كيف سيواجه السوريون خارج سيطرة الدولة كابوس الشتاء؟
أجبرت ندرة مواد التدفئة وارتفاع أسعارها السوريين المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية على البحث عن بدائل للتدفئة وسط توقعات بشتاء صحراوي جاف وبارد مع هطولات مطرية غزيرة هذا العام في سوريا.
ووصف من يسمي نفسه مدير منظمة عفرين لحقوق الانسان “إبراهيم شيخو” بأن حال مخيمات سري كانيه وتل أبيض لنازحي رأس العين وتل أبيض في مدينة الحسكة والأخرى في الرقة “موت بطيء”.
وحذر من موجات الصقيع والبرد القارس التي تجتاح هذه المخيمات عادة قبل موعد الشتاء بمدة وتسبق العديد من المناطق السورية بسبب طبيعة المنطقة الجبلية.
كما أشار إلى انتشار الأمراض خاصة بين الأطفال والمسنين، وسط ندرة الأدوية، مشدداً على أن هذه الظروف تنذر بأزمة بغاية الصعوبة.
وعن حلول النازحين لمواجهة البرد، أوضح أنه لا يمكن الاعتماد على الكهرباء لتدفئة المخيمات بسبب ساعات التقنين الطويلة والتي تصل إلى أكثر من 21 ساعة، في حين عدم توفر الغاز المنزلي، كما أن مادة المازوت فهي غالية جداً وغير متوفرة إلا في السوق السوداء، والتي يبلغ ثمن اللتر الواحد فيها 12 ألف ليرة سورية.
ولفت المسؤول إلى أن أهالي المخيمات باتوا يعتمدون على التغطية والألبسة السميكة التي لا تتوفر في معظم الأحيان لكل القاطنين بسبب تخلي المنظمات الدولية عن أداء دورها في تقديد الدعم.
وحسب الموقع ، فهناك أكثر من 10 آلاف مدني من نازحي عفرين تهجروا من منازلهم وتوزعوا على 5 مخيمات قيل إنها مؤقتة لكنهم فيها منذ أكثر من 5 سنوات.
بالمقابل لا يعد الداخل السوري بحال أفضل، فأهالي دمشق اعتادوا شراء ألبسة شتوية في فترة الصيف لانخفاض أسعارها كي يستخدمونها بدل أدوات التدفئة في الشتاء ،كما أن التبرعات باتت سيدة الموقف، وتعتمد على ما يساعد به السوريون بعهضم بعضاً ، في حين يبلغ ثمن برميل المازوت الواحد أكثر من 3 ملايين ليرة سورية.
كما يبتكر السوريون حلولاً إسعافية لمعاناتهم مع الشتاء، ففي الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، يقضي سكان الربيع والصيف والخريف في جمع كل ما هو قابل للاشتعال من ثياب بالية وأغصان الأشجار وقشور الجوز ولب الزيتون ويضعونها في المدفأة أوقات المساء، مع علمهم بأنها غير صحية لكنها أرحم من برد الشتاء.
يشار إلى أنه وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” أن المنظمة الأممية منحت أولوية المساعدة للنازحين الذين يعيشون في خيام وملاجئ مؤقتة بما في ذلك 800 ألف شخص يقيمون في خيام شمال غرب سوريا.
كما عبرت أكثر من 4000 شاحنة العام الجاري تحمل مساعدات أممية دخلت من تركيا إلى شمال غرب سوريا واستخدمت بحسب بيان الأمم المتحدة معابر باب الهوى وباب السلام والراعي الحدودية لإيصال المساعدات.
وقالت الأمم المتحدة في بيانها: “إن عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود كانت بمثابة شريان حياة للناس في شمال غرب سوريا منذ عام 2014″، حيث تصل مع شركائها إلى 2.6 مليون شخص شهرياً بخدمات المساعدة والحماية الحيوية”.
وكالات
إضافة تعليق جديد