المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم تبنى الحضارات اللاحقة على انقاضها

25-08-2009

المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم تبنى الحضارات اللاحقة على انقاضها

تمتد مدينة عمريت على طول سبعة كيلومترات، وسط شاطئ شرق المتوسط، وتحديداً جنوب الشاطقبور عمريت تحف فنية وهندسية مليئة برموز وفلسفة الخلود.ئ السوري غير بعيد عن الحدود اللبنانية السورية.

وتعتبر عمريت المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم تبنى الحضارات اللاحقة على انقاضها، وانما الى جوارها.
قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام بني معبد عمريت المهيب فوق نبع للماء العذب، لشكر الاله الشافي ملكارت الذي أخذ منه هرقل اسمه فيما بعد.

وظل المعبد والمدينة مزدهرين طوال ألف عام قبل أن يدمرها الارواديون في القرن الاول قبل الميلاد، وظلت عمريت طي النسيان والاهمال حتى بدأت أعمال تنقيب وترميم جدية بداية من عام 1953.

ويقول ميشيل مقدسي مدير التنقيب في مديرية الآثار السورية "ان في سورية الكثير من الآثار والمواقع الهامة، نحن نقوم بالترميم والتنقيب في عمريت لكن ببطء."

الى جانب المعبد وعلى بعد مئتي متر، بنى أهل عمريت قبل الميلاد بمئات السنين ملعبا، ليستقبل أحد عشرآلف متفرج، وهو ينتظر عمل الباحثين والمؤرخين للتأكد من تاريخ واسلوب بنائه مقارنة بالملاعب اليونانية، فربما يكون الفينيقيون أسبق الشعوب الى بناء المنشآت الرياضية العملاقة، وربما يكون هذا الملعب أول ما بني من ملاعب عملاقة في التاريخ.

من المؤكد بكل حال أن ملعب عمريت هو أحد أقدم الملاعب في العالم إن لم يكن أقدمها على الاطلاق.بني معبد عمريت المهيب قبل 3000 عام

وتظهر مقابر عمريت أن الفينيقيين، وهم سكان الشاطئ اللبناني وأجزاء واسعة من الشاطئ السوري والجزء الشمالي من الشاطئ الفلسطيني، كانوا من الشعوب التي تولي الدفن اهمية خاصة، فقبور عمريت تحف فنية وهندسية مليئة برموز وفلسفة الخلود، ومن سوء حظ هذه الآثار أن تقاليد الفينيقيين كانت تقضي بدفن ممتلكات الميت بما فيها من حلي وذهب معه، الامر الذي أسال، وما زال يسيل، لعاب اللصوص العاديين اضافة الى لصوص الآثار.
ومع العمل للكشف عن مزيد من اسرار ومفاتن وكنوز مدينة عمريت، تشكلت مجموعة من المتطوعين للدفاع عن المدينة، وهي توجه نداء استغاثة لوقف التعديات على عمريت، وحمايتها من العبث.

المحامي هشام عبد الرزاق من حملة أنقذوا عمريت يقول أن "عمريت تتعرض لعمليات نهب منظمة، ولتعدي المؤسسات الرسمية والشركات الخاصة التي تقضم أراضي عمريت، وهي تلوث، ويقوم اشخاص لا يملكون العلم والخبرة الكافية بأعمال تنقيب مؤذية، ولوقف كل ذلك يجب وضع عمريت على لائحة التراث العالمي بصورة عاجلة وملحة."

زائر عمريت يلاحظ الحاجة لرسم حدود عمريت وتسويرها ومنع الانتقاص منها وحماية آثارها من المشاريع السياحية التي تحاصرها وتريد اقتحامها.

أحمد كامل

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...