الفصح أعياد انتصار الحياة على الموت

08-04-2007

الفصح أعياد انتصار الحياة على الموت

تتلألأ الأعياد لتزين أيامنا وأحلامنا وأمانينا فرحاً ومحبة وسلاماً وتآخياً، لتكون الفضيلة سيدة على كل من يبتغي الفرح الداخلي..وليكون الفصح فصحاً مجيداً مكرّماً فصحاً حقيقياً ..فصحاً فاتحاً لنا أبواب الفردوس، فصحاً نصافح فيه بعضنا بعضاً بفرح..ذاك الفرح الذي نرجوه لكل من يفتقد فرحة الأعياد وبريقها الدافئ.. فلنفرح ولنبتهج ولنهتف بأفواه مليئة بالحمد والشكر، وأيد مرفوعة حاملة أغصان الزيتون وسعف النخيل لنبارك الآتي باسم الرب
قداسة البطريرك ماراغناطيوس زكا الأول عيواص ‏
الفصح..عيد انتصار الحياة على الموت ‏
قال قداسة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم .السعيدة، في أعياد الفصح المجيد، أعياد انتصار الحياة على الموت، أعياد الأمل والرجاء بحياة أفضل ونحن نعيد بفرح وسرور في بلادنا هذه العزيزة سورية، نرى حسب تقاليدنا أن أعيادنا هي أعياد المسلمين أيضاً، وأعياد المسلمين في بلادنا هنا هي أعيادنا. ‏
فعيد الفصح له مقام كبير عبر التاريخ، فيذكر مثلاً المؤرخ محمد أبي طالب الدمشقي إن أهل حماه كانوا يحتفلون به مدة ستة أيام، يبطلون أشغالهم ويتشحون بالثياب الفاخرة، التي يسميها الكساوة الفاخرة، ويصنعون الكعك والحلوى. كما يذكر أيضاً أن الجيران من حمص والسويدية ومصياف ومعرة النعمان، كانوا يجتمعون في حماه مشاركين المسيحيين النصارى بهذه الأعياد المجيدة. ‏
وهذا إن دل فهو يدل على أننا منذ البدء، نشعر بأننا شعب واحد وكلنا نشارك بعضنا بعضاً أفراح الأعياد، ونحن في سورية لانزال نشعر بأننا شعب واحد بقيادة رئيسنا المبجل الدكتور بشار حافظ الأسد، ونشعر أننا عندما نشارك بعضنا بعضاً نكمل بعضنا بعضاً، وهذا مايجعلنا نفتخز بالوحدة الوطنية التي نعيشها في بلادنا العزيزة سورية.في هذه الأعياد يطيب لي باسمي وباسم أبناء الكنيسة السريانية في الوطن والمهجر، في جميع أنحاء العالم أن أرفع التهاني والتبريكات الى سيادة رئيسنا المبجل الدكتور بشار حافظ الأسد والى كل من يتعاون معه في الحزب والدولة جميعاً وأرفع أيضاً التهاني الى أبناء الشعب المبارك النصارى المسيحييين والمسلمين معا،ً متمنين من الله الذي نصر الحق على الباطل بقيامة السيد المسيح من بين الأموات والحياة على الموت أن يجعل هذه الأعياد مباركة على الجميع، وأن يعيد إلينا ربنا بقوة أراضينا السليبة في فلسطين وينشر أمنه وسلامه في بلادنا العربية كافة وأن يجعل أيضاً العراق متحرراً من أعدائه، وأن يجعلنا في كل عيد مبتهجين ليس فقط في بلادنا بل أيضاً في كل مكان، ورايات الفرح ورايات النصر ترفرف في أجواء بلادنا العزيزة وكل عام وأنتم بخير.
 ‏
غبطة البطريرك أغناطيوس الرابع ‏
 
