العربي في دمشق السبت من دون مبادرة وموسكو تتمسّك برفضها التدويل

08-09-2011

العربي في دمشق السبت من دون مبادرة وموسكو تتمسّك برفضها التدويل

وافقت دمشق على استقبال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي السبت المقبل، وذلك بعد يوم من إبلاغه تأجيل زيارته التي كانت مقررة أمس بسبب ما اعتبرته «دبلوماسية غير لبقة» اتبعها الأمين العام تجاه دمشق بعد استقباله معارضين سوريين، وبهدف إظهار الهامش الذي يمكن للعرب العمل في إطاره و«البعيد عن التدخل في الشأن الداخلي السوري».
في هذا الوقت، ظلت موسكو تقاوم ضغوطا فرنسية، متمسكة برفضها تدويل الأزمة في سوريا عبر إصدار مجلس الأمن الدولي قرارا بمعاقبة النظام السوري، مشددة على ان «تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة الحوار (مع النظام) أمر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي».
وأعلن عن موعد جديد لزيارة العربي إلى سوريا السبت المقبل، بعد أن أجلت زيارته أول من أمس بناء على رغبة دمشق. وتزامن تحديد الموعد مع إعلان أحد رموز المعارضة السورية في دمشق إخطار السلطات بموعد انعقاد مؤتمر جديد للمعارضة في العاصمة السورية منتصف أيلول الحالي من دون أن تعلن السلطات السورية موافقتها على انعقاده بعد.
وقالت مصادر أن الجانب السوري أبلغ العربي بتأجيل زيارته إلى دمشق بسبب ما اعتبر «دبلوماسية غير لبقة» اتبعها الأمين العام تجاه دمشق عشية الزيارة. وقالت أوساط عربية مطلعة على أجواء اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ، الذي عقد الأسبوع الماضي في القاهرة، إن سوريا سبق أن رفضت ما سمي بالمبادرة العربية في الاجتماع المذكور، وإن مندوبها في الاجتماع السفير يوسف الأحمد اعتبر «المبادرة ولغتها تدخلا سافرا في الشأن الداخلي السوري، ورفضها شكلا ومضمونا»، مشيرة إلى أن الأحمد ذكّر بأنه سبق لسوريا أن رفضت «مطالب (وزير الخارجية الأميركي الأسبق) كولن باول ممثل القوة الأكبر في العالم، ولن تقبل كلاما مشابها من وكلاء هذه القوة في المنطقة».
ورأت المصادر أن دمشق أرادت على ما يبدو أن تبين بوضوح الهامش الذي يمكن للعرب العمل في إطاره قبل الزيارة، و«البعيد عن التدخل في الشأن الداخلي السوري»، إلا أن الجامعة العربية استبقت الزيارة بتسريب «الورقة» الى وسائل الإعلام العربية كوسيلة ضغط على دمشق.
كما فسرت المصادر موقف دمشق بتأجيل الزيارة بأنه مرتبط أيضا بلقاء العربي بمعارضين سوريين، أمثال النائب السابق مأمون الحمصي في القاهرة، قبل توجهه للقاء الرئيس بشار الأسد، الأمر الذي لقي صدى سلبيا كبيرا في دمشق، إضافة إلى تصريحاته عشية الزيارة، وبعد اجتماعه مع الأمين العام السابق للجامعة عمرو موسى التي أراد فيها أن يناقض الإعلان السوري بأنه آت كمبعوث للاجتماع الوزاري، فيما أعلمته دمشق بأن استقباله يجري كأمين عام للجامعة فقط.
وعلى الرغم من أن موعدا آخر حدد للعربي السبت، إلا أن دمشق «أرادت أن تكون الرسالة واضحة بأنها ترفض تدخل أي كان في شأنها الداخلي، ولا سيما بالطريقة التي عرضتها الورقة».
وكان نائب الأمين العام للجامعة العربية احمد بن حلي قال «جرى اليوم (أمس) اتصال هاتفي بين العربي ووزير خارجية سوريا وليد المعلم كما استقبل الأمين العام أيضا مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة السفير يوسف أحمد وتقرر ان تتم زيارة الامين العام الى سوريا السبت المقبل». وقال مسؤول في الجامعة انه سيتم عقد اجتماع وزاري عربي في 13 أيلول في القاهرة لبحث الوضع في سوريا والقضية الفلسطينية والصومال.

