طرطوس : مدينة شيدت على عجل أم ريف يفقد أصالته..

24-11-2007

طرطوس : مدينة شيدت على عجل أم ريف يفقد أصالته..

الجمل– طرطوس– حسان عمر القالش:  هنا في طرطوس أحوالك كالواقف واضعا قدما في الريف والأخرى في المدينة... يقول أحمد المغترب الذي كان يزور محافظته عندما بدأنا نبحث في سؤال " ماذا بقي من ريف في طرطوس وهل نضجت كمدينة ؟".
يكمل أحمد : " طرطوس هي ببساطة مجموعة من دوائر حكومية يعمل فيها موظفون يأتونها في معظمهم من ريفها وقراها" . فباستثناء زحمة السير المتنامية في شوارع سوق المدينة الضيـّق, يمكن أن نرى ازدحاما يوميا مركزه نقطة الكراج حيث تنطلق السرافيس متجهة الى آخر ما عـُمـّر من قرى كبيرة أو صغيرة, من الشيخ سعد الملاصقة للمدينة الى دوير رسلان, ومن النقيب القريبة الى آخر بيت في جبال القدموس البعيدة حيث تعزل هذه المنطقة عن محيطها أحيانا بسبب تراكم الثلوج التي تقطع طرق المواصلات فيها.
 يتركز هذا الازدحام في ذروته وقت انصراف الموظفين الحكوميين, وفيما غير ذلك فحركة السير في المدينة عادية ومريحة, بل مربكة أحيانا لشدة عدم خبرة و"غشمنة" بعض سائقي التاكسي والشباب الذي لم يصدف أن اختبر القيادة في المدن الكبيرة وزحمتها. لذا يمكن القول بشيء من الثقة أن الوتيرة المدينيـّة أو "نبض المدينة" في طرطوس يتوقف بعد انتهاء الدوام الرسمي, حتى بالنسبة للمرفأ الذي هو عصب مهم في حياتها الاقتصادية. و"بعد الساعة التاسعة مساء لا تجد مواصلات الا (التكاسي) السهرانة..ومعظم مطاعم الوجبات السريعة مغلقة أيضا". يقول حسام.

الشباب.. الى الشام سـر أو مكانك خليك

والحال بالنسبة لساكني هذه المدينة هو نفسه حال المدينة المتأرجح بين المدينة والريف, بين تقييد الحضارة وتحرر الطبيعية, وفي بعض الحالات لا هذا ولا ذاك. فهنا أيضا وكمعظم مدننا تكاد تنعدم الأندية والنشاطات الاجتماعية المدينية. يقول أحمد بشيء من المبالغة : اسأل أي مواطن هنا عن المركز الثقافي..  أكيد لن يعرفه ! لن نستغرب  اذاً تحول – الشـُرفات –, ومداخل المحلات, وأرصفة الطرقات الى نواد ثقافية وغير ثقافية ذات طابع شخصي أو عائلي أو شـلـلي. ماعليكم الا الانتظار حتى تنكسر حـدّة الشمس وبعدها انظروا الى البنايات و(برنداتها) التي تشبه مجموعة من الأنوف الممتدة الباحثة عن تجديد الهواء . فهذه الشرفات عامرة بسكان المنازل وضيوفهم "المعتادين" الذين لم يعودو ضيوفا, من زملاء الحي أو المدرسة أو العائلة. في هذه الجلسات والتي تتجدد ليلا, يندر أن تسمع حديثا أو دردشة في أمر جديد أو مشوق, فكل الأحاديث قد قيلت بين الجالسين دوما مع بعض, وبعض الجديد اليومي لا يتعدى في أفضل الأحوال تفاصيل روتينية. فتبدأ هذه الأحاديث رويدا رويدا بالتحول الى نمط الدردشة القروية التي يغلب عليها طابع النميمة والثرثرة وتفصيل ما لا يحتمل التفصيل من يوميات الناس. ومن المألوف أن ترى هذا المشهد حيث تسمع أحدهم وقد وقف في شرفته يتحدث بصوت يسمعه الجميع الى جاره الواقف في شرفته  في البناية المقابلة. وكثيرا ما يبدأ كلامهما بـ: كيفك ؟ أو حـوّل, أي تفضل لعندنا.  ومن الأمور التي اعتاد عليها الناس ولم تعد تثير كثيرا من الاستياء أو الانزعاج, أن ترى شابا قد تبـرّع بأن يسمع الحارة كلها ما يشتهي سماعه هو من موسيقى وأغاني, وفي أي وقت كان, صباحا باكرا أو ليلا ساهرا, أوافق مزاجه الفني مزاج الوقت الذي يسمع فيه أو مزاج الجيران أم لم يوافق, المهم أن يسمع هو ويـُسمع القاصي والداني.