ما يجعل العالم فردوساً.. أبناء البشر جميعاً
غبطة البطريرك اغناطيوس الرابع بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس قال: «المسيح قام» هذه العبارة كان يستعملها المؤمنون بالرب يسوع على أساس أنه مهما قيل إنه مات وتألم في حياته، فإنها تقال في النهاية لتعبر عن أن الحياة في الانسان ستكون غالبة كل شيء، غالبة الموت، غالبة الآلام وغالبة كل سوء. ‏
ومن هنا فإن الفضائل المسيحية كلها تركز على أهمية مايحفظ الحياة، لهذا فالجائع، من الفضيلة أن تطعمه، والعطشان أن تسقيه، والمريض أن تزوره وأن تطببه كل هذه الأمور مرتبطة بنوع الحياة وليس بالواجبات الاجتماعية فقط أو بالشكليات ولو كانت هذه جميلة في بعض الأوقات. ‏
نحن في هذه المناسبة نود القول، أيها الأحباء: إننا نعرف وقد وعدنا بأن لاننظر الى العالم وكأنه جنة الفردوس.. العالم ليس جنة الفردوس ومايجعله كذلك هو نحن، ونحن جميعاً. ‏
لعل هذا العيد يذكرنا أن من واجبنا نحن أن نحوّل كل شيء في هذا العالم لكي يجعل الإنسان يعيش بشكل أفضل، وأن تكون عنده القيامة حقيقية. هذه القيامة التي نحمل لها ذكراً قوياً جداً في كل الديانات المشرقية نعم نحن هنا في الشرق نقول بالحضور الإلهي، والحضور الإلهي هو حضور الحياة.. الله حي، وهو الحياة، وهو ليس حياً فقط في هذه الكلمة، الله هو الحياة حقيقة ويعطيها لنا جميعا،ً وبقيت مسؤوليتنا أن نستطيع إجابة من يسألنا: ماذا نفعل لكي يكون كل من يخص الله وما له علاقة به هو من أجل الحياة؟ وأن يكون هدفاً من أجل أن يصبح الإنسان إنساناً بالمعنى الحقيقي للكلمة، وأن تصبح القيم الأخلاقية هي السائدة، وأن تكون هي قانون وناموس العلاقات البشرية فيما بينهم. ‏
أقول لكم: «المسيح قام» وعسى أن تكون هذه المناسبة بداية مرحلة جديدة ترون فيها أطفالكم وأصدقاءكم في حالة فرح، هذا الفرح الذي قال الرب يسوع:« أعطيكم فرحاً لاينتزعه أحد منكم». ‏

