الوهابية السعودية والإسلام الشامي (4) تسليف الجزائر

03-05-2012

الوهابية السعودية والإسلام الشامي (4) تسليف الجزائر

قال تعالى في كتابه الحكيم: «قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبكم..» إلى آخر الآية التي يبدو وكأنها تتحدث عن أعراب الوهابية قبل اثني عشر قرناً من نشر مذهبهم في الجزيرة العربية.. حيث تأسلم بدو نجد ورسخوا الوهابية بحد السيف وعصا المطوعين وغنائم السعوديين .. إذ لا يمكن للبدوي أن يدين لغير قبيلته وشرائعها ومصالحها، ولا يكاد يحضر الإسلام في حياته إلا في حالات نادرة: عند تسجيل عقود الزواج وطقوس الوفاة والإرث، ولهذا اضطر آل سعود لفرض الصلاة والصيام بالعصا لضمان استمرار العقيدة الوهابية بين بدوانهم. فقد اتجهت طموحات الآباء المؤسسين لمملكة آل سعود، بعد سيطرتهم على نجد والحجاز، نحو الهيمنة على سائر البلدان المجاورة بزعم استعادة الخلافة الإسلامية وإعادة المسلمين إلى الطريق القويم .. ومنذ أيام الملك عبد العزيز كرر السعوديون محاولة تغلغلهم في البلاد الإٍسلامية عبر رجال الدين، يستضيفونهم في مواسم الحج ويجسون نبضهم ويعملون على استمالة المتشددين بينهم. وكان جل اهتمامهم بعلماء الأزهر وجامع الزيتونة لما لهم من تأثير .. وضمن هذا التوجه تمت دعوة الشيخ الأمازيغي عبد الحميد بن باديس خريج جامع الزيتونة وصديقه الشيخ بشير الإبراهيمي عام  1912 إلى مكة، إذ خصص له آل سعود سيارة للتنقل وأداء الفريضة واستضافته في القصر الملكي.. وهكذا أقام في مكة والمدينة زمناً، وتناوب شيوخ آل سعود على لقائه والاحتفاء بعلمه حتى أنه قرر الإقامة هناك وراح يلقي دروساً في جوامع المدينة المنورة، غير أن شيوخ الوهابيين أشاروا عليه بالعودة إلى الجزائر (لأن أهل بلده أولى بعلمه) مع وعد بدعم نشاطه السلفي هناك.. ذلك أن البريطانيين، حلفاء السعوديين، كانوا يعملون على تنغيص حياة الفرنسيين في مستعمراتهم، وبالتالي فإن دعوة ابن باديس السلفية في الديار الجزائرية سوف ترتدي لبوس المقاومة والجهاد ضد المستعمرين الكفار.. وهكذا تماهت المصالح الوهابية - البريطانية في الجزائر، وعاد ابن باديس عام 1913 إلى قسنطينة لتدريس طلاب العلم (طالبان) في جامعها، واختراق المالكية الجزائرية بالسلفية الوهابية، وهو يعتقد أنه يقدم الخير لبلاده. فأصدر جريدة «المنتقد» ثم مجلة «الشهاب» الأسبوعية، وكتب سلسلة مقالات للتعريف بالوهابية والإشادة (بملك العرب) عبد العزيز بن سعود، باعتباره الخليفة المنتظر والمنقذ للأمة الإسلامية، وتوج دعوته السلفية بتأسيس «جمعية علماء المسلمين الجزائريين» بالتعاون مع شريكه الشيخ الإبراهيمي الذي زكاه لرئاستها.. كذلك باضت الوهابية في الديار الجزائرية قبل قرن من الزمان وتمددت بين البسطاء والأميين على حساب المالكية الصوفية إلى أن تحقق استقلال الجزائر عام 1962 حيث بدأ السباق بين اليسار الثوري السوري والوهابية السلفية السعودية على تركة الاستعمار: السوريون ركزوا على التعريب والحداثة في المناهج التعليمية، بينما ضاعف السعوديون جهودهم لنشر السلفية بين الأوساط الشعبية، وراحوا يوفدون (الطالبان) في بعثات إلى الجامعات والمعاهد السعودية ليعودوا كدعاة وهابيين بين أوساط المسلمين الجزائريين.. وقد استمر الحال كذلك حتى عام 1992 حيث نما التيار السلفي في الأرياف وترعرع بين الطبقات الناقمة على فساد رجال الثورة واستبداد العسكر الذين تحالفوا مع الأثرياء والغرباء، كما حصل لقادة ثورة البعث في سوريا، الذين كانت تجمعهم مع قادة ثورة الجزائر علاقات آيديولوجية حميمة، بيما كانت السعودية تغذي نقمة إخونجية الشام وقواعدها السلفية ضدهم ، وهذا سنأتي عليه لاحقاً في الحلقات القادمة..

                                                                         ***

فمنذ أواسط السبعينات برز العمل الإسلامي الحركي المنظم في الأوساط الجامعية الجزائرية، بعد منعه من المشاركة في الحياة السياسية العامة من قبل الوطنيين الذين رفضوا السماح بنشاط جمعية العلماء، وقاموا بحل جمعية القيم التي حاولت وراثتها. وكان مالك بن نبي أول المساهمين بما سمي الصحوة الإسلامية الجامعية بمحاضراته وندواته في أوساط النخبة الجامعية، وقد هيأت جهوده المناخ الثقافي المناسب لظهور التيار الحضاري الذي أطلق فيما بعد على نفسه اسم البناء الحضاري وسماه بعضهم تيار الجزأرة.

وفي الفترة نفسها أيضا ظهر التيار الإخواني بجناحيه العالمي والإقليمي، بتدخل من الإخوان المسلمين في الكويت وفي سوريا، وتورط الإخوان بدافع عوامل الحزبية العمياء في صراع مع تيار مالك بن نبي، وحدثت صدامات في الأحياء الجامعية في السبعينات والثمانينات كان الهدف منها إقصاء التيار المالكي من مواقع العمل المسجدي ليحل محله التيار الإخواني الإقليمي ، مما أدى ببعض الفعاليات الإسلامية التي كانت تختط الإتجاه الحيادي إلى الضغط على الجماعات الحركية الثلاث البناء الحضاري ، والإخوان الإقليميون، والإخوان العالميون للتوحد ضمن صيغة واحدة برعاية الشيخ أحمد سحنون والتي انتهت إلى درب مسدود.


                                                                           ***

 ففي الوقت الذي كانت قيادات الثورة الوطنية تتصارع فيما بينها على النفوذ والأعمال، كانت التيارات الإسلامية تنمو تحت السطح بين الناقمين الذين يشكلون قوة مخيفة تحتاج إلى تمويل وقيادة توجهها، وقد وفرت لها السلفية السعودية التنظيم والتمويل والتسليح عبر قادة أثبتوا براعتهم في الاستقطاب، وقد برز من بينهم عباسي مدني، وعلي بلحاج، ومحفوظ نحناح، وقد كان بلحاج الأكثر صدقاً مع نفسه وقاعدته الجماهيرية من الآخرين.. فعباسي مدني رئيس الجبهة الإسلامية كان شيخاً أكاديمياً خريج بريطانيا، تربى في ظل والد كان إماماً لأحد مساجد سيدي عقبة، ومنذ البداية كان مشروعه سياسياً فدعا لإقامة دولة دينية منذ عام 1986، وفي عام 1988 أسس الجبهة الإسلامية بدعم وتمويل وهابي سعودي، وكانت زياراته منتظمة للسعودية، أما الشيخ محفوظ نحناح فقد نشأ في ظل أسرة محافظة ودرس في الأزهر وكان معجباً بأستاذه حسن البنا وقد بدأ نشاطه الدعوي منذ عام 1962 بمساجد بليدة والعاصمة فأسس مع الشيخ محمد بوسليماني جماعة الإخوان المسلمين بالجزائر، وحاول تدبير انقلاب ضد الرئيس هواري بومدين قبل أن يسجنه، وقد حافظ على رضى ودعم السعوديين له بعد الشرخ الذي حصل بينهم وبين قادة جبهة الإنقاذ فيما بعد ... أما الشيخ علي بلحاج نائب عباسي مدني في جبهة الإنقاذ فقد نشأ يتيما وكان تحصيله العلمي متدنياً ولكن ذكاءه الفطري وقدرته على مخاطبة الجماهير حققا له حضوراً متميزاً.. فقبل أحداث 1988 كانت الحركة السلفية قد عرفت  طريقها إلى الجزائر عبر شخصيات كثيرة تعلموا في السعودية وتأثروا بشيوخها الوهابيين، غير أن الشخصية الأبرز كانت "علي بن حاج" الذي تبنى أطروحات السلفية اللامذهبية التي ورثت الحركة الوهابية، واتخذ من مسجد السنة في باب الواد بالعاصمة المنبر المناسب لنشر أفكاره السلفية في أوساط الشباب المتدين من ذوي الثقافة المحدودة.

لم يكن هناك ما يجمع بين طموحات زعماء الجبهة الإسلامية سوى علاقتهم بالأم الوهابية في السعودية التي أرادت تعويض فشلها في سورية بعد قمع تمرد الإخونجيين فيهابداية الثمانينات، فصرفت جهودها نحو إسلافيي الجزائر، وتغلغلت بين مجموعات جبهة الإنقاذ الجزائري ووجهتهم للدخول ضمن  لعبة الديمقراطية والانتخابات الجزائرية بعد انتكاستها السورية .. وكانت السلطة الوطنية مطمئنة إلى قوتها، فاسترخت ثم فوجئت، كما فوجئت السلطات السورية اليوم، بحجم التنظيمات الإسلامية في الشارع الخلفي.. فبعد 126 سنة من الاحتلال الفرنسي للجزائر، وسياسة الفرنسة ومن ثم سياسة الجزأرة على يد قادة الثورة، بات الجزائريون متعطشون لما يربطهم بجذورهم الإسلامية، فجاءت وصفة الوهابية في الوقت المناسب حيث ساهم السعوديون بدعم الإسلاميين في انتخابات عام 1992، التي رفضت السلطات نتائجها لتدخل الجزائر في نفق حرب أهلية عقداً من الزمان أُنهكت السلطات والجيش الجزائري خلالها إلى أن  غدت حكومة الثورة  وبترولها ناضجة للجلوس في حضن من يستطيع إنقاذها من شرور إرهابيي جبهة الإنقاذ... 

*** 

 في مطلع شهر رمضان المبارك اعام 1995 وبعد ساعة من الإفطار وحتى مطلع الفجر، قام الإرهابيون السلفيون بذبح 412 جزائرياً في قرى منطقة جيزان غرب الجزائر، وتحدث الناجون عن عمليات تمثيل بجثث الضحايا هي الأبشع من نوعها منذ اندلاع موجة العنف بالجزائر التي أعقبت انتخابات عام 1992 حيث حصلت إبادة كاملة في أربع قرى وتم تقطيع أوصال الضحايا بالفؤوس والسيوف.. وقد يتساءل القارئ الحمصي اليوم ممن يتعرض أهله للأمر نفسه على يد كتائب "القعقاع" و" خالد بن الوليد" : ما هو سر التقطيع والتشويه ، والجواب يكمن في ثقافة الوهابيين من أن (روح الكافر) لا تموت بالرصاص ولا بد من تقطيع جسده بالبلطات والسواطير كي لا تتمكن الروح من العودة إليه.. 

 وإذا أردنا فهم سلوك الوهابية السلفية هذا علينا أن نعود إلى تاريخهم القديم ـ الجديد، حيث يورد مؤرخهم عثمان بن بشر النجدي في كتابه (عنوان المجد في تاريخ نجد) عن حرب كربلاء عام 1801: «أخذنا كربلاء وذبحنا أهلها وأخذنا أهلها فالحمد لله رب العالمين، ولا نعتذر عن ذلك ونقول.. وللكافرين أمثالها» ويضيف النجدي واصفاً الغزو: «… فلما استووا على ركائبهم (أي الجند الوهابي) وساروا ثوروا بنادقهم دفعة واحدة، فأظلمت السماء وأرجفت الأرض، وثار عج الدخان في الجو ، وأسقط كثير من الحوامل في الإحساء، ثم نزل سعود في الرقيقة … فأقام في ذلك المنزل يقتل من أراد قتله، ويجلي من أراد جلاءه، ويحبس من أراد حبسه، ويأخذ من الأموال، ويهدم من المحال، ويبني ثغوراً، ويهدم دوراً، وضرب عليهم ألوفاً من الدراهم وقبضها منهم..» ثم يقول عن القتل، وذلك بعد الاستسلام: «فهذا مقتول في البلد، وهذا يخرجونه إلى الخيام ويضرب عنقه عند خيمة سعود، حتى أفناهم إلا قليلاً.. »

في كتابه الهام "تحليل ظاهرة العنف " يقول عبد الرحمن موساوي : بعد سنة 1995 تصاعدت وتيرة العنف بالجزائر وأصبح المدنيون من كل الفئات عرضة لعمليات الجماعة الإسلامية المسلحة (GIA). وبقدر ما طال أمد العنف بقدر ما اتسع ليشمل المقاتلين وغير المقاتلين من المدنيين الأبرياء. وبالموازاة مع ذلك طور المتحاربون إستراتيجيتهم وتفننوا في ابتداع أساليب البطش والتنكيل.

بالنسبة للجماعات الإسلامية فإن "الجهاد" الذي أعلنوه ضد الحكم يهدف إلى خلخلة هذا الحكم وإضعافه بكل الوسائل الممكنة، دون أي اعتبار للمرجعية الأخلاقية طالما أن كل الوسائل تبرر الغاية التي هي استبدال النظام السياسي وإقامة الخلافة الإسلامية. وإذا كان ميزان القوى من الناحية العسكرية الصرفة هو لصالح النظام فإن الجماعات الإسلامية ستحاول تعويض هذا العجز باللجوء إلى أساليب قتالية ليس الغرض منها هو هزم العدو عسكريا ولكن إرهابه وعزله داخليا وخارجيا عبر عمليات مذهلة تضعف معنوياته ومعنويات مسانديه. ذلك أن الهدف الأول للعنف، يقول موساوي، ليس تدمير الخصم ماديا ولكن تحطيمه نفسيا (ص27).

من هذا المنطلق ركزت الجماعات المسلحة على خطف واغتصاب النساء لأنه يمس العِرض ويؤدي إلى إذلال نفسي لا ينجبر، لكن الوسائل المعتمدة لإرهاب السكان متنوعة، منها أدوات القتل (السلاح الأبيض، الفأس، المنشار...) وكيفية التقتيل (الذبح، بقر البطن، تقطيع الأعضاء، فصل الرأس عن الجسد..). واعتمادا على المقولة العربية "الحرب خدعة" لجأ المسلحون إلى إقامة الحواجز الأمنية المزيفة على الطرقات، أو حشو جثة الضحية بالمتفجرات قبل أن تصل إليه قوات الأمن. لقد أصبحت طريقة القتل بوحشيتها وبشاعتها سلاحا موجها ليس إلى قوة الخصم العسكرية ولكن إلى نفسية مقاتليه ونفسية المواطنين بصفة عامة.

وبما أن الحرب أصبحت حربا نفسية، فإن الإشاعة والخبر الكاذب أصبحا من الوسائل الموظفة في هذا الصراع. فالشائعة كما يقال هي سلاح في كل حرب. ومنذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، مع بلوغ العنف أوجه، أصبحت الشائعات هي الخبز اليومي للجزائريين. في الصباح يتبادل الناس ما سمعوه أو ما شاهدوه بالأمس: طلقات نارية، صفارة سيارة الإسعاف أو الشرطة، أخبار القنوات الأجنبية كالجزيرة أو TF1. وتكثر الشائعات وتتضخم بعيد كل مجزرة يذهب ضحيتها العشرات من المواطنين، فيعم الهلع و يتيقن الناس أن الحركات المسلحة بوسعها أن تضرب في أي مكان وفي أي وقت، دون أن يستطيع النظام فعل شيء. بل إن الشائعات في هذه الحالة قد تنقلب ضد النظام نفسه، فمن يدري؟ قد تكون بعض هذه المجازر من تدبير الدولة نفسها! مهما كان الواقع فإن النتيجة هي انتشار الذعر بين المواطنين والانهيار النفسي، وفقدان الثقة في كل واحد، حتى في الأخ الذي ربما يكون من الأنصار الإسلاميين المتستريـن.. فهل نفهم مايجري في سوريا اليوم على ضوء ما جرى في الجزائر بالأمس ؟!

                                                                                      ***

 لقد صمتت أمريكا والغرب عن مجازر السلفية في الجزائر، وعن تفظيع الأمن الجزائري، لعلمها أن حرب الاستنزاف سوف تضعف يد الدولة النفطية، وبعدما تضعف يدها ستحتاج لمساعدة الغرب، وعندما توشك أن تُغلب سيسارعون إلى نجدتها عبر وكلائهم الوهابيين في دول الخليج والسعودية مع طلب بسيط وهو إدخال شركاتهم المتعطشة لامتصاص الغاز و النفط الجزائري.. وهكذا دخلت الشركات الأمريكية والفرنسية إلى حقول الجزائر النفطية ونامت السيوف الوهابية زمناً ضمن صفقة قذرة بين جموع الذئاب (الوطنية - السعودية الوهابية ـ الأمريكية) ، ثم كافأت السعودية بعدها أتباعها المطيعين وتخلت  عمن لم يخضعوا لإرادتها ( ولم يجنحوا للسلم) ، وبالتالي فقد انقلب زعماء (الإنقاذ) الأكثر شراسة على سلطانها، فهاجمها عباسي مدني وغادر إلى الحضن القطري بعدما حصل هو وأسرته على جنسيتها ، بينما بقي بلحاج في الجزائر على الرغم من إعلان رفضه للهيمنة السعودية ، بل ونشر أعظم رسالة تفند سيرة محمد بن عبد الوهاب وتفضح علاقة الوهابية بآل سعود، لكنه بقي على عقيدته الجهادية التي تسببت بمقتل ابنه مؤخراً وهو يقاتل في صفوف القاعدة ..أما زعيم الإخونجية الشيخ محفوظ نحناح فقد خضع لإملاءات السعودية بالتهدئة فجنح للسلم وحصل عل بركات السلطة الجزائرية وشارك في (حكومة الوحدة الوطنية) بسبع حقائب وزارية وأربعين نائبا في البرلمان، وتابعت جماعته نهج الإخونجيين المراوغ بعد وفاته عام 2004.. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، نتيجة للصفقة الأمريكية ـ الجزائرية، قد أصدر عفواً شاملاً عن أعضاء الجيش الإسلامي للإنقاذ، وأصدر على إثره أمير الجيش الإسلامي مدني مرزوق قراراً بحله، لتظهر بعدها مشكلة الأمازيغ، إذ قامت المظاهرات الأمازيغية واضطربت البلاد من جديد بشكل يومي منذ نيسان 2001 حتى تشرين أول 2001 لتوافق الحكومة مكرهة على إعطاء اللغة الأمازيغية وضعاً قانونياً والإعتراف بها كلغة وطنية إلى جانب العربية.. وهذا ما سيجري في سورية مع مواطنيها الأكراد لاحقا حسب ما أرى وأتوقع..

