حزب الله اللبناني وحركة حماس: تحليل مقارن

24-06-2007

حزب الله اللبناني وحركة حماس: تحليل مقارن

الجمل:     قبل الدخول في عملية التحليل المقارن بين حزب الله اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية، نود الإشارة إلى حدثين هامين لم يخطرا على بال أحد، وأثار دهشة واستغراب واهتمام معظم المعلقين والمحللين، وهما:
- الهزيمة المفاجئة التي ألحقها حزب الله اللبناني بالقوات الإسرائيلية، والتي مازالت تداعياتها تزلزل الأرض تحت  أقدام المسؤولين والزعماء الإسرائيليين.
- الاستيلاء المفاجئ على قطاع غزة بواسطة حركة حماس، والمصحوب بالقضاء على وجود منظمة فتح في القطاع، وهي المنظمة التي ظلت على مدى 40 عاماً تسيطر على الحياة السياسية الفلسطينية وتحظى بالدعم والتأييد الشعبي الهائل اللامحدود فلسطينياً وعربياً.
الحدث الأول شكل نقطة انقلاب في مسيرة حزب الله اللبناني، أبرزت دوره كقوة لها وزن واعتبار، على النحو الذي جعل من حزب الله لاعب إقليمي أساسي في المنطقة وليس مجرد ميليشيا مسلحة، أما الحدث الثاني، فقد شكل نقطة انقلاب في مسيرة حركة حماس، أبرزت دورها كقوة قائدة لها وزن واعتبار، على النحو الذي جعل من حركة حماس لاعباً إقليمياً أساسياً في المنطقة وليس مجرد ميليشيا مسلحة.
• التهديدات:
بالنسبة لحزب الله اللبناني نجد أنه يواجه تهديدات داخلية وإقليمية ودولية، فعلى الصعيد الداخلي يواجه حزب الله تهديداً من قوى 14 آذار وحكومة السنيورة المرتبطتان بإسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي، ودول المعتدلين العرب.
وبالنسبة لحركة حماس، فهي تواجه تهديد منظمة فتح وسلطة محمود عباس الفلسطينية المرتبطتان بإسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي ودول المعتدلين العرب.
وعلى الصعيد الإقليمي يواجه حزب الله تهديداً من قبل إسرائيل والمعتدلين العرب، والشيء نفسه بالنسبة لحركة حماس فهي تواجه أيضاً تهديد إسرائيل والمعتدلين العرب.
دولياً، يواجه حزب الله الحملة الدولية التي تقودها أمريكا والأمم المتحدة ضده، والشيء نفسه بالنسبة لحركة حماس، فهي تواجه حملة دولية تقودها أمريكا والأمم المتحدة ضدها.
• المعاناة:
عانى حزب الله من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر لسنوات طويلة في جنوب لبنان، وعانت أيضاً حركة حماس من الاحتلال الإسرائيلي الذي استمر لسنوات طويلة في الأراضي الفلسطينية.
• المواقف:
يرفض حزب الله اللبناني الاعتراف لا بإسرائيل، ولا بالاتفاقيات التي وقعتها، والشيء نفسه بالنسبة لحركة حماس فهي ترفض الاعتراف لا بإسرائيل، ولا بالاتفاقيات التي وقعتها، كذلك تشدد حماس في مفاوضاتها مع إسرائيل حول الجندي الإسرائيلي الأسير لديها، والشيء نفسه يقوم به حزب الله إزاء التفاوض مع إسرائيل حول الجنود الإسرائيليين الأسرى لديه.
• الوزن والدور:
يتمتع حزب الله بوزن جماهيري كبير، وهو ليس مجرد ميليشيا عسكرية، بل هو حزب سياسي يشارك في العملية الديمقراطية، وله العديد من النواب والوزراء في الحكومة اللبنانية المنتخبة، أما حركة حماس فهي أيضاً ليست مجرد ميلشيا عسكرية، بل هي حزب سياسي تشارك في العملية الديمقراطية، ولها العديد من النواب البرلمانيين والوزراء في الحكومة الفلسطينية المنتخبة.
كذلك يقود حزب الله معارضة سياسية ضارية ضد الحكومة اللبنانية، وتقود حركة حماس معارضة ضارية ضد الحكومة الفلسطينية، كذلك تجدر الإشارة إلى أن الحكومة اللبنانية كانت في البداية قد حصلت على  أغلبية أصوات الناخبين، ولكن لاحقاً تحولت الأغلبية إلى تأييد حزب الله، والشيء نفسه بالنسبة لحركة حماس، فقد كانت منظمة فتح تحصل على تأييد أغلبية الناخبين الفلسطينيين، ولكن لاحقاً تحول تأييد هذه الأغلبية لحركة حماس.
• الهياكل المدنية:
أنشأ حزب الله اللبناني الكثير من الهياكل المدنية ذات الطابع الاستثماري كالشركات والمتاجر، وذات الطابع الخدمي مثل المراكز التعليمية والصحية، ونفس الشيء تقوم به حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة فهي تملك الشركات الاستثمارية والمتاجر والمراكز الخدمية التعليمية والصحية.
• المذهبية العسكرية والقتالية:
استطاع حزب الله اللبناني أن يتبنى مذهبية الحرب اللامتماثلة ضد القوات الإسرائيلية، وهي تختلف عن مذهبية حرب العصابات في بعض الجوانب، والشيء نفسه تقوم به حركة حماس إذا توفرت أمامها فرصة المواجهة الشاملة مع القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.
وعموماً، توجد العديد من جوانب المقارنة الأخرى، وأيضاً توجد بعض جوانب الاختلاف، فحزب الله على سبيل المثال حركة إسلامية شيعية جهادية، أما حركة حماس فهي حركة اسلامية سنية جهادية، وبرغم هذا الاختلاف فإن حزب الله وحماس يمثلان شيئاً واحداً في المواجهة ضد إسرائيل.
يتميز تنظيم حزب الله بالصلابة ضد الاختراق الاستخباري، وقد كانت هذه الميزة ذات أهمية فائقة في حرمان إسرائيل من الحصول على المعلومات الاستخبارية الكاملة عن حزب الله، وقد أدى ذلك إلى اعتراف المسوؤلين الإسرائيليين بأن (الفجوة) في المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية المتعلقة بحزب الله كانت من العوامل الرئيسية التي تسببت في هزيمة الجيش الإسرائيلي.. وبالنسبة لحماس، كما تقول المعلومات، فإن كل المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، بما في ذلك قادة أجهزة الأمن الوقائي الفلسطيني كانوا يؤكدون قبيل سقوط غزة بيد حماس بيومين فقط أن حركة فتح قادرة على الإطاحة بحماس والقضاء عليها، ولن تستطيع حماس مهما أوتيت من قوة التغلب على فتح في معركة غزة، ولكن المفاجأة التي حدثت بعد ذلك أكدت بأن الأمريكيين والإسرائيليين كانت معلوماتهم الاستخبارية ناقصة وتعاني من فجوة، وذلك بسبب أن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، وجهاز الموساد الإسرائيلي كانت معلوماتهما الاستخبارية ناقصة وتعاني من فجوة، كذلك بسبب نجاح حماس في حرمان أعداءها من المعلومات، الأمر الذي جعلها تستطيع تحقيق المفاجأة والتفوق الميداني

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...