الفصح المجيد عادات وتقاليد ‏

الفصح: عبور من الموت الى الحياة بالقيامة تحلو الأعياد وتحلو معها احتفالاتها وتقاليدها لتزرع في القلوب طقوساً ثابتة ينتظرها الناس ليعيشوا فيها أياماً من الفرح الداخلي الذي لايضاهيه فرح في الدنيا. وعن تقاليد عيد الفصح والاستعداد له حدثنا سيادة المطران غطاس هزيم الوكيل البطريركي لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس فقال: تبدأ الاحتفالات قبل أسبوع من عيد الفصح بـ (سبت لعازر) الذي أقام فيه الرب يسوع (لعازر) في قرية بيت عنيا في فلسطين بعد أربعة أيام من موته.ويذكرنا بحواره مع مريم أخت لعازر:( أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا) وبالتالي يذكرنا أن الحياة خارج الله هي موت. ‏
وعن أحد الشعانين وأسبوع الآلام: فالشعانين تعني (سعف النخيل) هذه التي كان يستقبل بها الملوك المنتصرون في الحروب أو القادة العظام، مع أكاليل الغار. هكذا استقبل يسوع في القدس استقبال المنتصر وفعلاً هو انتصر على الموت بقيامته لعازر وكان الجميع يهتفون في استقباله: ( أوصنّا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب). ‏
ويلفت نظرنا وجود الأطفال بكثرة في حادثة الشعانين حتى ان البعض يعتبرونها خاصة بالأطفال لتذكرنا الكنيسة بقول يسوع:( إن لم تعودوا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السموات). وقول صاحب المزامير: (من أفواه الأطفال والحدثان نظمت تسبيحاً). فمعنى الشعانين أننا نقبل يسوع ملكاً علينا وأن نكون نحن ملكاً له. كما يطغى على الخدمة هو اللباس الأبيض والشموع التي يحملها الأطفال وهم مزينون مع شموعهم وماهذا إلا دلالة على الإيمان بالقيامة وفرح الملك المنتصر على الموت. ‏
فكل خدمة الشعانين التي تتلون بين البياض والشموع والغار والسعف وأغصان الزيتون والخضار كلها تذكرنا بسلام الله الذي نتمناه لكل انسان على وجه البسيطة وخاصة لأولئك الذين هم في بلد السلام وهم محرومون منه أي في القدس الحبيبة، نتمنى أن يعم هذا السلام كل البلدان العربية والعالم أجمع. ‏
وعن أسبوع الآلام وصولاً لعيد الفصح حدثنا سيادة المطران فقال:يذكرنا أسبوع الآلام بأن يسوعَ لم يأت ليسود العالم، إنما ليخدم العالم ويموت من أجله ليمنحنا الحياة بقيامته وهو القائل:(من أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن للكل خادماً) ويذكرنا أيضاً بقول الرب: (هكذا أحب الله العالم حتى انه بذل ابنه الوحيد من أجله). فيسوع أراد من موته أن يعلمنا أن الموت لايكشف إلا بالنور، فالنور هو الذي يكشف الظلمة والموت هو الظلمة، هو العبثية، هو الفوضى، هو اللامعنى، واللاغاية، هو الأنانية والكره والقتل والكذب.. هذه التي اكتسبناها بفعل الخطيئة فيسوع أعطانا القيامة التي هي فصح وكلمة فصح تعني (عبور)أو (انتقال) عبور من الموت الى الحياة من الألم والحزن الى الفرح، من العبثية الى الانتظام ومن اللامعنى الى المعنى. ‏
في القيامة أصبح لحياتنا معنى، فعندما نزل يسوع الى أعماق أعماقنا بمعموديتنا ليميت فينا الأنانية والكره والحسد وينقلنا الى قوة المحبة التي هي الحياة.. هذه هي القيامة والتي هي عيد شرقي بامتياز تركز عليه كنيستنا الشرقية ويستمر التعييد فيه مدة أربعين يوماً، وكل الرموز التي ترافقه كالبيض والحنطة ترمز للحياة. ‏
الهلال الأحمر يشارك أطفال جمعية غريغوريوس رسم أحلامهم وأمانيهم على بيض العيد ‏ بسلتهم التي احتضنت بيوضاً بيضاء، وألوانهم الزاهية المليئة بالبريق وحلواهم التي وزعوها وألعابهم وأغانيهم الجميلة شارك حوالي عشرة متطوعين من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أطفال جمعية غريغوريوس الأرثوذكسية لتربية الأيتام ورعاية المسنين أفراحهم بالأعياد ولونوا (بيض العيد) ورسموا عوالمهم وأحلامهم بألوان تتراقص وتنطق بالأماني.
وعن هذه المشاركة حدثتنا المتطوعة رهف زوين منسقة المشروع في الهلال الأحمر فقالت: نحن كمنظمة إنسانية من الطبيعي أن نشارك الجميع في المناسبات والأعياد ومنذ عدة سنوات نعمل بشكل دوري على زيارة دور العجزة والمسنين والأيتام وجميع المحتاجين ونشاركهم أفراح الأعياد كعيد الميلاد والأضحى والفطر ورأس السنة والفصح لبث البهجة والفرح في نفوسهم. ‏
واليوم نزور أطفال جمعية غريغوريوس التي دأبنا على زيارتهم كل يوم أحد منذ بداية العام لإقامة أنشطة رياضية وثقافية ورحلات علمية واستكشافية وسياحية وأثرية.. وأصبحنا نعرف جميع الأطفال ويعرفوننا حتى انهم يسألون عن المتطوعين الذين قد يتغيبون في أحد الأيام وباتوا ينتظروننا في أي وقت. ‏
وفي هذا اليوم نشاركهم فرحة عيد الفصح المجيد فحملنا لهم الحلوى ولعبنا معهم على مدى عدة ساعات ورقصنا وأنشدنا الأناشيد والأغاني، ولم ننس في هذا اليوم (بيض العيد) فحملنا لهم البيض المسلوق في سلة كبيرة وجئنا لهم بألوان مائية متعددة الأنواع وقام كل طفل بتزيين البيوض والرسم عليها كما يشاء وعلى هواه. ‏
أما الأطفال (نصر قوبا وغانم بدوان (الصف الأول) وصموئيل أومو ووسام شوفان (الصف السادس) وألبير كرم وفادي عين (الصف الخامس) فقالوا: ‏ العيد جميل جداً ففيه يفرح الناس ويرقصون ويمرحون ويقدم فيه البيض والهدايا ونحن هنا في هذه الجمعية نعيش كأسرة واحدة لها قلب واحد بكل محبة وألفة وترعى هذه الجمعية كل احتياجاتنا ومتطلباتنا فسواء عندها كل شيء ونعيش أيامنا أعياداً في كل يوم، واليوم فرحنا ورقصنا مع أصدقائنا من الهلال الأحمر الذين نحبهم وقد اعتادوا على زيارتنا واعتدنا على رؤيتهم، ونتمنى أن تدوم الأعياد والأفراح على جميع الناس. ‏