وبناء على ماتقدم، توالت العقود التي وقَّعتها شركات النفط الأمريكية مع الحكومة الجزائرية طوال فترة الأزمة، للإفادة من حقول النفط والغاز ( التي كانت مؤممة) المنتشرة بكثرة في الصحراء الجزائرية. مع التنويه أن الجزائر اليوم تأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية في حجم تبادلها التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث بلغت قيمة المبادلات التجارية بين البلدين مستوى استثنائيًا في العام 2000 (حوالي 5.3 بلايين دولار) ومازالت رضاعة الكبير الأمريكية للزميلة الجزائرية مستمرة إلى الآن ، وبناء عليه يمكننا أن نفهم موقف الرفيق الجزائري المنبطح تجاه المسألة السورية اليوم ، فمن احترق بالحليب ينفخ على اللبن ..

                                                                     ***

لقد دفعت الجزائر ثمناً باهظاً للصراع السلفي مع السلطات، وفقدت أكثر من مئة ألف قتيل خلال عقد من الزمان، و انسحبت الجهات التي ورطت السلفيين بالحرب الداخلية، بعدما حصلت على ما أرادت من الجزائر ورأت أنه من الأفضل بقاء سلطات ضعيفة تخشى  قيامة السلفيين بدلا من استلام السلفيين أنفسهم للسلطة وعدم ضمان ضبطهم واستثمارهم مستقبلاً، كما حصل بعد تمرد الطالبان في أفغانستان..

 فقد اعتقدت الحركة السلفية أنها على وشك استلام السلطة، فأخذها الغرور ولم تعلم أن أصدقاءها قد استثمروها ودفعوها نحو المحرقة.. وعندما انهزمت انكفأت وانقسمت على نفسها، كما حصل للإخوان المسلمين السوريين من قبلهم، دون أن يدركوا معنى الدرس الذي وقع فيه (إخوتهم) من أن وهبنتهم تخدم آل سعود وليس الإسلام الذي شوهوا صورته وجعلوا من معتنقه شخصاً مكروهاً في أنحاء العالم المتحضر. فقد أساءت الوهابية الجزائرية إلى الإسلام الجزائري ورموزه حتى أن رجلاً عالماً كعبد القادر الجزائري لم يوفروا سمعته وحطوا من منزلته وتوسيخ سيرته الجليلة، فقط لأنه من كبار علماء الصوفيه.. والأمر يتكرر اليوم مع علماء الشام الذين يرفضون الوهابية السعودية كالشيخ أحمد حسون والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي اللذان فُسِر موقفهما من الأحداث السورية على أنه موالاة للسلطة، بينما هو في حقيقته تلمس لخطورة نوايا الوهابية السعودية تجاه البلاد الشامية ومعرفتهم بتاريخها الإجرامي..

                                                                            ***

الجزائر اليو م على أبواب الإنتخابات التشريعية التي ستجري في العاشر من الشهر الجاري . و التيارات الإسلامىة فى الجزائر تعمل على توحيد صفوفها للدخول بتكتل واحد فى هذه الانتخابات، حيث نجحت ثلاثة أحزاب جزائرية فقط فى تشكيل "التكتل الإسلامى" وهى حركة مجتمع السلم وحركة النهضة وحركة الإصلاح الوطني، فيما لم تستطع باقي الأحزاب تكوين تكتلات مماثلة أو الدخول فى هذا التكتل.. بالمقابل فإن "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" بقيادة عباسى مدنى ونائبه على بلحاج ، وبتوجيه السياسة القطرية، المتصارعة على النفوذ مع السعودية، أعلنت رفضها المشاركة فى هذه الانتخابات، ودعت الشعب الجزائرى إلى مقاطعتها، مؤكدة أن المشاركة فى هذه الانتخابات هى بمثابة "تزكية للباطل"، معتبرة ان أن الضمانات التى يدّعى النظام توفيرها هى ضمانات زائفة مخادعة، إذ يبدو أن القطريين وعبر الجبهة يرغبون بتكرار لعبة السعوديين في  التسعينات، خصوصا أن رياح الربيع السلفي مواتية لهم  هذه الأيام . ولكن، وبما أن التوقعات بفوز الإسلاميين في الإنتخابات بأكثر من 60% فإن الصراع القادم في الجزائر سوف يكون بين التيارات الإسلامية نفسها ،بمعنى أنه سيكون صراعا بين سلفيي قطر وسلفي السعودية وستجري الأمور بحسب الآية الكريمة "إنا سلطنا الشياطين على الكافرين تأزهم أزا " .. 

                                                                                    *** 

ومازال  آل سعود يخططون  لمد سلطانهم شمالاً عبر نشر الوهابية المغلقة، لتحل محل المذاهب  الأربعة التي شكلت قوام طوائف السنة الكلاسيكية عبر تاريخ بلاد الشام الإسلامي العريق في التسامح والتعايش الذي يحافظ على وحدة الأراضي السورية وتماسك شعبها، وإلا لما أقدم شيوخ الشام على الإعلان عن وفاة "منظمة التعاون الإسلامي" التي تهيمن عليها الوهابية السعودية وتدفعها نحو مخططاتها التآمرية على مجتمع السنة قبل الطوائف الأخرى، يشهد على ذلك مئتي عام من العدوان الوهابي على أهل السنة قبل غيرهم من أمم الأرض.. الوهابية التي يدين أتباعها كل من لا يعتقد بمذهبهم، و يحتقرون المرأة باعتبارها عورة كلها، وسفك الدماء حلال عندهم لأتفه الأسباب، كما أن علماء المالكية والشافعية والحنفية ممنوعون من التعبير عن آرائهم ومن إقامة الصلاة أو التدريس في مساجد المملكة السعودية.. فهل هذا يكفي؟ .. يتبع

 

نبيل صالح

جون برادلي: لقد فشلت الثورة المصرية بالإطاحة بالنظام القديم ونجحت فقط في اقتلاع رأس الدولة ونتج عنه إعادة التحالف بين الحرس القديم الرجعي والإسلاميين في الوقت الذي تزايد فيه تهميش القوى الليبرالية.. وصارت تلك سمة مميزة لكل ثورات الربيع العربي تقريباً، وطفت التوترات الطائفية والخلافات بين طبقات المجتمع المختلفة على السطح.. وقررت أمريكا أن تدعم ثورة مضادة تقودها السعودية ضد الثورة المصرية والعربية بهدف إعادة الحال إلى ما كان عليه.. ففي يوليو 2011 نزل مئات الآلاف من السلفيين إلى ميدان التحرير مطالبين بأن تصبح مصر دولة تطبق الشريعة الإسلامية على الطريقة السعودية ؟!

التعليقات

انا ماني شايف لا تخطيط ولا بطيخ القصة قصة جينات موروثة ودم نجس من غابر الازمان كان يقبع في الجزيرة العربية امتطى صهوة الاسلام وانتشر في أنحاءالمعمورة وهو يسير بقوة العطالة بس بدو دفشة صغيرة ويمكن هالدفشة من آل سعود أو من غيرهم وبتعرف يزيد وجماعته لم يتسلح بنظريات دينية حتى يفعل فعلته بل استخدم غرائز قومه الاصيلة وان جاءت النظريات الدينية فيما بعد تركب على أخلاقهم وتاريخهم المخجل . تعقيب:ربما الغرب استطاع أن يميز بين أمة محمد وأمة يزيد قبل المسلمين بزمن طويل اذا أصلا المسلمون اكتشفوا هذا الفرق حتى الآن

لما عملت شير للحلقة الماضية عصفحتي عالفيس بوك علق أحدالأصدقاء بـ(أحسنت باختيارك لشغب الأستاذ نبيل صالح) فجاوبت ماعم يشاغب لحالو كلنا عم نشاغب معو بس السؤال ياأستاذ نبيل لأيمتى هالشغب وقولك بالآخر رح ناخد عقوبة أو مكافئة؟؟ (الجمل): لاتسأل النحلة نفسها لماذا تصنع العسل، كما لا تسأل الوردة لماذا تنشر العطر، فمن يحب الحياة دينه العطاء، ومن يكرهها يذهب مع كتيبة "ابن تيمية" التي شكلها الوهابيون قبل أيام في حوران لتضاعف أعمال عزرائيل في الأرض ..

بعد أن (طوشونا)بالتحليلات والمحللين السياسيين على القنوات الفضائية يوميا و بدون انقطاع طوال الفترة الماضية , وصلت الى نتيجة أن الأخبار و التحليلات في واد والمخططات و الحقيقة في واد اخر , مثلا .. احد المحللين الجيوبوليتيكيين قال بأن الولايات المتحدة والغرب عموما تخلوا عن مخطط تقسيم وتفتيت المنطقة و ذلك بسبب فشلهم في افغانستان و العراق و تراجعهم لصالح ايران , ولكن انا شخصيا لا أرى بانهم فشلوا اطلاقا و ذلك من منطلق ان سياساتهم جميعها تصب في مصلحة اسرائيل , بل على العكس , فأنهم في الفترة الماضية عملوا على تقوية مايسمونه "المحور الشيعي " و الان يعملوا بكل جهدهم لتقوية المحور السني بقصد ضربهم بعضهم ببعض وتفتيت المنطقة بما فيها تركيا بشكل لا تتجاوز اي دولة في حجمها , اسرائيل .. و أكبر دليل على ذلك هذا التحالف المسعور مع ( قطر ) !!

ما يتجاهله الاستاذ نبيل صالح الوهابية ليست اختراعا منفصلا عن الاسلام بل انها تملك مشروعية نصوصية قوية و بالتالي لا نستطيع ان نجادل الوهابية من داخل الاسلام بل لا بد من نقدها من خارجه لقد مات الاسلام الاصلي مع صاحبه محمد و خرج علينا عبر الف و اربعمائة سنة الاف الطبعات من الاسلام كل واحدة تدعي المشروعية الدينية بعضها مسالم و بعضها يمارس العنف في مرحلة ثم يميل الى المهادنة لاحقا و بعضها الاخر يمارس الغنف المبالغ فيه الى حد مرضي و يخلف خلفه الكوارث على المجتمع ( و لكن مرة اخرى كل الحركات العنفية الاسلامية لديها استدلال شرعي صحيح من داخل القرآن ) ما نحن بحاجة اليه كسوريين عقد اجتماعي ينبذ العنف و يحفظ الانفس و الاعراض و الاموال لكل السوريين ( و الاقليات بحاجة لضمانات مضاعفة ) الخطوط العريضة للمبررات الذرائعية لجماعات الجهادالاسلاموية 1 - الغزو الصليبي بنهاية مد شيعي و انحسار الصليبيين مع بداية مد سني تركي بشكل اساسي 2 - التهويل من خطر شيعي قادم من ايران 3 - الذرائعية التي استخدمها شيعة العراق للتخلص من صدام حسين السني و الاستحواذ الشيعي على العراق 4 - الطريقة التلفزيونية للقضاء على القذافي و التي تتلائم مع المخيال الوهابي في التعامل مع الاعداء 5 - تجربة بن لادن العنفية و امتدادها على الاراضي العراقية كل هذه الامور تغذي شهوة القتل لدى شباب غير متعلم يتلقى من الفضائيات معلوماته عن العالم و يتواجد على الارض من يربط هذه التغذية بوقائع يومية من التحريض و القتل

ردا" على السيد سامي .. أود أن أوضـح المسائل التاليــة : لايوجد رسالـة سماوية تشرَّع القتل الا ضمن ضوابط وأحكام لايجهلها أي قارئ للكتب السماويـة. وفي النص القرآني : من قتَلَ نفسا" بغيـر نفسٍ كأنما قتل الناس جميعا" . وهذه الآيــة تعتبر ( اعجاز تشريعي قانوني يوضح طبيعة جريمة القتل ولا بد أن نستنتج بالتالي طبيعة العقوبة على هكذا جريمـة ) ... أمّا مسألة موت الاسلام الأصلي بموت محمد عليه الصلاة والسلام .. أعتقـد بأنك تتجاوز حدا" ليس من حقك تجاوزه واتمنى أن تقف عنده .. الاسلام دين ورسالـة الهيـة سماوية لايميتها ولا يحييها أحـد .. الاسلام شئ والمسلمون شئ آخــر ... : لا تزرُ وازرةً وزر أخرى ... وما يتعلق بحاجتنا نحن السوريين ..وموضوع الأقليات .. أعتقـد جازمــا" وعالمـا" علم اليقيــن بأنـه في سـوريـة ( يـوجـد أقليــة واحـدة هي فقط من يعتقدون بوجود أقليات وطوائف ) وهذه الأقليــة لايجب على أحد حمايتها ..

In reply to by سامي 3 (لم يتم التحقق)

أستاذ نبيل صالح: سألني مواطن سوري مخضرم يحبكَ وتحبه سؤالاً بريئاً طلبَ مني أن أنقله لكَ وهاأنذا أفعل: هل كان يستطيع صاحبكَ نبيل صالح أن يكتب هذه المقالات عن الوهابية السعودية.. عندما كان عبد الله بن عبد العزيز ولياً للعهد يأتي إلى دمشق في السبعينات من القرن الماضي ليقضي الليالي الملاح مع الحسناوات .. يشتهي ويرتوي ، ويدفع ويرفع ويُرفَع له عند الإشارة ..عندها كان يسميه الإعلام السوري: صاحب السمو الملكي عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة!!!وتحتل صوره الصفحات الأولى من الصحف السورية .. ويتصدر نبأ قدومه الميمون!! نشرات الأخبار الإذاعية والتلفزيونية.. وفهمكم كفاية .. أيها الصالح النبيل ، والصديق العزيز .. وسلامي إلى أهلي بني قحطان، وبني عدنان، وبني غسان ، و : أمجاد ياعرب أمجاد !!!! انتهى سؤال صاحبنا ياعزيزي نبيل. (الجمل): قل لصاحبنا، الذي نحبه ويحبنا، أن يضع اسم السعودية على مؤشر بحث الدراسات في الأسفل لكي يتأكد من أننا كنا ننشر سفالات السياسة السعودية منذ تأسيس الموقع قبل ثماني سنوات، وكذا فعلنا بنظام مبارك وعلي عبد الله صالح وزين العابدين والقذافي .. وكان سفراء هذه البلدان يتصلون بنا مستائين،وبعضهم يشتكينا لوزير الاعلام، وكنا نقول لهم: صفحاتنا مفتوحة لردودكم ولم يفعلوا، لأنا كنا نقرن اتهاماتنا بالوثائق ..أما بالنسبة للزمن الماضي، أيام سمو الأمير، فأرى توجيه السؤال للرفيق بسام جعارة..

كتبَ حائر سوري: أتساءل أحيانا : لو بقي العرب على جاهليتهم أليس كان أفضل لهم ولغيرهم ؟؟ ..... لقد اختلفوا في تعاليم الرب ونبيه المرسل لهداية الناس وتقاتلوا فيما بينهم ..... وأورثوا من بعدهم أحقادا ودماء لن تهدأ وتحل الى اليوم الموعود ......... (الجمل): مصطلح الجاهلية تاريخيا لم يكن يعني ما نفهمه الآن مثل مصطلح (النبي الأمي) وقد كان الرسول الأكثر علما بين مثقفي عصره..

افضل شيء مواجهة الفكرة للفكرة والكلمة للكلمة والحجة بالحجة اعتقد يا استاذ نبيل انك اصبتهم بالصميم قلمك اقوى من مئات الدبابات التي نزلت الى الشارع الدبابة لاتنزع فكر ولكن قلمك وقلم غيرك من المثقفين وخاصة في هذا المنبر يمكن ان يكون اقوى من سوط الجلاد... (الجمل): لقد اندثرت كل السيوف التي مرت عر دمشق وبقبت ثقافات الأمم لتكون شاهدا على ماتقول، ولو كانت الدبابة أقوى لما اعتمد الرب الكلمة التي غيرت العالم وروضت أرواح المفترسين العابرين في حياتنا، التي لم يستطع عزرائيل بكل أعماله بيننا أن يوقفها..

وكما أن المعدة بيت الداء فإن دولة آل سعود هي معدة العرب , أستاذ نبيل أشكرك على هذا التفنيد , وأقترح أن تحول هذه المقالات إلى كتاب بدرس تاريخهم . ولكي نضع الحروف على النقاط فإن كلمة السلفية يجب أن تعود بنا إلى السلف وهذا يذكرنا بموقف للنبي عندما دخل مكة فاتحا ,فقد قال أحد قادته :اليوم يوم الملحمة فعزله النبي وقال : بل اليوم يوم الرحمة ,ولا يجهل وصيته للجيوش أحد "لاتقتلو شيخا ولاتقطعوا شجرة ...الخ" أما هؤلاء فمتأسلمون متأسلفون وماهم إلا سعوديون,إذا أرادوا نشر الاسلام ينشرون عادات أهل نجد من غزو ونهب وأكل بالأصابع . وجل دينهم اللحى الطويلة والثياب القصيرة ,وبدع الموالد و و ... ولاأدري أين مكان التسامح والعفو في دعوتهم (ولو أني لست من أنصار كلمة التسامح فليس لنا شئ عند أحد لكي نسامحه ) .

