حول رحيل نضال سيجري

12-07-2013

حول رحيل نضال سيجري

 

نجوم الدراما يرثون «أبو وليام»
«أين يكمن المهم؟ ما حدث؟ ما يحدث الآن؟ ما سيحدث؟ ومن هو الذي يقرر أهمية اللحظة؟ تحيا أمنا العظيمة، ورؤوسنا كالأطفال في حضنها، هذا يفوق المهم». تلك كانت آخر كلمات خطها نضال سيجري، قبل أن يغادر هذه الدنيا الغارقة في الدماء والرصاص وجنون الموت. افتقده الناس مع بداية الموسم الرمضاني، وبحثوا عن إطلالته المحبّة، حتى من دون صوت، كما فعل في العام الماضي وقبله، لكنّه غاب هذه المرة. في دور أسعد خرشوف في «َضيعة ضايعة»
سيذكر العاملون في المسرح جهوده الجبارة لتدريب كوادر مسرحية شابة في المحافظات، ودعمه لمشاريع الشباب سواء في المسرح أو الدراما. شاءت الأقدار ان تكون أدوار الصف الثاني من نصيبه، باستثناء «ضيعة ضايعة»، حيثّ أدّى دور أسعد خرشوف الرجل الريفي البسيط الذي لا يتردد في مساعدة صديقه اللدود. لكنّه رغم ذلك، أبدع في أداء كلّ دور، كأنّه دور بطولة.
ومع انتشار خبر رحيل أبو وليام، بدأ رفاقه في الوسط الفني بتأبينه. وعلّق النجم أيمن زيدان على رحيله بالقول:«لغيابك يا نضال طعم العلقم. تغمدتك السماء بالرحمة. نضال سيجري الصديق الذي رحل مبكراً، وترك وراءه سحباً من الوجع والحزن». أما الكاتب والسيناريست فادي قوشقجي فعلق: «نضال سيجري، لم يهزمك المرض، بل حرقة قلبك على وطنك. فأنا لم أرَ سورياً أكثر منك حناناً على «أمنا العظيمة» كما كان يحلو لك أن تسميها وداعاً أيها النبيل. لقد ازدادت بشاعة العالم برحيلك». فيما نعته الفنانة قمر خلف بكلمات بسيطة: «نضال سيجري، أيها الفنان الإنسان كم ناديت لمحبة أمنا العظيمة سوريا، وها هي أمنا تحتوي جسدك تحت ترابها».
أما المخرج سيف الدين سبيعي فكتب عبر حسابه على تويتر: «آه يا نضال، كيف تركتني هكذا. فلترقد روحك الطاهرة بسلام، فأهل السماء باتوا بحاجة لك أكثر. والله أحسّ أني سأتبعك قريباً يا صديقي». وكتبت عنه الفنانة شكران مرتجى: «صديقي نضال رحلت لدنيا الحق. صديقي وجعه وجعين المرض والوطن. صديقي أرقد بسلام. رح أشتاق لك يا رفيقي». وكتبت سيرين عبد النور: «نضال سيجري راح عند صديقه أديب خير الله يرحمكن»، وكتبت ديمة الجندي: «أبو وليم الغالي الرحمة لروحك الطاهرة... رحت بكير وكسرت قلبنا كتير». وأوجز الموسيقي طارق مامللي: «وإنّا على فراقك لمحزونين».
وكتب فراس إبراهيم مودعاً: «لا أدري هل أرثيك أم أرثي نفسي، أم أعتب عليك لأنك لم تأخذ بيدي في هذه الرحلة المنتظرة، وأنت تعرف جيداً أنني قد حزمت حقائبي لأرافقك». وعلى صفحتها عبر فايسبوك، كتبت الممثلة كندة علوش: «الطيب الغالي المبدع، لروحك الرحمة والسكينة والسلام، ولنا ما تبقى من ألم وضيق حسرة، وبقايا أمل». وكتبت الممثلة تولين البكري: «مع كل آلامه، كان قوي ويمزح وينكّت، وبنفس الوقت كان يترجّانا نحب ونخاف على بعض وعلى بلدنا». أمّا الممثل مكسيم خليل فعلّق عبر تويتر: «وداعاً أيها النسيم الدافئ من هواء الوطن، وداعاً نضال سيجري لك الرحمة يا صديقي».
[ تنطلق جنازة الفنان الراحل عند الحادية عشرة من صباح اليوم، من منزله في اللاذقية، لتمرّ بخشبة المسرح القومي، ثم يصلى عليه ويوارى في الثرى في أحد مدافن المدينة.

طارق العبد-  السفير

ليتك كذبت هذه المرة
عندما أصبحت الدروب جنازات، قررت يا نضال الرحيل مع الشهداء قهراً، حيث يذهب أبناء سوريا الآن، خارج كل غريب عنها، فيبقون فيها وفينا. رحلت كي تظل صادقاً. أخبرتنا في عيد رأس السنة ان بلادك إذا لم تخرج من وجعها: «فسأتمنى الموت وأغادر مع هذا العام البائس المليء بالسرطان». ليتك كذبت هذه المرة فقط! لم تجد في العيد يا نضال إلا بائع الموت.صورة نشرها الكاتب ممدوح حمادة عبر حسابه على فايسبوك بالأمس
رغم الألم، ويد المرض التي حاولت خنق حنجرتك، ظل صوتك مدوياً وسورياً، يخرق صمت ألسنتنا، على كلا الجانبين. لكننا لم نتعظّ، لم ندرك صراخك: «يا أيها السوريون تحاوروا، تفاوضوا، التقوا، قولوا الحقيقة لبعضكم، كل هذا من اجل عيون أمنّا العظيمة، كل هذا من اجل الشعب الذي تدّعون أنكم تمثلونه، تحيا بلدي سوريا بكل أبنائها ولكل أبنائها، ولن تقبل إلاّ بذلك».
لكنك لم تيأس منا، من أنانيتنا. ظل ألمك على سوريا وأهلها اكبر من وجعك الخاص، فأوصيتنا: «وطني مجروح وأنا أنزف، خانتني حنجرتي فاقتلعتها، أرجوكم لا تخونوا وطنكم». سامحنا.
ويشهد الوطن أنك لم تضيّع بوصلتك يوماً كما ضعنا. لم تكن مع التمهل بالردّ على العدو الإسرائيلي حين اعتدى: «اعتبر نفسي متطوعاً في أيّ مكان لأكون في أي جبهة مواجهه مع هذا العدو الأزلي لكل العرب، تسقط إسرائيل وتحيا سوريا وتعيش فلسطين...». أما نحن يا نضال، فقد فررنا من الواجب، وأصبحنا أخوة يوسف والذئب.
«ما عاد في اسعد... بح». قُلتَها بعينين دامعتين حين انتهيتَ من تصوير دورك في «ضيعة ضايعة»، وقصصتَ شعرك. كنتَ ذاهباً إلى رحلة المرض، ولم تخبرنا خوفاً من إيلامنا.
جودي خميس يشتاقك منذ الآن. باسم ياخور صديق الدرب يخاطبك، بكلمات قليلة سرقناها من بكائه: «إنت أخي وأنت السوري ووسادة الياسمين. خلص الكلام. راح الحكي».
أسمعك وأنا أكتب تنهرني عن الرثاء كأنك تقول: «لا وقت لي، أعطوه لسوريا». هذا همك! هل يسعدك إن قلت لك انّ السوريين «موالين» و«معارضين» و«مسحوقين» (من اعتبرت انك منهم)، جمعهم الحزن على فراقك. أخيراً اتفقوا على شيء يا نضال، اتفقوا بسببك يا نضال، ولم يتفقوا على شيء أو أحد غيرك!
رغم الرحيل، الكلام لك في عزائك: «أصدقاءنا المحرضين بماذا تشعرون؟ كلما قدمنا التعازي وصافحنا أهل الفقيد نرتبك بحرارة شرايينهم.. ونقول في سرّنا... متى دورنا؟». وكما الستار يكون آخر من يصفق للعرض، تبقى أنت المشهد الحي يا نضال.