أخوية جاورجيوس للسيدات..تجمع /100/ طفل على مائدة واحدة ‏

دأبت أخوية القديس جاورجيوس للسيدات شرق التجارة على دعوة الأطفال الأيتام في دمشق وريف دمشق الى مأدبة تقام في أحد المطاعم لتقديم وجبة غذاء وحلويات وبيض وألعاب.. بمناسبة عيد الفصح المجيد لخلق جو من السرور والمرح في قلوب الأيتام ليعيشوا أسرة واحدة. ‏
وضمت المأدبة أطفال جمعية غريغوريوس لتربية الأيتام الذكور، وجمعية بندلايمون لتربية البنات الأيتام، ودير صيدنايا ودير معلولا وعاش الأولاد يوماً مليئاً بالفرح والمحبة والبهجة وبلغ عددهم حوالي (100) طفل وطفلة.وتجدر الاشارة الى أن هذه الأخوية تقوم بهذه الدعوة أيضاً في عيد الميلاد في قاعة الكنيسة نظراً للأحوال الجوية في تلك الفترة من السنة كما تقدم هذه الأخوية التي تأسست عام 1994 مساعداتها للأسر المحتاجة وزيارة المرضى في المشافي الحكومية، وزيارة المساجين ودور العجزة وتقديم الهدايا الرمزية لهم. ‏
وتتألف هذه الأخوية من مجلس مؤلف من أربع سيدات وتضم حوالي (50) مشتركة وينظم أمورها ويسهر على نجاح أعمالها راعي الكنيسة قدس الأرشمندريت فيليبس اليازجي الذي يترأس هذا المجلس ويقوم مع مجلس الأخوية بتقديم المساعدات والأدوية بالمشاركة مع بقية الأخويات في أبرشية دمشق مع لجنة المرأة الأرثوذكسية في البطريركية، بالاضافة الى المساهمة في أقساط للطلاب الجامعيين أو مادون التعليم الجامعي وتعتمد هذه الأخوية في دخلها على التبرعات الخاصة بها وبدل أكاليل عن أرواح الموتى. ‏

السوق الخيري لأخوية كنيسة الصليب يمد يده لكل محتاج ‏

تحرص أخوية سيدات كنيسة الصليب على أن تطول فرحة الأعياد كل من حرموا الفرح والبهجة وقد درجت على إقامة سوق خيري سنوي بمناسبة عيد الفصح لتصبح تقليداً سنوياً تتبعه، ويكون ريعه للعائلات المحتاجة والمرضى من كساء وغذاء وأدوية وأقساط مدارس ومساعدات شتى عينية أو نقدية..
السوق الفصحي سيادة المطران غطاس هزيم الوكيل البطريركي لبطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وقد ضم السوق أركاناً عديدة من غذاء وحلويات وأعمال يدوية تعبر عن عيد الفصح وضم الأعمال الفنية الخشبية والنحاسية، عدا ركن البوفيه الذي يحتل ركناً في المعرض وتشرف على عمله سيدات الأخوية ومكتبة للأطفال ووسائل تعليمية لهم، وقد شارك في هذا السوق حوالي (30) عارضاً وعارضة. ‏
وأثناء تجوالنا في هذا السوق كان لنا لقاء مع السيدة جورجيت قندلفت المسؤولة عن قسم الحلويات والغذاء فقالت:تقوم سيدات الأخوية بالمشاركة في هذا السوق بعمل الحلويات المتعددة الخاصة بالعيد كما تقوم بعمل المربيات المختلفة والشرابات العديدة والحمد لله نجد إقبالاً كبيراً على اقتناء هذه الأشياء خاصة عندما نجد سيدات ينتظرن هذه السوق لشراء مستلزمات الأعياد وحلوياتها ومايحتجنه في المطبخ. ‏
كما شارك السيد سامر عماري بعرض الأيقونات والقناديل والمسابح والشمعدانات وأشرطة تراتيل مع (CD) وسط السنابل والورود الجميلة. ‏
وشاركت الأختان زينة وريتا اسطانم لأول مرة في السوق بأشجار فصحية اضافة الى بعض الاكسسوارات التي اشتغلتاها يدوياً مستخدمتين فيها المرجان والصدف والفضة واللؤلؤ الصناعي. ‏
وشارك السيد فادي خوري بخشبيات وشرقيات مطعمة بالصدف ومنحوتة بشكل فني من خشب الجوز اضافة الى لوحات سيراميكية يدوية وبعضها صنع حلب أو ايران. ‏
أما الآنسة هنا هلال فقد شاركت بأعمال التشويف على الحرير وإيتامين فعرضتها على لوحات وصوان وعلامات كتب وعلب محارم وجميعها على الحرير وتطريز الابرة كما شغلت بطاقات خاصة بالأطفال ولوحات لهم. ‏
أما الآنسة فولين عازار فقد زينت شموعاً للأطفال وللبيوت وعملت على تزيين قطع الشوكولا والملبس بزينات تتناسب مع كل المناسبات من أعياد وأفراح وولادات فزينت بالدجاج والسلال والأرانب شوكولا وحلويات السيد الياس بسيريني الحلبية ليضعاها على طاولة مشتركة تبهج العين وتفرح القلب. ‏

