خلاف بعثي حول العروبة

02-08-2016

خلاف بعثي حول العروبة

الجمل: وصلنا من مجموعة من المثقفين البعثيين القوميين (سوريين وعراقيين وفلسطينيين) ردّ على مقالة الدكتور عبد اللطيف عمران رئيس تحرير جريدة "البعث" الرد التالي:

رداً على مقال "العمل الحزبي الوطني والقومي" للرفيق عبد اللطيف عمران المنشور في جريدة البعث يوم 27/7/2016
ظهرت قبل وخلال الأزمة التي تعصف بأكثر من قطر عربي ومن بينها سورية العروبة شريحة تدّعى الثقافة، وتولت مناصب في الدولة ومنها في السلطة الرابعة في ذلكزكي الأرسوزيأكرم الحورانيالزمن الرديء، فكان وصولها وتربّعها على عروش مؤسسات إعلامية كانت تشكل منابر قومية "خطيئة تاريخية" سيحصد أبناء الأمة والدولة القومية مرارة ما يبثّونه من أفكار بعيدة كل البعد عن الوحدة الوطنية والمواقف القومية، ويعملون على بث الشرخ في الوحدة الوطنية، حين يشيرون إلى أن "هناك ضعفاً في الوحدة المجتمعية والوطنية يعصف برسوخ الشعور القومي والهوية العروبية والانتماء القومي لدى أبناء الأمة".
والمؤسف أن أحد هؤلاء يفترض أن الوحدة الوطنية في القطر الواحد صارت مهدّدة، وأن معظم الأقطار العربية تفتقد السلم الأهلي والعيش المشترك بسبب الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن العربي بحجة الدعوة إلى الاهتمام بالعمل الحزبي الوطني!.
وكأن فكرته التي أراد أن يسوقها والمتعلقة بضرورة الاهتمام بالعمل الحزبي الوطني تبرّر له التقليل من أهمية العمل القومي، والهجوم على مؤسسات العمل القومي التي يصفها بالصدئة، ويدّعي أن نتائج عمل الأحزاب القومية صارت في مهب الريح! وكأنه يضع نفسه في عداد الأجيال الجديدة المتوثبة.. 
إن هذه الشريحة وكل من يسوق أفكاراً تهاجم العمل القومي بمؤسساته وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي، لا علاقة لهم بالثقافة ولا بالإعلام الوطني أو القومي، بل هم جهلة ومأزومون، نفعيون، منافقون، سلبيون، يعيشون أزمة في ذواتهم، ويمارسون الفساد في كنف الأزمة،ميشيل عفلق ظناً منهم أنهم غير مرئيين، ويولّدون أزمات ثقافية داخل مجتمعهم، هم بتلك الأفكار يسوّقون ما يسعى إليه أعداء الأمة، ويقدمون خدمة مجانية لهم تأتي في صالح أجندتهم بطريقة أو بأخرى، لطالما يعزفون على وتر إحداث انقسام في المجتمع العربي الواحد، لا بل في المجتمع المحلي الواحد! مما سيكرّس الأزمة ويرسّخها ويقوّي إمكانية استمراريتها، ويعزّز من مكانة المستفيدين من استمرارها.
نحيل هؤلاء إلى مقررات مؤتمرات البعث القومية والقطرية، وما حققته مسيرة البعث النضالية من نتائج على الأرض، لم ولن تذهب أدراج الرياح كما يدّعون، لأنهم يجهلون تلك المقررات، فلو أنهم قرأوا دستور البعث ومقرراته لما تجرؤوا على طرحهم هذا..
نحيل هؤلاء إلى المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897، والاطلاع على مقرراته، وإلى وثيقة "كامبل" التي وضعها "هنري كامبل بنرمان" رئيس وزراء بريطانيا عام 1907، والتي دعت إلى الإبقاء على شعوب هذه المنطقة مفككة جاهلة متأخرة، وحرمانها من اكتساب العلوم والمعارف التقنية، ومحاربة أي توجه وحدوي فيها.
نحيل هؤلاء إلى اتفاقية "سايكس بيكو 1916" و"وعد بلفور 1917"، و"مؤتمري فرساي 1919" و"سان ريمو 1920"، ومعاهدتي "سيفر 1920 ولوزان 1923"، وقرار التقسيم 181 عام 1947، وإعلان قيام "إسرائيل 1948"..
نحيلهم إلى التاريخ الحافل بالمخططات والمؤامرات ضد وحدة العرب، والتي لا تزال تحاك لتمزيقهم وتفككهم، وإقصاء مشروعهم النهضوي العربي المقاوم، ومحاولات خلق صراعات وخلافات وحروب داخلية وأهلية تزيد من تفتيت الأقطار العربية وهدر طاقاتها الاقتصادية والبشرية والفكرية..
الشعب العربي هو الذي سيفشل تلك المخططات والمؤامرات كما أفشلها في السابق، وليس جامعة الدول العربية أو غيرها من الأنظمة الرسمية الحاكمة، فهو القادر بتوحّده، وصدق انتمائه للعروبة، بقواه ومؤسساته الحزبية القومية، بعيداً عن خلافات الأنظمة العربية، على استعادة قوته، والإمساك بزمام المبادرة من جديد، وقول كلمته الحق: لا لتفكيك وحدة الأقطار العربية، لا للتجزئة بكل صورها القطرية والطائفية والقبلية، نعم للقضية الفلسطينية التي ستبقى القضية المركزية للأمة، ولا بديل عن العروبة، إذ لا مستقبل للعرب دون توحّدهم وتضامنهم..