أمين حمادة- السفير

نضال سيجري: أسعد الطيب حمل «ضيعته» ومضى
«سطّري طريقاً مورداً، وإن كان للشوك مكان، سيري فالألم يجعلك أقوى وأبقى، وإن رحلت يوماً، بكتك كل مَن في الأرض والسماء» هكذا، قال نضال سيجري (1965ــــــ 2013) لإحدى الممثلات اللبنانيات وهو يعلّمها ما الذي ينبغي لها فعله كي تجيد فنّ التمثيل وفنّ زرع المحبة في قلوب الناس. كأنّه كان يعلم بأنّ الجميع سيبكي فراقه كما حصل أمس.
مشهد من مسلسل (ضيعة ضايعة)
بشكل غير مفاجئ، رحل النجم السوري بعدما أتعبه المرض والحال المزرية التي بلغتها بلاده. هكذا، عجز عن مواصلة المشوار وسوريا يتوغّل فيها الانقسام، ويأكل أبناؤها قلوب بعضهم بعضاً! لم يستسغ إكمال حياته الفنية بدور الأخرس وهو الأكثر أحقيةً في الكلام. كيف لا وهو مَن تحدث بجرأة كبيرة أمام الرئيس السوري بحضور 35 فناناً سورياً عن ضرورة أن يضع النظام يده بيد المعارضين الشرفاء من أمثال فايز سارة، وميشال كيلو وهيثم مناع لتصل البلاد إلى ضفاف الأمان؟ كان ذلك قبل بحر الدماء الذي غرقنا فيه، لكنّ صوته كان مبحوحاً، فلم يسمعه أحد! اضطر الممثل البارع لإجراء عملية استئصال حنجرة بعد إصابته بالمرض، فاستعاض عنها بواحدة الكترونية كانت تجعله يعتذر لمن يكلّمه لعدم وضوح صوته. ليست غريبة تلك الأخلاق عن الكوميديان السوري وهو الوريث الشرعي لأسامة بن منقذ (1095ــــ 1188) الشاعر، والأديب، والفارس الذي ولد في قلعة شيزر في منطقة محردة (اللاذقيّة). على مقربة من تلك القلعة المطلّة على البحر، ولد «أسعد». قرّر منذ الطفولة جعل البحر صديقه، يفضي إليه أسراره، ويخبره بأحلامه. في حديث سابق لنجم «الانتظار» مع «الأخبار»، قال: «من البحر تعلَّمت أول الدروس السُّرانيَّة، وما زلت حتى اليوم أؤمن بأهمية السرّ». تلك كانت المحطة الأولى التي قضاها برفقة البحر، وعاش بين أفراد عائلة بسيطة خبر فيها الديموقراطية عندما تربّى مع شقيقين وشقيقتين، ولم يكن الأبوان يميّزان بينهم أو يطلقان سطوة الذكور على الإناث. بدأ طالباً مشاغباً في المدرسة الابتدائية من دون أن يسكنه هاجس التفوق، بل كان يشعر بالشفقة على زملائه المتفوقين كون سياط الدرجات تلاحقهم أينما حلّوا. هكذا، تعلّم طعم الحرية عندما مارس اختلافه من دون أن يؤذي أحداً. من هناك بدأت الرحلة والمشوار الصعب الذي توِّج