الأستاذ نبيل، تحية طيبة أما بعد... لحد الآن لم يأت أحد في الإعلام على ذكر حال مليارات بن علي و مبارك و القذافي؟ أين هذه المليارات؟ لماذا لا تطالب الثورات الميمونة بإعادتها؟ لا يمكنني ان أنسى أوباما عندما خطب عن الربيع العربي و وعد مصر ب صدقة، بينما كان الأحرى بالمتثورين إعادة مليارات مبارك إلى مصر و شعب مصر؟

من الطريف في الموضوع أن رسالة محمد فعلياً تم تشويهها فور وفاته. - أتى النبي لينتشل الأعراب (وليس العرب) من جهلهم وعاداتهم السيئة، ويرسخ فيهم العادات الحميدة السابقة، بالإضافة إلى عادات جيدة أخرى كانت قد اضمحلت خلال الفترات الطويلة. فيقول (إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق) – من الطريف أنه لم يقل أتمم الرسالات السابقة كما قالوا عنه لاحقاً- أتى ليمنعهم من قتل بعضهم ونهب بعضهم وسلب بعضهم وظلم بعضهم، فقتلوا رسالته في مهدها وحولوها إلى مخلوق هلامي وضعوه في كرسي مدولب يتغير شكله (مغيراً الرسالة) مع تغير الحكام، مع ملاحظة أنهم حولوا (مكارم الأخلاق) إلى (طاعة ولي الأمر ولو كان عاصياً)، واستمروا على ذلك إ لى يومنا هذا. - ادعى مسيلمة النبوة قبل البعثة، وكان مسيلمة ضمن وفد اليمامة الذي أتى إلى المدينة، وعاد مسيلمة وبقي نبي اليمامة، ومع أن اليمامة كانت من أغنى المناطق في شبه الجزيرة العربية في ذلك الحين، وبالرغم من توافر الأسباب (التي كانت كافية بعد الرسول) لغزو اليمامة، إلا أنه لم يعرف في تاريخ النبي أنه وجه جيشاً إلى اليمامة، لكن حال وفاة النبي تم تجهيز جيش المسلمين (بالصدفة كان بينهم أغلب الذين حفظوا القرآن من النبي ويعرفون آياته ومعانيها وأسباب نزولها وكل ما يتعلق بها). - نزل القرآن قائلاً (اليوم أكملت لكم دينكم)، و(فيه تبيان كل شيء) لكن البعض وجدوه ناقصاً (أو زائداً) حيث أن حكمتهم (رضوان الله عليهم) كانت أوسع من حكمة الرب، فأضافوا وحذفوا وعدلوا يميناً وشمالاً، (ولهم الأجر إن أصابوا وإن أخطؤوا). - نزل القرآن قائلاً (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) و (لا إكراه في الدين)، فتحول ذلك بعده إلى (لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم عليه) وأصبح هناك حد خاص لـ"المرتد عن الإسلام"، مع أن النبي في حياته لم يستتب أحداً لمدة ثلاثة أيام، ولم يرد في تاريخه أنه قتل شخصاً لارتداده عن الإسلام، ومن الواضح (حسب رأيهم) أن رب العالمين فاته أن يضع حداً للمرتدين عن الإسلام في القرآن، لكن ليس هناك مشكلة، فهناك دائماً من يجتهد (طمعاً في الثواب من الله تعالى فقط، وليس لتبرير آرائهم الشخصية وفرضها باسم الله، معاذ الله). - فإذا انتقلنا إلى المشهد الحالي لـ(صورة الإسلام)، تجد أن الإسلام يتثمل لغالبية المسلمين كما يلي: 1- قراءة القرآن (لا يجاوز تراقيهم، لأنه يكفيك أن تقول الحروف بترتيبها وتشكيلها لتحصل على الأجر والثواب يا أخي المسلم)، 2- الاعتقاد بكرامات الأولياء والصحابة التي سبقت معجزات الأنبياء بإعجازها (أحدهم رأى الجيش "الغازي" لبلاد فارس من على منبره في المدينة، فصرخ بهم، والأجمل من ذلك أنه سمعوه وأطاعوا)، 3- التخاريف التي يطلقها كل يوم شخص جديد مذهول بـ (الإعجاز العلمي في القرآن)، فمثلاً تقول الآية الكريمة: "عليها تسعة عشر"، فإذا قسمنا عدد سور القرآن على "تسعة عشر"، ينتج معنا عدد صحيح (لا يهمنا ما مفهوم العدد، المهم أنها تقبل القسمة)، وهذا بحد ذاته يصبح إعجازاً، ولا أحد يعلم كيف، فهل أعجز أنا الإنسان عن صياغة كتاب بـ 19 أو 38 أو 57 فصلاً على سبيل المثال؟؟ عدا عن التخاريف الأخرى التي يخرفها كل من هب ودب بغرض تثبيت "المكانة العلمية" للقرآن، حتى وإن تضمن ذلك الكذب على الناس (كتب الطب التي كتبها المصريون القدماء تحدثت عن مراحل تشكل الجنين قبل بعثة النبي بآلاف السنين.. مثلاً) 4- تحول "الجهاد في سبيل الله" من الدفاع عن النفس والعرض والوطن والأهل، إلى قتل الكفار الذين لا يؤمنون بالله بنفس طريقتنا، ولا يسلموننا رقابهم "وفروجهم ومؤخراتهم أيضاً، ما دام بإمكاننا ذلك"، أما الدفاع عن العرض والأرض والوطن والأهل والنفس، فعليكم باستخدام القرآن وبعض الأدعية (لا تنسوا أن تنفثوها في وجوه الكافرين) وكأن الرب سيحمل سيفه ودرعه وينزل إلى الأرض ليقاتل بدلاً منك دفاعاً عن أهلك وأرضك وعرضك... إلخ. (تاريخنا يزخر بهذه القصص، من مثل قصة الحسن البصري الذي حرك شفتيه فنجا من الحجاج الشرير، والذي أيضاً كان من ولاة الأمر الذين لا يجوز الخروج عن طاعتهم) 5- تحول العلم والتفكير إلى بدع وأباطيل وتدجيل، وفتاوى من الشيخ فلان والشيخ علان، فإذا قال العريفي أن الملائكة قاتلت مع الثوار في سورية، فهذا يكفي (حتى لو كان ذلك يعني أن الملائكة انهزمت أمام الجيش العربي السوري). مع ملاحظة أن بعض "المؤمنين" يؤمنون أن "كثرة التفكير توقع في الضلالة" لأن العقل البشري غير قادر على الإحاطة بحكمة الخالق، وبالتالي لا داعي لاستعماله إلا في الحفظ (حتى لو كان القرآن يؤكد دائماً على "قوم يتفكرون"، "قوم يتأملون"، "قوم يعقلون"، "أولي الألباب"... إلخ). 6- راعى "السلف الصالح" - الله يرضى عليهم – دائماً فكرة التخلص من أية علوم بشرية قبلهم، حسب مقولة أحدهم "إن كان موافقاً لكتاب الله، فكتاب الله يكفينا، وإن كان مخالفاً لكتاب الله فلا حاجة لنا به"، وكانت النتيجة مكتبتين إحداهما في مصر والأخرى في بلاد فارس. 7- حتى القرآن نفسه والذي يعتبر كلام الله، و"فيه تبيان كل شيء" أصبح مجموعة من الطلاسم لا يفهمها إلى "المشايخ والفقهاء"، ولا قدرة للإنسان الطبيعي على فهمها، وكأن الرب أنزل القرآن للمشايخ والفقهاء فقط، وليذهب الباقون إلى الجحيم، أو إلى هؤلاء المشايخ والفقهاء، وبنتيجة ذلك، تم الاستعاضة بكلام المشايخ والفقهاء عن القرآن (كونه عصي على الفهم ولا يحيط به إلا "أولو العلم")، وأصبحت المراجع العليا للدين هي الكتب التي وضعت بعد وفاة النبي بـ 200-250 عاماً، ثم أضيفت هالة من القدسية على تلك الكتب، فأصبحت أصدق من القرآن نفسه (يؤمنون كما ورد في الصحيح عن عمر بن الخطاب وعن عائشة أم المؤمنين سقوط آيات من القرآن كانت تتلى ولم تعد تتلى لأن – داجناً – أكلها من تحت السرير). وبذلك يبقى الحل (كما كان دائماً)، هو طبيعة سكان هذه الأرض وطريقة تفكيرهم التي تم تدوينها فقط منذ 7000 سنة، فما من دين ولا من عقيدة، حقيقة كانت أم خرافة أم أسطورة (عادةً ما تكون الأساطير عن أشخاص حقيقيين، تم تضخيم قصصهم حتى تتخذ طابعاً لا يمكن تصديقه، لكنها تعود بأصلها إلى بشر عاديين، مثل الأميرة أوروبة وشقيقها قدموس، اللذان أصبحا آلهة لدى البعض فيما بعد)، كلها (أديان وعقائد وأساطير وخرافات) تم تشذيبها لتناسب طبيعة سكان هذه الأرض، مهما طالت مدة سيطرتها. لكن يبقى السؤال: ما دمنا نعرف كل ذلك، فهل نكون مجرد متفرجين على هذا التشذيب؟؟ أم نساهم فيه ونساهم بتسريع وتيرته؟؟

كثر الحديث عن الأعراب وعن السوريين حتى تساءل البعض هل هما منفصلان , لكن ما الحقيقة , في التعليق التالي وإن أطلت به , فيه الرد الشافي على هذا السؤال والمقتبس من كتاب الدكتور : احمد داوود " العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود" وأعتقد بأن هذا الاقتباس -كما جميع كتب د.داوود فيه من التشويق ما يضاهي روايات أغاتا كريستي البوليسية.وكل ما أتى بين قوسين من هذا النوع [ ] هو تعليق توضيحي مني , فدعوني أبدأ: كان آخر عصر جليدي مرت به الكرة الأرضية هو في الآلف الرابع عشر قبل الميلاد التي كانت بداية عصرنا الدفيء , كانت كتل الجليد بسماكة مئات الأمتار وكان الحزام المفعم بالحياة هو الممتد من جزيرة العرب وعبر ضفتي المتوسط الشمالية والجنوبية وصولا إلى الشواطئ الأمريكية الوسطى والجنوبية وكانت كتل الجليد تغطي أمريكا الشمالية وغرب أوروبا والأراضي المنخفشة وفنلندا والدانمارك ومنطقة الألب وروسيا وأوكرانياوالدانوب . أما شبه الجزيرة العربية فقط كانت أخصب بقعة على سطح الكوكب , ففي الشرق منها كانت جنة العرب الأولى قبل أن تغمرها مياه البحر وتشكل ما يعرف اليوم الخليج العربي. تجري من تحتها أنهار الدجلة والفرات وبيشــة لتصب جميعها في بحر العرب وكان يغطي منطقة صحراء الربع الخالي بحر من المياه العذبة ما تزال بقاياه قائمة حتى يومنا هذا في أربع بحيرات متصلة جوفيا ً عمق إحداها 400 قدم مكعب وكان وادي بيشة الذي يتحد معم وادي الرمة وتثليث ورنيا والثرات والدواسر يخترقها من الغرب إلى الشرق جنوب البصرة ثم يتابع سيره في منطقة الجنة ليصب أخيرا ُ في بحر العرب. ارتفعت مياه البحر وفي 4000 ق.م استقرت على ما هي عليه الآن . وانفصلت المرتفعات الي ستعرف فيما بعد باسم البحرين وفيلكا وبوبيان وغيرها من الجزر عن الأرض العربية التي تحولت بدورها إلى شبه جزيرة وبلغ ارتفاع منسوب المياه 120 مترا . فأصبحت الحدود الجغرافية العربية تمتد بين البحر الأسود شمالا والخليج العربي شرقا والبحر المتوسط غربا وبحر العرب جنوبا . ومنذ أن تأسست أول دولة مركزية في سوريا القديمة , وهي دولة سرجون الأكادي في الالف الثالث قبل الميلاد ,وحتى نهاية عهد الملكة العربية زنوبيا حافظت الدولة على هذه الحدود دونما أي تفريط أو تجزئة خلال ما يقارب ثلاث آلاف عام.[أي أن البحار الخمسة كانت أرض لذلك الشعب ] [ هذا جغرافيا أما سكانيا ً] أشهر مشاهير الآباء العرب الأقدمين ( سر , مر , رب ) منذ أن بدأ الإنسان في هذه المنطقة أول ثورة زراعية له بدأت معها عقيدة الخصب في العالم والتي تعتمد في جوهرها على تقديس الخصب بأقانيمه الثلاثة : الرجل ( الزوج - الآب المخصِّب) والمرأة ( الزوجة - الأم- حاضنة الخصب ) والابن ( ناتج الخصب - الثمرة) ولما كانت الأرض هي الرحم الذي يحتضن البذور فقد تقدست الأرض في عقيدة الخصب وصارت الأم الكبرى ترمز إلى الأرض [ وعيد الأم اليوم يوافق عيد الأم الكبرى عشتار رمز الخصب المعنى به الأرض ]ولما كانت السماء أو المطر والشمس هي التي تخصب الأرض وتدفئها فقد صار الأب أو الزوج رمزا ً للسماء أو الشمس في عقيدة الخصب التي تعتمد دائما ً على قطبين : الذكر والأنثى , الرجل والمرأة , السيد والسيدة.. ولم يكن ليحدث ذلك دون أن يؤدي إلى إنعكاسه في اللغة,وأبرزها الأسماء : سر , مر , رب وكلها معناها السيد . أما اسم "سر" التي تؤكد الدلائل أنه كان متميزاً في المنطقة الشرقية , فيعني السيد ,والسيد العلي [ كما انتقل الإنكليزية اليوم ] ومؤنثه سرت ويعني السيدة العظيمة [مدينة سرت الليبية] , وما تزال اللغة العربية تحتفظ لنا بالأصل حتى اليوم فلكمة "سري" تعني السيد, العالي, وسراة القوم سادتهم,والسراة الجبال المرتفعة , والسرواة القمم, والسرو الشجر المرتفع و"سارة" هي السيدة والملكة , وإذا أضفنا نون الجمع تصبح " سرن " وتعني السوريين أو السريان لأن العرببية القديمة لم تكن تكتب الصوتيات " ا , و, ي " وانتشر أحفاد سر في المنطقة الشرقية وكانوا جميعا يتكلمون العربية بلهجتها الشرقية التي دعيت " سريانية" ثم أقيمت الدولة المركزية وعاصمتها : أجادا ثم بابل وآشور ونينوى سادت العربية بلهجتها السريانية الشرقية كلغة رسمية واستمرت ثلاث آلاف سنة ومرة يسميها المستشرقون أكادية ومرة بابلية وأشورية وكلدانية وهي لغة واحدة , وصار السكان يعرفون بالسوريين أو السريان وصارت الأرض سوريا من "سري" أي السيدة . أما " مر" أي السيد و " مرت "أي السيدة وماتزال قواميس اللغة تحفط لنا حتى اليوم أن " ماري " تعني السيدة والسيدة البيضاء , وما تزال كلمة مر تستخدم مع ألقاب الآباء المسيحيين في المسيحية حتى الآن : مار الياس , مار يعقوب, مارت تقلا ,وقد كانت سكنى الأب "مار " في الغرب وكانت تسمية مدينة ماري في الشمال السوري وعمريت على الساحل تجسيدا لهذا الوجود ودعي أبناؤه وأحفاده فيما بعد بالأموريين أو العمريين , وقد حكم منهم " أمورابي " أو حمورابي الذي جعل من بابل عاصمة الدولة المركزيةوكما انداح العرب السريان شرقا ً إلى أن بات يذكر اليوم أن حضارة وادي السند هم مؤسسوها فقد انداح الأموريون غربا , ومن بيهم الفيـنيــقـيين عبر شطآن المتوسط وصولا إلى الشواطئ الأمريكية فسمي البحر المتوسط باسمهم " بحر أمورو" وأطلقوا أسماءهم على القارات والجزر والمدن والجبال , فأوروبا سميت باسم الأميرة الفينيقية بنت ملك صور , وليــبـيا كانت تطلق على أقريقيا , هو اسم أمها أو جدتها لأبيها. أما "رب" فتعني السيد أيضا ومؤنثه " ربت " وتعني السيدة,أما منطقة سكناه وبنيه وأحفاده ففي جوف شبه جزيرة العرب وأطلق على بنيه وأحفادهم اسم " أربي" أو " عربي" والمنطقة " أربت أو عربت" وهي ما يعرف اليوم ببرية شبه جزيرة العرب بعد أن أصابها التصحر وهناك في جنوب عسير توجد مدينة " الربة " حتى اليوم. وإذا ما أخذنا بعض أسماء المدن التي تعود إلى عصر ما قبل الكتابة لوجدنا أن التسميات هي عربية أيضا ً لنأخذ واحدة في الشمال وهي " شتال أيك " وتكتب أحياناً "شتال أيوكو" فتعني مزرعة الربة , النظيرة , المثيلة, القرينة للرب , إن كلمة شتال واضح اشتقاقها من " شتل" أما " أيك - ايكو " فهي " أيك " التي تعني بالعربية القديمة " نظير , ومنها اسم "ميكا إيل"الذي يعني المماثل لـ:إيل أي نظير الرب وهي كلمة عربية اكتشفت اثارها في قونية " تركيا " حاليا ً واكتشفت فيها ربة الخصب السورية الأم الكبرى . والمثال الآخر من الجنوب وهو مدينة " أريحا" في فلسطين الحالية وهي من كلمة " أرحتا" وتعني حرفيا الاستراحة وليس مدينة القمر من "يرحو" كما يزعم البعض ولو انتقلنا الآن إلى مرحلة اختراع الكتابة بالأبجدية الحرفية التي كان للعرب السوريين فضل اختراعها, فحققوا بذلك ثاني أهم ثورة في تاريخ التمدن البشري بعد الثورة الزراعية لوجدنا أن الصورة أضحت جلية لا لبس فيها.لأن اللغة التي ظل هؤلاء يتكلمون بها آلاف السنين قبل اختراع الكتابة تتكشف لنا الآن حقيقتها العربية الصميمة من خلال تصويرها بالكتابة الأبجدية الحرفية , لأن هذه الأخيرة لا تترك أي ليس في الأمر. إذ هي تصور اصوات الكلمة حرفا حرفا وبالتالي فإن كلمة "شمس"مثلا التي فيها ثلاث علامات لثلاث أصوات : الشين والميم والسين,لن يبقى ثمة مجال لأن أقرأها : نجم , ضوء, يطلع , يضيء, ....الخ كما كان الامر مع الكتاب التصويرية.فالأبجدية العربية منذ أن وضعها أجدادنا العرب الأقدمون هي : أبجد , هوز,حطي , كلمن,سعفص,قرشت أي إثنان عشرون حرفا , كان أبدع أختراع أبدعه البشر ولو عدنا إلى معاني حروف أبجد مثلا ً لوجدناها تعني: ألفا= الثور,بيتا = البيت , جاما=الجمل,دلتا=باب الخيمة ,شكل المثلث [وكلها تستخدم اليوم في الأبجدية اليونانية, والترميز في علم الرياضيات بأنواعه] كل تلك الأسماء : سر , مر , رب كانت تشير إلى عقيدة الخصب الأب الأكبر أو السيد والأم الكبرى أو السيدة ويكفي كي نكتشف ذلك في لغتنا العربية الحالية أن نضيف الحرف الأول في الأبجدية العربية السورية وهو الألف إلى آخر تلك الأسماء لنرى ماذا يحصل: "سر-أ" تعنى أخصب وسرأت السمكة أي باضت والمرأة كثر أولادها وأسرأت أيضا أخصبت وحان أن تبيض, "مر-أ"أخصب القمح وجامع , والمروءة في أصلها كمال الفحولة الاخصابية وكمال الرجولية,والمرء هو الذكر والمرأة الأنثى. وأما "مر-ع" [فهو إبداع شائع جداً بين الألف والعين]تعنى أخصب أيضا ومرع الوادي أكلأ وأخصب كثيرا والأمروعة الخصبة, الممراع الخصيب . وكلمة " رب-ع"بالإبدال بين الألف والعين تعنى أيضا أخصب وأربع فلان ,أكثر من الجماع , وربيع رابع أي مخصب, والربيع أي الخصيب وهو فصل الخصب. أما إذا أضفنا الألف إلى بداية هذه الأسماء ماذا يحصل : "أ-سر" أي ابن سر أو أبناؤه . "أ-مر" أو "عمر" بالإبدال الشائع بين الألف والعين أي أبناء "مر" , "أ-رب" أو "ع-رب" أي عرب أبناء رب وبناء على ذلك توزعت العربية القديمة إلى ثلاث لهجات رئيسية هي :السريانية في الشرق , الأمورية في الغرب والعرباء"ا لعربية" في جوف شبه الجزيرة العربية. بينما كانت اللهجة الشرقية تضيف صوت "و"إلى نهاية الأسماء كانت اللهجة الغربية تضيف الصوت"ا" والعرباء تضيف التنوين ,مثلاً كلمة جمل : تقول الشرقية " جملو" والغربية " جملا" والعرباء " جملا ً" وفي الغربية كان الفينيقيين يخففون حرف الجيم إلى غ فيقولون " غملا".وهي أي الغربية لغة أهل معلولا وبخعة وجبعدين حتى اليوم.مثال آخر :يريد أهل الشرقية أن يقولوا "الجمل يرعى العشب" فيقولوها هكذا"جملو روعي عسبو" أما الغربية مثل الفينيقيين فتقول:"غملا روعي عسبا".....الخ. ثم أضافت اللهجة العرباء في جوف شبه الجزيرة العربية في وقت متأخر الأحرف الستة " ثخذ ضظغ"إلى الأبجدية الكتابيةودعيت بلغة الضاد تمييزا لها عن شقيقتيها السريانية الشرقية والأمورية (الفينيقية جزء منها) ودعينا بالعجميتين أي الصعبتين على الفهم لأن عجم واستعجم ما صعب فهمه ولو كان عربيا وليس نسبة إلى أي لغة أجنبية أخرى.أما السريانية الشرقية والعمورية فكانت تستعيض عن الضاد بحف العين في أغلب الحالات: إن كلمة "ضأن ٌ" أي غنم كانت في الشرقية "عانو"وبالغربية "عانا"وكلمة "بيضة ٌ كانت "بيعتو" و " بيعتا" ولم يكن يعنى هؤلاء التأكيد على أنهم عرب لأن الفضاء الذي عاشوا به هو فضاؤهم هم فقط فكانوا يعيشون العروبة ويمارسونها, كان اليونانيون يطلقون على العرب السوريون ألقاب مثل : السادة, المعلمون,أبناء الآلهة,وعندما حكم العرب السوريون الفينيقيين في الخارج ولا سيما في روما وشعروا بالنتافس الخارجي سرعان ما كانوا يعمدون إلى الإصرار على إبراز أصلهم العربي, فها هو "سبتيمو سفريو" امبراطور روما , وهو فيـنيـقي من لبدة "طرابلس الغرب حاليا ً" أصر على أن يكون " العربي" من بين ألقابه الثلاثة وقد حكم هو وزوجته الحمصية جوليا التي تحولت في روما من امبراطورة إلى ربة ثم ابنها "جيتا"أي نعيم ثم ابنها "كراكلا"ثم ابن اختها "جوليا ميزا"ثم " جوليا سميا" ثم "جوليا ماميا "كما أن فيليب العربي من شهبا في حوران السوري الذي أصر على أن يكون لقبة "العربي" فدعي"فيليبو أربيو"ويأكد كثير من المؤرخين اليوم كما أكد المؤرخون الأقدمون والمحدثون أنه حكم روما جيلان من الأباطرة : جيل من النبلاء المثقـفين السوريين وجيل من الهمج اللاتين. سأكتفي بهذا القدر , لكن أرجو ممن يقرأ ما اقتطفته أو يقرأ الكتاب أن يقرأه بعين ويبقى عينا ً أخرى على "إسرائيل"وما تدعيه , وكمثال على ذلك: في رواية شيفرة دافنشي والتي في اعتقادي رواية ماسونية بامتياز - ولا يخرج عن ذلك روايته ملائكة وشياطين وغيرها وهي ليست سلسلة روايات بوليسية كما يقدم لها في غلاف الكتاب الأخير-يتم الكلام كثيرا عن الكأس المقدسة وفرسان الهيكل, ولكن لنعلم أن الكأس المقدسة هي كأس عشتار المقدسة التي تظهر في المكتشفات الأثرية والصور التي يعرضها الكتاب المذكور للدكتور أ.داوود ملامة لدرجة الغضب:هذا ليس إلا نقطة من البحر, ولكن ماذا تدرسنا مدارسنا بل جامعاتنا المتخصصة, في الصف العاشر كنا ندرس تاريخ أوروبا وقبله شيء عن الدولة العريبة الإسلامية ,ففي بيوتاتنا العلمية كنا نمارس القتل بل الاغتيال لكل تاريخنا العظيم , لا يسعني أن ألوم الجهات الرسمية فقط بل الأحزاب التي رفعت شعار سورية ولم تفعل شيء لسورية , والله تخذلني الكلمات , أرجو قراءة الكتاب أيضا أيها الأخوة " تاريخ سورية القديم " وهو متوفر ع النت. الآن هل عرفت لماذا أنا قومي سوري دون انتساب لحزب , أنا قومي سوري مثل اي قومي روسي أو قومي فرنسي , من يحق له هذا اللقب أنا السوري أم هو الروسي أو الفرنسي , العرب الأقدمون عملوا الكثير وبقي علينا نحن أن نعمل فالتركة ثقييييييييلة. والسلام.

