إعادة إنتاج الحرب في سورية

10-11-2022

إعادة إنتاج الحرب في سورية

الجمل ـ شادي أحمد:

(1)

تتوزع أسباب الحرب في سورية ما بين الداخلية و الخارجية و ما بين التاريخية و الجغرافية و ما بين السياسية و الدينية و ما بين القومية و العرقية ...ناهيك عن الصراع الدولي الكبير و الذي سينتج لاحقا عالما مختلفا في علاقاته الدولية و علاقات و صراعات القوى و القوة ...و حين نمر على الأسباب الداخلية مرورا سرديا دون الولوج إلى عمق الأسباب تحليلا و تدقيقا فإنا نجد بأن العامل الاقتصادي المعيشي مع العامل الديني المحافظ قد شكلا ثنائية اعتبرت لاحقا فتيل النار في إشعال الحرب ...و هنا يحضر التاريخ بقوة حاملا تركة كبيرة و ثقلا هائلا لدورات الدم السوري لأن دورة الدم تلك أصبحت تتكرر كل ربع قرن تقريبا منذ عام 1840 و احداثه المعروفة حتى يومنا هذا ... و الغريب هو أن كل دورة دم تحمل في رحمها بذورا و نطافا للدورة اللاحقة ...و حين يتم التعامل مع الدورة السابقة لا يكون بوأد الرحم بقدر ما يكون بقطع الحبل السري ...

لقد أدى تمازج التاريخ مع الجغرافيا إلى انتاج أسباب جغرافية للأزمة ...فظل الصراع الريفي المديني حاضرا و متمثلا بسوء توزيع الثروة و بالطبقية المجتمعية وظلت البؤر الديمغرافية قائمة منذ تشكيلاتها العثمانية و ما فرضته من (تطييف الجغرافيا) أي طائفية الجغرافيا ..و هذا أدى إلى تشكيل أقواس انتروبولوجية عرقية أهمها السلجوقي ليتم استنهاضها مرة أخرى و يتم بعد ذلك استنهاض العرقيات الأخرى في مشهد دراماتيكي معقد اختلط فيه كل شيء ...
و مع اهتزاز الدولة السورية في بداية الأزمة امام مشهد مركب جرى التحضير له (مجازا) منذ 200 سنة بدأت الانزياحات الكبيرة في المشهد التركيبي السوري و عودة الانتماءات لما دون الدولة (الطائفة العشيرة القبيلة الأقليم العرق) و ظهرت تنظيمات من خارج السياق السياسي السوري الراهن (معارضات لا تحصى و شخصيات طارئة) و ظل هذا الأمر قائما لغاية نهاية 2013 بسبب ضعف التحليل للمعلومات المتوفرة عن أسباب الأزمة

 

(2)

لقد استطاع (الآخر) قراءة الواقع السوري بشكل يفوق قراءة النخب السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية السورية له ...حيث إن معظم هذه النخب كان مشغولا بمقولات جاهزة عن الوضع الداخلي السوري أو مقتنعا و مسلما بخيارات قليلة لفلسفة و نظام الإدارة الداخلية للمجتمع السوري ، لذلك كانت مقولة (الوحدة الوطنية) هي المظلة و الغطاء الجاهز لأي نقاش جدي حول التنوع السوري سواء كان ديني أو عرقي . وأصبحت هذه الوصفة السهلة (الوحدة الوطنية) جاهزة للإجابة على أي سؤال يتعلق في هذا التنوع باستثناء سؤال واحد و هو ..(كيف يمكن تحقيقها و تعزيزها ...) و يصبح لاحقا السؤال الأغرب الذي قاله السوريين (معقول يلي عم يصير ..كنا عايشين مع بعض ما من ميز حدا عن حدا ..شو يلي صار ...) و ذلك في ذهول كبير عندما قام (البعض السوري) برفع شعارات طائفية تدعو إلى قتل العلويين و طرد المسيحيين و إنهاء الوجود العربي في الجزيرة السورية لحساب الكردي و رفع العلم التركي لدى المكون السلجوقي في مساحات مهمة ، وغير ذلك ، على الرغم من أن الكتل الاجتماعية العرقية الدينية الكبرى و بأغلبيتها المطلقة لم تدخل في هذا الخطاب التحريضي التكفيري الإقصائي و لكنها بذات الوقت كانت عاجزة إلى حد  ما عن التعبير عن ذاتها بالشكل المطلوب و ذلك خلال السنتين الأوليتين ... و من البديهي أن يكون السؤال لماذا ؟
لأن الآخر/الخارج أستطاع أن يقدم لك بصورة متقنة جدا أسباب تفجر الأحداث عام 2011 على أنها ذات أسباب داخلية محضة و تتعلق ب (الحقوق) ..فظهرت على إنها أزمة حقوق ...اقتصادية و سياسية، و لذلك لم تستطع الكتل الكبرى أن تقاوم بشدة (خطاب و مطالب الحقوق) الذي صرخ به (البعض السوري) ...باختصار لأن جزء منها مؤمن بهذه الحقوق المتعلقة بالحريات السياسية و تحسين الوضع المعيشي و محاربة الفساد و التخفيف القبضة البوليسية و غيرها و لسبب آخر يتعلق بضعف تمثيل هذه الكتل ضمن منظومة الحكم و مؤسساته على الرغم من وجود أشخاص ينتمون إلى جميع المكونات السورية في جميع مؤسساتها السيادية مثل الحكومة و مجلس الشعب و القيادة القطرية و لكن المشكلة تمثلت بأن القاعدة الشعبية العريضة للمكونات لم تكن تعرف (أحيانا) بمجرد أسم من يمثلها ..ناهيك عن القول بأنها لم تكن تعرف ماذا يقدم لها و كيف يوصل صوتها و كيف يعبر عنها (إذا كان يفعل ذلك !) و لذلك عندما انفجر المشهد ..لم تستطع هذه القيادات و النخب أن تعود إلى القواعد الشعبية (الموالية و المعارضة) من أجل منع الاصطدام الدموي لسبب وحيد وهو ..(إنها لا تمون ...) لتفرز الحالة السورية لاحقا قادة للرأي العام توزعوا بين المعارض و الموالي و المستقل ....