بنجاح ساحق وشهرة واسعة وإجماع على موهبة استثنائية ومحبة كبيرة لدى الجميع. جَيّر طاقاته لصالح كرة القدم في طفولته المبكرة ثم لصالح المسرح الطلائعي. عندها، كانت الكوميديا تسير في دمه من دون أن ينتبه. مرة، أُغرم بعريفة المدرسة وكانت تكبره بعامين، فذهب إلى صديقه وأخبره أنّ عليهما جمع عمرهما معاً، فيصبحا أكبر منها ويتسنّى لهما أن يعشقاها معاً. كان الرجل يحلم بالسفر الدائم. لذا كان يأمل أن يصبح بحاراً أو سائق شاحنة، علّه يسافر ويستكشف الحياة. لكن عندما تقدم لامتحانات “المعهد العالي للفنون المسرحية” بعد هجرته من الساحل إلى دمشق، اكتشف أنّه صار في إمكانه أن يكون رباناً وسائقاً وكثيراً من الأشياء الأخرى، خصوصاً أنّه تتلمذ على يد المسرحي السوري الكبير فواز الساجر الذي ترك رحيله فراغاً كبيراً في حياة التلميذ النجيب الذي تألق على خشبة المسرح منذ بداياته في «ميديا وجيسون» إلى «كاليغولا»، و«أواكس»، و«سفر برلك» ومسرحيات أخرى بلغت 35 تمثيلاً وإخراجاً ومنها «حمام بغدادي» بشراكة فايز قزق ممثلاً وجواد الأسدي مخرجاً. بين فترة وأخرى، كان يعود ليمارس لعبته الأثيرة على الخشبة مع الهواة وفرق المسرح الجامعي. وعندما عهد إليه منصب مدير المسرح القومي في سوريا، كتب استقالته ووضعها في الدرج منذ اليوم الأول، ولم يطل الاقامة، فقد هزمته حينها قوانين البيروقراطية والفساد الإداري. أما في التلفزيون، فقد اختار أدواره بعناية وعرف كيف يضع قدمه بين نجوم الصف الأول، ماشياً على مبدأ المعلّم ستانسلافسكي عندما قال: «ليس هناك دور صغير وآخر كبير. هناك ممثل صغير وممثل كبير». قدم نضال سيجري أدواراً هامةً في مسلسلات «بقعة ضوء» و«الانتظار» و«أبناء القهر» وحقق نجاحاً استثنائياً في «ضيعة ضايعة» (2008) لممدوح حمادة والليث حجو. بهذا العمل، صنع سيجري (بشخصية أسعد الدرويش والطيب) مع شريكه باسم ياخور ثنائياً قيل إنّه يصلح ليكون خلفاً لدريد لحام ونهاد قلعي.
أسدل سيجري الستار ليظلّ وليم (8 سنوات) وآدم (6 سنوات) يفخران برحلة والدهما القصيرة، فبلاده المجروحة ستبقى تذكره طويلاً رغم ازدحام الموت اليومي.
يشيَّع اليوم من منزله في اللاذقية، ليزور جثمانه المسرح القومي في المدينة، وليصلى
عليه عقب صلاة الجمعة في مسجد «ياسين» في مشروع الأوقاف، ثم ليوارى ثرى مقبرة الروضة.

