«لعنة المبحوح» تطارد إسرائيل في ألمانيا

23-06-2010

«لعنة المبحوح» تطارد إسرائيل في ألمانيا

تواصل «لعنة المبحوح» ملاحقتها للموساد الإسرائيلي، وتتخذ أبعاداً جديدة بما كشفت عنه صحيفة «در شبيغل» الألمانية حول امتعاض برلين من استخدام المحرقة النازية كسبب لاستصدار جوازات سفر استخدمت في اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح. وكشفت الصحيفة النقاب عن أن الإسرائيلي المعتقل في بولندا باسم أوري برودسكي عمل في ألمانيا بأسماء مختلفة بينها «ألكسندر فارين».
وكانت سلطات الهجرة البولندية قد اعتقلت برودسكي في الرابع من الشهر الحالي بناء على أمر اعتقال دولي صادر عن القضاء الألماني. ورغم إدّعاء إسرائيل بأن الرجل المعتقل ليس الشخص المطلوب لبرلين، ومحاولتها استخدام الضغوط على كل من بولندا وألمانيا لمنع تسليمه فإن القضاء البولندي والحكومة الألمانية رفضا هذه الضغوط. وأصرت بولندا على أن ألمانيا دولة قانون فيما أصرت الحكومة الألمانية على أن المسألة في عهدة القضاء. وأشار كثيرون إلى أن من سعوا لإعلان الخبر وتسريبه تحديداً لصحيفة «در شبيغل» أرادوا منع أية فرصة للإفراج عن برودسكي بأساليب سرية.
وكانت التهمة التي وجهها القضاء الألماني لبرودسكي هي مشاركته في استصدار جواز سفر لإسرائيلي باسم ميخائيل بودنهايمر باستخدام وثائق مزورة. ونشرت «در شبيغل» مؤخراً طرائق برودسكي من أجل استصدار جواز سفر للمشاركة في عملية الاغتيال في دبي في شباط الماضي. وتعرض الصحيفة لمعطيات تظهر أن شخصاً باسم «ألكسندر فارين» التقى مع محاميه في مدينة كولن من أجل البحث معه في أمر الحصول على جنسية. ووصل فارين المعروف أيضاً باسم أوري برودسكي للاجتماع بصحبة شخص آخر تم تقديمه على أنه ميخائيل بودنهايمر الذي ورد اسمه لاحقا في قائمة المشاركين في اغتيال المبحوح.
وحسب «در شبيغل» فإن «بودنهايمر» هذا الذي انتحل، كما يبدو، شخصية حاخام حريدي من بني براك يحمل هذا الاسم، طلب أيضاً الحصول على الجنسية لأنه من أصل ألماني. وروى للمحامي أن والده، هانز بودنهايمر، هرب من ألمانيا النازية. وكإثبات أظهر له وثيقة زواج والديه وجواز سفر. وفي 16 حزيران من العام الماضي أودع المحامي الأوراق المزيفة لدى السلطات الألمانية واستصدر الجواز لبودنهايمر المزعوم. وقد استلم بودنهايمر هذا جواز سفر ألمانياً في حزيران من العام الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن قصة الجواز المصْدَر بوثائق مزورة بدأت في تل أبيب، بوصول عجوز باسم هانز بودنهايمر للسفارة الألمانية هناك في نهاية عام 2008 مطالباً باستعادة جنسيته. وقال للسفارة إنه هرب إلى إسرائيل من النازيين ويريد استعادة جواز سفره وجنسيته. وبعد أسابيع من ذلك وصل ميخائيل بودنهايمر إلى كولن لاستصدار جواز السفر.
وكشفت «در شبيغل» النقاب عن أن العديد من التفاصيل المتعلقة بحياة برودسكي تم اكتشافها من خلال استخدامه لبطاقات ائتمان وإقامة في فنادق تؤكد ارتباطه بفارّين. وأشارت الصحيفة على وجه الخصوص إلى الغضب الذي يعتمل في نفوس المسؤولين الألمان جراء استخدام المحرقة النازية كذريعة لاستصدار جواز سفر من أجل المساهمة في اغتيال المبحوح. وكانت الصحف الألمانية قد أشارت إلى أن إصدار جواز السفر باسم ميخائيل بودنهايمر تم بذريعة أن والده كان ملاحقاً في العهد النازي.
وكانت الصحف الألمانية قد شددت على أن كل وزراء الحكومة الألمانية الضالعين في قضية برودسكي أعلنوا أنهم يتركون القضية للقضاء، وأنهم ليسوا بصدد التدخل فيها. وأشارت «در شبيغل» إلى أن «الحكومة الألمانية رفضت الرد بسبب الطابع الحساس للموضوع ولكن جهة حكومية قالت إنه بالرغم من الضغط الإسرائيلي فإن الإجراءات ضد برودسكي ستتواصل من دون إعطاء أي اعتبار للجوانب السياسية».
وهكذا فإن الصورة التي لدى أجهزة التحقيق الألمانية هي أن بودنهايمر الذي شارك في اغتيال المبحوح حصل على جواز السفر بمساعدة من برودسكي. وحسب هذه الصورة فإن برودسكي عميل للموساد يعمل في مجال تقديم التسهيلات اللوجستية لعمليات الاغتيال أو التجسس. وتتهم ألمانيا بوردسكي ليس فقط بالمساعدة في استصدار جواز سفر عن طريق الخداع، وإنما كذلك بممارسة أفعال تجسسية على أراضيها. وينتظر أن تسلم بولندا برودسكي لألمانيا، وحينها يتوقع أن تلقي هذه القضية بظلال كثيفة على العلاقات الألمانية الإسرائيلية. وأشار معلقون إسرائيليون إلى أن الغضب الألماني شديد على وجه الخصوص بسبب التعاون الكبير بين أجهزة الاستخبارات الألمانية والإسرائيلية ما يجعل الفعل الإسرائيلي هذا نوعاً من خيانة الأمانة.


حلمي موسى
المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...