 تبدأ الفوارق بالظهوروالوضوح في طرطوس, عندما يزورها أبناؤها المدينيون أي الذين يعيشون خارجها في العاصمة والمدن الكبيرة. هؤلاء في أغلبهم من فئتين : موظفين حكوميين أو طلاب جامعة. فعندما يأتي هؤلاء الى هنا يحدث أن تتجدد الأحاديث والخبريات, ويحدث أيضا أن ترى الفجوة الاجتماعية اللاشعورية بين فئات الشباب من الساكنين هنا والزائرين لـهذا الـ هنا. ففي نهايات الأسابيع والأعطال الرسمية حيث تكون أغلب زيارات الشباب المتعلم, تراهم يعودون الى التآلف مع أقرانهم, أو يشعرون بشيء من الاغتراب وصعوبة الاندماج مع مجايليهم. فـ"الشبكات الشخصية للأفراد" هنا بما فيها من علاقات اجتماعية وشبكات أصدقاء, تكاد تكون في كثير من الأحيان شديدة الانغلاق على نفسها ومهلهلة تفتقر الى العنصر الجديد المحفـز, فيحصل هذا التواطؤ الخفي بين أفراد الشباب ضمن المجموعة الواحدة, خصوصا الذين حكمت عليهم ظروفهم بالفشل والبقاء أسرى الكسل, وهذا من صفات العيش في "المدن الصغيرة".

 في هذه الظروف يبرز على صفحة المجتمع من قد يطلق عليهم صفة " المتشـوّمين" أي الآخذين من العاصمة قشور مظاهرها من لهجة وسلوك. عندما زار نبيل العاصمة وصادف شادي ابن ضيعته هناك في ساحة المدينة الجامعية محاطا بزملائه اقترب منه ليسلم عليه واذ به يتفاجأ بزميل القرية وقد طارت البراءة من عينيه, وأخذ يكلمه بلهجة متكسرة مابين الشامية والـ..لا شيء, تحولت القاف العريضة الواثقة الى "آف" ناعمة وبلا طعم, و سُـكبت على اللهفة الريفية مياه اللامبالاة وادعاء الحياد مع هذا القادم القديم المقتحم عالم صديق طفولته الجديد. هذا المشهد الأخير يتكرر يوميا بأشكال وسيناريوهات مختلفة, وأحيانا يكون القادم من خارج العاصمة أو المدن الكبرى اليها يحاول أن يؤقلم لسانه وسلوكه مع طريقة كلام وسلوك من هم أرفع منه مكانة اجتماعية كما يظن في وساوسه.

مزاج المدينة في الحب والتسميات

وطرطوس مدينة تتأثر بأمزجة المدن الكبرى, ويظهر ذلك في محاولات بعض أصحاب المتاجر أو المطاعم تسمية محلاتهم بأسماء محلات لها شهرتها وصيتها الذي تخطى العاصمة أو المدينة الكبيرة. وما دخول عادة "العراضات الشامية" في الاحتفال بافتتاح محل ما أو حتى في الأعراس الا دليل على هذا التأثر بمزاج العاصمة هنا. لكن رغم ذلك يبقى من الصعب تجاوز الأمر الواقع الاجتماعي في طرطوس والذي يؤثر على حياة الناس هنا, فهذه المظاهر الحداثية وادعاءات العيش في المدينة لم تفلح في القضاء على كثير من الهوى القروي الذي يحكم علاقات الناس, ففي طرطوس التي يقال عنها " ضيعة كبيرة " لا يزال الناس يضعون الغريب القادم اليها من خارجها تحت منظار ملاحظتهم وتتبعهم أخباره وأفعاله. ومازالت علاقات الحب بين الفتاة والشاب حبيسة هذا المجتمع الذي يعرف الشاردة والواردة. فغالبا ما تبقى العلاقة محصورة ضمن اطار التعاطي العام البريء الساذج حيث لا يوجد مكان يحترم الخصوصية والرغبة في العزلة ليتاح المجال لاختبار العواطف.