«سنعود بعد قليل»
منذ ثلاث سنوات، علم نضال سيجري أنّه مصاب بسرطان الحنجرة. قاتله بكل ما يملك من معنويات، فظل يضحك ويوزع الأمل أينما حلّ. في افتتاح فيلمه التلفزيوني اليتيم «طعم الليمون» الذي قدم حكاية جميلة عن لاجئين جولانيين وفلسطينيين في مخيم جرمانا في ريف دمشق، سألناه عن سبب الفرح في عينيه، فكتب لنا على ورقة إنّه «الكيماوي يصنع منك رجلاً أجمل». واصل العمل مع الليث حجو كمتعاون فني في مسلسل «خربة» حيث قدم أيضاً دور رجل لا يتكلم، إضافة إلى تعاونه في مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي يُعرض حالياً. بذل جهوداً حثيثة لتجنيب بلاده الانقسام لكنّ كل نداءاته لم تفلح في ذلك.

وسام كنعان- الأخبار

استجاب الموت لنداء نضال سيجري
تسابق السوريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس، في التباهي بصداقة النجم نضال سيجري... ونضال كان صديق الجميع بحقّ. ويبدو أنّ الموت رغب أيضاً في نضال سيجريصداقته، فلم يخذله، ملبياً النداء الذي كتبه سيجري قبل دقائق من دخول العام 2013: «بعد قليل سأحلم بأنّ كل السوريين سيبدأون العمل معاً لإعادة البناء. بعد قليل إذا لم تخرج بلادي من وجعها سأتمنّى الموت، وأغادر مع هذا العام البائس المليء بالسرطان، تحيا سوريا بكل أبنائها».
توفي «تشارلي شابلن العرب» بعد صراع استمرّ ثلاث سنوات مع سرطان الحنجرة، ويُدفن اليوم الجمعة بعد أن يزور جثمانه خشبة المسرح القومي في مدينة اللاذقية التي شهدت ولادته بتاريخ 28 أيار 1965. تخرج الممثل السوري الكبير من «المعهد العالي للفنون المسرحية» العام 1991، وترك وراءه ولدين هما ويليام، آدم، ورصيداً كبيراً من الأعمال التلفزيونية قاربَ المئة مسلسل، منها «الشريد»، و«الفوارس»، و«سيرة آل الجلالي»، و«أبناء القهر»، و«أبيض أبيض»، و«بقعة ضوء»، و«غزلان في غابة الذئاب»، و«زمن العار»، وشركاء يتقاسمون الخراب».
وحقّق شهرة كبيرة بعد أدائه المذهل في المسلسل الكوميدي «ضيعة ضايعة» بجزأيه، حيث لعب دور أسعد ذي القلب الأبيض، الذي يشبه قلب نضال. عُرف عن «أبو ويليام» شغفه بالمسرح، فلم يأخذه التلفزيون بعيداً، وقدم للخشبة عشرات الأعمال بين تمثيل وإخراج، منها: «كاليغولا»، و«نور العيون»، و«سفربرلك»، و«بحيرة البجع»، و«صدى»... وكان آخرها «حمَّام بغدادي»، وأخرج فيلماً بعنوان «طعم الليمون».
وفور انتشار خبر وفاته سارع معظم المشتغلين بالدراما إلى نعيه عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب مؤلف «ضيعة ضايعة» السيناريست ممدوح حمادة: «تحياتي يا صديقي.. حكيت مع بيروت قبل شوي، وعرفت إنك بالشام فقررت حملك أمانة «بوسة للشام»، وبوسة إلك ماركة مسجلة». كانت هذه آخر رسالة بيننا ولم أتلق رداً يومها، وبما أنه ليس من عادتك ألا ترد صاع الحب صاعين فقد أدركت يومها، أن قبلاتي لم تصل لك ولا للشام». بينما كتب السيناريست فادي قوشقجي: «لم يهزمك المرض، بل حرقة قلبك على وطنك، فأنا لم أرَ سورياً أكثر منك حناناً على «أمنا العظيمة» كما كان يحلو لك أن تسميها، وداعاً أيها النبيل... لقد ازدادت بشاعة العالم برحيلك». وكتب السيناريست مازن طه: «نضال سيجري، مفجع غيابك أيها البحار النبيل، مفجع غيابك يا طائر الفينيق، لم يكن صوتك غائباً، بل كان حاضراً وبقوة (...) كنت الصوت الذي لم يفقد البوصلة، كنت الصوت الذي نصغي إليه جميعاً وبخشوع أسطوري، كنت الصوت الذي يخرج من رحم الوجع. لا لن يغيب صوتك.. لن يغيب حضورك».
التزم سيجري منذ بدء الأزمة السورية موقفاً واضحاً يدعو إلى الحب بوصفه بوصلةً وخلاصاً، وكانت له مبادرةٌ على الأرض أول الأحداث في مدينة اللاذقية برفقة صديقيه المخرج الليث حجو، والنجم باسم ياخور، حيث التقوا بمتظاهرين، ونقلوا مطالبهم إلى الجهات الحكومية. ووجّه لاحقاً عدة رسائل إلى السوريين بجميع أطيافهم، لعلّ أكثرها رسوخاً قوله: «وطني مجروح وأنا أنزف. خانتني حنجرتي فاقتلعتها. أرجوكم لا تخونوا وطنكم». قليلةٌ هي المواقف التي وحّدت السوريين منذ آذار 2011، وكان رحيل جسد نضال واحداً من أبرزها، وقد سارع المخرج السينمائي السوري جود سعيد إلى إطلاق مبادرة خاطب فيها الفنانين السوريين بالقول: «فرّقتنا الحياة ونبضها فليلمّنا موت نضال وصمته.. فلتجمعنا روحه ولنكن وردة سلامها الأخيرة. معاً ليكون يوم الغد (اليوم) يوماً جامعاً، بلا تخوين ولا سباب ولا تحريض... لربّما يبتسم نضال وهو يغادر».

صهيب عنجريني- السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...