أوباما يريد تخليص العالم مـن 25 ألـف رأس نووي!

04-04-2009

أوباما يريد تخليص العالم مـن 25 ألـف رأس نووي!

من استراسبورغ الفرنسية، الى بادن بادن الالمانية، رسم الرئيس الاميركي باراك اوباما لمنظمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) في الذكرى الستين لإنشائها، خطين أساسين للاستراتيجية المشتركة، أولهما أفغاني الوجهة يطالب بانخراط عسكري ومدني أوروبي أكبر في «الحرب المتجددة» والمتعثرة في هذا البلد الإسلامي الآسيوي الفقير، وثانيهما نووي الهوية، يقترح عالما خاليا من الأسلحة النووية، وهو ما يثير دهشة وآمالا في أنحاء العالم، بالتخلص في المستقبل القريب من حوالى 25 ألف رأس نووي يهدد بفناء البشرية جمعاء.
في كيهل الألمانية، يحتل هذان العنوانان مساحة واسعة من القمة الستينية اليوم لحلف الأطلسي، الباحث عن دور في ما بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار «حلف وارسو»، الى جانب «العقيدة الإستراتيجية»، التي من المتوقع أن ينتهي الحكماء والخبراء من تحريرها كاملة في العام 2010، على ان تقدم توصيات بتكييف عمل قوات الحلف مع متطلبات التحول إلى قوات لحفظ السلام، وتطالب بالتعاون مع روسيا، وتركيز الجهود على تحليل أخطار تمثلها «قوى جديدة» كالصين والهند وإيران، ومواجهة تهديدات كطالبان والقاعدة. (تفاصيل صفحة 14).
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في استراسبورغ، قال اوباما «لا نسعى الى ان نكون أسياد أوروبا، نسعى الى ان نكون شركاء مع أوروبا. نريد حلفاء أقوياء. نريد ان نرى أوروبا تمتلك قدرات عسكرية معززة». وأضاف «بقدر ما سيكون الأوروبيون أقوياء في مجال الدفاع، بقدر ما سنتمكن من التحرك بصورة منسقة لمواجهة التحديات المشتركة».
واعتبر اوباما «أن قيام القاعدة بشن هجوم إرهابي خطير في أوروبا، أكثر ترجيحا على ما يبدو من هجوم في الولايات المتحدة»، بسبب قرب قواعدها الخلفية من أفغانستان وباكستان. وتابع «ان فرنسا تدرك ان نشاط القاعدة في معاقل يمكن استخدامها لهجمات إرهابية، يمثل تهديدا ليس فقط للولايات المتحدة بل لأوروبا».
وبشأن الملف الإيراني، رأى اوباما انه يجب الا يسمح لطهران بتطوير أسلحة نووية. وقال «لا يمكن ان يكون لدينا سباق للتسلح النووي في الشرق الاوسط». لكن الرئيس الاميركي لم يتطرق الى ذكر ترسانة اسرائيل النووية. كما علق على نية كوريا الشمالية إطلاق قمر اصطناعي، قائلا انه اذا تم ذلك فإن المجتمع الدولي سيتخذ «خطوات مناسبة ليبين لكوريا الشمالية انها لا يمكنها ان تهدد امن واستقرار الدول الأخرى من دون عقاب».
وأعلن ساركوزي من جهته «اننا ندعم تماما الإستراتيجية الاميركية في افغانستان». لكنه قال انه لن تكون هناك تعزيزات عسكرية فرنسية اضافية. الا انه اضاف «اننا على
استعداد للقيام بالمزيد على صعيد الشرطة والدرك وعلى صعيد المساعدة الاقتصادية لتدريب أفغان ومن اجل افغانستان».
