المشهد العراقي بعد عودة مقتدى الصدر إلى النجف

08-01-2011

المشهد العراقي بعد عودة مقتدى الصدر إلى النجف

الجمل: ركزت التقارير الإعلامية مساء الأمس وصباح اليوم على عودة الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر إلى مركزه الرئيسي في النجف الأشرف، وذلك بعد فترة غياب امتدت لبضع سنوات: فما هي دلالات عودة الصدر إلى النجف الأشرف؟ وكيف ستكون فعالية الصدر وأنصاره في العملية السياسية العراقية الجارية حالياً في ظل تقلبات توازن القوى السائدة حالياً؟
* النجف الأشرف: توصيف المعلومات الجاريةخارطة الجمهورية العراقية
وصل الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر عائداً إلى النجف الأشرف التي تمثل معقله الرئيسي، وذلك بعد غياب استمر لعدة سنوات بعد المواجهات المسلحة التي شهدها النجف الأشرف بين أنصاره والقوات الأمريكية ..وتقول المعلومات بأن مقتدى الصدر قد قوبل باستقبال هائل غير مسبوق تجمع فيه أنصاره وهم يرددون هتافاً يقول: "يا حسين.. يا حسين" و"بره..بره..يا أمريكا". هذا، وتقول المعلومات بأن الزعيم مقتدى الصدر قد ألقى خطاباً جماهيرياً أمام أنصاره أشار فيه إلى النقاط الآتية:
•    التأكيد على ضرورة أن يفهم العالم بأن العراقيين يرفضون الوجود والاحتلال الأمريكي.
•    التأكيد على أن الصدريين لم يتورطوا في قتل العراقيين.
•    التأكيد على أن الصدريين ظلوا يقاتلون ضد الاحتلال.
•    التأكيد على أن الصدريين سوف يستخدمون كل الوسائل الممكنة في مقاومة المحتل.
وإضافة لذلك تحدث الزعيم الصدر مطالباً أنصاره بضرورة إعطاء الفرصة للحكومة العراقية المشكلة حديثاً، بما يتيح لها إنفاذ برنامجها، والذي افترض الزعيم الصدر بضرورة أن يركز بالضرورة على أولوية تحقيق الأمن وتزويد الشعب بالخدمات.
* عودة الصدر إلى النجف الأشرف: أبرز النظريات التفسيرية
يعتبر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من بين القادة العراقيين الأكثر إثارة للجدل والخلافات، وقد سعت وجهات النظر مذاهب شتى لجهة محاولة التطرق إلى الأسباب الحقيقية التي دفعت لجهة عودته إلى مركزه في النجف، ومن أبرز هذه الآراء نشير إلى الآتي:
-    النظرية التفسيرية الأولى: حصل أنصار مقتدى الصدر على العديد من الحقائب الوزارية في الحكومة العراقية الجديدة، وبالتالي يتوجب على الصدر أن يسعى إلى حث أتباعه وعناصره لجهة القيام بدعم الحكومة الجديدة.
-    النظرية التفسيرية الثانية: حصل أنصار الزعيم الصدر على 40 مقعداً في البرلمان الجديد، بما مكنهم من الحصول على مكانة مرموقة داخل التحالف الوطني الشيعي، إضافة إلى المزيد من المقاعد الوزارية والمناصب الحكومية الرفيعة المستوى، والآن، فإن الصدر أصبح أكثر اهتماماً بالعودة إلى النجف لجهة القيام بتعزيز مركزه إضافة إلى القيام بدور "صانع الملك" في السياسة العراقية.
-    النظرية التفسيرية الثالثة: لم يتمكن الزعيم الصدر من الاستقرار خلال السنوات الماضية في مقره بالنجف الأشرف بسبب خلافاته مع الزعيم نوري المالكي وبعد التفاهمات الأخيرة التي جمعت بين المالكي والصدر في الحكومة الجديدة، فإن الصدر يستطيع الاستقرار في النجف وإعادة بناء مرجعيته الدينية-السياسية دون الخوف من استهداف أجهزة المالكي لها أو استهداف القوات الأمريكية الداعمة للمالكي.الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يزور ضريح الإمام علي في النجف بعدعودته من إيران
-    النظرية التفسيرية الرابعة: استطاع مقتدى الصدر خلال فترة غيابه عن النجف أن يحقق مركزاً سياسياً قوياً، والآن، لا بد أن يعود الصدر إلى النجف لكي يحافظ على مركزه الديني-الطائفي، بما يتيح له الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة على الثنائية السياسية-الدينية التي ظل يتميز بها تياره "الصدري".
-    النظرية التفسيرية الخامسة: على خلفية اقتراب موعد انسحاب القوات الأمريكية، فقد تمت صفقة شيعية على خط مثلث المالكي-الحكيم-الصدر بحيث يعود مقتدى الصدر إلى مركزه في النجف الأشرف بما يتيح لأطراف المثلث الشيعي تعزيز تماسك القوام الشيعي الذي يشكل حوالي 68% من إجمالي سكان العراق، وذلك استعداداً لمواجهة تحديات ما بعد خروج القوات الأمريكية.
-    النظرية التفسيرية السادسة: عاد الصدر إلى النجف بموجب صفقة مع المالكي والحكيم وتمت برعاية إيرانية وذلك لردع تزايد النفوذ السعودي عبر نافذة أنصار القائمة العراقية التي يتزعمها إياد علاوي.
-    النظرية التفسيرية السابعة: عاد مقتدى الصدر إلى النجف لكي يعزز مركزه السياسي والديني، وذلك لجهة ردع حليفه نوري المالكي من مغبة الموافقة على تواجد أي قوات أمريكية في العراق، إضافة إلى تقديم رسالة قوية الإشارات إلى حلفاء أمريكا العراقيين بأنه لا مجال لاستمرار الحكومة العراقية الجديدة إذا أقدمت على إعطاء القوات الأمريكية أي تنازلات تتيح لها إبقاء ولو القليل من قواتها في العراق.
حتى الآن، من الصعب التأكيد على صحة أي واحدة من هذه النظريات التفسيرية السبع، ولكن، ما هو أكثر رجحاناً يتمثل في أن الزعيم الصدر قد عاد إلى  النجف لتعزيز مركزه وسيطرته على أنصاره أولاً، وثانياً من أجل متابعة فعاليات العملية السياسية، أما الباقي فما يزال غير واضح المعالم.
* الزعيم مقتدى الصدر: إلى أين؟
تحليل المعطيات الجارية يطرح سؤالاً بالغ الأهمية لجهة أن المطلوب ليس في حد ذاته تفسير أسباب عودة مقتدى الصدر إلى مركزه في النجف، وإنما الأكثر أهمية هو معرفة الإجابة الدقيقة على السؤال القائل: هل سيستطيع الزعيم مقتدى الصدر البقاء في مركزه النجف؟
الإجابة على هذا السؤال تنطوي على صعوبة بالغة وذلك لأن بقاء أو عدم بقاء الصدر في النجف هو أمر تحدده السيناريوهات القادمة في جولات منظومة الصراع العراقي، والتي من أبرز مكوناتها:
•    الصراع العراقي-العراقي: ومن أبرز الأمثلة على ذلك فترة نشاط فعاليات فرق الموت العراقية التي ما زال معظم العراقيين يوجهون المسؤولية عنها لجيش المهدي الذي يتزعمه الصدر.
•    الصراع الشيعي-الشيعي: ومن أبرز الأمثلة على ذلك قيام القوات الحكومية التابعة لنوري المالكي بمهاجمة جيش المهدي في منطقة البصرة وإخراجه منها.
•    الصراع العراقي-الأمريكي: ومن أبرز الأمثلة على ذلك قيام القوات الأمريكية قبل بضعة سنوات باستهداف الزعيم الصدر عندما كان في مركزه في النجف.
إضافة لذلك، هناك الحسابات الإقليمية المتعلقة باحتمالات سعي طهران والرياض لجهة تصفية حساباتهما في الساحة العراقية، إضافة إلى المناورات وعمليات الخداع السياسي الإستراتيجي والتكتيكي التي درج ساسة المنطقة الخضراء على القيام بها خلال السنوات الماضية، وكان الصدر نفسه من بين الأكثر مناورة والتفافاً على خصومه!!


