6% من شبان سورية يعانون مرضاً مزمناً والإعاقة الجسدية لا تتعدى 2.5% منهم

11-01-2011

6% من شبان سورية يعانون مرضاً مزمناً والإعاقة الجسدية لا تتعدى 2.5% منهم

«تعزيز الخدمات الصحية الخاصة بالوقاية والكشف المبكر وتوسيعها وتعزيز تدابير الأمراض المزمنة» كانت هذه التوصية واحدة من مجموعة توصيات لتقرير حكومي صادر عن الهيئة السورية لشؤون الأسرة وتناول أوضاع الشباب بين 15-25 سنة ومنها الصحية وبين التقرير في توصياته المستخلصة من دراسة موسعة لواقع الشباب السوري في عدة مجالات بأن الواقع الصحي السوري يحتاج إلى المزيد من «ضمان التوزيع العادل لمقدمي الخدمات الصحية بين الريف والمدينة
 
إضافة لتوسيع الخدمات الصحية المعنية بالمرأة ذات الاحتياجات الخاصة، وتحسين نوعية خدمات الرعاية الصحية الأولية والإسعافية وخدمات الحمل والولادة وما حول الولادة، ونشر مفاهيم الصحة الإنجابية بين الذكور والإناث بوصفها مسؤولية مشتركة، إضافة إلى التركيز على تخفيض معدلات الخصوبة الإجمالية وتعزيز الرقابة على الخدمات الصحية في القطاعين العام والخاص على حد سواء وإجراء البحوث المتعلقة بصحة المرأة ونشر نتائجها وتعميمها». جميع ما سبق جاء على خلفية دراسة ميدانية لواقع صحة الشبان السوريين وبخاصة النساء منهم، وبينت الدراسة إضافة إلى إحصائيات وزارة الصحة أن نسبة الشباب والشابات المصابين بأمراض مزمنة «5.8%» وأن إجمالي عدد حالات الإناث المصابات بالأمراض المزمنة أقل إجمالاً من عدد حالات الإصابة عند الذكور، وأخذت الدراسة مثالاً أمراض التحسس كالربو والأمراض الجلدية، وتبين أن عدد الذكور المصابين فيها أعلى من عدد الإناث وأرجعت الدراسة هذه الحالة إلى تعرض الذكور أكثر من الإناث للعوامل الخارجية بسبب العمل والخروج من المنزل، ولكن بالمقابل هناك حالات مثل فقر الدم يصيب الإناث أكثر من الذكور ويعود ذلك لعدم تعويض الضائع الدموي خلال الدورة الشهرية، أو بسبب ضعف الوعي بخصوص نوعية الأغذية اللازمة عند إجراء الحميات الغذائية لإنقاص الوزن والتي تتبعها الشابات بكثرة بغية المحافظة على قوامهن الرشيق، واعتبرت الدراسة أن حالة فقر الدم شديدة الخطورة على حياة الأنثى وخاصة في حالات الحمل والولادة وأيضاً هذا يعرض الطفل الوليد لخطر مفاده خفض مستوى ذكائه. وأكدت الدراسة العلاقة بين المستوى المعيشي تبين أن الشباب من مستويات معيشية مرتفعة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة مقارنة بالإناث على حين بينت الدراسة أن الإصابات بالأمراض المزمنة مرتفع أكثر بين بنات الطبقات المتوسطة والفقيرة ومنخفضة بين الشبان من ذات الفئة الاقتصادية الاجتماعية، وهنا ترى الدراسة أن هذه النتيجة تأتي نتيجة تضافر الفقر مع الوضعية الدونية المجتمعية للإناث، ففي حال نقص الموارد بحسب وجهة نظر الدراسة تتوجه العناية الصحية لمصلحة الذكر على حساب الأنثى. وتوصلت الدراسة الميدانية بعد المسح لعينة واسعة من الشبان إلى أن الذين يعانون من إعاقات جسدية لا تتجاوز 2.5% علماً أن ثلاثة أرباعهم من الذكور وفسرت الدراسة هذه النتيجة لأن الذكور أكثر عرضة من الإناث للحوادث بمختلف أنواعها بحكم وجودهم أكثر في الساحات والشوارع بما فيها من أخطار قد ينجم عنها إعاقات، وتضيف الدراسة إلى ما سبق احتمالية إحجام الفتيات والأهل عن الإفصاح عن إعاقتهم لأسباب عديدة تتصل بزواجها أو حتى زواج أخواتها.
ودخلت الدراسة بعدها في الصحة الإنجابية وبينت نتائجها عدم وجود فروق واضحة بين الشباب والشابات في المعرفة بالأمراض المنقولة جنسياً، حيث أفصح ثمانية من عشرة ذكور وأقل منهم من الإناث عن معرفتهم بهذه الأمراض، وجاءت تلك المعلومات أولاً من وسائل الإعلام والمناهج الدراسية وهذا ما اتفق عليه الطرفان، وكان الأصدقاء والأقارب بالنسبة للشباب في المرتبة الثالثة أما الفتيات فكانت الكتب والمجلات والنشرات الطبية المصدر الثالث، وفسرت الدراسة ذلك بتردد الشابات والشباب بطرح القضايا الجنسية وخصوصاً على الأهل بوصفه أحد المحرمات الممنوع التحدث عنها. والمفاجأة جاءت بنتائج دراسة مدى معرفة الشباب والشابات بوسائل تنظيم الأسرة حيث كشفت الدراسة وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة لمعرفة وسائل تنظيم الأسرة، حيث بلغت نسبة العارفات بحبوب منع الحمل «83.9%» وكانت نسبة العارفين من الشباب الذكور «75.6%» وكذلك كانت النتيجة لمصلحة الفتيات بالنسبة «للولب» وسيلة منع حمل حيث عرفنه «75.4%» من الفتيات على حين عرفه «55.3%» من الذكور.
وتشير هذه الفروق لمصلحة الأنثى إلى وجود اهتمام أكبر لديهن بمعرفة وسائل تنظيم الأسرة وهو جزء من الاستعداد للدور المستقبلي كزوجة وأم، ورغم أن مسألة تنظيم الأسرة هي مسؤولية الزوجين معاً، إلا أنه بحسب الدراسة من المتعارف اجتماعياً أن عبء الصحة الإنجابية يقع على المرأة، فهي من يجب أن يستخدم مثل هذه الوسائل من وجهة نظر الزوج، وهي التي يجب أن تنفذ عملية التنظيم، وتكاد برامج ومشاريع تنظيم الأسرة تتوجه إليها وكأنها وحدها مسؤولة عن ذلك وهذا ما تراه الدراسة خللاً ينبغي تصحيحه، ولكن الدراسة تؤكد وجود سبب آخر لاهتمام المرأة بتنظيم الأسرة ويتمثل بخوف الأنثى وقلقها الشديد الذي يرافقها طوال حياتها من سلوك جنسي غير آمن قد يعرض حياتها ومستقبلها للخطر.

جابر بكر

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...