يمكن القول ختاما بأن طرطوس لم تصدّر الى العاصمة ومراتب المسؤولية والقيادات فيها كثيرا من رجالها أو شبابها مما كان يمكن أن يذر بعضا من حسنات الاهتمام والرعاية عليها, والبقية الباقية من شبابها المبدع والمتعلم المنتشر خارجها فالظروف جعلت "خيره يكون لغيره" فلا تنال محافظته من عمله الا السمعة الطيبة فقط.


الجمل

إلى الندوة


 

التعليقات

طرطوس جنة بلا ناس ...من يعيش خارجها فترة طويلة يصبح عليه من الصعب العودة للتأقلم مع روتينها الممل يأس كبير بطالة مخيفة وقت لا قيمة له انهزامية واستسلام للقدر باختصار ...طرطوس مقبرة الطموح

طرطوس من أكثر المدن الساحلية بلادة.. وهي مدينة لا حياة فيها .. فـ بمقارنة بسيطة بينها وبين اللاذقية مثلاً.. قد تشعر أنها قرية صغيرة.. أو أنها أصغر من أن تكون مدينة.. ..

لا أعرف ما الجميل فيها.. فهي سياحياً من أسوأ ما تكون .. وخدمياً.. كأنها مدينة منسية (مواصلات- مطاعم- خدمات).. وكأن جميع ما فيها مخصص فقط لحاجة سكانها فقط..

أنت تتكلم عنها بطريقة رومانسية وأدبية جداً.. حتى أنك تجمل سيئاتها التي ترتكبها بحقناوتضع الألوان الوردية على اللون المقيت فيها.. .. ومع هذا فهذا تبقى جميلة ببحرها الذي يحمل دائماً بعضاً منا.. ومن خطايانا مقالك جميل.. شكراً لك..

يمكن ما حدا بيعرف يعيش فيها غير أهلها .. ما فيها شي.. لا مرافئ سياحية بتشد السياح... ولا تنظيم أو خدمات... وحتى أهلها.. ما بعرف كيف عايشين فيها

يعني شو الشي الموجود بطرطوس ... غير أنو فيها بحر ما فيك توصلو.. (الشاطئ يبعد عن جميع «الشاليهات» والفنادق 150 م..) يعني مشوار.. ولا عمران حديث.. ولا حتى عمران قديم. الناس فيها فيك تشوفهم بس بالنهار. وباليل طبعاً متل ما ذكرت كلهم بيكونوا متواجدين عند بعضهم .. (يعني هنن في احتمال بأيام الصيف يشوفوا حدا ما بيعرفوا من خارج طرطوس)

يعني صراحة الله يعين ألي عايشين فيها

تقوم مدينة طرطوس القديمة فوق مائدة صخرية منبسطة ممتدة على مسافة تبلغ 300م تنتهي هذه المائدة في الجهة الغربية عند الشاطئ مباشرة ,ذكرها وليم الصوري في وثائقه القديمة إذ قال : " مدينة جميلة و نبيلة بمظهرها تدعى أنتارادوس , سميت كذلك لأنها تقع مقابل أرادوس (أرواد) " إن طرطوس مدينةٌ باسمها إلى جزيرة أرواد المقابلة , فعندما ازدهرت الجزيرة خصوصاً في العصر الفينيقي الهلنستي بسط الأرواديون سيطرتهم على الشاطئ المقابل ليشكلوا عدة أقاليم على شكل هيئة فدرالية فينيقية امتدت من سيميريا جنوبا (يعتقد أنها تل كزل اليوم) حتى جبلة شمالاً إلى منحدرات العاصي و من ثم إلى مسييه (مصياف) في الشرق... لم تكن طرطوس التي دعيت آنذاك ب أنتارادوس (التسمية يونانية تعني المقابلة لأرواد) إلا قاعدة و حصن بنتها الجزيرة على امتداد الشاطئ لتهاجم منها مدن الداخل و لتكون لها كمركز تجاري و اقتصادي .... زار الاسكندر المقدوني أنتارادوس (أقام فترة في عمريت الضاحية الفخمة) وصفها و قال: " مدينة (حقيقية) مجهزة تماما بكل ما يتعلق بالتنمية المدنية و ذات نشاط تجاري هام ". بينما كانت أنتارادوس تتطور وتتفوق على أرواد ازدهاراً و عمراناً (ذلك في العهد الروماني بحسب بطليموس و الاسكندر ) , تقهقرت الجزيرة في القرن الثاني الميلادي ..وأخيراً تفوقت أنتارادوس على أرادوس و بدأت أرادوس تسمى "جزيرة أنتارادوس" و هكذا انعكس الاسمان الأصليان و في القرن السادس لم تعد أرادوس (أرواد) سوى مكان رمزي.. أنتارادوس (طرطوس) و العذراء مريم : جاءت المسيحية مبكرة إلى المنطقة ,فقد نشأ في أنتارادوس واحدة من أول المجتمعات المسيحية, أنشأ فيها القديس بطرس (أثناء طوافه في أرجاء فينيقيا مبشرا بالدين الجديد) واحدة من أقدم الكنائس التي كرست للعذراء مريم و أول مذبح أقيم لها (متحف طرطوس حالياً),كما أنه وضع فيها أيقونة ماري(1) المشهورة و التي تعزى إلى القديس لوقا... يروي لنا وليام الصوري من ما جمعه من وثائق مابين الأعوام 1169-1183 م إذ يقول:" و اليوم ما زالت تجتذب هذه الكنيسة شعوب العالم ,و يؤكد بعض الشهود ,أن السماء و بواسطة مريم العذراء, تحقق معجزات للمتضرعين الذين يؤمونها طالبين رحمتها" أما في عام 487 م حدث زلزال دمر المدينة بكاملها ,لكن المذبح القديم و الأيقونة بقيا ,,اعتبرت تلك الواقعة أعجوبة و قد استبد العجب بالحجاج الذين كانوا يتقاطرون إلى المكان بعد ذلك ,بأعداد تزايدت باستمرار. بعد فترة قصيرة مر بها الملك قسطنطين أمر ببناء المدينة من جديد و أطلق عليها اسم كونستانسيا... طرطوس من العهد العربي حتى نهاية الحملات الصليبية: استولى العرب في أيام خلافة عثمان بن عفان على المدينة عام 638 م بقيادة عبادة بن الصامت عرّبوا اسمها ليصبح أنتارتوس , اشتهرت المدينة في مطلع هذا العهد لاحتوائها على نسخة من مصحف عثمان يوم لم يكن في العالم سوى بضع نسخ من المصحف الشريف (أبو الفداء في كتابه مختصر التاريخ و أبو العباس القلقشندي في كتابه صبح الأعشى). عهد إلى معاوية بن أبي سفيان والي سوريا بإعادة بناء المدينة و تجميلها ,, حيث أنشأ فيها هذا الأخير ورشات عمل لمختلف الصناعات منها صناعة السجاد الأرمني الذي كان يصدر إلى مدن الشرق . في شهر شباط من عام 1099 احتلها الصليبيون بقيادة الكونت ده تولوز و أصبح اسمها طرطوز ,ومن ثم تناوب السيطرة عليها ملك بيزنطة و أمير انطاكية و أمير طرابلس الذي سلمها إلى ابنه ألفونس(2) الذي بدوره حصنها تحصينا منيعا و جعل منها قاعدة حربية هامة و مرفأ رئيسياً للتموين بحكم موقعها الجغرافي البحري الهام القريب من انطاكيا و قبرص و اوربا. لفتت التحصينات المنيعة التي أنشأها ألفونس ومَن جاء قبله أنظار العلماء و المستشرقين و منهم (العالِم ري) إذ يقول: إن للمدينة خرائط دفاعية غريبة على شكل أسوار حجرية مدعومة بأحد عشر برجاً (أخذت من بقايا الآثار الفينيقية في أرواد و عمريت) و على ثلاث مستويات من الحماية العسكرية : الأول يتطابق مع المدينة الأسقفية بطول 350م (أي ما يحيط بالكاتدرائية الموجودة في أقصى شرق المدينة القديمة,متحف طرطوس اليوم) ,و الثاني يتوافق مع المدينة