عن الألم والطاعة والسخرية المُرّة
بالألم نولد وبالألم نغادر هذا العالم، وفيما بين الألمين يتعهدنا رجال الدين والحكومات بمسكنات الوعود: هؤلاء يعدوننا بجنةٍ للمطيعين، وأولئك بجنة الطائعين، وللمتمردين جهنم والعصا لمن عصا؟!
الألم دين الصادقين، وأسوأ الناس من يخونون أنفسهم بتصديقهم للوعود وإقبالهم على المسكنات.. فواجه ألمك إذا أردت أن تتخلص منه (كذلك فعل المسيح والأنبياء)، أو فابقَ مثل باقي المدمنين على المسكنات والمخدرات بأنواعها: الكيميائية والنفسية والتلفزيونية..
بالألم يكبر الناس وبالسخرية يتجاوزونه، فلطالما كان الساخرون من كبار المتألمين، حيث الضحك دواء الألم وإكسير الصحة وطول العمر.. وعلى سيرة الحكومة ورئيسها ورعاياها نذكر هذه الطرفة نقلاً عن أبي بحرٍ الجاحظ: قيل أن رجلاً كان يقود أعمى بأجر، وكان الأعمى كثيراً ما يتعثَّر فيقول: اللهم أبدل لي به قائداً خيراً منه.. وكان القائد يقول: اللهم أبدل لي به أعمى غيره ..
تراثيات:
• مرت امرأة بأبي العيناء وهو جالس على باب داره، فقالت: أين درب الحلاوة؟ فقال: في سراويلك..
• كان الجاحظ قصير القامة، فمرت بقربه امرأة طويلة فأراد ممازحتها فقال: انزلي كلي معي، فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا.
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد