5 شهداء في غزة وتهديدات بعدوان جديد

11-01-2010

5 شهداء في غزة وتهديدات بعدوان جديد

ترجمت إسرائيل الفشل العربي والأميركي في تحريك المفاوضات بتصعيد ميداني للوضع في غزة، حيث استشهد خمسة فلسطينيين في مناطق متفرقة في القطاع، تزامناً مع تهديدات أطلقها رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ضد «مطلقي الصواريخ»، واحاديث رددها ضباط في جيش الاحتلال عن احتمال شن عدوان جديد على غزة. فلسطينيون يتجمعون حول جثمان أحد شهداء الغارة الإسرائيلية على غزة أمس.
وقال مدير عام الإسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين إنّ «ثلاثة فلسطينيين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي من طائرة استطلاع على منطقة أبو العجين شرقي دير البلح وسط قطاع غزة». وذكرت مصادر فلسطينية ان الشهداء الثلاثة من عناصر سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فيما قال متحدث باسم الاحتلال إن القصف استهدف مجموعة «كانت تعد لإطلاق صواريخ على إسرائيل».
وكان مصدر طبي في غزة أعلن أنّ عاملين فلسطينيين استشهدا، فجر أمس، برصاص جنود الاحتلال خلال قيامهما بجمع الحديد القديم لبيعه في منطقة قريبة من الشريط الحدود شمالي بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقال نتنياهو، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، إن إطلاق الصواريخ من غزة «خطير جداً». وأضاف: «سنرد على كل عملية إطلاق بأقصى قوة... وقد قمنا بشن هجمات على ورش صناعة الأسلحة وأنفاق التهريب التي تنقل منها الأسلحة التي تقدمها إيران».
ووصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة تصريحات نتنياهو بأنها «تصعيد خطير»، مشيراً إلى أنّ «إسرائيل تريد المماطلة ولا تريد الدخول في مفاوضات جادة، وتحاول خداع المجتمع الدولي بإقناعه بان السلطة الفلسطينية هي التي لا تريد ذلك».
وكان التلفزيون الإسرائيلي تحدث عن سيناريوهات لحرب جديدة على غزة تحت اسم «عملية الرصاص المسكوب -2». ونقل عن أحد ضباط الجيش قوله إن «هذه حرب وليست مزاحا، ونحن في الجيش نتدرب على كل شيء وإذا عادت الحرب إلى غزة فكل الألوية في الجيش ستشارك فيها، لاسيما سلاح المدفعية»، فيما قال ضابط آخر: «سننشر قواتنا في المناطق المكتظة بالسكان ونتدرب على الاحتماء من أسلحة بالغازات قد تستخدمها المنظمات الفلسطينية».
من جهته، اعتبر القائد السابق للجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال اللواء في الاحتياط يوم طوف سامية، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن «مواجهة أخرى في غزة هي أمر حتمي». وقال «إننا مقبلون على جولة أخرى في غزة، وأنا أشك في أن تستسلم حماس فجأة، أو أن تغير طريقها، من دون أن تتلقى ضربة أكثر جدية من تلك التي وجهت إليها في (عملية) الرصاص المسكوب».
وجاء هذا التصعيد الإسرائيلي بعد أقل من يومين على اللقاءات التي عقدها وزيرا الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأردني ناصر جودة مع نظيرتهما الأميركية هيلاري كلينتون ومسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما لتحريك عملية التسوية في المنطقة.
وقال ابو الغيط إن محادثاته مع كلينتون والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل تناولت «ضرورة طرح الولايات المتحدة لأهم عناصر وملامح رؤيتها بشأن التسوية النهائية، بما يحفز الطرفين على الانخراط في عملية تفاوضية ذات هدف واضح وتفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».
ورداً على سؤال حول فرص استئناف المفاوضات قال أبو الغيط إنه «في الوقت الحالي ليست هناك لا الأرضية، ولا الظروف التي تمكن الطرفين من استئناف مفاوضات ذات مصداقية». كما نفى عقد لقاء قريب بين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، معتبراً أنه «عندما يوضع الأساس المناسب للقاء بين الأطراف، لاستكشاف المواقف وليس للتفاوض، فعندئذ يمكن لهذا الاجتماع أن يعقد إذا وافقت الأطراف على ذلك».
من جهته، سعى نتنياهو إلى رمي الكرة في ملعب الفلسطينيين، حيث اتهم السلطة الفلسطينية بتعطيل عملية التسوية، معتبراً أنّ «الجميع يدرك ان السلطة الفلسطينية ترفض استئناف المفاوضات، رغم قيام إسرائيل بخطوات للدفع قدماً بهذه العملية».
كذلك، اتهم نتنياهو الذي وافقت حكومته على بناء جدار على الحدود مع مصر، السلطة الفلسطينية بتهديد عملية «السلام» من خلال مواصلة «التحريض» على إسرائيل، وذلك على خلفية إطلاق اسم الشهيدة دلال المغربي على أحد شوارع رام الله، معتبراً أنّ هذه ليست طريقة لتحقيق السلام، الذي لا يمكن أن يصنع إلا من خلال التربية على المصالحة وتعزيز علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل».
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت شنت سلطات الاحتلال حملة هدم واسعة لمساكن رعاة فلسطينيين في خربة طانا القريبة من بلدة بيت فوريك شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقالت مصادر فلسطينية إن نحو 20 جيبا عسكريا إسرائيليا وست جرافات شاركت في عملية الهدم في الخربة التي تسكنها عائلات رعاة.
في المقابل، أعلن المستشار القانوني لبلدية الاحتلال في القدس المحامي يوسي حافيليو أن رئيس البلدية نير بركات توجه «بشكل غير قانوني» إلى الشرطة الإسرائيلية طالبا عدم تنفيذ قرار صادر عن محكمة إسرائيلية يقضي بهدم مبنى شيده المستوطنون من دون ترخـــــيص في حــي سلوان الفلسطيني المحاذي للبلدة القديمة.
إلى ذلك، اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية بتصعيد محاولات تهجير الفلسطينيين في مدينة القدس، مطالبة بتدخل دولي فوري لوقف هذه الممارسات. وقالت المنظمة، في رسالة عاجلة وجهتها للمجتمع الدولي، إنّ «إسرائيل تصعد من ممارساتها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة والمتمثل في تهجيرهم القسري من مدينتهم ومصادرة هوياتهم ومنازلهم وأراضيهم وتهويد مقدساتهم». وأشارت إلى أن 30 ألف مقدسي فقدوا حق الإقامة في القدس منذ عام 1992، وان الخطر يتهــــدد الآن 125 ألفا منهم، يعيشون خارج جـــدار الـــضم والتوسع العنصري (غلاف الـقدس).
يذكر أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز سيقوم، اليوم بزيارة لإسرائيل، حسبما ذكــرت صحـــيفة «هآرتس».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...