الطائرة المصرية المنكوبة: الأولوية لانتشال الجثث والحطام

21-05-2016

الطائرة المصرية المنكوبة: الأولوية لانتشال الجثث والحطام

ما زال لغز الطائرة المصرية المنكوبة يراوح مكانه، بين فرضيات أكثرها ترجيحاً وجود عمل إرهابي ما، أدى إلى سقوطها في مياه البحر المتوسط، خلال رحلتها بين مطار شارل ديغول الباريسي ومطار القاهرة.
وبعد يوم على الحادث المروّع، انصبَّت الجهود المصرية على البحث عن حطام الطائرة وجثث الضحايا، الذين أعلنت السلطات الرسمية، ولو بشكل غير مباشر، عن مصرعهم جميعاً.
واختفت الطائرة من على شاشات الرادار في وقت مبكر من صباح أمس الخميس وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا والباقون من 10 جنسيات أخرى.صورة مأخوذة عن شريط فيديو وزعته وزارة الدفاع المصرية امس لفرقاطة خلال عملية البحث عن الطائرة المصرية المفقودة (ا ب ا)
وأعلنت وزارة الطيران المدني المصرية أنّ الجيش المصري عثر على بعض أشلاء ومتعلقات ركاب طائرة «مصر للطيران».
وكان الجيش المصري أكد، في وقت سابق، العثور على أجزاء من حطام طائرة شركة «مصر للطيران» في مياه البحر المتوسط على بعد 290 كيلومتراً شمال مدينة الإسكندرية الساحلية، بالإضافة إلى بعض متعلقات الركاب.
وقالت وزارة الطيران المدني في بيان: «صرح مصدر مسؤول في شركة مصر للطيران أن القوات المسلحة والبحرية المصرية تمكنت من انتشال المزيد من حطام الطائرة وبعض من متعلقات الركاب والأشلاء والحقائب ومقاعد الطائرة ولا يزال البحث جارياً».
وقال الجيش المصري في بيان: «جارٍ استكمال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يتم العثور عليه»، في إشارة إلى باقي الحطام والمتعلقات وجثث الركاب والصندوق الأسود للطائرة.
وذكر رئيس شركة «مصر للطيران» صفوت مسلم أن البحث عن حطام الطائرة المنكوبة التي سقطت في البحر المتوسط يجري في نطاق 40 ميلا (64 كيلومترا)، وقد يزيد نطاق البحث إذا لزم الأمر.
وقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تعازيه إلى أسر الضحايا وهو ما يرقى إلى تأكيد رسمي مصري لوفاة الركاب.
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس إن السلطات المصرية عثرت على جزء من جثة، ومقعد وأمتعة، إلى الجنوب مباشرة من المكان الذي فُقد فيه الاتصال بالطائرة.
وبرغم الإشارة بأصابع الاتهام إلى إرهابيي تنظيم «داعش» الذين اعلنوا مسؤوليتهم عن إسقاط طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية قبل سبعة أشهر، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تحطم طائرة «مصر للطيران».
وقالت مصادر في مطار القاهرة إن ثلاثة محققين فرنسيين وخبيراً فنياً من شركة «إيرباص» وصلوا إلى المطار في وقت مبكر يوم أمس للمساعدة في التحقيقات.
وذكرت مصادر في وزارة الطيران المدني أنّ اجتماعا عُقد في مقر الوزارة في القاهرة بين لجنة التحقيق في الحادث التي شكلتها مصر، والمحققين الفرنسيين وخبير «إيرباص».
وقال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، أمس الأول، إنّ من السابق لأوانه استبعاد أي تفسير للكارثة.
ورجّح وزير الطيران المصري شريف فتحي أيضاً أن يكون الحادث نجم عن هجوم إرهابي وليس نتيجة عطل فني.
وجاء إعلان الجانب المصري عن العثور، أمس، على أجزاء من حطام الطائرة، بعد حالة من الارتباك سادت بشأن العثور على ما قيل إنها أجزاء من حطام الطائرة.
وعثرت السلطات اليونانية على «مواد طافية» وسترات نجاة قيل إن المرجح أن تكون من الطائرة.
