عرقلة عربية لفكرة رابطة الجوار مع إيران وتركيا

09-10-2010

عرقلة عربية لفكرة رابطة الجوار مع إيران وتركيا

الفيصل خلال مغادرته اجتماع الوزراء العرب في سرت أمسخرج أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى متجهما من اجتماع المجلس الوزاري العربي، أمس، والذي ناقش مسودتي إصلاح الجامعة العربية، وتحويلها إلى اتحاد، ورابطة دول الجوار، وذلك بعد ثلاث ساعات من النقاش أطاحت تقريبا بفكرة الرابطة وطالبت بتعديلات على الهيكلة، فيما حضر الرئيس الليبي معمر القذافي بشكل مفاجئ الاجتماع، داعيا «إلى حرق مراحل» للوصول إلى إعلان الاتحاد في القمة العربية اليوم.
وهزت الحجج في الاجتماع فكرة رابطة دول الجوار التي أرادها موسى كسياسة عامة عربية باتجاه محيط العالم العربي الجغرافي، بعد مخاوف عربية، وفق ما ذكرت مصادر حضرت الاجتماع من أن «تتحول هذه الرابطة إلى رابطة إقصاء لدول تتباين الآراء العربية حول سياساتها».
ويبدو جليا أن الاختلاف في النوايا والرأي اتجاه إيران هو المقصود، نظرا لانقسام الدول العربية اتجاهها. وذكرت المصادر أن وفودا عديدة أبدت ملاحظات حول الرابطة التي يبدو أنها «تخلق محاور بدل أن توسع دائرة التعاون». وتساءلت وفود عربية عما إذا كان الهدف من الرابطة هو تطبيق سياسة عزل اتجاه دولة من دون أخرى، الأمر الذي يتعارض كليا مع مبدأ التعاون الإقليمي. وكان تم الاتفاق على تسمية هذه السياسة بـ«منتدى عربي مع دول الجوار».
وانتهى الاجتماع إلى رفع المقترحات لمجلس القمة اليوم، حيث رست المداولات على إبقاء صيغ التعاون الثنائي بين الدول المتجاورة والمعنية، وترك الأمر اختياريا بين الدول، كما الإبقاء على التركيز على موضوع المنتديات الإقليمية كالمنتدى العربي ـ الصيني والعربي ـ التركي وغيرها.
وأكد موسى أنه «سيرفع مذكرة للقادة العرب يشرح بها مواقف الأطراف المختلفة»، إلا أن تطورا حصل لاحقا باتفاق موسى مع وزراء الخارجية العرب على رفع فكرة «منتدى عربي مع دول الجوار» إلى القمة بحيث يصار إلى تشكيل لجنة تقوم بالعمل على تطوير أفكارها لتقدم إلى القمة العربية المقبلة.
من جهته، رأى وزير الخارجية السورية وليد المعلم أنه لا يجوز «أن يستثني الحوار أيا من دول الجوار» في إشارة إلى ملاحظات المذكرة الصادرة عن جامعة الدول العربية بخصوص إيران. وقال «إننا نريد أن نرى هدفا، وإلى أين سيصل هذا الحوار، هل هو من أجل حل المسائل القائمة أم لتطوير العلاقات». وأضاف «إذا كان الهدف تطوير العلاقات فانه يحتاج لآليات، فهل لدى العالم العربي آليات متوافرة لكي يؤتي الحوار أهدافه؟».
ووافق عدد من الوزراء العرب على عدم جدوى الفكرة. ورأى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن «عدم قبول الرابطة الآن يعني أن الانقسام حول إيران هو الذي أطاح بها، فيما عدم قبولها يعني أننا أزلنا عناصر الخلاف معها لذا نرى أن توقيتها غير مناسب».
أما بخصوص إعادة هيكلة جامعة الدول العربية وتحويلها إلى اتحاد، فقال المعلم إن سوريا «مع تطوير العمل العربي المشترك والتزام الدول بمقررات القمم العربية»، لكنه دعا أولا «إلى تطوير إقامة تكامل اقتصادي عربي حقيقي يستفيد منه المواطنون عبر تسهيل حرية التنقل، ونقل رؤوس الأموال، وتأسيس بنى تحتية مشتركة لربط العالم العربي ببعضه البعض، من خلال إقامة مشاريع مشتركة، ورفع الحواجز الجمركية وإقامة مناطق حرة. هذه الأولوية التي تخلق للشعوب مصالح حقيقية تؤدي لما نصبو إليه من وحدة سياسية».
ورأى المعلم أن «الفكرة جيدة، ورأينا أن يتم تفعيل الآليات المقبلة والتركيز على الأبعاد الاقتصادية بدل السياسية». وقال «لذلك دعونا إلى تبسيط الأمور وعدم تعقيدها، ودراستها بعمق يحافظ على هيكلية الجامعة عبر الالتزام بالقرارات من خلال تفعيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ورفع التمثيل إلى مستوى رؤساء الحكومات كي يتخذ قرارات وليس توصيات من شأنها أن تقيم علاقة تكامل اقتصادي».
وكان القذافي فاجأ المشاركين في اجتماع المجلس الوزاري العربي، مطالبا بضرورة إقرار سريع لموضوع الاتحاد، مشيرا إلى تجربتي الاتحاد الأوروبي والإفريقي، الأمر الذي دفع دبلوماسيين للإشارة إلى ضرورة التوصل إلى تسوية ترضي ليبيا، الدولة المضيفة، قد تتلخص في إقرار بعض التوصيات ورفع البروتوكول للجنة تقوم بدراسة صياغة جديدة.

زياد حيدر

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

الفشل الاستثنائي المتوقع لقمة جامعة الدول العربية الاستثنائية في سرت
الارتجال وعدم التخطيط جعل الجامعة مصدراً للتفكك بدلاً من الوحدة بين العرب ومحاولة تقليد الأوروبيين فاشلة لعدم توافر الأسباب الموضوعية التي أدت لنجاح اتحادهم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...