دجلة يتحول إلى خط تماس مذهبي في بغداد

09-01-2007

دجلة يتحول إلى خط تماس مذهبي في بغداد

حذّرت مجموعة الأزمات الدولية، في تقريرها الاخير عن العراق، من قيام “مناطق احادية المذهب” في بغداد وتزايد الانقسامات بين السنة والشيعة بحيث يتحول نهر دجلة الى “خط تماس واقعي” بينهما، وسط مخاوف أميركية من أن يتحول “الوجود الدبلوماسي الكبير» في العاصمة العراقية إلى رمز للاحتلال.
وأشارت مجموعة الأزمات الى “تسارع عملية تجزئة” بغداد “بشكل مذهل خلال عام 2006” مع تصاعد اعمال العنف المذهبية الطابع إثر تفجير قبة الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في 22 شباط الماضي.
ووصفت المجموعة نفسها التهجير بأنه عملية “تطهير” يريدها المتطرفون من الجانبين، مشيرة الى ان “الحروب الاهلية لا تندلع فوراً بين جيران يعرف بعضهم بعضاً منذ زمن طويل”.
وتابعت: “إن ما لا يقل عن 160 الفاً من سكان مختلف مناطق بغداد” غادروا اماكنهم خوفاً من عمليات الانتقام بين شباط وكانون الاول 2006.
ولم تؤدّ المواجهات التي تحصل ليلاً من وقت الى آخر بين بعض الاحياء الى قيام خطوط تماس. ومع عمليات الفرز المذهبي، اوضحت مجموعة الأزمات ان منطقة الرصافة (شرق دجلة) “باتت تقريباً تحت سيطرة الشيعة” فيما “يسيطر السنة بشكل شبه كامل تقريباً” على منطقة الكرخ (غرب دجلة).
لكن وجود منطقة الاعظمية السنية، نسبة الى الامام ابي حنيفة ولقبه “الاعظم”، في الرصافة وحي الكاظمية نسبة الى موسى الكاظم، الإمام السابع لدى الشيعة الاثني عشرية، في الكرخ يعرقل كثيراً قيام “مناطق احادية المذهب”.
يشار الى أن ناحيتي الرصافة والكرخ هما قلب بغداد التاريخي قبل ان تشهد حركة العمران نشوء احياء اخرى اصبحت مع الزمن امتداداً جغرافياً للمنطقتين.
فضلاً عن ذلك، لا تزال المناطق الاخرى تشهد تعايشاً بين الطائفتين وخصوصاً في احياء البياع والدورة وأبو دتشير والزعفرانية (جنوب)، إضافة إلى الوجود المختلط في احياء الطالبية والبنوك (شمال شرق) وبغداد الجديدة (شرق).
ويتحاشى السكان حالياً التوجه الى مناطق أو احياء تسيطر عليها جماعات من مذهب معين.
من جهة ثانية، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” امس، بأن السفارة التي تبنيها الولايات المتحدة حالياً في العاصمة العراقية فوق مساحة تزيد على 100 فدان، ويسميها المنتقدون “حصن بغداد”، أثارت خلافات داخل أوساط وزارة الخارجية الأميركية مع تزايد المخاوف من أن الوجود الدبلوماسي الكبير سيكون رمزاً للاحتلال الأميركي للعراق ويصبح هدفاً للغضب المحلي.
وأشارت الصحيفة إلى خطة يجري تنفيذها حالياً لتوسيع الوجود المدني الأميركي في العراق وإنهاء العمل في أضخم سفارة للولايات المتحدة في العالم، قالت إنها “ستشغل قلب الاستراتيجية الجديدة في شأن العراق التي سيكشف عنها الرئيس جورج بوش الأربعاء المقبل (غداً)، ويعلن فيها زيادة عدد قواته هناك”.
وأضافت الصحيفة أن السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء في قلب بغداد “تغطي مساحة مقدارها 104 فدادين، وهو مما يجعلها أكبر بست مرات من مبنى الأمم المتحدة في نيويورك ومدينة داخل مدينة سيعمل فيها أكثر من 1000 شخص”.
وأوضحت “فايننشال تايمز” أن وزارة الخارجية الأميركية ووزارات ووكالات أميركية أخرى، من بينها الدفاع والخزانة (المال) التي سيكون لها وجود في السفارة الأميركية في بغداد، تعمل الآن على وضع خطة لتأمين مساكن للعدد الجديد من المدنيين الذين سيعلن بوش عن إرسالهم إلى بغداد في خطابه المقبل.
ونسبت إلى الدبلوماسي الأميركي السابق جون براون، الذي استقال من منصبه احتجاجاً على غزو العراق عام 2003 قوله، “إن السفارة ستكون رمزاً للاحتلال الأميركي للعراق وللانفصال شبه التام لموظفيها عن المجتمع الذي يُفترض أن يتواصلوا معه”.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...