تلفزيون الواقع في يوم الحشد الكبير

11-12-2006

تلفزيون الواقع في يوم الحشد الكبير

لم تنزل المعارضة وحيدة إلى الشارع، وما كان بإمكانها النزول وحيدة. كل القنوات المرئية المحلية نزلت معها، وعلى الأرجح سبقتها. منها من غطى الإعتصام بلهفة وحماسة غير معهودتين، عبر استنفار واضح في الجهاز العامل، الذي شغل كل الهواء، لاغياً مخططاشعاار تلفزيون المنار ت البرمجة العادية. ومنها بالكاد تذّكر الحدث..
رسمت المعارضة واقعاً في ساحاتي رياض الصلح والشهداء، واعتبرته الشاشات أشبه بتلفزيون الواقع. وهكذا كان، استعدت القنوات لمواكبة الحدث بأيامه وساعاته ودقائقه، جُهزت فانات البث المباشر، حُضّرت الكاميرات وعدة العمل، وُضِّبت الإستديوهات، و.. إلى الشارع أيضا.
يرافقنا النقل المباشر من ساعات الصباح الأولى، حتى المساء، عبر قناتي المنار وإن بي إن. ابتداء من الثامنة والنصف صباحا، تطل علينا المنار بالتغطية المستمرة للإعتصام المفتوح، التي حلت محل البرنامج الصباحي اليومي صباح المنار.
سياسيون، وفعاليات من المجتمع المدني والجمعيات والهيئات والنقابات يحلّون واحداً تلو الآخر ضيوفاً في الخيمة المنتصبة كاستديو مؤقت، يمتد على مساحة مئة متر في وسط بيروت. لا شيء من الديكور يشبه ذلك الذي اعتدناه في فقرات المنار الصباحية، قبل إنطلاق الإعتصام.
الخلفية مليئة بشعارات معارِضة للحكومة: من وحي الجو، ووحي ظروف الواقع..
وبالتالي تُرك حراً بسيطاً وعفوياً ليشبه تلفزيون الواقع يقول قاسم متيرك المنتج والمسؤول عن البث لالسفير. ثلاث كاميرات، تحتل الزوايا الثلاث للاستديو، وُصلت بكابلات إلى الفان مخصص للنقل المباشر. فان آخر في ساحة رياض الصلح، مجهز بست كاميرات أخرى لالمنار أيضا، كي تغطي نشاطات الاستديو المفتوح الثاني، الذي يستقبل الضيوف مداورة مع الاستديو الأول. تكرس المنار أيضا، خمسة وأربعين شخصا من جهازها العامل، يتحركون يوميا على الأرض بين الناس، لنقل كل حركة تدور في الوسط.
يقول متيرك إن المنار تلجأ إلى استخدام أحدث تقنيات البث، للحصول على صورة واضحة ونقية ولتعاود نقلها إلى مختلف القنوات الأخرى. يجد أن القناة تغطي الاعتصام باحتراف كبير، انطلاقا من الخبرة التي اكتسبتها في الحرب، عبر العمل في الهواء الطلق والنقل الحي.
إلى الاستديو المفتوح الثالث في وسط بيروت: استديو إن بي إن، أمام البنك العربي تماماً. طاولة رمادية كبيرة، يلتف حولها مقدم البرنامج وضيف الفقرة. وخلف السياج الحديدي تتكئ مجموعة من الشبان والشابات. يحدق الصف الأمامي منهم بالكاميرات كأنه هو الضيف، يبتسم لها، يلوح أحيانا، يتناول أحدهم هاتفه ويسأل واحداً من أصدقائه ممن يشاهدون البرنامج إذا ما كان يراه في اللحظة ذاتها. في الصف الأمامي أيضا، هناك من يحمل أعلام أحزاب المعارضة، وغالبا ما تجدها أعلاماً خضراء، يقال إنها وجدت في الصف الأمامي صدفة.
أما في الصف الثاني، الذي يغيب عنك كمشاهد فتجد جمهوراً يحاول أن يقفز إلى الأمام، ليختلس النظر إلى هوية المقدمة، وشكلها على الطبيعة. تجلس المقدمة بكامل تبرجها وأناقتها، أما الضيف فلا يحظى بأي لمسات تجميلية في هذه الفترة، كما يقول المخرج ربيع بشارة، الذي يعمل مداورة مع زميله غازي أخضر.
يشير بشارة إلى أن غالبية برامج القناة نزلت إلى هذا الاستديو، من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساء، بدءاً من فترات النقل الصباحي وصولاً إلى برنامج سجال وبرامج التوك شو، التي احتاجت إلى فريق عمل مكون من عشرين شخصاً.
يأتي الاختلاف الأساسي بين العمل داخل استديو مغلق، وآخر المفتوح على صعيد الإضاءة، إذ يستخدم في الحالة الأولى ال، في حين يلجأ بشارة إلى البروجيكتور العادي في الهواء الطلق. كما يُفضل استعمال الميكرفون المحمول في الساحة، بدلاً من ذلك الصغير المعلق على السترة، لأنه حساس جداً لدرجة يلتقط معها كل الأصوات القريبة. ولا يمكن لكل الأصوات خارج هذا السور أن تسمع، ولا كل ما يقال من حوله.

 

جهينة خالدية
المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...