أنفاق غزة الهدف الدائم للأمن المصري

15-02-2013

أنفاق غزة الهدف الدائم للأمن المصري

منذ أيام عدة عادت أنفاق التهريب المنتشرة على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية إلى الواجهة من جديد، فالأنفاق التي تعرضت للتضييق سابقاً لا تزال هدفاً لقوات الأمن المصرية، وهي التي بدأت بسلسلة إجراءات توحي بوجود قرار بالتخلص منها.
وتحت وقع الحصار الإسرائيلي اضطر الغزيون إلى حفر أنفاق بأطوال مختلفة على الحدود لتهريب المواد الغذائية ومواد البناء والوقود الذي يحرم الاحتلال غزة منها، لكن ما كان سابقاً مسكوتا عنه، أصبح اليوم مشكلة بالنســبة للطرفــين الفلسطيني والمصري. فالحكومة المقالة التي تديرهــا حماس في غــزة كانت تأمل في أن تقوم مصر بإنشاء معــبر تجاري مع القطاع للاستفادة منه والتخلص من ظاهرة الأنفاق، لكن ذلك لم يحــدث وباتت مشاريع مثل المعبر التجاري والمنطــقة الحرة ضــرباً من الخيال، وذلك بسبب ظروف مصر الداخلية، فضلاً عن أن القاهرة لا ترغب في أن تتخلى إسرائــيل عن مسؤوليــاتها كقــوة احتـــلال تجاه غزة.
ورصد أصحاب الأنفاق خلال الأيام الماضية سلسلة إجراءات يقولون إنها توحي بوجود قرار مصري بالتخلص من الأنفاق بالكامل، وأبرزها ضخ مياه عادمة فيها، والتضييق على حركة نقل البضائع إلى المنطقة المحيطة بها.
وقال أبو جهاد، وهو صاحب أحد الأنفاق، إن السلطات المصرية تحاول منذ أسبوع إظهار نوايا أخرى تجاه الأنفاق المنتشرة على الحدود، فهي بدأت بالتضييق على المهربين المصريين، ومن ثم بدأت بخطة ضخ المياه العادمة لدفع الأنفاق إلى الانهيار.
وأوضح أبو جهاد ان المهربين المصريين لم يكونوا على علم مسبق بنوايا القوى الأمنية المصرية بل إنهم تفاجأوا، مشيراً إلى أن القرار بإغلاق الأنفاق يجب أن يسبقه قرار برفع الحصار، وإدخال كل المواد التي تمنعها إسرائيل عن غزة عبر مصر.
وبينّ أبو جهاد، وهو في الخمسيــنيات من العمر ويعمل في نقل مواد البناء إلى القطاع، ان الأنفاق عــلاوة على تشغيلها لمئات الشبان الفلسطينيين العاطلين عن العـــمل، تدر دخلاً جيداً للمهربين المصريين، ويستفيد منها الجمــيع وليــس أهل غزة فقط.
من جهته، قال رمزي الشاعر، أحد العاملين في نفق لنقل المواد الغذائية، إنه من حق المصريين الرقابة على الأنفاق وما يدخل عبرها، لكن غزة التي لا تتمنى إلا الخير لمصر لها حق على المسؤولين فيها.
ولفت الشاعر  إلى أن غزة من دون الأنفاق ستعود إلى الوضع الصعب الذي سبق تخفيف الحصار، وأنها ستفقد العديد من المواد الخام التي تشغل مصانعها وورش البناء فيها. وطالب بحل يرضي الأطراف جميعاً، وهو من وجـهة نظره «إنشاء معبر تجاري مصري فلسطيني».
ومن المهم التذكير بأن الأنفاق التي بدأت العمل بكثافة في العام 2006، ليست خالية من الجوانب السلبية، وأبرزها قضية الوفيات التي طالت العاملين فيها سواء عبر القصف الإسرائيلي أو الإجراءات المصرية، أو عدم وجود عوامل الوقايــة والسلامة فيها. ويقدر حقوقيو غزة عدد من لقوا حتفهم في الأنفاق بحوالى 240 فلسطينياً.
أما على الصعيد الرسمي، لفت نائب رئيس الوزراء في الحكومة المقالة زياد الظاظا إلى أن الحملة الأمنية ضد الأنفاق اليوم ليست جديدة بل انها تتكرر بين الفينة والأخرى.
وأوضح موقف حكومته من القضية، قائلاً إن غزة تأمل أن يكون المصريون عوناً لها لفتح معبر تجاري مصري - فلسطيني يشكل بوابة اقتصادية للقطاع، ما يعني أنه بعد ذلك لن يكون هناك حاجة للأنفاق.

ضياء الكحلوت

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...