بحيرة طبرية و نهر الاردن في خطر

16-07-2009

بحيرة طبرية و نهر الاردن في خطر

انخفض مستوى بحيرة طبرية منذ عشر سنوات نحو أربعة أمتار وبعد أن تجاوز الخط الاحمر فإن المستوى الحالي ليس بعيدا عن الخط الاسود فالوصول إليه يعني أن الحياة البحرية والبرية في حوض البحيرة ستصبح في خطر.

هكذا يصف علماء البيئة المشلكة البيئية في بحيرة طبرية فهم يجمعون على أن الدراسات تشير إلى أن تدهور وضع البحيرة سيستمر.

ذهبت إلى بحيرة طبريا التي تقع أسفل هضبة الجولان السوري المحتل وشرق سهول الجليل . جمال حوض البحيرة والطبيعة الخلابة والجو الحار و الرطب في الصيف كانت خصائص واضحة لهذه البحيرة .

إلتقيت مع بنحاس جرين مدير مديرية مياه بحيرة طبرية في أحد الشواطىء السياحية وهناك المقياس المستخدم لقياس منسوب مياه البحيرة.

قال لي بنحاس " كما ترى فهذا المقياس يدل على الانخفاض الحاد الذي طرأ على البحيرة ونحن نراقب هبوط المنسوب عبر مقياس الكتروني حتى أننا وضعنا مقايس اخرى هناك وهي لقياس المنسوب الاكثر انخفاضا."

اللافت هو أنهم وضعوا مقيايس جديدة لتناسب الانخفاض الملحوظ للبحيرة .

تعتمد اسرائيل على المياه الجوفية وعلى بحيرة طبرية كمصادر مائية طبيعية لكن طبرية وصلت الى مرحلة الخطر، ما دفع علماء البيئة الى إطلاق تحذيرات لترشيد الاستهلاك.

كما تبث الحكومة الاسرائيلية إعلانات في وسائل الاعلام تدعو الإسرائيليين إلى الاقتصاد في الاستهلاك، كما فرضت غرامات على من يخالف في محاولة لترشيد استهلاك المياه فعادة غسيل السيارات بخرطوم الماء أصبحت مخالفة يعاقب عليها القانون.

اسرائيل احتلت الشاطىء الشرقي للبحيرة في حرب سبعة و ستين حتى أن الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد تمسك بانسحاب اسرائيل من كامل الشاطىء أحد المقربين من الاسد قالوا إنه كان يقول " أنا كنت أسبح في بحيرة طبرية فكيف أتنازل عنها ؟"

العلماء يقولون إن التسوية السياسية لن تحل المشكلة لان الدول المشرفة على الانهار التي تغذي البحيرة لبنان وسوريا ومن ثم اسرائيل و الاردن كلها تريد المياه للشرب والزراعة . مشكلة الجفاف في المنطقة دفعت الدول للاستفادة من الماء بشكل يومي بدل التفكير في مستقبل البحيرة .

بنحاس مدير مديرية مياه بحيرة طبرية يوضح الاجراءات المتبعة الان لتخفيف الازمة " خمس سنوات من الجفاف وضعت أحد أهم مصادر المياه في اسرائيل أي بحيرة طبرية في ازمة حقيقة ونحن نعمل على احتواء الازمة بالمحافظة على منسوب المياه وعدم ضخ كميات كبيرة إلى نهر الاردن فالبحر الميت."

إلى الجنوب من بحيرة طبرية يخرج نهر الاردن حاملا الماء إلى غور الاردن ليصب في النهاية في البحر الميت . واقع الحال أنه بسبب الانخفاض الحاد لمستوى بحيرة طبرية فالسلطات الاسرائيلية تستخدم مضخات لدفع المياه للجريان عبر نهر الاردن . إذا ارتفع منسوب البحيرة في يوم ما، فهذه المضخات ستكون بلا فائدة لان المياه ستسيل لان مستوى البحيرة سيصبح أعلى من النهر.

قبل عقود كان نهر الاردن يحمل الماء ليروي المناطق الزارعية شرق و غرب النهر الان النهر أصبح ضعيف التيار لان السلطات الاسرائيلية تقلص كميات المياه المتدفقة من بحيرة طبرية عبر سد صغير.

يمتد نهر الاردن ليكون الحدود الطبيعية بين المملكة الاردنية والضفة الغربية وهناك المزاعون الفلسطينيون يتأثرون أيضا من أزمة المياه خاصة وان اسرائيل تتحكم بالمياه الجوفية ونهر الاردن منطقة عسكرية مغلقة لا يمكن للمزارعين الاستفادة منه.

أحد أكبر البلدات في منطقة الغور هي العوجا وتقع شمالي مدينة أريحا وهناك إلتقيت مع ابراهيم عواد وهو مزارع فلسطيني يشتري الماء من الشركات الاسرائيلية التي تسيطر حتى على مياه عين العوجا والتي تبعد مئة متر من أرض ابراهيم الذي قال " مياه النهر ممنوعة علينا وحتى مياه العين نشتريها من اسرائيل التي تغتصب الماء وفي الصيف نعاني من شح المياه بشكل صعب مما يؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية ".

المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية تستغل الكمية الاكبر من المياه في الضفة حسب الامم المتحدة لتترك المزارعين الفلسطينين يعانون .

الاراضي الزراعية وخاصة التي زرعت بالذرة هذا الصيف وبسبب ندرة المياه لن تنتج لهذا قام المزارعون بإطعامها لدواب فالمزارع الفلسطيني خسر المحصول لتبور الارض هذا العام.
تبقى المشكلة المائية أحد أخطر المشاكل على المستوى الاستراتيجي طويل الامد وتأثيرها سيكون أكثر وضوحا على الاجيال القادمة .

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...