العسكرية التي تعرف بمدينة الفرسان (حيث تقع المستودعات و الثكنات العسكرية و غرفة فرسان الهيكل و مراكز القيادة), أما الثالث يتوافق مع البرج المحَّصن "دونجون" الذي يمثل الحماية القصوى للتحصينات المحمي بسورين ارتفاع احدهما 30 م(3) و خندقان كبيران حفرا في الصخر يُملآن بماء البحر عند الحاجة. خلال تلك الحقبة التاريخية لم يكن استقبال الحجاج فيها المصدر الهام للدخل فحسب بل كانت طرطوس بلداً صناعياً هاماً , اشتهر بصناعة قماش الكاميليو المصنوع من شعر الجمل , كان هذا القماش مرغوباً جداً من البلاط الفرنسي حتى أن الملكة مارغريت كانت توصي الحجاج ب100 قطعة من مختلف الألوان ,ما أن ترى القماش حتى تركع أمامها تحسبها ذخائر مقدسة.. (شهادة " الأمير جوان فيل"). بقيت طرطوس و كاتدرائيتها يوصى بها الحجاج المسيحيون كنقطة توقف على الطريق التي تقودهم من الشمال الأوربي إلى القدس حتى نهاية العصور الوسطى . صلاح الدين الأيوبي أمام أسوار طرطوس: أما صلاح الدين الأيوبي فقد بلغها في شهر تموز من سنة 1188 م قادماً من طرابلس ,أحكم قبضته على المدينة الأسقفية بعد أن طوقها بإحكام على شكل هلال امتد من البحر إلى البحر و أنزل أضراراً جسيمة بالكاتدرائية فلجأ السكان إلى البرجين داخل المدينة القديمة , سقط أحدهما في يد أحد أمراء جيش صلاح ورمى حجارته بالبحر و عجز عن الاستيلاء على البرج الثاني (الذي يرتفع لأكثر من 30 م) فرحل عن المدينة بعد فترة وجيزة بعد أن عقد هدنة مع فرسان الهيكل.. لم تسقط طرطوس نهائياً بيد العرب إلا في شهر أب من سنة 1291 إذ فتحت المدينة أبوابها لعماد الدين قائد جيش السلطان مالك الأشرف و لجأ الهاربون من الفرنجة إلى جزيرة أرواد و من ثم إلى قبرص .(4) فيما بعد في سنة 1340 فقدت المدينة تحصيناتها (العمري) من ثم خضعت للمماليك اللذين أعطوها اسمها الحالي (طرطوس) و في العهد العثماني أفل نجمها و أصبحت تابعة لولاية طرابلس ..... طرطوس اليوم: إدراكا لأهمية طرطوس القديمة تاريخياً و رغبة في إعادة تأهيل التراث المعماري و التاريخي و التدخل السريع لتحسين الشؤون الاجتماعية و تشجيع السياحة,,, سارعت المنظمات الدولية و عدد من بلديات المدن المتوسطية (أليكانتي وَ بالما دي مايوركا الاسبانيتين و بيشلي الايطالية) بالتعاون مع الفدرالية العالمية للمدن المتحدة لعقد اتفاقيات عديدة إما على شكل بروتوكولات تعاون و توأمة مع طرطوس القديمة أو على شكل ورشات عمل تمخض عنها توصيات كان أهمها ورشة عمل اليونسكو (شهر شباط من عام 2005) و التي صرحت فيها د. (آنا باوليني) ممثلة المنظمة بأنه: لمواقع (طرطوس و أرواد و عمريت) فرصة حقيقية لاعتمادها تراثا عالمياً من قبل اليونسكو لكن هذا يعتمد على الجانب السوري بعد تحضير ملف الموقع لوضعه على لائحة التراث العالمي ..... للأسف نقول بأن أي من هذه الاتفاقيات لم يطبق و لم يكن هناك أية بادرة جدية للحفاظ على النسيج الاجتماعي و التراثي للمدينة ,بل على العكس فقد انتزع سور الحماية الشرقي بالكامل,و ردم الشاطئ المقابل للواجهة البحرية لإقامة منشأة سياحية , كما أن الاستملاكات تطال مبان المدينة و التي يخشى أن تحول إلى مبان عقيمة لا حياة فيها كما يخشى منها أن توقف استمرارية جزء من الحضارة السورية المتوسطية الممتدة منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا....

طرطوس لصحابة..إذا بدك تنبصت ف روح على ضيعه فيها المطاعم ولمناظر

ما كتبه الأخ عن طرطوس صحيح في أغلبه ,طرطوس ما زلت مدينة صغيرة ومتواضعة وتفتقر الى أمور عديدة خدمية واجتماعية وثقافية ....ولكن لا ننسى كما ذكر فهي مازالت مدينة جديدة فمن حوالي العشرين عاما كانت أغلب مساحتها اللتي تغطيها المباني الأن هي بساتين و أراضي زراعية ,إلا أن هذه المدينة الهادئة بدأت تشهد الأن تطورا سريعا وملحوظا في جميع المجالات وخاصة السياحية. يبقى لها كمدينة طموحة أن ترعى بإهتمام أكبر من قبل الدولة لتلبية حاجاتها وحاجات شبابها وأهلها. وطرطوس لكثير من الشباب تكون أحياناأو في كثير من الأحيان مدينة الملل والجمود,إلا أنها تبقى المدينة الهادئة البعيدة عن التعقيد .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...