تونس: الحكومة تغلق المدارس والجامعات على خلفية احتجاجات البطالة

10-01-2011

تونس: الحكومة تغلق المدارس والجامعات على خلفية احتجاجات البطالة

اعلنت الحكومة التونسية الاثنين قرارا باغلاق جميع المدارس والجامعات في مواجهة موجة من الاحتجاجات.

واعلنت وزارتا التربية والتعليم العالي في بيان مشترك انه "اثر الاضطرابات التي جدت في بعض المؤسسات فقد تقرر تعليق الدروس حتى اشعار آخر بداية من يوم الثلاثاء".

وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد قال إن الذين انخرطوا في الاشتباكات الدموية مع الشرطة في الأسابيع القليلة الماضية "ارتكبوا أعمالا إرهابية".

وأضاف بن علي في خطاب تليفزيوني وجهه للشعب التونسي إن ما جرى كان من فعل عصابات مقنعة هاجمت المباني الحكومية في الليل وحتى المدنيين داخل منازلهم في فعل إرهابي لا يمكن التغاضي عنه".

وأضاف أن الأحداث التي جرت اتسمت بالعنف وكانت دموية أحيانا، وأسفرت عن مقتل مدنيين وجرح أفراد من القوات الأمنية.

وكانت الحكومة التونسية قد أعلنت مقتل 14 شخصا في المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينتي تالة والقصرين في وسط غرب تونس.

وقالت وزارة الداخلية ان شخصين من بين "مثيري الشغب" قتلا الاحد في القصرين واصيب ثلاثة اخرون، ما يرفع الى خمسة عدد القتلى في هذه المدينة منذ السبت.

كذلك، اصيب عناصر من الشرطة اصابة احدهم بالغة في القصرين التي يقطنها 77 الف نسمة والتي تبعد 290 كيلومترا عن تونس العاصمة.

واوضحت الوزارة ان الحصيلة السابقة التي تحدثت عن خمسة قتلى في تالة لم تتغير، لكنها لفتت الى مقتل اربعة اشخاص واصابة اثنين بجروح بالغة في بلدة قريبة من سيدي بوزيد، حيث اصيب ايضا العديد من عناصر الشرطة.

على صعيد آخر، وفي اشارة الى استعداد السلطات لتلبية بعض من مطالب المحتجين، قال وزير الاتصالات التونسي في مقابلة اجرتها معه محطة الجزيرة التلفزيونية القطرية إن الحكومة ستتجاوب مع شكاوى المواطنين.

وقال الوزير سمير العبيدي إن "الرسالة قد وصلت، وسنعيد النظر فيما ينبغي اعادة النظر به وتصحيح ما ينبغي تصحيحه." ولكنه اضاف بأن "العنف خط احمر لا ينبغي تخطيه."

واطلقت السلطات التونسية من جانب آخر سراح مغن كانت قد اعتقلته في الاسبوع الماضي لقيامه بتسجيل اغنية تنتقد الحكومة.
وكانت السلطات الامنية التونسية قد القت القبض على مغني الراب حماده بن عمور البالغ من العمر 22 عاما في بلدة صفاقس بعد وقت قصير من نشره لاغنية تحمل عنوان "ريس البلاد، شعبك مات" على الانترنت.

الا ان شقيق المطرب حمدي قال لوكالة رويترز يوم الاحد إن شقيقه قد "عاد الينا سالما بعد ثلاثة ايام صعبة."

ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود عيان ان تظاهرات الاحد انطلقت اثر مشادة بين سائق شاحنة وضابط في الشرطة عمد الى مصادرة اوراقه وهاتفه.

وقال مسؤول أمني إن "الشرطة فتحت النار على المحتجين دفاعا عن النفس، وذلك بعد أن كانت الأعيرة النارية التحذيرية التي أُطلقت في الهواء قد فشلت بمنع حشد غاضب من مهاجمة المباني الحكومية".

كما تفيد انباء بان الحكومة اضطرت لنشر قوات من الجيش فى المنطقة للسيطرة على الاضطرابات.
وكان المئات من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل قد احتشدوا في العاصمة تونس للتعبير عن حزنهم على مقتل خمسة أشخاص على الأقل كانوا قد لقوا حتفهم في التظاهرات التي اندلعت الشهر الماضي احتجاجا على تفشي البطالة في البلاد.

إلا ان شرطة مكافحة الشغب تصدت لهم وطوقت المتظاهرين وحاولت الحؤول دون انضمام المزيد إليهم.

- وقال عبيد البريكي، نائب الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل: "نحن ندعم مطالب الشعب في سيدي بوزيد والمناطق الوسطى من البلاد".

وأضاف: "إن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يمكنه إلا أن يكون مع هذه المنطقة، وان يقف مع المحتاجين والمطالبين بالوظائف والعمل".

وحث البريكي الحكومة على إجراء حوار مع الشباب "الساخط"، قائلا: "أمر إدانة هذه الحركة مناف للطبيعة، ومن غير الطبيعي الاستجابة تحت ضغط الرصاص".

كما أصدرت النقابة أيضا بيانا طالبت فيه بإطلاق كافة المعتقلين، وبرفع الإجراءات الأمنية التي نجم عنها "محاصرة" البلدات التي شهدت الاحتجاجات.

من جانبه، قال الاقتصادي التونسي المعارض محمود بن رمضان: "إن الاتحاد العام التونسي للشغل بصدد القيام بتحول عظيم اليوم عبر الانضمام إلى تطلعات الشعب وإلى دعم مطالبهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية".

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...