التعليقات

قرأت مقال الدكتور عمران في جريدة البعث، والطريف في الموضوع أن الدكتور عمران لا يهاجم الفكرة القومية بحد ذاتها، بل على العكس تماماً، ولا يهاجم أحزاباً بعينها، لكنه يوصف الحالة التي نحن فيها، وهي أن إنجازات جميع الأحزاب القومية التي عملت بالفعل باتجاه الفكرة القومية أصبحت في مهب الريح بسبب انجرار الكثير من عناصر الأحزاب القومية واليسارية وراء البترودولار، ولا يخلو الأمر من بعض الشرفاء كما هو الحال في كل زمان ومكان. ما يقوله مقال الدكتور عمران هو أن الحالة الراهنة وصلت بالسوري ليقول (سوريا أولاً) واللبناني ليقول (لبنان أولاً)... وهكذا دواليك... إن كان المثقفون أصحاب الرد لم يروا ذلك على أرض الواقع، فلا يعني ذلك عدم وجوده. دعوة الدكتور عمران إلى تنشيط العمل الحزبي الوطني ليست دعوة إلى نبذ العمل القومي، لكنك لا تستطيع أن تصلح الشارع الذي تقيم فيه إذا كان بيتك مهدماً.. ببساطة كانت دعوة إلى تنشيط العمل الحزبي لترميم المنزل قبل البدء بترميم الشارع. أتفق مع الإخوة أصحاب الرد في جملة واحدة: "ظهرت قبل وخلال الأزمة التي تعصف بأكثر من قطر عربي ومن بينها سورية العروبة شريحة تدّعى الثقافة"... واللي على راسه بطحة يحسس عليها.

لا أظن أن أولئك المثقفين قد قرأوا المقالة قراءة جيدة بعقلية بعثية.

لكن الملفت، ومن غير المألوف أن يشكك مدير عام صحيفة محلية ناطقة بلسان حزب البعث العربي الاشتراكي بالوحدة الوطنية، في الوقت الذي يتطلب الحديث عن الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني في سورية، والمدعو عمران يبث الشرخ في الوحدة الوطنية، حين يقول: "هناك ضعف في الوحدة المجتمعية والوطنية يعصف برسوخ الشعور القومي والهوية العروبية والانتماء القومي لدى أبناء الأمة".كلام خطير لايصدر إلا من جاهل.

تحية طيبة: بعد خمسين عاما..اثبتم فشل نهجكم.. وكل يحمل الآخر عدم الفهم.. وأوصلتم البلد إلى ماهو عليه الآن ؛ الا ترون حيادكم وترك البلد لنهج بديل جديد ؛ أولى من أن نتحملكم خمسين عاما ثانية. بل أكثر من ذلك أن يترك كل من عمره فوق الثلاثين لمن هم اصغر ؛ فقد ينجوا البلد بهم وينجون هم من افسادكم . وسيكون الكل اقل خسارة بذلك .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...