القاضي استخدام الادعاء لسلسلة من الاستجوابات في قاعدتي "باغرام" و"بانشير" العسكريتيين في أفغانستان، جراء الظروف القسرية البالغة التي أحاطت باستخلاص تلك الإفادات.

وكان القضاء العسكري في معتقل غوانتانامو، بخليج كوبا، قد أسقط في يونيو/ حزيران الماضي تهم ارتكاب جرائم حرب عن حمدان، في خطوة اعتبرت انتكاسة لمساعي إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لمحاكمة المعتقلين أمام محاكم عسكرية.

وجاء قرار القاضي بعدما فشلت السلطات الأمريكية في تقديم حجج قانونية وإثباتات، "تؤكد أن حمدان كان عدواً مقاتلاً غير قانوني."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...