(3)  

بدأت الاحداث في سورية تحت ما يسمى الحقوق الشعبية لأن إغراء الشعار سوف يستقطب لاحقا المجموعات التالية :

1- الفئات المهمشة و المهشمة في المجتمع السوري
2- الطبقة المتقاطعة ما بين الاصولية الدينية و المحرومة معيشيا
3- طبقة رجال الأعمال و التي سمح لها النظام السياسي/الاقتصادي بأن تعمل بحرية كاملة بشرط عدم المشروع السياسي
4- الشخصيات الحكومية المحالة الى التقاعد الؤقت و التي لم تستوعب بقائها خازج السلطة
5- المجموعات الشبابية التي وجدت نفسها خارج السياق الوظيفي و بعمق الحالة الفكرية المعارضة لمجرد المخالفة
6- المعارضة الوطنية السورية الأصيلة من شيوعيين و ناصريين و بعثيين قدامي و التي اعتقدت أن مشروعها قد انتهى بنهاية الثمانينيات
7- تنظيم الأخوان المسلمين الذي وجد نفسه أمام فرصة تاريخية لإعادة انتاج مشروعها الأخواني المعروف
8- شخصيات فكرية و فنية و ثقافية إصابها الهبل الايدولوجي لتعبر عن موقف لا يمثلها
9- شخصيات تشترى بالمال .....

لذلك انتفض المشهد أمام حالة تم تصويرها على انها ... أغلبية ... وطنية

بدا الحراك الأولي بتظاهرات كانت معسكرة و طائفية منذ اللحظة الأولى ... و لكن هذه العسكرة و الطائفية لم تفضح من قبل طرفي السلطة و المعارضة ...!!!!
لم تشأ السلطة أن تعلن منذ الأسبوع الأول عن العسكرة و الطائفية من أجل الحفاظ على حضورها السياسي...
لم تشأ المعارضة أن تعلن عن ذلك ايضا من أجل الحفاظ عن ما يسمى (سلمية الثورة) ...
و لكن مع وصول الجثامين الأولى إلى جبلة و مصياف و طرطوس و اللاذقية ..تحديدا ، بدا يتوضح المشهد تماما : ثورة مسلحة طائفية ..يعني ليست ثورة، بل تمرد عسكري يستهدف المكونات السورية..
انتقل الخارجي بعد ستة أشهر إلى التدويل لينتقل الخطاب السياسي السوري الرسمي إلى فكرة  المؤامرة مع أنه أدركها منذ اللحظات الأولى ( و ربما قبل ) فظهرت ما يسمى فكرة ( المندسين)  بمعنى  إقرار من قبل النظام السياسي الرسمي بأحقية المطالب الأجتماعية و لكن بخطورة المؤامرة ...!!!!!
انتقل الحراك (المدفوع خارجيا) بما أسماه السلمية إلى التدويل و العسكرة فانتقلت السلطة السورية إلى ذات الملعب ... 
السلطة السورية تملك القدرة العسكرية الأكبر:.الجيش الوطني . و تملك حليفا دوليا: روسيا ..
وجد الروسي الفرصة التاريخية التي لن تتكرر بعد قرن وهي القدرة أن يضرب بيده على الطاولة و يقول : (الروسي قام ... حقا قام ..) مستندا إلى تراثية سوفيتية مهمة و مرتكزا على بريكس ضخم و فوة عسكرية ضخمة معطلة في ظل خجل صيني سوف ينهض لاحقا كمارد جشع للغنيمة الكبرى ..دخل الروسي بالأصالة .. بينما كان الأمريكي يحارب ب.قطر (ههه حارة بموسكو)، و بالتالي حصلت معادلات جديدة في الحرب السورية..