شكرا على كلماتك التي هي جزء بسيط من أجزاء كتب الدكتور أحمد داوود وأنا ممن قرأت للدكتور أحمد ثلاث كتب هي ( العرب والساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل واليهود) وكتاب تاريخ سوريا القديم تحرير وتصحيح وكتاب ( تاريخ سوريا الحضاري القديم 1- المركز ) وهذه الكتب من أروع وأفضل الكتب التي قرأتها في حياتي وبسببها أصبحت أعرف كثيرا من الامور المهمة في تاريخنا والتي لها انعكاسات على واقعنا ومن خلال هذه الكتب تبين لي مقدار الكذب والتضليل والخديعة التي يحاول الصهاينة واعوانهم تحويله الى حقيقة لأسباب لم تعد تخفى على كل عاقل وأريد أن أقول لك شيئا بهذا الخصوص وهو أن للاسف جزء من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في سوريا يحاولون التعتيم على هذه الحقائق ويحاربون المفكرين من أمثال أحمد داوود ونبيل صالح وغيرهم ممن يحاولون فتح أعين وقلوب الناس على الحقيقة فالدكتور احمد ظهر على شاشة التلفزيون السوري بلقاءات مع الدكتور يحيى العريضي ولكن للاسف توقف فجأة برنامجهم وعندما حاولت منذ فترة شراء مجموعة كتبه تفاجأت بعدم وجود أي مكتبة أو دار تنشر له بأستثناء مكتبة واحدة تصور مكتبة واحدة في كل الشام والانكى أن بعض أصحاب المكاتب أستهزئوا بي وقالوا لي من هذا احمد داوود وأخر قال لي (شو بدك بهاد وبكتبوا ) وأخر قال ( مين احمد صاحب النظرية الجديدة باستهزاء .. تصور ذلك

الشيخ الوقور والابن الضال بلاد الشام أو سورية الطبيعية , هي بلاد لم تغلق أبوابها في وجه مهاجر أو لاجىء من ظلم أو قحط , فاستقبلت الشركس والأرمن كما استقبلت قبلهم الأكراد التي أتوا من بلاد القوقاز وما حولها. وكل هذه الأجناس عاشت حياتها مع بعضها البعض بما فيهم الأكراد مع ظهور بعض الأصوات المستحدثة التي تقول بكوردستان نتيجة لظروف سياسية في المنطقة التي تعيش منذ أزل التاريخ على صفيح ساخن سياسيا ً مثلما ظهرت سابقا ً الحركات الشعوبية. عدا ذلك لم تعرف تلك البلاد إلا العيش المشترك على علاته التي لخصتها الفتن. ينضم اليوم إلى الأصوات الإنفصالية صوتا ً عربيا ً على غير العادة وهم أصحاب الإمارات الإسلامية. وبعد سايكس بيكو قامت سورية " غير الطبيعية " أو ما يعرف اليوم بالجمهورية العربية السورية بالدور الذي قامت به سورية الطبيعية سابقا ً , فكانت بذلك الوريث الشرعي والأخلاقي لبلاد الشام ويعود ذلك لأسباب أخرى لا داعي لذكرها هنا. إذهب إلى درعا تر عددا ً لا يحصى من السيارات الأردنية التي تتبضع في سورية من كتب مدرسية وخبز ومؤن الطعام وغيرها علاوة على التهريب الذي يشمل المازوت والطحين والمواشي ...ألخ. ويتكرر الأمر نفسه مع لبنان مع خصوصية عالية فكثير من القرى اللبنانية الحدودية هي تابعة للبنان بالاسم فقط فالأولاد يدرسون في مدارس سورية ويتطببون في ماشفي سورية وكل معيشتهم دون استثناء من سورية , حتى هواتفهم الجوالة , بل تربط قراهم طرق معبدة أفضل من الطرق التي تربط قراهم مع الداخل اللبناني, وحتى عدادات الكهرباء سورية ,. دوما ً كانت سورية تتطلع إلى علاقات مميزة مع لبنان ولم تكن تطلب منه إلا أن لا يكون خاصرة ضعيفة في الجسد السوري. ولكن جزء من اللبنانيين أعجبتهم قضية الخاصرة السورية الضعيفة فأخذوا كلما سنحت لهم الفرصة يضربون على هذه الخاصرة بل تحتها. قديما ً يحكي لي والدي أن بعض اللبنانيين كان يسيء إلى سورية في سوق الخضار فيقول عن بعض البرتقال - درجة ثالثة - لا ترموه سيأتي السوريون ويشترونه ويسمون الليرة السورية بالشرموطة ( وهذه حالة عايشوها أهلي وليس شاهد عيان صنع في الجزيرة) وعندما كانوا يتمادون في ذلك كانت سورية تشدد أيديها على الحدود لمنع التهريب , بعدها ترتفع أصوات الداخل اللبناني بالأنين مثلما أنوا عند خروج الجيش السوري والمواطنين السوريين بعد اغتيال الحريري. لأن سورية كانت سوقا ً لتصريف بضاعة كل تجار لبنان وخير من يعرف ذلك تجار أو منتجات نستلة وبيبسي وكوكا كولا فكم انخفضت مبيعاتهم عندما أصبحت هذه المواد تصنع داخل سورية. رغم ذلك – ولا أقصد الإساءة للبناني واحد - لم يتعامل هذا الشيخ السوري الوقور مع ابنه اللبناني الضال على مبدأ أن لبنان هو زائدة دودية في الجسد السوري . ففضاء لبنان البري والجوي هو فضاء سوري 100% حتى كون لبنان مطلا ً على البحر فهو لا يشكل نافذة متوسطية لأي دولة آخرى دون المرور في الأراضي السورية , وحتى خطوط نفط التابلاين تمر في سورية قبل أن تدخل إلى لبنان. ماذا إذا اعتمدت سورية سلة الدعم التي تعتمد على البطاقة الإلكترونية أو حتى الهوية الشخصية وحررت الأسعار خارج هذه البطاقة بحيث لم يعد يجدي تهريب هذه المواد, ألن يحدث خضة في المجتمع اللبناني ,وماذا لو طبقت عقوبة بسيطة وهي منع استقبال أشخاص غير مرغوب بهم من فنانين أو سياسيين أو حتى منع مرورهم في الأجواء السورية . ماذا لو امتنعت سورية عن بيع لبنان كهرباء ونفط بسعر خاص . بمعنى آخر طالما أن كل هذا العطاء السوري المقصود وغير المقصود لم يجدِ نفعا ً مع شريحة لبنانية من المواطنين بل من السياسيين فماذا يضيرنا لو كان هذا العطاء مشروطا ً فهذه مقابل تلك وتلك مقابل هذه, خاصة أن لبنان ليس في صدد بناء بنيـته التحتية في ظل المستـفـيدين من ديمقراطية الطوائف مما يجعله يتكئ على سورية بشكل دائم, أم أن الشيخ الوقورالسوري سوف يظل يتعامل مع ابنه الضال على مبدأ الدم لا يصير ماء. والسلام.

الكبير همليقارت: عندما يخطئ ابنك، قد تعنفه، وقد توبخه بشدة، وقد تضربه، بل وحتى قد تطرده من المنزل، لكنك لن تقطع عنه الماء والطعام أبداً، ولأي سبب كان. عدا عن أن عقوبة كهذه، إلى حد ما، تماثل العقوبات المفروضة على سورية من قبل "دعاة الحرية والديمقراطية"، مع ملاحظة فرق الأحقية، وعقوبة مثل هذه للابن الضال، لن تشمل فئات وتستثني فئات، بل ستمس كافة اللبنانيين، وهذا ما لم ولن تفعله سورية أبداً.

إلى قارئ سوري* حسب قول صديق لك: " بأن المسيحيين هم سكان سورية الأصليين وهم من طور الأبجدية ....ألخ . " إن هذا القول يقول به أيضا ً السوريون الآشوريون بجميع التسميات سرياني كلداني أرامي . وهذا لغط خطير لأنه يقول نصف الحقيقة أولا ً وأما ثانيا ً فإنه يلغي شريحة كبيرة من السوريين , لأنه يعتبر أن السوريين المسلمين وفدوا إلى سورية مع الفتوحات الإسلامية وهذا خطأ كبير أيضا ً. لأنه بعد أن دخل المسلمون إلى سورية , هناك مسيحيون أسلموا كما أسلم أشخاص لم ينتموا يوما إلى الديانات الثلاث المعروفة وهناك من بقي مسيحيا ً , فهل يمكن القول إن المسيحي الذي أسلم لم يعد سوري أصيل , وأن الذي بقي مسيحيا ً هو فقط سوري أصيل , وهل يمكن القول بسذاجة إن كل مسلم هو حتما ً وافد جديد مع الفتوحات الإسلامية الأتية من شبه الجزيرة العربية. يظهر هذا جليا ً في سورية عند الطوائف اللإسلامية مثل العلوية والإسماعيلة والصوفية السنية إضافة إلى ما انبثق من هذه الطوائف. هؤلاء استقبلوا النسخة الصحراوية من الإسلام – التي لا يمكن اعتبارها نسخة النبي محمد(ص) لأنه تم تسيـيـسها – استقبلوا الإسلام الوافد وتم تلطيفه حسب ثقافتهم اللطيفة بالأصل حيث قال الإله السوري بعل: اترك سيفك واحمل فأسك واتبعني لنزرع المحبة والسلام في كبد الأرض , وهذا ما عادت وأكدته الحضارة السورية بنسختها المسيحية فكان للمحبة والسلام نصيب كبير في اللاهوت المسيحي . ثم عادت الثقافة السورية وأكدته في النسخة الإسلامية وذلك في مذاهب الصوفية الإسلامية سواء كانت سنية أو علوية أو إسماعيلية أو ....ألخ أمثال ابن الفارض والمكزون السنجاري و....... هؤلاء وفقوا بين الحضارة السورية والدين الإسلامي فاغتنى الإسلام في بلاد الشام والرافدين وصار له منصة كي ينطلق إلى العام باتجاه الصين وإيران أرضستان ونجد أن العادات الإسلامية في تلك البلدان وبلادنا متشابهة جداً وهي أبعد ما تكون عن إسلام شبه الجزيرة العربية حتى قبل ظهور الوهابية. لذلك إن الأقليات الإسلامية في بلادنا والصوفية الإسلامية السنية هي الأقدر على إقامة حوار حضاري وأقدر على الإنفتاح على الغرب وكما غزت سورية روما ثقافيا ً تستطيع أن نعيد الكرة , وكان قد توقع دافنشي أن يعم الإسلام كل أوربا في عام ألفين ( حسب ما أذكر). ولكن لأسباب اقتصادية نفطية وغازية وغيرها يقوم الغرب بدعم الوهابية وسن أنيابها ولا يهمه حوار الحضارات بل صراعها لأن بذل يمكن له أن يستفيد وهذا ما قال به منظر صراع الحضارات صموئيل هيـنـغـتـنـغـتون بل أنه دعا إلى التخلص من الأفواه الجائعة في أفريقيا بالقتل لأنها تشكل عبء على الاقتصاد العالمي وهي شعوب تشغل اراض الأجدر بها أن تشغلها شعوب أخرى. لم يشهد تاريخ سورية القديم مجازر وإبادات و وحدهم الرومان حاولوا منع ظهور المسيحية السورية وعندما فشلوا قام الإمبراطور الروماني قسطنطين بعقد مؤتمر نيقيا الأول بين المسيحيين والوثنيين ( عبدة إله الشمس ميثرا ) وفيه تم الكثير ومنه أنه تحويل يوم العطلة السوري المسيحي من يوم السبت إلى يوم الأحد ( يوم الشمس Sun Day ). تظهر تجربة الإسلام المتسامح عند الطائفة العلوية في تركيا فلهم مؤتمراً سنويا ً جرت العادة أن يرأسه شخصية عالمية كرئيس شرف وذلك أما وسائل الإعلام والصحافيين بمقدار لا ينتهك الخصوصية عند أهل العرفان والصوفية والذي أقرته كل المذاهب الإسلامية. ها هو محي الدين بن عربي يقول وهو يصلب : اللهم هؤلاء عبادك اجتمعوا على قتلي محبة بك وانتصاراً لدينك , فاغفر لهم. فلو أنك كشفت لهم ما كشف لي لما فعلوا ما فعلوا, ولو أنك حجبت عني ما حجبت عنهم لما ابــتلـيـت بما ابتــليت , فلك الأمر فيما تفعل ولك الأمر فيما تريد. لهذا يقال إن الإسلام ولد في الحجاز وترعرع في بلاد الشام , فنهل من فكرهم وأكل ومول فتوحاته من خراج أرضها وعرق ساكنيها. في 1990 قال لي صديقي الآشوري أن لديهم علماء في أمريكا يبحثون ليؤكدوا أن الآشوريين هم سكان سورية الأصليين. وكان هذا مفتاح لحديث طويل بيننا على صغر السن آنذاك. قلت له : إنك آشوري أي سوري أصيل لكنك إذا أصبحت مسلما ً منذ 100 عام هذا لا يعني أنك لم تعد سوريا ً اصيلا ً أي أنني أنا المسلم أيضا ً سورياً أصيلا ً ,فهويتي الدينية لا نتفي عني هويتي القومية. وهذا لا يعنى أن الآراميين الحاليين الموجودين في الهند ليس اصلهم سوري أو حتى سكان قبرص واليونان. أفتش في ذاكرتي ودفاتري عن شيء يدعم الربط بين السوريين والعرب كوجهان لعملة واحدة وبمعنى أخر إن العرب هم بدو بلاد الشام والرافدين , المهم أن أحد الأصدقاء يقوم بذلك وأرجو قراءة ما توصل إليه في هذه الصفحة. واعتقد أن محازبي الحزب القومي السوري وقعوا في نفس اعتقاد صديقي الآشوري فقالوا نحن سوريون نتكلم العربية , لذا سوف ابقى بحالة شغف وشغب حتى أقرأ ما توصل إليه صديقي في هذا الموضوع.

تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الأخرين , سمعت هذا الشعار وأنا في المدرسة وأعجبت به لأني لم أفكر بشكل حقيقي بمعناه وبكيفية تطبيقه واليوم عندما أعدت التفكير به وجدت أنه فكرة فلسفية لايمكن للبشر تطبيقها , فمن من البشر يعرف أويعترف أين تنتهي حدوده وأين تبدأ حدود الآخرين والبشرية قد جبلت على مبدأ الطمع والأستئثار فكل بشري يحاول أن يمد حدوده ويقلص بقية الحدود , والحل في وجود حَكم يرسم الحدود دون أن يستأثر بها كلها لنفسه وهذا الحَكم أوجدته البشرية وسمته الدولة , والدولة كحَكم ليست عادلة وليست منزهة ولكن طالما أنها لا تقضم كل الحدود فهي أفضل من أن يرسم كل بشري حدوده بحيث تأتي الرسوم على شاكلة لوحات جسر الشغور وبابا عمرو . قال فرانكلين : من يتنازل عن حريته من أجل أمنه لا يستحق كلاهما . وأنا أقول منذأول تجمع بشري في مغارة في العصر الحجري عرف المتجمعون أنهم وبإرادتهم يتخلون عن جزء من حريتهم مقابل أمنهم وقد قبلوا ذلك بملء إرادتهم ( فوقتها لم يكن هناك أحزاب أو مخابرات ) وهكذا أتضح لي أن مقولة (بنجامين فرانكلين) كانت أهزوجة لتشجيع الثوار الأمريكان على قتال المستعمرين الأنكليز وهي بالتأكيد ليست حكمة يمكن تطبيقها على الحياة الأنسانية المدنية. فلكل الحالمين بالحرية المطلقة وبالمدينة الفاضلة : أستيقظوا فحتى بالفردوس الأعلى لم تكن الحرية كاملة والدليل أن الله وضع حدود لحرية آدم وحوا ومنعهم من أكل التفاح.

هل يقبل الشيوعيون أن يقوم الأخوان المسلمون بتقييم تاريخهم ؟؟ أم هل يقبل الأخوان المسلمون أن يقوم الشيوعيون بتقييم تاريخهم ؟؟ أم هل يقبل البعثيون أن يقوم القوميون السوريون قتلة عدنان المالكي بتقييمهم ؟؟ ماهذا الهراء ؟؟؟؟؟؟ المدعو نبيل صالح من الحزب القومي السوري الموالي للنظام الحاكم في دمشق والذي رأيناه كثيراً على الفضائيات المحلية ( مثل قناة سوريا بخير وغيرها .. ) كيف يقوم بتمسيح الجوخ للنظام بحثاً عن منصب عضو مجلس تصفيق تارة أو رئيس تحرير موقع الجمل تارة ... لايهمنا .. فماسحي الجوخ أصبحوا أكثر من ماسحي الأحذية مع فائق احترامي وتقديري لماسحي الأحذية ولكن مهما يكن لايمكن للمدعوا أن يتوهم وجود ما أسماه الوهابية السلفية أو الإسلام الشامي ؟؟ وهل يوجد دين مسيحي أميركي ودين مسيحي فرنسي وووو آن للمدعو نبيل الصالح أن يرتدع ويحترم نفسه لعله يجد لنفسه في إسمه أو كنيته له نصيب . أم أن كتّاب هذه الأيام لايجدون حائط واطي إلا الحائط الإسلامي فيحاولون امتطاؤه ؟؟ أم الحدائط المسيحي أو الشيعي أو اليهودي أو الهندوسي أو الــ ... الخ . لايجرؤ لانبيل الصالح ولاغيره على التطاول عليه. (الجمل):لم أجري حوارا مع أي تلفزيون محدد في حياتي، كما لم أمتدح مسؤلا في حياتي، ولا علاقة لي بالقومي السوري أو أي حزب في العالم،ولن أصبح برلمانيا على حياتك، وكل ماسبق وقلته عن الوهابية يستند إلى مراجع إسلامية، وإذا أردت تصحيح ماقلناه فأهلا بك ..

لم تظهر على الفضائيات الأسدية من خلال مقابلة ، وكيف يمكن ذلك وأنت لاتعرف تحكي كلمتين على بعضون ؟؟ ولكن ظهرت من خلال المشاركة الجماعية في إنشاد نشيد وطني . وهل ستنكر أيضاً أنك رشحت نفسك لمجلس التصفيق الحاد ؟؟ وهل يمكن لواحد مثلك أن يطلع على المراجع الإسلامية ؟؟ مثلما الشيخ القرضاوي يتقاضى أجر من أمير قطر من أجل صياغة الإسلام كما يريد ، ومثلما كان الشيخ المفتي علي طنطاوي يتقاضى أجر من حسني مبارك للغاية نفسها ، ومثلما هو الحال نفسه بالنسبة للشيخ البوطي والمفتي حسون . كذلك الأمر بالنسبة لك فأنت واحد سافل استأجره أحدهم للتضليل الإعلامي . ولكن لن تستفيدون في شيء وسيذهب تعبكم هباء ولكن أنت الفائز مبدئيا وليس نهائيا كونك ستتقاضى أجر ممن استأجرك .

ساركوزي أو نعمل البلد أوزي

جامعة حلب كانت الجامعات في أيام الاحتلال الفرنسي ملاذاً للمعارضين، يلجؤون إليها، وكانت القوات الفرنسية تتردد أمام دخول جامعة دمشق، فهناك شيء اسمه "حرمة الجامعة" عند البشر، وهو ما لم يسمع به أصحاب "الشفافية". نظام "التطوير والتحديث" والفلسفات الفارغة لا يحترم لا جوامع ولا جامعات ولا جماعات ولا تجمعات، والصامتون الذين وضعوا حجة على الثورة أنها تخرج من الجوامع، عليهم أن يقدموا مقترحاً لمكان يمكن ألا تتطاله بربرية النظام. (الجمل): معك حق : يجب أن يكون للجامعات حرمتها ، غير أن المعارضة تنتهك حرمتها اليوم كما انتهكتها المخابرات بالأمس، وأعرف الكثير من الجامعيين المهددين بالقتل من زملائهم الثورجيين حتى باتو يخشون الذهاب إليها.. هل نذكرك بالمجرم البالوش الذي لم تتشرف ثوتكم باستنكار جريمته بعد، اتركو أماكن العلم لما أنشئت من أجله وتوقفوا عن احتلال المدارس ومنع الطلاب من متابعة تعليمهم..توقفوا عن قتل أساتذة الجامعة والمدرسين والأذنة قبل أن تذكروا كلمة حرمة، ياأخي: لقد تجاوزتم مساوئ النظام بكثير ولن تجدوا مستقبلا وطنا لتندسوا فيه..

لا أعتقد أن الأستاذ نبيل صالح يتجاهل تفصيلاً مهما بلغت دقته في البحث الذي يجريه عن الوهابية ؛ على أنني اتفق بشكل كبير مع رأي السيد سامي3في أن " الإسلام الأصلي قد مات مع صاحبه محمد و خرج علينا عبر ألف و أربعمائة سنة آلاف الطبعات من الإسلام كل واحدة تدعي المشروعية الدينية " ... ذلك أن جوهر ماجاء به محمد يتلخص برأيي بأمرين اثنين : أولهما : تحديد هدف البعثة النبوية كاملاً بإتمام مكارم الأخلاق ( إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق ) وليس لزرع بذور الأخلاق ، وهذه مغالطة تاريخية كبرى وقع فيها الكثيرون عندما صوروا الحياة العربية في مرحلة ما قبل الدعوة المحمدية بطريقة يندى لها الجبين ، حيث تمّ التركيز على أن العرب كانوا من التفاهة بمكان من خلال عبادتهم الأصنام وقد صُوِّر ذلك وما نجم عنه في ممارساتهم بشكل مقرف في كتب التاريخ وكثير من أعمال الفن السابع و أهمها طبعاً فلم الرسالة ( مع اعتقادي بحسن نوايا العقاد رحمه الله وضحالة ثقافته ) وهنا يمكن العودة لموسوعة (تاريخ العرب قبل الإسلام ) لجواد علي والاطلاع على الحياة التي سميت زوراً وبهتاناً بالجاهلية مع أنها أفرزت زهير بن أبي سلمى وحاتم الطائي والقائمة تطول وتطول... وثانيهما : أن تعريف المسلم لم يرتبط في الجوهر بالعبادات من صلاة وصيام وحج وزكاة ؛ بل أكثر من ذلك لم يرتبط حتى بالعقيدة ، بل تعلّق بالممارسة فقط فهو كل من (سلم المسملون من لسانه ويده ) والحديث هنا عن المسلم الحق وليس عن من نطق لسانه بشهادتين . وبناء على ما تقدم فإن كل من حسن خلقه وسلم الناس منه فهو يتوافق مع جاء به محمد ولو كان ملحداً. لقد كانت دعوة محمد بعد تأمل أربعين عاماً دعوة أممية لم يسبقه إلى ذلك ولم يخلفه فيه امرؤٌقط ، ولذلك جاء في البيان القرآني ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) وقد وضع لهذه الدعوة هدفاً مرحلياً Target (كما يحب أن يسميه أخونا القاضي) وأهدافاً أخرى بعيدة تقود إن تحققت هذه الأخيرة إلى مجتمعات أرقى و أكثر جلباً للسعادة لساكنيها ، وليس إلى مدينة فاضلة لم تعش إلا في خيال أفلاطون ... وعندما نشأت الفرق الإسلامية بعد وفاة النبي ، جعل قادة هذه الفرق من محمد فيلسوفاً ، وجعل كلٌّ منهم يترجم فلسفته القرآنية وغيرها بما يناسب أهدافه . فإذا قرأنا ( المِلل و النِّحل ) للشهرستاني يمكن أن نستخلص التالي : لكل طائفة غلاتُها ممن يسمُّون العلماء ، وهؤلاء يعتقد كلٌّ منهم جازماً بأنه على صواب والآخرون ضلوا الطريق – ولن أقول كافرين – وهذا ينطبق على جميع الِفَرق بلا استثناء من سنة وشيعة وعلوية ودرزية الخ..( وبمفهوم أشمل على جميع الأديان السماوية والوضعية) والسؤال الهام هنا : ماذا تبقى مما جاء به محمد ؟؟؟؟؟ يقول محمود درويش عليه السلام : "أيتسعُ الصدى.. لصوت تملأ المجهولَ بُحَّته.. ويملأه الرحيلُ ألوهةً..." لم يتبقَّ بعد موت محمد إلا القرآن ..وهذه معضلة بحد ذاتها إن لم يتوافق فهم القرآن مع هدف البعثة سالف الذكر ، ودعوتها الأممية العالمية. فمثلاً : من حق أي مترجم حرفي للعربية أو غيرها من اللغات أن يعتبر المسلمين إرهابيين عندما يقرأ الآية الكريمة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ، ترهبون به عدو الله وعدوكم ) دون أن تكون لديه مفاهيم ثابتة ومنظومة ِقَيم تعطي للقوة ، وللعدو ، والأهم من ذلك لله تعاريف تتطابق مع الهدف المنشود من الدعوة المحمدية . وبناء عليه تكون القوة بالفكر والعقل قبل الذراع والسيف ، والعدو هو الجهل والتخلف الفكري قبل ما يسمى بالكافر ، والله هو جميع القوى المطلقة الجميلة الفاعلة في الكون . ولقد حارب محمد من سماهم بالمشركين أو الكفار لسببين : الأول : أنّ قادتهم كانوا أعداءً للفكر الحر والذي تجلى في الرسالة المحمدية بأول القرآن : اقرأ....فكانت حربه لهم ثورةً على استبدادهم الفكري... والثاني : أن دعوته الأممية غير المسبوقة أو المتبوعة كانت تقتضي تأسيس دولة ووضع أحكام ، وليس محمد من أطلق عليها الدولة الإسلامية بل هو من شغل المؤرخين . وهذه الحرب قد انتهت بعد أن خرجت الفكرة إلى النور ، وليس من مسوغ لعودتها سوى الدفاع عن النفس ضد الخطر المحدق بأمن المواطنين . وأخيراً وليس آخراً جاء في القرآن أنه ( لا إكراه في الدين ) وبالتالي : لا المرتد يُقتَل ، ولا المخالف بالرأي يُكَفَّر ،وغير ذلك كثير مما يرسخ للحرية وربما لما سماه بعضهم ديمقراطية. إن دعوة محمد - عليه وعلى جميع شرفاء العالم عبر التاريخ ممن دعوا إلى التحرر الفكري السلام – لأكبر من أن تُكَبَّل بالفتاوى ؛ وأعظم من أن تُحَجَّم بالعبادات . ولن يُضير من احترم ما جاء به محمد سواء آمن بأنه رسول الله أم لا حسب المفهوم الشائع ، لن يُضيرَه بعد أن تحرر فكرُه ، وحسُنت أخلاقه أن يترك صلاة أو يشرب خمراً ولو أجمع على ذلك ( علماء المجلس الإسلامي السني الشيعي العلوي الدرزي الأعلى). الراوندي السوري (من دمشق أخيراً)

شكرا

في عيد الشهداء - السلمية مازالت أحد مفاتيح الانتصار ذكر الكثيرون أن جمال السفاح قتل خلال سنتين خمسين شهيداً، ومن أجلهم سمي بالسفاح وتغير التاريخ بفضل أبناء الحياة. المقارنة هي ما مع يجري اليوم من قتل الآلاف، وسقوط آلاف الشهداء.. السفاح جمال، قتل الآلاف كذلك، وتسبب بموت الآلاف، شرد وأجاع وأهان مئات الآلاف.. ادخل الناس في حروب، وشتت المدن، ونهب القرى، ومات الكثيرون جوعاً.. التاريخ ليس بمنصف أبداً.. فهو ذكر الخمسين لأنهم مثقفون وسياسيون بارزون، كانوا قادة حركة الاحتجاج، وكانوا الرافضين المعلنين لجمال السفاح وسياساته. كما كانوا سياسيي وقادة المستقبل. ولم يذكر التاريخ هؤلاء الآلاف الذين قتلوا لأسباب شتّى... هذا يجعلنا نفكر في الأهمية التي تعطى اليوم للأخبار التي قد لا تكون الأكثر عنفاً، ولكنها الأكثر أثراً في السياسة.. كأخبار اعتقالات ناشطين، أو قتل رموز ثقافية أو اجتماعية أو سياسية... أيضاً يجعلنا نعيد تفكيرنا بأهمية الحراك السلمي، الذي نبذه الكثيرون وكفّروا المؤمنين به.. ما يحرك الضمائر والقلوب والاعلام، في عالمنا المعاصر، ليس فقط القتل الشنيع، والأساليب الوحشية التي تتبعها الأنظمة ومنها نظامنا. ما يحركهم أكثر، هو القتل المجاني، أو قتل العقول، أو قتل الساسة والمفكرين، كما قتل السلميين، هؤلاء الذين هدفهم التغيير وبدون استخدام سلاح مقابل سلاح... لأن هؤلاء هم من يعوّل عليهم في إعادة بناء الوطن، والتسريع بتجاوز الدمار الحاصل.. باقي الصورة وبسبب الاغفال، أو الإعلام المسيس، أو الموجه... أحياناً كثيرة يتم نقلها بشكل مشوه، وكأن ما يجري ليس اكثر من مواجهات مسلحة.. أقول هذا ليس لانني مع السلمية فقط حتى النهاية، فهناك تطور موضوعي يجبر الناس على الدفاع عن انفسهم بكل الوسائل. ولكن كإجابة للأسئلة التي يتم طرحها أحياناً من نوع: - هل بقي للسلمية مطرح؟ أو: لماذا يتم الاهتمام الكبير بفلان المعتقل، ولا يتم نفس الاهتمام بفلان الذي استشهد؟ هو الوضع كذلك، معركة إعلامية، سياسية، بامتياز علينا أن نخوضها بكل الأشكال والامكانيات المتاحة، ونعرف أهمية كل عنصر فيها كي ننتصر.. وليس عبثاً أن النظام اعتقل آلاف المثقفين والمفكرين والطلبة في الثمانينات، وأبقاءهم سنوات طويلة جداً بالسجون وهم من يسمون (سجناء الرأي)، يعني لم يكونوا مسلحين كي يتم وصمهم بالعصابات، ولكن كانوا يريدون التغيير ويناضلون من اجله.. والنظام يعرف هذا تماماً، وعلينا نحن أيضاً أن نعرفه ونعيه.. كل الأساليب مهمة في نضالنا، والسلمية ليست دعوة فارغة، وإنما مهمة جداً ولها الأثر الأكبر في تغيير الموقف في الخارج من ثورتنا.. لمسنا هذا في السنة الأولى من الثورة.. ونستمر بتلمسه اليوم، ونحن نكفر بالسلمية ومن ينادي بها... شهداءنا في قلوبنا جميعاً، سلميين كانوا أم مدافعين عن مدنهم وبلداتهم واهلهم وانفسهم.

