نيويورك تايمز: ضباط وعملاء في المخابرات الأردنية متورطون بسرقة أسلحة وبيعها في السوق السوداء

27-06-2016

نيويورك تايمز: ضباط وعملاء في المخابرات الأردنية متورطون بسرقة أسلحة وبيعها في السوق السوداء

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية معلومات سربها مسؤولون أميركيون وأردنيون تفيد بتورط عملاء وضباط في الاستخبارات الأردنية في سرقة أسلحة قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ونظام آل سعود إلى التنظيمات الارهابية التي تدعمها واشنطن في سورية تحت مسمى “المعارضة المسلحة” عبر الأردن وبيعها لاحقا في السوق السوداء.

وكان موقع حكومي الكتروني أميركي يدعى “فيديرال بزنس اوبورتشنتيز” المختص بالاعلان عن صفقات الأسلحة الحكومية الاميركية نشر وثائق تثبت مواصلة واشنطن تسليح الإرهابيين في سورية بشتى أنواع الاسلحة حيث تضمنت الوثائق عرضين صدرا في الأشهر الأخيرة تبحث فيهما الادارة الاميركية عن شركات شحن لنقل مواد متفجرة من ميناء كونستانتا في رومانيا بأوروبا الشرقية إلى ميناء العقبة الاردني.

ووفق الوثائق فإن البضائع الواردة تشمل بنادق من طراز اي كي 47 ورشاشات بي كي ام والرشاشات الثقيلة بالإضافة إلى قاذفات صواريخ ار بي جي 7 وأنظمة كي 111 ام فاكتوري 9 المضادة للدبابات.

وبحسب المسؤولين الأميركيين فإن بعض الاسلحة الاميركية المسروقة استخدمت في عملية إطلاق نار نفذها شرطي اردني في تشرين الثاني الماضي في منشأة تدريب أميركية قرب عمان أسفرت عن مقتل جنديين اميركيين وثلاثة متدربين وقد تم اثبات ذلك من خلال الارقام التسلسلية للبنادق.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن عمليات سرقة الاسلحة التي تشمل بنادق كلاشينكوف وقذائف ار بي جي وأنواعا أخرى وإعادة بيعها ادى إلى تدفق كم كبير من الاسلحة إلى السوق السوداء بالاردن حيث عمدت مجموعات مسلحة وشبكات اجرامية وقبائل محلية اردنية لبناء ترساناتها الخاصة من خلال شرائها.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة بدأت برنامج تدريب سري في الأردن لمجموعات الارهابيين الناشطين في سورية عام 2013 وبدأت بتقديم الاسلحة مباشرة اليهم وكلفت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بإدارة البرنامج فيما تولت السعودية مسؤولية اغداق الاموال لتمويله وكلفت اجهزة الامن والمخابرات الاردنية بمهمة نقل الاسلحة إلى داخل سورية.

وذكرت نيويورك تايمز أن المسؤولين الاميركيين والاردنيين الذين كشفوا موضوع السرقة تحدثوا شريطة عدم الكشف عن اسمائهم نظرا لان البرنامج سري في الولايات المتحدة فيما يعتبر من أسرار الدولة في الأردن.

وفي كتابه “دولة النكران” الذي يعود لعام 2006 نقل الصحفي الاميركي بوب ودوورد محادثة بين جورج تينيت الذي كان يراس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية عام 2003 وبين مستشارة الامن القومي الاميركي حينها كوندوليزا رايس قال فيها تينيت ” لقد اوجدنا جهاز المخابرات الاردني ونحن الآن نملكه”.

ولفتت الصحيفة إلى أن عمليات السرقة التي تشمل أسلحة بملايين الدولارات تثبت فوضوية وعواقب هذه البرامج سيئة التخطيط لتسليح هذه المجموعات مشيرة إلى أن الضباط الاردنيين المتورطين في السرقات حققوا أرباحا غير متوقعة من عمليات البيع انفقوها على شراء اجهزة ايفون وسيارات فارهة وكماليات باهظة الثمن.

وأعربت مجموعة “اى.اتش.اس.جاينز” للمراقبة والتحليل الاقتصادي ومقرها لندن عن ثقتها بأن من تدعمهم الولايات المتحدة تحت مسمى “المعارضة” في سورية حصلوا على كميات وفيرة من الأسلحة خلال تطبيق اتفاق وقف الأعمال القتالية وأن هؤلاء يقدمون نصف شحنات الأسلحة التي تأتيهم من تركيا والأردن إلى تنظيم القاعدة في سورية والإرهابيين المرتبطين بها ولا سيما “جبهة النصرة”.

ويشير موقع غلوبال ريسيرتش إلى إن الولايات المتحدة تزود من تسميهم “المعارضة السورية” بملايين البنادق والاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون فضلا عن آلاف الاسلحة الخفيفة والثقيلة الجديدة ومئات الصواريخ المضادة للدبابات والتي يذهب نصفها مباشرة إلى تنظيم القاعدة الإرهابي.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...