(4)

لقد كان العامل الإقليمي و الدولي حاضرا في الحرب في سورية منذ الأيام الاولى لإشتعال الأحداث آذار 2011 ..ليتكشف لاحقا بأنه كان موجودا قبل هذا التاريخ و ربما بكثير. و بدأ رويدا رويدا يكبر ذلك المشروع الذي يحاول قلب النظام السياسي السوري المتمثل بإسقاط حزب البعث و حكم الرئيس الأسد. و سارعت الدول الأقليمية (السعودية قطر تركيا) و العالمية (فرنسا أمريكا) إلى إذكاء جذوة التظاهرات الأولى اعتقادا بأنها كفيلة لوحدها بإحداث التغيير المطلوب و قدمت الدعم الاعلامي و السياسي الكبير و الدعم المالي مستفيدة من التجارب الانقلابية في مصر تونس ليبيا اليمن و لكن الخلل البنيوي الكبير في بنية التحالف المناهض للسلطة السورية لم يمكنه من إنجاز الهدف المطلوب و هو (تغيير النظام ...كما قيل)...
لقد كان لكل طرف مشروعه الخاص من أجل تحقيق الهدف و هو ما أثر لاحقا على الأداء بسبب تضارب المشاريع و التي هي :
المشروع السعودي : مشروع نشر الوهابية الدينية و السياسية في سورية مستفيدة من آلاف السوريين الذي تم تجنيدهم من ثلاثين سنة بوسائل تتعلق بالتوظيف و التشغيل و الدعاة الدينيين و من خلال نشر أفكارهم في بيئات محددة في سورية.
المشروع القطري : مشروع سيطرة اقتصادية تتعلق بالخارطة العالمية الجديد لمصادر الطاقة المعتمدة على الغاز
المشروع التركي : مشروع عثمانية سلجوقية اخوانية جديد اكتسب قوة هائلة من خلال سيطرة الاخوان المسلمين على مصر و تونس و بدء الحلم التاريخي بإنجاز الصهيونية الإسلامية كحامل عالمي لمشروع الأخوان المسلمين و زعيمه الجديد اردوغان
المشروع الفرنسي : مشروع إعادة هيمنة و تموضع شرق أوسطي من خلال أحياء تركة المرحلة الاستعمارية الفرنسية على سورية و استكمال مشروع 14 آذار 
المشروع الأمريكي : مشروع هيمنة مطلقة و سيطرة سياسية و اقتصادية و مشروع أمني يتعلق بأمن إسرائيل و ضرب محور المقاومة ...
المشروع الإسرائيلي : حيث سيتبين لاحقا بأنه المشروع الأكبر و الأساس ومنه تفرعت كل المشاريع السابقة .

لقد اتفقت هذه المشاريع على هدف واحد و لكنها مختلفة في المضمون التكويني ليتفجربعد ذلك صراع بين مكونات المشاريع . لكن قوانيين الكيمياء السياسية و مفاعيلها لم تتوقف على حدود الاستهداف لتبرز لاحقا مشاريع أخرى تناقض و تعاكس و تحارب المشاريع السابقة و هي المشروع الروسي الكبير و المشروع الإيراني لتلحقهما تطلعات صينية لم ترق لمستوى المشاريع و بالتالي يتم إنتاج (بريكس) ليبدأ الصراع التاريخي الكبير ...بلحظة إنفجار حتمية كانت مؤجلة منذ سنوات من أجل إعادة ترتيب معادلات القوى العالمية التي أصابها خلل شديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ...
وشاء القدر (حتما ليس القدر) أن تنفجر هذه اللحظة على الأرض السورية في مشهد تاريخي يعود إلى الحرب العالمية الثانية و بالتالي سيشارك السوريون من حيث يدرون أو لا يدرون في إعادة تشكيل و صياغة العالم و يقومون بدفع ثمن هذه المرحلة و العملية من دمائهم و اموالهم و اقتصادهم و سيادتهم و وحدة اراضيهم . و نتيجة لذلك يبدأ الصراع الكبير من مجلس الأمن بالفيتو ليصل إلى السوخوي و الكيماوي ...
و يبدأ التدويل السياسي للصراع في سورية و يتم بعد ذلك خلق أطر تسوية (جنيف ..) تبين لاحقا بأنها فواصل دعائية لحين إنجاز نتائج هذا الصراع و استباب تشكيلة العالم لنصف قرن قادم .
لقد اتاحت عسكرة الأحداث و تسليح (المعارضة) ان تقوم السلطة السياسية بعد فترة باستخدام السلاح..و اتاح تدويل (القضية السورية) إيضا فرصة للسلطة السورية برفع مستوى الاشتباك إلى المستوى الدولي تصنيف 5 نجوم ..و لتدخل سورية فيما يعرف بالنموذج الخامس للحروب و هو نموذج فريد بأن تتداعى مجموعات جهادية من كل بقاع العالم مدعومة من دول و قوى كبيرة لأجل الحرب على (دولة...)