بان كي مون يقول الوضع في سورية لم يعد يحتمل ولايمكن السكوت عنه , ونحن نقول الوضع في أفغانستان بديع والجو ربيع والوضع في عشر دول أفريقية على الأقل رائع ويمكن غض النظر عنه والوضع في اليمن ومصر جميل وعدد القتلى مومحرز يحكي كي مون أفندي فيه . نظراً لسخافة بان كي مون و نفاقة و نظراً لرائحته ورائحة أخلاقه ورائحة فمه القذرة لكثرة لعقه لأحذية وأقفية أرباب القذارة الأمريكان والأوروبيين الغربيين لكل ما سبق أرى نزع صفة أنسان عن المذكور ومنحه صفة جردون المجاري , هذه الصفة ساحاول خلق مجتمع كامل من حاميليها فكثيرون يستحقون أن يكونوا جرادين أكثر من أن يكونو بشر , لذلك ستمنح الصفة تباعاً للمستحقين ويمكن لكل الأخوة قراء الجمل منحها أيضاً فهي ملكية عامة . الأخ نبيل : أعذرنا فليس لنا إلا منبرك لقول مانريدرغم عدم أتساقه مع فكرة شغب في بعض الأحيان فلك الشكر

تعقيباً على كلام الكبير همليقارت، يتوافر فقط بعض أجزاء سلسلة "تاريخ سورية الحضاري القديم" على الانترنت، لكني أعمل على إكمال السلسلة، وقد تبقى لي كتاب واحد، لم أجده في المراكز الثقافية بعد، لكني أعمل على إيجاده، وسيكون متوافراً لمن لا يستطيعون دفع ثمنه، بما أن حكومتنا العتيدة لم تستوعب حتى الآن أنها حكومة أزمة ولا زالت تتصرف كأننا في الترتيب الأول على العالم اقتصادياً، بغض النظر عن أعداد الموظفين المسرحين من القطاع الخاص والارتفاع الجنوني للأسعار بحجة الدولار أحياناً (مع أن الارتفاع تجاوز ضعف ارتفاع الدولار) وبدون حجة أحياناً أخرى. تعقيباً على الراوندي السوري، الحمد لله عالسلامة.

أطالب بإنزال أقصى العقوبات بغوار الطوشة لآنه أول من قلب الحقائق حول العنف المنظم حينما سمى الضربة على القفا مساج ,ثم نقل أختراعه هذا لآمريكا فأصبح أحتلال العراق وقتل مليون بني آدم, نشر للديموقراطية.وأحتلال أفغانستان وقتل أبناءه يومياً , هو مكافحة للأرهاب وإنقاذ لأبناء أفغانستان من الحركات الأصولية . أما إيران فحصارها والتهديد بتدميرها فهو إرساء لقيم الحرية الغربية التي تشكل إيران خطراً داهماً عليها ( في حين لاتشكل الوهابية السعودية خطراً ولا على أي مجتمع ولا حتى على نساء السعودية الرافلات بنعيم الحرية على الطريقة الغربية ) وفي سورية فالحصار وإطلاق المجرمين المسعورين ضدها وتشكيل تحالف من 80 دولة لتهديدها و لقتل أبنائها بأي طريقة ( مع تفضيل للذبح والتقطيع ) وبحقد أحتار العقلاء والمجانين بتفسير أسبابه فكل هذا هو دعم للسوريين للوصول إلى حقوقهم بالحرية والديموقراطية لعنة الله على هذا الزمن ففي أزمنة أخرى كانت الأمبراطورية المهيمنة على البشرية تحتل وتقتل و تسرق ماتشاء وتبرر ذلك بانه لمجد وعظمة الأمبراطورية وشعبها أما في هذا الزمن فالأمبراطوريات الكراكوزية لا تملك لا الشجاعة ولا الرجال القادرين على تبرير أفعال الأمبراطورية بأنها لمجدها ولعظمتها لذلك يلجأ أبناء الطوشة هؤلاء للكذب الأهبل الذي يظنون أن كثرة تكراره عبر الجزيرة والسي أن أن ستجعلنا نصدق أن الصفعة اللئيمة هي قبلة محبة. ولك على مين عم تكذب ... ياغوار ملاحظة : مشان الله في مين يشرح لي شو سبب هالأهتمام الغير مسبوق بنشر الحرية والديموقراطية بسورية لدرجة أطارت النوم من عيون زعماء العالم وصرَّفت دول مصاري هي بأشد الحاجة لها, و ترك 10 وزراء خارجية كل شغلهم وماعاد عندون شغلة غير بشار الأسد وسورية وتحول أكثر الناس عداوة وكرهاً للسوريين إلى جنود لخدمة الشعب السوري الطامح لتحرير كفر نبل حتى لو أدى ذلك لموت كل القاطنين خارجها. أرجوكم أشرحوا لي سبب أنقلاب تركيا وقطر وفرنسا ضدنا خلال يوم واحد والتحول من أشد الأصدقاء محبة إلى كلاب مسعورة لاتجيد إلا العض .حتى أنهم لم يكلفوا خاطرهم عناء إيجاد سبب لعداوتهم , ربما بسبب أنزعاجهم من الشرطي يلي ضرب شب بالحريقة. السؤال موجه للأستاذ نبيل و لصياد جبلي و لهمليقارت و لأبو نيبل ولنبوخذ نصر و لمحكومة بالأمل وللجميع...... حتى لعبد القادر البواب !

لك تركت موقعك من أكثر من شهرين وهلق رجعت و لساك نازل تشبيح. شو بدك بالسعودية ورب السعودية. بتعرف أنو أكثر من ربع السوريين عايش بسبب المغتربين بالخليج؟ ليش مابتحكيلنا شوي عن الايرانيين مثلا وشلون بيموتوا حالون من الضرب بعاشوراء؟ اذا في الله بطلب منه طلب واحد هو أنو يردلك عقلك

لا اعرف لماذا يبني شخصا ما بناءا شاهقا جميلا و منيعا ، ثم يترك فيه حجراً واحدا في مكان ما ، إذا ما تم سحبه ينهار كل البناء ، او ان غياب هذا الشخص المهندس المبدع عن بناءه البديع سيتسبب في بناء مخالفات عديدة عشوائية في بناءه تشبه مناطق السكن العشوائي حول دمشق ، او حتى في سور قلعتها . هل لا يكتمل الابداع الا بترك سبب دماره بداخله ، ام ان هذا الابداع على الرغم من كل فنونه لم يأخذ بعين الاعتبار التزايد السكاني المتسارع الى حد الانفجار برغباته و افكاره المتلاقحة و المتكاثرة كالفئران . هل المشكلة في هذا البناء العظيم هي اسوار حمايته بحد ذاتها ، اذ وجدت هذه الاسوار لحماية ما خلفها من كل غزو خارجي فاختنق من بداخلها ، ثم عملوا على فتح منافذ فيها و انسلوا خارجها و بنوا من حولها و بعضهم سكن ابراجها ، فاصبح الناس خارج الاسوار اكثر بآلاف المرات ممن بقي بداخلها ، حتى ان الغزاة بقوا راضين بالسيطرة على ما هو خارج الاسوار و تركوا الاسوار تقتل من بداخلها . سنظل نلمع و نهلهل لمهندسينا البارعين فيما ابدعوه ، دون حتى ان نهمس همسا باسم او مكان الخطأ فيما ابدعوه . لا بل هناك من قام ببناء اسوار جديدة حول السور القديم و كل سور يحبس ما خلفه من بشر بينه و بين السور القديم ، و الناس خلفه لا يطيقون العودة الى السور القديم و لا يتحملون السور الجديد ليبدؤا من جديد بالحفر في جدرانه . لقداستحق اهل مكة و المدينة خلال 23 عام احكاما تنسخ احكاما و آيات بدل آيات ، بسبب اوضاع جديدة تمر بهم ، فيما لم نستحق نحن خلال ما يزيد عن 1400 عام ، رحمة من الله ترفع عنا بعض احكام مجتمع صحراوي و تزيل اسواره ، فبدئنا بالحفر و المخالفات . بل زاد في الطين بلة ، من جاء ليزيد في قلوبنا و عقولنا تصحرا فيعمل لاعادتنا 1400 عام او يزيد الى الخلف بحجة العودة الى واحات السلف الصالح ، فيغلق من جديد فتحات الهروب الى الحياة ليحشرنا من جديد خلف اسواره الاولى فالله بالنسبة لهم في السماء حيث ستجبرك الاسوار العالية على النظر اليه . و بعد حين .... سيبدأ الحفر من جديد ... فالله بالنسبة لنا ، فينا و معنا في اي مكان نذهب اليه . ملاحظة : ربما كان الشيطان هو المسؤول الاول و الاخير عن أخطائنا بوسوسته في عقولنا ، فأجمل ما خلق الله .. الانسان ، و أجمل ما خلق الانسان .. الشيطان ليتحمل عنهم كل شرورهم . نبوخذنصرالسوري

((حثالةٌ ورعاع*وأخلاق ضباع*وسفكٌ بلا انقطاع*وعضوٌ بطول الذراع*فانكحوا ما طاب لكم ميتةً وسفاح *وللمؤمنات جَزَراً مّما يشتهين وحميراً في المَراح*تلك هي آيات الذَكَرُ المستجاب*محمّدٌ بن عبد الوهاب*إنّا قد بيّنّا لكم وليّكم أفلا تتفلون*)) ها هو (فلان بن فلان)يجرّ حصانه ويتبختر(ونحن نتبختر معه) على سجّاد كسرى , ممزّقاً النّمارق والطّنافس برمحه,منتقماً لسنين الجوع و الحرمان التي عاشها قميئاً شريداً يمتح الماء من بئر ويتدفّأ على بعرة الجمل,يسيل لعابه إذ يرى ضَبّاً في الرّمال ,إنّهم حثالةٌ ,وكما قال إبن خلدون:الحسد في العرب... - السيّد قارئ سوري*: حطم سيفك وتناول معولك ....(فأنت سوريّ) ,عذراً , بعلٌ لم يعرف هذا الإسم ,فبذلك التّاريخ لم يكن هناك شيئ إسمه سوريا,وأظنّ أن هيرودوت هو من أطلق عليها هذا الإسم. - الأخ همليقارت:لا أوافقك على نفس الجملة,فالسّيف أكثر نبالةً و عزّةً ومنعة...وبالسّيف فقط تصان الكرامة,وأمّا عن المعول.. لن أحدّثك .. - الأخ أبو مجد:إنّما بُعث ليتمّم وليس ليعطي,فالمروءة كانت معروفة لدى العرب,والشّجاعة والكرم وإغاثة الملهوف و إقراء الضيف والعزّة والأنَفة ,والشعر والأدب فالمعلقات ,ولا تنسى عكاظ,وكانت هناك الأشهر الحرم,وصيام وحجّ وطواف وسعي وأضاحي وصدقة,على أنّه كان هناك أكثر من كعبة (كعبة نجران مثلاً). وأمّا الغزو والسّبي والجزية والخراج ,فقد بقيت حتّى ضعفت الدّولة الإسلاميّة ,ولم يعد لديها القدرة على العضّ بالأنياب,كمثل التّائب العجوز,إلا إذا اعتبرناها فتوحاً إسلاميّة,ساعتها سنعترف بالفتوحات الفرنسيّة في سوريا والفتوحات البريطانيّة في السّودان و و.. إلخ ,وقد قُتل كعب بن الأشرف غيلةً,وكذلك العصماء بنت مروان وغيرهم ,في زمن النبيّ ,حيث كان أبو ليلى وأصحابه جاهزين للمهام الخاصّة . - أولم تعرف بأن الثّيران والأغنام قامت بالعمالة لصالح جيش المسلمين في أرض السّواد وكانت جواسيساً على أصحابها وكانت تنطق بلسان فصيح ؟,(ويقال أنّ أحفادها هي من علمت سعود الفيصل القراءة!!) ولا أرى ضيراً في داجن أكله,بعد أن ذهبت امرأةً لتبول فبقيت يوماً وبعض اليوم. وامرأةً (أخرى)احتضنت نطاف زوجها خمس سنين وحملت بجهبذ يقود المؤمنين. وقد قتلت الجنّ سعد بن عباده,لأنّه بال واقفاً. وقد قاتلت الملائكة مع المسلمين,حين كان أبو محجن الثقفيّ على بغلة شهباء,يغيّر مجرى المعركة. ولم أجد في كتاب الله حدّاً لرجم الزّانية أو الزّاني,لا المحصّن ولا المحصّنة. ولم أجد في القرآن(كما قال الطبري)نساء الجنّة على شكل ثمار معلّقة على الشجر,تأكلها أو تنكحها ,أيّهما تفضّل,فهل رأى مولانا الطبري يقطينة أثارته و أوحت إليه بما يهرف من أفكار شاذة؟وهل هي قاعدة للفتوى التونسيّة بحقّ المرأة في التّمتّع بالجزر والقناني وما شابه ,تحصينا لعفّتها وصوناً لسمعتها؟ وإذا لم يكن باستطاعتنا أن نحصل على بول رسول وبصاقه لنتبرّك به,فلم المشاكل؟ قال رجلٌ :إن بطن أخي يؤلمه يا ***,فقال عليك بالعسل,فعاد وقال أطعمته وزاد سقامه,فقال ***: زده عسلاً,فعاد الرجل وقال يكاد أخي أن يفارق,فنهره *** قائلاً :صدق الله العظيم وكذب بطن أخاك. - السيّد رأي الشّام*:أرى أنّ حريّة الآخرين يجب أن تقف قسراً عند الأطراف البعيدة لحدود حريتي القابلة للتمدّد,وأنصحك بقراءة المدينة الفاضلة لترى أنّها غير مناسبة لمعاييرنا الحالية.

السيّد شرم الأبنوطة المحترم:إذا كان حيطك واطي (كما حيطان غيرك)وعدمنا وجود الجوخ,أتبخل علينا بجلدك؟ السيّدإبن العهروطة المبجّل:أنصحك بالإستمرار بتلمّس الأشياء الصّلبة,فقد أدهشتنا بأقوالك السّلميّة وقتل العقول ووو... لقد ذكّرتني بالحديث الشّريف للسيّد الياس خضر:من أيّا كوكب جايي ومن أيّ بلاد.... السيّد سليل المقروطة:عندما تتحدّث عمّن يعتاشون من أيو*** السّعوديين,تذكّر أنّك لا تشكّل ربع السّوريين,والإيرانيين يضربون أنفسهم لا غيرهم,فهل تهفو نفسك للضّرب الأيَراني.

إلى "الرجل" أبو جهل :أنا من سميتني السيّدإبن العهروطة المبجّل : على فكرة أنا أنثى جربت أن تقول رأيها فتلقت كما العادة رد "الرجل" الى نبيل صالح : هل ستنشر ردي أم انك مثله "رجل" بعتقد تعليقي لا يخالف قوانين وزارة الاعلام.