لكن نائب رئيس شركة مصر للطيران أحمد عادل فقد قال لقناة «سي.إن.إن» في وقت متأخر أمس إن الحطام الذي عَثر عليه اليونانيون ليس من الطائرة المنكوبة.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن قمرا صناعيا أوروبيا رصد بقعة نفط في البحر المتوسط على بعد نحو 40 كيلومترا جنوب شرق آخر موقع رُصدت فيه الطائرة قبل اختفائها، ولكنها أشارت إلى أنه ليس هناك ما يؤكد أن بقعة النفط من الطائرة المنكوبة.
وبالرغم من عدم وجود تفسير رسمي لسقوط الطائرة، أُشير بأصابع الاتهام على الفور إلى الإسلاميين المتشددين الذين يشنّون هجمات عنيفة على الجيش والشرطة في مصر، منذ أعلن السيسي، عندما كان وزيرا للدفاع، عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين» في العام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه.
وفي تشرين الأول الماضي، أعلن الإسلاميون المتشددون الذين ينشطون في محافظة شمال سيناء والموالون لتنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليتهم عن سقوط الطائرة الروسية التي انفجرت في الجو وقُتل جميع ركابها وعددهم 224 شخصا.
وتسبب سقوط الطائرة الروسية في أضرار شديدة لصناعة السياحة المصرية التي تعد من أهم موارد النقد الأجنبي. ومن شأن أي حادث مماثل تبديد الآمال في انتعاش السياحة.
وبالرغم من أنّ معظم الحكومات لزمت الحذر إزاء القفز إلى استنتاجات سابقة لأوانها، كتب المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب في صفحته على «تويتر» يقول إن سقوط الطائرة بدا هجوما إرهابيا جديدا. وطالب ترامب الغرب بالحزم والذكاء واليقظة.
وبعد ساعات من تغريدته قالت المرشحة الديموقراطية المحتملة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إنه يبدو أن الحادث عمل إرهابي. لكنها أضافت أن التحقيق في الحادث سيكشف ملابساته.
وذكر مسؤولون من وكالات أميركية عدة أن مراجعة لصور التقطتها أقمار اصطناعية لم تظهر حتى الآن أي مؤشرات على حدوث أي انفجار على متن طائرة مصر للطيران. وأضافوا أن الولايات المتحدة لم تستبعد أي فرضيات وراء الحادث بما في ذلك الخلل الفني أو الإرهاب أو إجراء متعمد من جانب الطيار أو الطاقم.
واختفت الطائرة بعد قليل من خروجها من المجال الجوي اليوناني ودخولها المجال الجوي المصري.
وقال وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس إن الطائرة انحرفت بشدة وهوت من ارتفاع 37 ألف قدم إلى 15 ألف قدم قبل أن تختفي من على شاشات الرادارات اليونانية.
وأشار رئيس هيئة الطيران المدني اليونانية إلى أن الطائرة لم ترد على الاتصالات من المراقبين الجويين قبل مغادرتها المجال الجوي للبلاد، واختفت عن شاشات الرادار بعد ذلك بقليل.
ولا توجد أي إشارة رسمية حول ما إذا كان اختفاء الطائرة نجم عن خلل فني أو أسباب أخرى ربما من بينها عمل تخريبي نفذه إسلاميون متشددون استهدفوا مطارات وطائرات ومواقع سياحية في أوروبا ومصر وتونس ودول أخرى في الشرق الأوسط على مدى السنوات القليلة الماضية.
وتبحث السلطات المصرية وخبراء بجدية فرضية تعرض الطائرة لهجوم إرهابي، إذ لم يصدر طاقمها أي نداء استغاثة قبل تحطمها المفاجئ بعد انعطاف حاد في الجو فيما بدأت السقوط.
وأعلنت «مصر للطيران» عن استقبال أقارب الركاب الذين بلغ عددهم 66 شخصا بينهم 30 مصريا و15 فرنسيا منهم طفل ورضيع، في فندق حيث قام مسؤولون فيه بإطلاعهم على آخر المستجدات.
ومساء الخميس قال الكاهن القبطي أرسونيوس في المطار: «أصبحوا في الجنة، صلوا لأجلهم»، بعد حضوره للاستعلام عن مصير صديق مقرب.
وفي باريس أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت لشبكة «فرانس 2»: «إننا ندرس كل الفرضيات، لكن ليس لدينا أي فرضية مرجحة، لأننا لا نملك أي مؤشر على الإطلاق حول أسباب تحطم طائرة».
وفي الواقع، لا يجيز أي عنصر ملموس حتى الآن ترجيح فرضية الحادث أو الاعتداء.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...