ضيافة العيد ‏

جميل أن تعيش الأسر جو الاستعداد للعيد وجميل أن تصنع سيدات وربات البيوت حلويات العيد وضيافاته وشراباته.. وجميل أن تفوح رائحة الحلويات وتملأ البيوت ليتبادل الجيران الأطباق ومالذ من أطايبها.. والسيدة فيرا كرشة صايغ من السيدات الذواقات وقد زرناها وهي تستعد لاستقبال العيد بأطايب الحلويات والشرابات وهي تصنعها وتغلفها وتزينها بالأقمشة الحمراء وتحكم اغلاقها بالشرائط الذهبية التي تتدلى لتضفي عليها حلاوة فوق حلاوة وعن عادات المعايدة بين الماضي واليوم، والضيافة المقدمة وصناعة الحلويات قالت: ‏
اختلفت عادات المعايدة بين الماضي واليوم فقد كان الرجل هو الذي يدور ويعايد على البيوت وتبقى الزوجة في المنزل لاستقبال المعايدين، وحين يعود الزوج يسأل عمن أتى لمعايدته وجيوبه ممتلئة بالضيافات والملبس والشوكولا فيفرغها ويعود ليكمل معايدة من أتى الى منزله.
اليوم فيذهب الزوج وعائلته الى أحد المطاعم وقلّت بشكل تدريجي لمة العائلة في بيت الأم والأب ..هذا الاجتماع الجميل الذي يجمع العائلة بأكملها على مائدة واحدة يربط ويوطد علاقتهم ويجعل يوم العيد له نكهة خاصة تجمع القلوب المحبة الصافية بالفرح. ‏
أما الضيافة فلا تختلف عن اليوم فنقدم المعمول بالجوز أو الفستق والكعك والعجوة والشوكولا والملبس، وكنا نجتمع في العيد لصناعة الحلويات ونضعها في (صوان وصدور) سوداء ويأخذها الوالد الى الفرن لتخبز ويعود بها ورائحة السمن العربي تفوح شهية لنستقبلها في (مطربانات) زجاجية لحفظها بدل الثلاجات اليوم. ‏
وأذكر أن والدي يوم العيد بعد الغداء كان يأتي لنا بـ (صدر) نمورة مليئة بالقشطة والسمن ونجتمع في منزل الوالد (12) شخصاً يوم العيد ببساطة وعفوية ومرح وفرح لنقضي أول أيامه وأجملها. ‏
كما نقدم في العيد (التطالي) وهي عبارة عن صحن يوضع فيه مربى الكباد والنارنج والجوز والسفرجل بجانب العجوة والمعمول والكعك بالاضافة الى شراب الورد الشامي وشراب الليمون والأفندي والتوت الشامي والبرتقال وكنا نصنعها ولانزال في المنزل، وكان في بعض البيوت يوجد (كركة) يقطر فيها ماء الورد لصنع شراب الورد، ويقطر منها ماء الزهر الذي له استعمالات عديدة. ‏
وتبقى اللوزة الشامية الملبسة بالسكر الأبيض أو الملون مع الشوكولا هي ضيافة الختام لكل من يأتي ليبارك بالعيد. واليوم أصبحت الضيافات والحلويات جاهزة لمن يطلبها دون عناء أو اختصاراً للوقت. ‏
وتبقى الأيادي البيضاء الممتدة لتضم بحنو كل من يحتاج إليها، زينة الأعياد وبريقها الذي يشع في النفوس الطيبة فرحاً وتآخياً.. ليكون العيد حقيقياً بحبوره الداخلي وغبطته التي تفيض من أعماق نفوسنا دفئاً وسلاماً نتمناه لكل انسان على وجه البسيطة.. فكل عام وقائدنا المفدى بشار الأسد وشعبنا الأبي ووطننا الحبيب بألف ألف خير. ‏

‏رنا بغدان‏

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...