أتفق مع الدراسات ومع الأخوة المعلقين بمسألة وحدة منشأ شعوب المنطقة ووحدة لغتها ووحدة فضائها الجغرافي ولكني أتسأَل دوماً وماذا يعني ذلك . ففي فترة ما أنتشرت القبيلة الواحدة المتجانسة و أستقرت أفخاذها مابين اليونان والعراق وسوريا و الجزيرة العربية ( لا أعرف هل اليمنيين فخذ من هذ القبيلة أم هم قوم وجدوا في اليمن بصورة مستقلة ) وتمايزت هذه الأفخاذ بل واختلفت عن بعضها نظراً لأختلاف المناخ والجغرافيا و الظروف الحياتية حتى أنها أصبحت شعوباً مختلفة لا يجمعها شيء اللهم إلا بعض شذرات التاريخ المشترك وربما بعض صلات القرابة البعيدة التي لا تعني شيء على أرض الواقع . ووصل التمايز لدرجة كبيرة فقد أختلفت اللغة ( رغم أشتقاقها من جذر واحد ) وأختلف أسلوب الحياة مابين مجتمعات زراعية مدنية مساهمة لأقصى مدى في الحراك الأنساني ومابين مجتمعات بدوبة رعوية هامشية و أصبح أهل الشمال ( سورية ) يرون في الجنوب جهنم بينما رآى أهل الجنوب الجنة في الشمال ( الظلال الوارفة والقطوف الدانية والأنهار الجارية و حور العين ) أستمر هذا التمايز حتى وجد أهل الجنوب في نفسهم القدرة العسكرية والفكرية على غزو الشمال غزوا دائماً وليس غزواً على الطريقة البدوية ,للسلب و فرض الجزية, وهذا أمر طبيعي فحال دخولك الجنة لا ترغب في مغادرتها . وحمل الغزاة معهم ثقافتهم بقضها وقضيضها واستطاعوا بتفوقهم العسكري و بالظروف المواتية في تلك الحقبة إقحام ثقافتهم ( التي كما ذكرت أصبحت مختلفة جداً عن ثقافة أبناء عمومتهم البعيدين القاطنين شمالاً ) في الثقافة السائدة في سورية , ونتيجة هذا الأقحام كانت مسخاً لا زلنا نحاول منذ 1400 سنة تجميله . فأهل الشمال أهل مدنية أخترعوا القوانين ( وهي شرط لازم لوجود المدينة والمدنية ) وأطاعوها , وأخترعوا الزراعة فأرتبطوا بالأرض وقدسوها , بينما أهل الجنوب أشمأزوا من القوانين وأصروا على الحرية الفردية التي يدعمها العيش في صحراء لا مدن ( حقيقية ) فيها و لم يكن لأهل الجنوب ناتج حضاري يتكئو عليه و يحقق لهم بعض الأستقرار و زاد أسلوب حياتهم الرعوي على هذا ففقدوا صلتهم بالأرض فما بالك بتقديسها . طبعاً يمكننا أن نزيد أن أهل الشمال هم أهل إنتاج وبناء ( نتج عن هذا نظام طبقي يعتمد على العبيد)بينما أحتقر أهل الجنوب العمل ربما لأرتباطة في ذهنهم بالعبودية وأبتعدوا عن البناء فبإستثناء بعض الأثار التي ترجع لحقب بعيدة أيام ما كانت الجزيرة العربية خصبة لم يبن أهل الجزيرة العربية شيئاً أكبر من الكعبة. ( أريد أن أذكر أن الوهابيون يعتبرون كل هذه الأثار مخلفات وثنية لذا تمنع دراستها والأشارة إليها والمعلومات حولها شحيحة ). يتبع

وهكذا عاد أبناء العمومة المختلفون حتى العظم إلى الإجتماع بعد 2000 سنة من افتراقهم . طبعاً كما تمايز أهل الجنوب عن الشمال تمايز أهل الشمال عن أهل الغرب , أي اليونان وقبرص وربما أجزاء من ايطاليا , وإن بدرجة أقل من التمايز ( زادت حدة التمايز بعد أعتناق الشماليين الأسلام و بقاء الغربيين على الأرثوذوكسية المسيحية ) إلى ماذا يقودنا كل هذا : نحن السوريون أمة ضاربة في التاريخ والحضا رة والأنسا نية عاش التاريخ عندنا منفعلاً و فاعلاً فينا وفي جغرافيتنا و لم نصبح خبراً في التاريخ إلا عندما أصبح جل همنا تلميع الأتحاد المرضي عليه إلهياً بين الجنوب والشمال فتركنا صناعة التاريخ للإله بعد أن كنا نحن نصنع التاريخ والآلهة وأرتضينا ( بضغط من الفكر البدوي ) أن يصبح سقفنا تصنيع الفقهاء والدراويش . هذه حال الأمبراطوريات لها دورة حياة كالأنسان ( تولد وتكبر وتهرم وتموت ) لكن الأمبراطورية السورية (الحضارية و الجغرافية) مختلفة فهي بالإضافة لكونها أم الحضارة فهي مركزها جغرافياً ( أنظر لخارطة العالم القديم أي أوراسيا وأفريقيا ) تجد أن سورية هي مركز هذه الكتلة وهذا الموقع لاتستطيع سورية أن تنسحب منه ولو أرادت , لذلك لعودة سورية يجب أن نعود لسورريتنا أي لما خلقنا لأجله لا نستورد فكراً و حضارة بل نلدهم فنحن صناع الحضارة ونحن صناع التاريخ .

ادام بعل قلمك وسن لسانك واطلق كيبوردك كل حين عل الابتسامة لا تفارقنا كلما شرقنا على جملنا. احدهم: "اما الحائط الهندوسي لا يجرؤ احد على امتطائه" (نوبة غباء ام رتم حياة؟)

" شهوة الملك تستأصل الناس تذروهم كالعصافة " لاأعرف إن كان هناك من يتفق معي ان هذا ماحصل بعد وفاة الرسول عن رواية للطبري قال الراوي :أوصى الخليفةعمر للمقداد بن الأسود قال :"أدخل عليا وعثمان والزبير وسعداوعبد الرحمن بن عوف وطلحة ،وأحضر عبد الله بن عمر ولا شيء له من الأمر .قم على رؤوسهم فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا منهم وأبى واحد ، فاضرب رأسه بالسيف ،إن اتفق أريعة ورضوا رجلا منهم ، وأبى اثنان ،فاضرب رأسيهما .إن رضي ثلاثة رجلا منهم ،وثلاثة رجلا منهم ،فكونوامع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتلوا الباقبن إن رغبوا عما اجتمع عليه الناس ." وثنى الراوية : حائرا ،سائلا : عجبا ، كيف دشن عصر النبوة والراشدين بالقتال وبالقتل والقاتلين ؟ يعني هذا تراث من الديمقراطية أيها الأخوة..... (الجمل):رواية الطبري مجروحة ياأليس وهذي الحكاية غير مقنعة ضمن السياق التاريخي للشخصيات المذكورة

الأخوين هميلقارت و أبو المجد، طالما أنكما تتحدثان عن كتب الدكتور أحمد داوود ، فيوجد له كما تعرفان، مجموعة كتب ضمن سلسلة سوريا وعودة الزمن العربي، وهي سلسلة قيمة وجديرة بالاطلاع عليها، كما يوجد للدكتور أحمد موقع http://www.ahmad-daoud.com/?p=20 صديقي هميلقارت، يوجد استفسار : لماذا تكتب اسمك دوماً (همليقارت)، هل هو خطأ طباعي؟ إذا كان هو نفسه (هميلقار) والد هانيبعل، فالياء يجب أن تسبق اللام، وهذا الاسم مشتق (كما أرى) من اسم الرب الفينيقي (ملقارت أو ملكارت)، لم أجد معنى لاسم همليقارت، أما هميلقارت فهو اسم الرب ملقارت وأضيف لبدايته (هاء) أداة التعريف التي يقابلها بالعربية ( ال)، فما هو رأيك؟ النقطة الثانية: قرأت لك: ( أفتش في ذاكرتي ودفاتري عن شيء يدعم الربط بين السوريين والعرب كوجهان لعملة واحدة وبمعنى أخر إن العرب هم بدو بلاد الشام والرافدين , المهم أن أحد الأصدقاء يقوم بذلك وأرجو قراءة ما توصل إليه في هذه الصفحة. واعتقد أن محازبي الحزب القومي السوري وقعوا في نفس اعتقاد صديقي الآشوري فقالوا نحن سوريون نتكلم العربية , لذا سوف ابقى بحالة شغف وشغب حتى أقرأ ما توصل إليه صديقي في هذا الموضوع.). وأيضاً قرأت لك : (ملامة لدرجة الغضب ...). ما الهدف من هذا الربط يا صديقي، وبماذا يفيدنا الآن، مع ذلك، سأحاول محاورتك فيما تطرقت إليه أعلاه. أولاً: لقد خلط الكثيرون بين عوامل نشوء أمة ما ، وبين نتائج هذا النشوء، ما هي مقومات (الأمة العربية)؟ اللغة والتاريخ والعادات والتقاليد، الدين، وحدة الأصل، وحدة المصير....، هذه بمعظمها من نتائج تشكل أمة/مجتمع ما ، وليست أسباب لنشوئها. التاريخ المشترك: متى كانت (الأمة العربية) موحدة وتحت حكم سياسي واحد إلا في بعض فترات الفترة الإسلامية، وهل يكفي ذلك لتكوين أمة؟ اللغة: هل اللغة الواحدة تكفي، وهل عدم وجود لغة واحدة ينفي إمكانية وجود أمة (في الهند حوالي 750 لغة ومع ذلك هي أمة واحدة، فهل وجود اللغة العربية-والدين المشترك- في الصومال أو جيبوتي أو جزر القمر يجعلنا أمة واحدة). العادات والتقاليد: من قال أن عاداتنا وتقاليدنا واحدة، ربما كانت متشابهة ونتيجة اختلاط سكاني أيضاً في الفترة الإسلامية، والمتشابه بمعظمه هو ما أتى مع الإسلام أيضاً، وما بقي من تشابه هو تأثير لشعوب متجاورة في بعضها. وحدة الأصل/المنشأ : كيف يكون الأصل واحداً من ناحية، ومن ناحية أخرى نتحدث عن سوريا مثلاً والتي لم يبق شعب إلا وقد مر بها غازياً أو مهاجراً، وقد حدث فيها من الاختلاط ما لم يحدث في أي مكان آخر، هل ننسى المغول والتتار والحملات الصليبية ...الخ، كم منهم استقر في سوريا وذاب فيها، كمثال بسيط ، الاسكندر أقام عشرة آلاف زواج أثناء وجوده في سوريا، فأين ذهب من نتجوا عن ذلك، وهل نعتبر السوريين ذوي الأصل التركي، الذين تدل عليهم أسماء عائلاتهم، ليسو سوريين. لا داعي لنتكلم عن باقي (المشترك) مع العرب لأنه يندرج ضمن ما ذكرت، وهو كله من الماضي، ما يجمعنا هو من الماضي، فما فائدة البحث عنه الآن بعد ما ذكرت أعلاه من أحداث كثيرة حتى وصلنا لأيامنا هذه. حتى لا نخترع العجلة من جديد، وطالما تحدثت عن محازبي الحزب القومي السوري، اود أن أوضح نقطة مهمة، وهي أن تقرأ بنفسك عن الفكر السوري القومي ولا تعتمد على كلام أحد حتى لو كان منتمي للحزب المذكور، فكل فرد يفهم ما يريده ويعبر عنه بطريقة تتضمن وجهة نظر شخصية، لقد حاول أنطون سعادة الإجابة على سؤال: من نحن؟ وبعد البحث والدراسة توصل منذ حوالي تسعين سنة لما نتكلم عنه الآن، وأجاب عن كل الأسئلة التي يتم طرحها الآن، وقد سبقك وسبقني وسبق أسد الأشقر والدكتور أحمد داوود وغيرهم ، (وهذا من تسعين سنة حتى عام 1949)، لكن بعد إعدامه، حدثت نفس المشكلة، بقيت مدرسته الفكرية، لكن حزبه لم يلعب الدور المطلوب منه، المشكلة دائماً بالأشخاص والمحيط الخارجي، فشل الحزب لكن الأفكار بقيت، لا مفر من أستعرض منها بعض ما يتعلق بموضوعنا هنا (وهذا ربما سيزيد الهجمة على شغب لأنها متهمة من قبل بعض الجهلة بأنها زاوية للقوميين السوريين، وهي فعلاً كذلك حسب تعريف من هو القومي السوري الذي ذكرته في نهاية هذا التعليق) في الجزء(2):

موضوع العروبة: لقد تحدث أنطون سعادة عن العروبة الحقيقية في مقالات متعددة: ( نحن جبهة العالم العربي ونحن صدره ونحن سيفه ونحن ترسه)، و (حاربنا العروبة الوهمية لنقيم العروبة الواقعية)، وفصل في تميز أربع أمم تشكل العالم العربي، وهي تختلف ، في نفسيتها وتفكيرها ولا وعيها الجمعي المتشكل عبر تاريخ طويل ، عن بعضها، وتشترك في بعض النقاط الأخرى التي طرأت لاحقاً، فهو دعا لتتحد كل منها أولاً ، ثم تتحد مع بعضها في جبهة عربية، وهذا طريق منطقي وعلمي لوحدة عربية، لكن كل القوى من حوله لم تستوعب ولم تصغ، مع أنه كان يدعو أن يعود الوضع لما كان عليه قبل سايكس- بيكو على الأقل وهذه هي الطرافة بالموضوع! هم كانوا يريدون كل شيء أو لا شيء، وعلى طريقتهم غير المنطقية وغير العلمية، لقد أعادت بعض القوى الخارجية بالتعاون مع بعض القوى الداخلية ( وبالتأكيد من بينها اليهود، ويهود الوهابية) حسني الزعيم إلى الجيش (بعد أن كان مطروداً منه) ليقوم بانقلاب ثم لينفذ أمرين: التوقيع على اتفاقية ( التابلاين)، والتخلص من أنطون سعادة، لأنه شخّص أمراضنا بشكل منطقي وواقعي وعلمي، وليس رومانسي طوباوي. إذا نظرنا لأهم مشاكلنا الحالية، فسنجد أنه عالجها ووضع الحلول لها، في حين لم يستطع البعث مثلاً وحتى الآن وضعها في أدبياته ناهيك عن تطبيقها، ربما لأنها تناقض طرحه العروبي، أو لأنه عمل على تجنب معضلات جوهرية، منها مثلاً موضوع فصل الدين عن الدولة، واحترام الدين واعتباره موضوع فردي، والمواطنة، وعروبة الرئيس، ودين الرئيس، كما حل الموضوع الذي أشرت إليه وهو سكان سوريا الأصليين. السوريون – حسب سعادة - هم من يعيشون في سوريا ويستقرون فيها ويندمجون في مجتمعها، وهم مواطنون بغض النظر عن أصلهم أو عرقهم أو دينهم...الخ، لهم جميعاً كامل الحقوق بما فيها الترشح لكافة المناصب. الدين: من مبادئ الحزب (الإصلاحية): فصل الين عن الدولة – إزالة الحواجز بين الطوائف والمذاهب- منع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء القوميين. إضافة لأمور أخرى تتعلق بالاقتصاد والجيش...، لكن المجتمع لم يكن قادراً يومها على استيعاب كل ذلك، ومصالح بعض القوى الموجودة الداخلية منها والخارجية لا يناسبها ذلك، وما زالت هذه المعضلات التي ذكرتها قائمة حتى يومنا هذا، والمشكلة ليست بالأفكار ولا حاجة الآن لمبادئ جديدة ( وقد أشار الأستاذ نبيل سابقاً أن مبادئ الحزب القومي السوري أصبحت مطروحة في كثير من الأحزاب الجديدة حتى دون أن يدروا أو يشيرو إليها ) ، لو طبقنا فقط ما ذكرته أعلاه من مبادئ الحزب القومي، ألن يتم حل كل مشاكلنا، لو أتيحت الفرصة للحزب القومي (المؤسس في عام 1932) لتطبيق مبادئه، هل كان وضع سوريا الآن مختلف، أم أن هذا الحزب، وبعد خوضه في السياسة- كان سينجر للدكتاتورية وباقي ما يحدث لأي حزب بعد وصوله للسلطة؟ هذه أسئلة لا أريد جوابها. أما موضوع الملامة لدرجة الغضب ، فمعك حق فيها جزئياً، وما ذكرته أنت من تعتيم على تاريخنا ودراسة التاريخ العربي وغيره بدلاً عن تاريخنا، فهذا كما ذكرت اعلاه، هو من ضمن أهداف قوى داخلية وخارجية يخدم مصالحها أن نبقى جاهلين ليس فقط بتاريخنا، لكن الآلاف من القوميين السوريين وغيرهم، قد درسوا هذا التاريخ (وفصفصوه) ونشروا كتباً ومقالات وندوات ومؤتمرات، وكانت النتيجة أن نعتوا بالإقليمية والشوفينية والعرقية من قبل القوميين العرب وغيرهم، وحوربوا وسجنوا واستشهد الكثير منهم في أحداث متعاقبة، وعدنا لنفس الدوامة. ملاحظة: الحزب القومي السوري هو الحزب الوحيد (وربما في العالم) الذي يتغير رئيسه كل أربع سنوات، ولا يحكم ذلك إلا الانتخاب، وهذه ميزة حتى عن الأحزاب التي لم تستلم السلطة، حتى لا نقول (لو استلم السلطة ستختلف الأمور). هذه ليست دعاية للحزب المذكور، هذا الفكر نفض الغبار والتزوير وركام التاريخ عن سوريا، لذلك لا تستغرب هميلقارت، أنك قومي سوري، فكل سوري يحب وطنه ويعرف تاريخه ويعتز به، ويسعى لبناء هذا الوطن، ويعرف من هو عدوه الأساسي (اليهود) والأفكار البالية والدخيلة والغريبة عن النفسية السورية ، هو قومي سوري بالفكر، ولا علاقة للانتماء الحزبي بذلك، وما الحزب السياسي إلا حركة لا ترتقي دوماً، أو لا تحافظ، على ما نشأت من أجله، لخوضها في مزالق كثيرة، داخلية وخارجية،( رأي شخصي:لو كان لدى أنطون سعادة وسيلة أخرى لنشر فكره والتصدي ليهود الداخل والخارج، لما كان أسس حزباً، يبدو أن الوضع حينها وحرب الآخرين عليه فرض عليه حركة سريعة فاضطر لتأسيس حزب) حتى الفكر، الذي يبقى، يتحول إلى دين جديد، ويقف أتباعه عند كلام المؤسس، هذا حصل أيضاً للحزب القومي السوري، مع أن مؤسسه قال كدعوة للتحليل والتطور وعدم الجمود : (العقل هو الشرع الأعلى) ، و( ربما أصبح العالم مجتمعاً واحداً). برأيي، لا تنتظر صديقك لأنه لن يقدم جديداً (فيما يتعلق بسوريا والعرب)، مشاكلنا معروفة لجميع من يقرأ ويحلل ويفهم، ما يهمنا الآن هو كيف ننظر للأمام، لمستقبل هذا البلد، يكفينا عودةً إلى الماضي فكما أسلفت هو واضح ومعروف لمن أراد الاطلاع عليه، مشكلتنا في تركيبة هذا المجتمع وما وصل إليه نتيجة ضياع هويته وأولوياته، مما انعكس على الفكر والسياسة والاقتصاد، ولا أرى حل برأيي المتواضع إلا بدكتاتورية وطنية، أو كما قال نبوخذ وصياد جبلي، حاكم مستبد وعادل، وليس بألعاب مستوردة مثل الديمقراطية الشعبية وغيرها ، حتى يصل المجتمع لمرحلة من الوعي (خاصةً الديني)، عندها يمكن الحديث عن شكل جديد للسلطة.

دقائق كانت تفصلني عن المرور في نفس المنطقة، لا أعرف ما هو شعوري، بدل أن أكون سعيداً لأني (نفدت)، خالجني شعور أن الله يعاقبني بتركي حياً لأشاهد هذا الروع، العهر الثوري يستمر، سيطل عدد من أولاد (.........) ليتهموا النظام بذلك كالعادة، والكثير منهم لن يدين التفجيرات كالعادة، وحتى الآن لا نرى من المعنيين إجراء يساهم في منع دمائنا من النزيف المستمر، حتى الآن لم نشاهد إعدام أي من (الذين تورطوا في الدم السوري)، أسحب كل ما كتبته سابقاً، لا فائدة من أي حوار، الحرب الأهلية أرحم وأخف ضرراً، فماذا ينتظر المعنيون؟؟!! (الجمل): هم يستدعون القتل بأفعالهم هذه ، فإذا انجررنا نكون قد أعطيناهم مرادهم بعملنا.. الحمدلله على سلامتك

بدايةً أنبئك بأنني لن أذكر هؤلاء الذين ماتوا ولا إسم لهم,وأشكرك على نعتي بالرجل وليس بالذكر,وعلى الرغم أنّي لم أستشفّ من كتابتك نفساً أنثويّاً,أو ذكريّاً,ولكن بعد أن علمتُ أنّي عدوّ الإتّحاد النّسائي,فلا مانع من أن تصفيني بالذكر أو الرجل أو حتّى تيس الماعز... وأعتذر فقط عن كلمة/إبن/وأحذفها.

