حسين راغب يبحث عن حسيب كيالي

11-01-2007

حسين راغب يبحث عن حسيب كيالي

الباحث حسين راغب, حس مسكون بالجمال والعطاء المعرفي استحوذ عليه منذ عشر سنوات هاجس الكتابة التوثيقية والابداعية, وتدوين تراجم سير الاعلام والنابهين في حياتنا العامة, لا يمانه بدور الكلمة الواعية الشريفة في التصدي للقبح ولبذور الشر ..‏

وفي كل مرة كنت القاه في دمشق, أو ادلب او حلب اجد بين يديه ثماراً طيبة من شجرته اليانعة الوارفة الظلال وكان من نتيجة هذه الصحبة الحميمة بين حسين راغب واجواء التصنيف الادبي, من اجل نشر الثقافة الشعبية الممتعة وفي زيارته الاخيرة للقسم الثقافي في صحيفة ( الثورة) قدم لنا كتابه الجديد عن الاديب الكبير حسب كيالي 1921-1993 الذي حمل اسم : ( جاحظ العصر وامير الادب الساخر) وقد صدر هذا الكتاب في دمشق ضمن منشورات دار الفتاة مستهلكاً 247 صفحة من القطع الكبير .. وبهذه المناسبة كان لنا معه هذا الحوار :‏

* ماهي قصة اهتمامك بأدب وتراث الراحل حسب كيالي ؟‏

** لأنه ارتحل عن عالمنا وهو خارج وطنه, بل مدينته ادلب, التي عشقها الى حد الهيام والتماهي بها مات في الغربة موفور الكرامة, وهو يسعى بشرف واباء الى رزقه ورزق اسرته الكريمة. كما ان الاهمال النقدي المحلي والعربي, الذي تعرض له دون سبب واضح , ودون وجه حق,سوى مزاجية البعض جعلني اتعاطف معه, محاولاً انصافه من خلال تسليط الضوء على شخصيته التي امتازت بثقافة موسوعية, وكذلك التعريف بتراثه الادبي الخصب لا سيما وانه يحتل مكانة متميزة في مشهد الادب العربي الحديث.‏

* ما هي سمات أدبه بصورة عامة؟‏

** اديبنا المرموق حسيب كيالي, أحد رواد المدرسة الواقعية في الادب السوري المعاصر, ولم تكن هذه الواقعية الجديدة, تستند الى الواقعية الاشتراكية, بل هي واقعية محببة الى النفس, تبهج القراء وتؤنسهم, لأنها ذات نكهة شعبية, تصور الواقع كما هو , دون ان يقحم الشعارات الضخمة والاقوال الثورية على لسان ابطاله ما دفع بالاديب سعيد حورانية ان يتهم حسيب كيالي بأن قصصه تهدف في نهاية المطاف الى اضحاك القارئ ولا شيء سوى ذلك.‏

والحق فإن الكيالي هو كاتب الملحمة الشعبية لحياة الناس اليومية في المدن التي عاش بها : ادلب, ودمشق, ودبي, فكان يتابع بشغف تفاصيل الحياة اليومية ليس بحثا عن النكتة وحدها وانما بهدف اظهار السلوك الموروث للناس ( عادات وتقاليد) فالنكتة برأيه عمرها قصير وهي تتغير من زمن الى زمن اما الواقع الحياتي المرتبط بالوجدان , ونوازع النفس البشرية, والمثل العليا, فيكتب له الاستقبال الطيب والذيوع بين الناس.‏

* ماذا عن ظاهرة الاستطراد في أدبه؟!‏

** يمتاز اسلوب حسيب كيالي بالاستطراد على طريقة اديب العربية الكبير الجاحظ وهو نفسه لاينكر هذه التهمة الجميلة, او هذا المأخذ الادبي الذي يسعده اي ان الاستطراد تهمة حقيقية لا ينكرها وشرف ما بعده شرف يدعيه مع سبق الاصرار والتعمد والوعي, من اجل اسعاد القارئ وامتاعه.‏

* ما هو الجديد في كتابك؟‏

** كان حسيب كيالي عبقريات متعددة في رجل واحد فهو كاتب قصة, ورواية, وناقد ادبي, ومترجم, وشاعر إلا انه توقف عن نظم الشعر طواعية, حين نصحه الشاعر الكبير نزار قباني بذلك, مؤكداً بأنه لن يكون شاعراً مجيداً, وان ما تجود به قريحته ما هي إلا شطحات جالت في خاطره, من أجل اشاعة مناخ المرح والمزاح في جلساته .. فقمت بجمع شعره ا لفكاهي, او ما اطلق عليه النقاد الشعر ( الحلمنتيشي) في فصل مستقل, لئلا تضيع هذه القصائد في ذمة التاريخ, مستعيناً بعدد خاص من صحيفة ( الكلب) التي اصدرها الاديب غازي ابو عقل.‏

* ما موقف اديبنا الراحل, كما لمسته بنفسك, من قضية خلود الاديب؟‏

** لم يكن مكترثا بالخلود, ان على الاديب ان يستمر في كل الاجيال, عن طريق تداول مؤلفاته وفي رأيه ان الاديب يجب ان لا يكون مستغرقا بهذا الهاجس. بل ان رسالة الاديب ان يقدم للناس خلاصة ثقافته وثمرات تفكيره وكل ما يعرفه, من اجل ان تكون حياة المرء منسجمة مع تقلبات الحياة وشجونها.

هاني الخير

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...