يتبين لنا من الحلقات الاربعة السابقة السردية بعجالة أن هناك أسباب تاريخية و جغرافية و عرقية و اقتصادية و سياسية و اقليمية و دولية للحرب في سورية ، و السؤال :
هل ما زالت هذه الأسباب قائمة ؟
إذا ما زالت قائمة ...فهل ستتكرر الحرب بعد ربع قرن كالمعتاد ؟
ما هو السبيل لعدم تكرارها ؟

إ(5)

إذن ...
الأسباب المتعددة لتكرار الحرب في سورية ما زالت قائمة بل تم دخول مسببات جديدة و أدوات جديدة لعل أخطرها (الإرهاب الجهادي) و بالتالي فإن القضاء على داعش و النصرة لا بعني أن القضاء على فكرهم أنجز ...
هذا الفكر الذي ينتشر بقوة في أوساط محددة بانتظار الاستيقاظ الجديد (حين يصبح أشبال الخلافة في عمر البلوغ و الشباب ...كما حدث مع أولاد الطليعة المقاتلة الذراع العسكري للاخوان المسلمين الذين أصبحوا لاحقا الجيش الحر و القاعدة و النصرة و داعش بفروعها السورية )
كما أن الآثار النفسية التي انعكست على فئات و شرائح من المجتمع السوري لا يمكن تجاوزها بعامل مرور الوقت أو الزمن . ناهيك عن أزمات نتجت عن الأزمة ستشكل رافعة خطيرة للأيام القادمة مثل أولاد جهاد النكاح و مجموعات عسكرية لأمراء الحرب و تبدلات حادة في المجتمع الثقافي السوري تجاه قضيتي العروبة و الإسلام . و ستبقى الجغرافية الطائفية و التي اوجدها النظام العثماني منذ بداياته في بلادنا ..ستبقى هذه الجغرافيا عامل قلق يهدد الأمن الوطني السوري و بالتالي يجب العمل على تفكيك هذه المنظومات الجغرافية سواء بشكلها الديني الطائفي أو الأثني العرقي إلى تجمعات مدنية متعددة بذات الجغرافيا عوضا عن سياسة المصالحة بين القرى و البلدات المتجاورة و التي هي عبارة عن تهدئة لالتقاط ألانفاس قببل المعركة التالية ...
يتوازي مع عملية التفكيك الجغرافي  عملية تشبيك مصالح اقتصادية عميقة و قوية بين المكونات وفق خطة تنموية تعتمد التخطيط الجفرافي المتناغم مع التخطيط القطاعي بحضور تشاركي استثماري فعال لرأس المال الحكومي الذي يجب ان يعود إلى الساحة الاستثمارية (بشكل مختلف عن الماضي)
يستند كل ذلك إلى مسار تنمية ثقافية فكرية متوازن بين الأتجاهات لا سيما بعد التباعد الذي وصل الى حد القطيعة و الصدام بين التوجه الديني السوري بوجهيه (الاسلام الشامي المعتدل و الاسلام السلفي المتشدد) و ما بين (العلمانية اليسارية السورية المعتدلة و العلمانية السورية الجديدة المتشددة) و اعتقد إنه من الوهم أن يتم جمع هذه التيارات في إتجاه واحد و لا حتى في طاولة واحدة لذلك تبدو مسؤولية السلطة السياسية كبيرة في طرح خطاب ثقافي يمكن ان يوجد تقاطعات بين التيارات ..

في هذا التمهيد الأولي لحزمة الإجراءات و التي امتزجت بين السياسية (الداخلية) و الاقتصادية و الثقافية تكون الأرضية الأولية قد بدأت بالتشكل و هذا ما سوف أفصله في الحلقة القادمة لا سيما بموضوع التنمية الاقتصادية و التخطيط العمراني و التنمية البشرية و الثقافية و ادوارهم في منع انتاج الحرب التالية و الخروج من آثار الحرب الحالية

يتبع ...

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...