أستاذ نبيل حتى لو كانت رواية الطبري مجروحة، لنعتبرها مشهد في مسرحية مستوحى من تلك المرحلة ودون ذكر شخصيات محددة، أرى أنها تحمل روح ذلك العصر ودمويته ثلاثة من الخلفاء ماتوا قتلا وصولا إلى كربلاء وما بعد كربلاءولا أعتقد أن طقوس قطع الرؤوس وقطع الأرجل والأيدي وبقر البطون هبطت على الفكر الوهابي من الفضاءانها تراث توارثوه أبا عن جد بذوره تعشش في جيناتهم وبصراحة بعد بحث لم أجد إلا هذا التفسير

أولا حمدا لله على سلامتك عزيزي سيزيف واعذرني لاأحب استخدام الحروف غير العربية في كتاباتي بلغتي الأم -واستخدم الانكليزية يالتأكيد لكتابة نصوصي الأجنبيةأي الموضوع تعصب لسوريتي فقط لاغير- ثانيا ماجرى اليوم متوقع بعد كلام الخائن الهارب الأسعد وبعدالدعوة السعودية البارحة لكل سعودييها للهرب من دمشق بسرعة وكان واضحا جليا أن ثمةأمرامريبا يدبر وكما توقعت ياعزيزي خرج علينا الأمعة -فايز سارة-ليقول أن النظام وراء التفجيرات الإرهابية لاأدري كيف لمن يدعي فهما وعقلا أن يتفوه بكل السخافات التي قالها .على كل كلُّ شاذ وغريب متوقع مع هذه المعارصة التي ابتلينا بها والتي جاءت هدية ربانية للنظام ليستمر بكل ماكان سابقا ,هل هناك تغيير قادم ؟لاأظن انظروا النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب :في اللاذقية كل الفاسدين والمشبوهين فازوا ,في دمشق كل المرتكبين والفاسدين فازوا ,كرمال الرب أين التغيير؟الحقيقة يحرق قلبي أن يموت أزهار الوطن وشتلاته على طريق التغيير بينما تبقى السنديانات العتيقة المهترئة تمص دمنا وتعود من جديد لتمد جذورها في تربة وطننا بعد كل ماجرى وهي التي كان يجب أن تقطع وتعلق على الخوازيق لما اقترفوه بحق الوطن .أليس هؤلاء من ناموا وصفقوا وهزجوا وعادوا اليوم ليقودوا التغيير؟اليس هؤلاء من أوصلوا البلاد والعباد إلى دروب الكفر ؟ ولكني أقول يحكمني الأمل بالمستقبل المشرق الذي لابد سنصنعه نحن أحفاد الحضارة وصناعها ولن نستسلم لغليون وسعود وكلب هزاز وبرميل من آل ثان وكلبه التابع ثالثا ايها الأحبة إن الحكمة على قارعة الطريق من شاء التقطها ومن هذا المنظلق أقول أن تاريخ سورية الحقيقي لا الوضعي محفور على الآثار الموزعة في كل بقعة وتحت كل حجر ,أشكر طبعا الأخوة الذين يحاولون شرح وتفسير وتبيان أهمية سورية عبر التاريخ ,ولكني أرى أن رواد الجمل هم على الأغلب من المثقفين الذين قرأوا هذا التاريخ وأما من تقصدون التوجه إليهم فهم صم عمي لايفقهون ودليلي من كتبت اسمها بحروف وارقام وراحت تهرف بما لاتعرف وقبل أن تغضبي من قولي أسالك إن كنت لاتعرفين لماذا يقوم الأخوة الشيعة بضرب أنفسهم في عاشوراء فالأفضل أن تنزلي من القافلة فهذه البديهيات ينبغي أن تكون من منسيات المثقفين ولايجوز أن تطلبي شرحها هنا ودعي عنك التعصب واقرأي لتفهمي ثم تفضلي إلى ركوب أحد الهوادج الجميلة كما يليق ببنات سورية الحضارة أن يفعلن .وأما من يظن أنه يرمينا بتهمة القومية السورية فهذا فخر لاأدعيه شخصيا لأني أرفض تحجيم عقلي بحزب وإن كان حزب العظيم انطون سعادة وأعلنها صريحة :نعم أنا أؤمن بسوريتي وبتقدمها وبروزها على كل ماعداها من أفكار وأديان وأحزاب فأنا سورية أولا ومن ثم انتمي لدين آبائي واجدادي الذي اورثوني إياه وأناقش كل تفصيل صغر أم كبر في شؤون ديني ولاأقبل كل مايلقى إلي ,هكذا علمني ربي وهدتني ثقافتي .ربما يكفرني البعض ولكن لايهم المهم ان اتصالح مع ربي ومع ذاتي بعيدا عن الهارفين المجدفين . حماكم الله وحمى سورية الغالية

في ظل أجواء من الحزن المخيم إستطاعت الأخت khst__81 أن تجبرني على الأبتسام وأنا أقراء تعليقها وأستماتتها لتقنعني بسلمية الحراك .أي سلمية يا أختاه والمتظاهرين يطالبون بالتسليح ويحيون "الجيش الحر" ويطلقون الزغاريد بعد كل عملية أو تفجير .أي سلمية يا أختاه والمتظاهرين يطالبون بقصف البلد ويفرضون إضرابهم بالقوة ويرفعون شعار لا تدريس حتى يسقط الرئيس . تبا لك كم أنت (مهضومة) أمثالك ممن يقنعون نفسهم بسلمية الحراك حين يسمع خبر أنفجار مثل الذي حصل اليوم بسرعة يفتح على الجزيرة ليسمع شخصا يقول "إن النظام هو المسئول عن الأنفجار ويجلب كل أنواع الحجج مهما كانت سخيفة "فيرتاح ويغمض عينيه ويقول "ايييه مازالت الثورة سلمية لعنة الله على هذا النظام" وقفزا فوق موضوع (الرجل والمرأة)والذي على ما يبدو تعانين من حساسية أتجاهه أقول شكرا لك على هذا التعليق الفكاهي الذي كتبتيه ثكلتك أمك سلميا

قالوا للكذاب احلف قال أجانا الفرج قالوا للمعارضة باعتين مراقبين قالوا أجانا الدعم قالوا للمراقبين رح نبعتكن عسوريا قالوا أجتنا الرزقة قالوا للجندي أجوا المراقبين قال اقرولي الفاتحة قالوا للطرطوسي احكي نكتة قال حمص صارت كلها عنا قالوا للشعب ابعتنالك مساعدات قال ردوها عانفجاراتكن قالوا للحرية عم نقاتل كرمالك قالتلن كلوا *** وكتبنا وما كاتبنا وياخسارة ما كاتبنا وربي ييسر

لاتؤاخذونا على الإطالة فاليوم أريد مشاركة الأخوة ببعض الأفكار: أولا الأخ رأي الشام* تتساءل لماذا انقلبت قطر وفرنسا وتركيا بين ليلة وضحاها .هؤلاء القوم لم يكونوا في يوم في وارد الصداقة لقيادة سورية قطر وتركيا لم ولن يكونوا اصدقاء لحاكم يعدونه كافرا -كما اتضح من مداخلات أردوغان وتصرفات آل ثاني-وساركوزي يهودي الديانة والهوى فلن يكون ضد كيان الصهاينة ,هذا بداية,ثم برميل قطر كان يمهد المنطقة بهدوء ليلعب الدور المطلوب منه لهذا بعد حرب تموز اهتبل الفرصة وقدم المال -وهو كالزبالة بين يديه-لإعمار بعض البيوت التي هدمتها اعتداءات الصهاينة على الجنوب في حرب تموز وهي قد رشت بعض الغشاوة على بعض العيون ثم عاد ليكشف القناع عندما جاءه الأمر من أسياده فارتاح من قناع الكذب وشمر عن ساعد الخيانة ولعب الدور الرئيسي المطلوب ولابد هنا من إشارة إلى الخشية التي يجدها هذا البرميل من الغاز السوري الذي إن باشرت سورية باستثماره كما يجب وتصديره كما يجب غلى دول اوروبا بالتعاون مع روسيا سينتهي دور الغاز القطري في الهيمنة على سوق الغاز بالنسبة لاوروباوهذا عامل هام وإن كان كثر يتجنبون الإشارة إليه.وأما أردوغان فد ظن أن سورية ستكون المطية السهلة للوصول إلى المبراطورية العثمانية الجديدة من خلال الاقتصاد والسياحة واللعب على وتر الصداقة التي يحتاجها الأسد وأيضا حين جاءه الأمر بمباشرة العمل لهدم الجبهة السورية تحالف مع حلفاء الدين (الطائفة الواحدة)لوعد تلقاه بأن يكون له السلطان الذي يريد شرط دمار سورية الكامل ولهذا اندفع كالثور الهائج ولم يحسب حساب ان ينتفض السوريون لسوريتهم بل ظن ان كل مسلم من طائفة معينة-كي لاتضع نجوما يانبيل-سيقف معه ضد قيادته وهذا سر التركيز على طائفة الرئيس والحديث عن طائفية الجيش وتحكم الأقارب بالجيش والحكم و...و.. فكان رد فعل الناس أننا لسنا بوارد الحديث عن طوائف ولكن عن تاريخ مجيد وحضارة راسخة مضيئة أريد لنا أن نتجاوزها ولكنا -نشكر الأزمة التي جعلتنا نعود إلى الجذور -لنرفض مايحاك لنا. وأما المسخ ساركوزي فقد كان يحلم ان يجعل من البحر المتوسط بحيرة بقيادة فرنسا ولكن الأسد باغته وصعقه بوحدة البحار الخمسة وأهميتها العالمية اقتصاديا وتجاريا عدا عن البعد الاستراتيجي .كانت صفعة قوية . وأيضا رفض الأسد أن تحمل فرنسا وهي الاستعمار القديم وحاكمها يهودي يجاهر بولائه للصهيونية أن تحمل ملف السلام في المنطقة وهذه الصفعة الأقوى فكان لابد من الانتقام .لكل ماورد انقض هؤلاء بدعم من اميركا والصهيونية ليدفعوا بعض الإمعات ومن باع روحه وشرفه دفعوهم لركوب بذور النهضة للمطالبة بالاصلاحات -هنا أنا مع الإصلاحات ومع المطالبات التي جرت -لكني ضد من لم ينتبهوا لما يحاك ولمن أرادوا امتطاء حركتهم فساروا بغوغائية ولم ينظروا بروية ومن لايحسب حساب كل خطوة يقع في المحظور واليوم سورية أولا ثم سنعود لنطالب بكل مايبني ويطور ويحدث وطننا إنما بعيدا عن هؤلاء الأوغاد الخونة . الأخ الهزيز عجيبة كنت قد طرحت سؤالا حول :من توسل من شخوص الثقافة لشخوص الدم أم شخوص الدم لشخوص الثقافة بغية انتاج مصلحة ما ,وكنت قد وعدت بتقديم مشاركتي المتواضعة . كما أرى فإن البداية كانت مع ركوب شخوص الثقافة لمركب السلطان وتوسلوا الوصول إلى المناصب والهبات والهدايا القيمة,فكتبوا التاريخ كما يريده صاحب السلطة وأشير هنا إلى ماجرى من تشويه متعمد على يد رجالات الثقافة بأمر من السلطان لتاريخ الحضارة ماقبل الإسلام :لم يعد هناك ذكر للثقافة التي كان يفاخر بها أهل نجد ولم يذكر من سوق عكاظ الشهير وسواها من الأسواق التي كانت مجالا خلاقا للتبادل الثقافي بين أهل البادية العربية نجد والحجاز مع الفرس والروم والهنود وأهل اليمن وافريقيا كل ذلك أبيد ليقال ان السوق كان للتجارة أين الشعر الغزير لشعراء اهل اليمن وسواهم ؟لماذا اقتصر المر على بعض المعلقات -وهي فخر لنا -وبعض الأبيات المتناثرة التي يحاول الاكاديميون اليوم جمعها من بطون بعض الكتب .لماذا تم التركيز على أن العرب كانوا مشركين مع أن الأغلبية كانوا على دين إبراهيم ؟واقرأوا عن أمية بن أبي الصلت فقصته معروفة لمن أراد استزادة ,لماذا لم نر في كتب التاريخ إلا الإساءة للعرب في عاداتهم وتقاليدهم ؟لماذا التركيز على وأد البنات ومن كان يقوم به هو فقراء العرب لأسباب مفهومة ؟كل ذلك ليقولوا أن ماقبل الإسلام كان ظلاما وجهلا والعرب من هذه المزاعم براء ,هذا جرى بأمر من السلطان لرجالات العلم أي من رجال الفتوحات والدم والقتل لرجال الشعر والتدوين وفعل هؤلاء ماأمروا به لنيل الحظوة والهبات ولم يخطر ببالهم أن مايفعلون تشويه لتاريخ أجدادهم,وبالانتقال للعصور اللاحقة مَنْ كتبَ ودوَّن الأحداث هم من استفادوا من هبات السلطان وكان يهم السلطان الأموي والعباسي ومن جاء بعدهم حتى وقتنا هذا أن تكتب الأحداث من وجهة نظر الحاكم ومن تجرأوخالف ولو بكلمة يعدم وتحرق كتبه فالأفعال القذرة تدفن ولاتذكر والهزائم تجمل ولا تقال حقائقها لأن تكرار المُزوّر يجعل الناس يصدقون مايقال وينسون ماكان وإن كانوا شهودا عليه -مثلا حرب حزيران وتشرين :احتلت القنيطرة واحتلت سيناء كلها ومع ذلك نحتفل بالانتصار !!؟؟-وكي أكون ابنة اليوم لاالأمس فقط أقول انظروا إلى شعراءوكتاب الوطن العربي في هذا العصر كيف يصفقون للحكام ويزينون صورهم للناس وهم يعلمون أن مايقولون هو كذب وتزوير مَنْ مدح مبارك اين هو اليوم ؟ومَنْ مدح صدام أين هو اليوم ؟ و..و.. إذا الخلاصة كلاهما شخوص الثقافة وشخوص الدم تحالفا حلفا خبيثا لتشويه التاريخ كل لمصلحته الشخصية فالحاكم يريد دخول التاريخ بصورة الفارس الشجاع الخادم لوطنه -وإن كان عكس ذلك تماما- والمثقف يريد الاستفادة من السلطان ليعيش برفاه وسعادة ولو على حساب الحقيقة لأنه يدرك أنه بمنجى من المحاسبة ,هل سنحاسب ونحاكم حسان بن ثابت أو الفرزدق أو الكميت أو المتنبي أوفلحوط أو عرسان أو..أو..؟ التاريخ يمضي وعلينا محاكمة الأمور بعقولنا إن لم نستطع المحاكمة بأيدينا . عذرا مجددا للإطالة حماكم الله وحمى سورية الغالية

لا فض فوك : المحكومة بالأمل العزيزة

وبعد كل مايحضر لنا وكل النوايا المبيتة لنا ما ظهر منها وما بطن "ليس أقله تقطيعنابالسواطير". قيادتنا الحكيمة والشجاعة مشغولة بتعبئة الرز والسكر , ان الحل الأوحد هو التطهيريات بمواجهة الوهابيات " المسماةتنسيقيات" قبل ان لا يكون هناك مجال حتى للندم.

قال الراوي يا سادة يا كرام : وقف المجاهد الذي نسف بالعصف أجمل الزهور أمام الباب الكبير ينظر للأعلى إلى أحرف من نور تجمعت أشلاءه من جديد بغية الولوج إلى المكان العجيب مكان رأسه توضعت خصيتان منتصبا فوقهما قضيب و أخذ ينادي ....أين قصري ، أين إستبرقي ، أين حورياتي أين ما وعدت به لقاء التفجير قال له البواب : من أنت و ماذا تريد أجاب أنا المناضل العتيد المجاهد الشهيد جئت اطلب جائزتي من العذارى و حصتي من نهر النبيذ و ماذا فعلت هل أطعمت فقير ، علمت صغير ، حررت فلسطيني أسير كلا قتلت جنود الطغيان ، لذلك أريد جائزتي و حبة مسك فوقها بعض الغلمان أُذكر أسمائهم ، عدد أخطائهم ، و لا تنسى نوع سلاحهم لا اعرفهم ، لم أقابلهم ، مولاي دلني على مكانهم فهو خبير خلف المجاهد وقف خمسة و خمسون شهيد أو يزيد قف جانبا ، من انتم ، كيف متم ، و لماذا تنظرون إليه بحقد شديد نحن من قتلنا في التفجير ، على يد هذا القاتل الرعديد و لكنه قتل الطغاة .. ما اسمك أيها الصغير اسمي سمير .. كنت في طريقي إلى مدرستي فحصل التفجير و أنت .. و أنت .. و أنتِ أنا بائع السحلب و الكعك و الشاي الخمير أنا عامل فقير كنت أفطر مع أطفالي فوق حصير أنا معلمة أنا مهندسة أنا كنت ذاهب مع ولدي إلى الطبيب فانا ضرير .. بني هل أنت هنا معي ، أم ترقد في سرير أنا موزع شركة ريحانا ، كنت في طريقي لأوزع الحليب و العصير و أنا .. و أنا ... و أنا ...... أنا جندي يا سيدي ، كنت في محرسي بجانب الطريق أخيراً .... أنت من جنود الطغيان كلا .. أنا اخدم وطني بحب و تفان و إتقان على الرغم من قناعتي بأنه سيأتي يوم و استهدف بتفجير لم أغادر ثكنتي ، لم اترك نقطتي .. و لم أرى أطفالي منذ أمد كبير إلهي .. يا صاحب العدل بالميزان أيها الرحمن الرحيم على الباب بضعة و خمسون إنسان .. قتلهم مجاهد في سبيلك و أيضاً من أجل بعض الحسان . لمن افتح الباب ؟ إنني الغفور المجيب ، ادخل الجميع مع المجاهد.. بعد نزع خصيتيه و القضيب !!! لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا نبوخذ نصر السوري

لك انت المسبة فيك حرام سافل و الأيام بيناتنا يا طائفي يا عفن يا نتن و سنرى من سينتصر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...