إسرائيل تسعى لحرب على إيران ولبنان ... وسوريا

03-09-2008

إسرائيل تسعى لحرب على إيران ولبنان ... وسوريا

أعرب الرئيس بشار الاسد، امس، عن قلقه من ان اسرائيل تخطط لحرب في الاشهر المقبلة في اكثر من تجاه، اولها ضد ايران ثم لبنان من دون استبعاد سوريا، معتبرا ان تداعيات هذا الامر ستكون »كارثية« على المنطقة والعالم. وكرر انه لم يتم الاقتراب بعد من امكان التوصل الى السلام بين سوريا واسرائيل، بالرغم من المفاوضات غير المباشرة بينهما، موضحا انه »عندما تبدأ المفاوضات المباشرة بدور أميركي وفرنسي وتركي، وربما دول أخرى، عندها نستطيع ان نقول نعم اننا نقترب من السلام«.
من جهته ، كرر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، عشية زيارته إلى دمشق اليوم وقبل يوم واحد من القمة الرباعية التي تجمعه بالأسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، استعداد باريس للقيام بدور في المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، معتبرا أن طريق السلام في المنطقة يمر عبر باريس ودمشق، مشددا على أن بلاده ستبذل ما في وسعها بهدف توقيع اتفاق الشراكة بين دمشق والاتحاد الأوروبي.
وقال الأسد، في مقابلة مع القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي »عندما تسلم ساركوزي منصبه وضع هدفا هو الاستقرار في قضايا السلام ولبنان وما يحصل الآن في القوقاز، وأراد لفرنسا أن يكون لها دور مهم في حل كل هذه القضايا ولأوروبا الشيء ذاته«.
وأشار الأسد إلى »ان سوريا تدعو دائما الى ذلك، وفي السنوات الماضية قلنا إن أوروبا غائبة ويجب عليها ان تؤدي دورا مهما في القضايا المطروحة، وهذه الأمور نراها الآن موجودة، ونستطيع ان نقول نعم هناك أفق كبير للتعاون السوري الفرنسي في كل هذه القضايا، لأن المصلحة مشتركة لنا ولفرنسا ولأوروبا وللشرق الأوسط«.
وحول القمة الرباعية قال الاسد »بكل تأكيد هذا في جوهر العمل من أجل الاستقرار، ومن أجل أن يكون هناك دور أساسي لأوروبا من خلال فرنسا، ودور أساسي لعدد من الدول العربية من خلال سوريا وقطر. ونحن رئيس القمة العربية الآن، وقطر .
وعما اذا كان تحسن العلاقة بين لبنان وسوريا نتيجة جزئية لتحسن العلاقات بين باريس ودمشق، أو ربما هي ولادة حقبة جديدة بين البلدين، أوضح الأسد »لا أستطيع أن أقول إنها نتيجة، لأننا تحدثنا سابقا عن ضرورة تحسين هذه العلاقة، أي نحن في سوريا، ولكن الفرق هو ان سياسة فرنسا السابقة أيام الرئيس (جاك) شيراك لم تكن تساعد على قيام علاقات طبيعية بين سوريا ولبنان. كانت تؤدي دوراً سلبياً«.
ووصف إدارة ساركوزي بأنها »إدارة واقعية وتسعى للاستقرار في لبنان، لأنها تعرف أن الاستقرار في لبنان ضروري للاستقرار في الشرق الاوسط، وهذا العامل استطيع ان اقول انه عامل مساعد لأن تقوم علاقات طبيعية بين لبنان وسوريا، وبالطبيعي بين لبنان والدول العربية«.

ورأى الأسد أن »هناك حقبة جديدة بين سوريا وفرنسا مبنية على سياسة فرنسية جديدة، وهي سياسة براغماتية، سياسة واقعية، تتحدث أو تضع هدف الاستقرار، وتتبنى وسائل أهمها الحوار وهذا ما ندعو إليه، وهنا تكمن مصلحتنا لذلك التقينا مع هذه الإدارة ونستطيع أن نقول بأن هناك حقبة جديدة تسعى للاستقرار«.
وحول عملية السلام، وما إذا كانت المفاوضات السورية الإسرائيلية، غير المباشرة، بوساطة تركية تسير بالاتجاه الصحيح، أوضح الأسد أن »الانطباع صحيح بأن هناك مجالا للسلام، ولكن لا أستطيع القول إننا اقتربنا من تحقيق السلام. نحن في مرحلة التحضير لمفاوضات مباشرة، وعندما نصل إلى هذه المرحلة نستطيع أن نقول إننا بدأنا نقترب من السلام، والآن نستطيع فقط أن نقول إننا فتحنا الباب من اجل السلام، وأعطينا فرصا اكبر لتحقيقه«. وأشار إلى انه »عندما تبدأ المفاوضات المباشرة بدور أميركي وفرنسي وتركي، وربما دول أخرى، عندها نستطيع ان نقول نعم اننا نقترب من السلام، ولكن من المبكر أن نعطي جوابا على هذا الشيء«.
وحول ربط الاقتراب من السلام أكثر بالإدارة الاميركية الجديدة، قال الأسد »نعم، هذا أكيد، والسبب ان هذه الادارة، بعد سبع سنوات من وجودها بدأت تتذكر أن هناك شيئا اسمه السلام. يعني في السنة الاخيرة، وبقي من عمر هذه الادارة اربعة اشهر، ومن المستحيل ان يتم تحقيق السلام، أو أن تكون هناك جهود جدية لتحقيق السلام في الأشهر الاربعة الاخيرة«. واضاف »بكل تأكيد، لا بد من انتظار الادارة الاميركية المقبلة لنرى توجهاتها، عندها نستطيع ان نتحدث عن مفاوضات مباشرة«.
وحول خشية سوريا من هجوم اسرائيلي وشيك على ايران، قال الأسد »لدينا اعتقاد بأن اسرائيل تسعى لحرب، ربما في أكثر من اتجاه، وقد تكون الأولوية لها ايران، وربما تكون الاولوية الاخرى هي لبنان، ولا نستبعد سوريا، بما أنها اعتدت على سوريا سابقا«. وأشار الى أن »أي حرب من هذا النوع، سواء كانت من اسرائيل أو أي طرف آخر، ستكون لها نتائج كارثية كبيرة، ليس فقط على المنطقة وانما على العالم بشكل عام، ونتمنى ألا تحصل مثل هذه الحرب، ولكن يبقى لدينا القلق في الأشهر المقبلة من أن يكون هناك تخطيط لتنفيذ مثل هذا العمل«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...