واستبعد مندوب دولة عربية تجميد عضوية سوريا في مؤسسات الجامعة خلال الاجتماع المقبل على غرار ما حدث مع ليبيا في شباط الماضي. وقال «لا أحد يفكر حتى اليوم في تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، لأن جميع الدول العربية حريصة على الاستقرار في سوريا وكل ما طالب به وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الأخير هو الإسراع بوتيرة الإصلاحات ووقف العنف».
وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة إن الحوار هو «السبيل الوحيد الذي يضمن إعادة الاستقرار والأمن» لسوريا، مؤكدا أن بلاده تراقب «بعين القلق البالغ الأوضاع غير المستقرة» في هذا البلد. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن جودة قوله «إنها جار مهم للأردن ودولة مهمة في محيطنا العربي و(نحن) نرقب بعين القلق البالغ الأوضاع غير المستقرة في سوريا». وأوضح ان «الحوار هو السبيل الوحيد الذي يضمن إعادة الاستقرار والأمن وحماية الشعب السوري والمحافظة على سلامة سوريا وإبعاد ظلال أي تدخلات أجنبية في شؤونها».
الى ذلك، فشل وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في إقناع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، بتأييد العقوبات الدولية على دمشق. وقال جوبيه «في ما يتعلق بسوريا تقييمانا للأسف لا يتطابقان». وأضاف «الرد غير المتناسب للقيادة السورية تسبب في اراقة دماء يتعذر علاجها». وتابع «نعتقد انه يجب ان ترسل الى هذا البلد اشارة قوية بأن الاستمرار في هذه الاعمال غير مقبول، وآمل ان تؤيدنا روسيا في مجلس الامن، رغم ان مواقفنا الآن لا تتطابق تماما». وتابع «اننا نلاحظ ان النظام السوري ضالع في ارتكاب جرائم ضد الانسانية» من خلال «قمع» الاحتجاجات.
لكن لافروف لم يظهر أي مؤشر على ان موسكو تنوي تغيير موقفها. وقال «الاولوية اليوم هي في بدء حوار، مفاوضات». وأضاف «نحن نرى ان تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار أمر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا». وأشار إلى أن روسيا قدمت في مجلس الأمن «مشروع قرار يطالب جميع الأطراف بالكف عن استخدام العنف».
وذكرت الدائرة الإعلامية في الكرملين أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيزور موسكو في 11 و12 الحالي. ولم يفصح المصدر عن مضمون المناقشات المنتظرة، لكن مراقبين رجحوا أن يتركز الاهتمام على التطورات الجارية في الشرق الأوسط وخصوصا ما يتعلق بالشــأن السوري.
وأكد وزير الخارجية الألمانية غيدو فسترفيله أن برلين «ستواصل جهودها في الأمم المتحدة حتى يصدر مجلس الأمن الدولي عقوبات مؤثرة كرد فعل على السياسة القمعية للنظام السوري». وأضاف «أن الرئيس السوري قد فقد بهذه السياسة القمعية حق قيادة سوريا إلى المستقبل، ويمكنه عبر التنحي تهيئة الطريق للبداية السياسية الجديدة الضرورية في سوريا».
وكررت بكين إنه «يتعين حل الأزمة السورية من خلال الحوار والمشاورات بدلا من الضغط عليها». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يوي «نعتقد ان اول ما يجب فعله هو تهدئة التوتر في سوريا لتجنب التصعيد»، موضحة ان «زيادة الضغط على دمشق لا تقدم حلا، وسيكون الاتجاه السليم لحل هذه الأزمة بدء عملية سياسية شاملة تكون سوريا هي اللاعب الرئيسي فيها». وقالت «ينبغي أن نعطي سوريا المزيد من الوقت لتنفيذ التزامها بالإصلاح».

السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...