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

لا اريد ان اعيد النقاش وتبادل الاتهامات والمهاترات حول كثير من النقاط المطروحة هنا الا انه على العموم النفس الجدي يكاد يلمس بالطرح المطروح هنا وان كان مجافيا للموضوعية ؟؟ .المهم كنقطة يجب على كل منصف متابعتها...لماذا تقلصت المقاومة للاحتلال الامريكي بعد تجميد جيش المهدي من قبل مقتدى الصدر ؟؟؟ اين تلك المجموعات الهائلة من المسميات التشكيلات العسكرية المختلفة ؟؟ لماذا تقلص عدد ضحايا الاحتلال بهذا الشكل الملحوظ وقبل ابرام ما يسمى بالاتفاقية الامنية ؟؟.يكفي مقتدى الصدر - مهما قيل واتهم -انه شخص معلن معروف على هذه الارض لم يكن مستوردا لا سياسيا ولا عسكريا !. يكفيه ان تشويه سمعته " طائفي ..قتل الاخرين ...الخ" هو شيء متوق جدا ضد انسان وقف بوجه الواقع السيء بكل تجلياته ..البعث ...الاحتلال ...الطائفية...التكفير ...الاتفاقية ...فماذا يتوقع ان تكون صورته وتاويلها في الاعلام شبه المسيطر عليه انه بطل قومي مثلا ؟؟؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...