وتبادل الرئيسان الاميركي والفرنسي المجاملات. فقال اوباما ان قمة مجموعة العشرين في لندن حول مواجهة الازمة الاقتصادية «ما كانت لتحقق ما حققت» من دون «الدور القيادي الاستثنائي لفرنسا»، لافتا الى ان الرئيس الفرنسي «لم ينقصه الخيال ولا الإبداع.. فهو حاضر على عدد كبير من الجبهات بحيث يصعب اللحاق به» أحيانا، بينما اعتبر ساركوزي انه «من الجيد ان يكون من الممكن العمل مع رئيس للولايات المتحدة يريد تغيير العالم».
وفي لقاء لاحق مع حوالى 300 شاب فرنسي وألماني في استراسبورغ، اطلق اوباما المفاجأة النووية بعد يوم من المحادثات التي اجراها مع كل من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والصيني هو جنيتاو، وقال الرئيس الاميركي «حتى رغم انتهاء الحرب الباردة الآن فإن انتشار الاسلحة النووية أو سرقة مواد نووية يمكن ان يؤدي الى إبادة أي مدينة على كوكب الأرض». وأضاف في خطاب استمر حوالى 25 دقيقة «في مطلع الأسبوع في براغ (خلال محادثات مع الاتحاد الأوروبي) سأضع برنامجا للسعي لتحقيق هدف إخلاء العالم من الاسلحة النووية».
وبحسب أرقام العام 2009 الواردة في «الكتاب النووي» وفي إحصاءات معهد «كارنيغي للسلام الدولي»، فان في العالم بين 23 ألفاً الى 25 ألف رأس حربي نووي، معظمها في روسيا (حوالى 14 ألفاً) والولايات المتحدة (حوالى 10 آلاف)، وأيضاً في فرنسا (حوالى 300) واسرائيل (تشير معظم مراكز الأبحاث الى حوالى 200 رأس نووي) والصين (بين 150 و250) وبريطانيا (بين 150 و180) والهند (50 الى 60) وباكستان (حوالى 60) وكوريا الشمالية (حوالى 10 رؤوس نووية).
في موازاة ذلك، اعتبر اوباما انه «لا يجدر بأوروبا أن تتوقع ببساطة أن تتحمّل الولايات المتحدة العبء بمفردها»، داعياً «حلفاء أميركا الأوروبيين إلى زيادة الجهود المدنية والدبلوماسية في أفغانستان». وأضاف «سيكون هناك عنصر عسكري في هذه الجهود.. من أجل الانتصار في الحرب في أفغانستان، نحتاج إلى تحالف أقوى حتى من التحالف الذي أسقط جدار برلين».
واستبعد اوباما في مؤتمر صحافي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، انخراطا أطلسيا في باكستان المجاورة لأفغانستان. وقال «رؤيتي لباكستان لا تتصور أنشطة لحلف الأطلسي في باكستان.. هذا يعني بالفعل ان الولايات المتحدة وشركاءها في حلف الاطلسي عليهم العمل بفاعلية اكبر مع باكستان لكي يتمكنوا من استئصال الملاذات الآمنة للمتطرفين والتي لا تشكل خطرا لنا فقط لكنها تمثل الآن خطرا استثنائيا على باكستان».
وفيما كان قادة الأطلسي يعقدون قمتهم، استخدمت الشرطة الفرنسية مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون الوصول الى وسط استراسبورغ. وزحف أعضاء ما يعرف باسم «جيش المهرجين» على أيديهم وأرجلهم في الشارع وهم يرددون الهتافات بينما حاولوا الانتقال من موقع المحتجين الى وسط المدينة الفرنسية.
كما سار 500 الى 800 متظاهر مناهض للحلف الاطلسي في بادن ـ بادن. وخلف لافتة مزينة برسم سمكة ضخمة وكتب عليها «الناتو يغرق»، سار المتظاهرون وهم من دعاة السلام والمناهضين للعولمة وضد العسكرة والرأسمالية وسط إجراءات أمنية مشددة، متسائلين عن جدوى وجود الحلف في الوقت الحالي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...