46 دولة تدعو إلى منظمة عالمية للبيئة

04-02-2007

46 دولة تدعو إلى منظمة عالمية للبيئة

دعت 46 دولة خلال مؤتمر عقد بمبادرة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى انشاء منظمة عالمية للبيئة في اطار الامم المتحدة من اجل اعطاء دفع سياسي عالمي لجهود مكافحة التغييرات المناخية، علماً أن هذا المشروع يلقى معارضة من بلدان عدة في مقدمها الولايات المتحدة التي أقر رئيسها جورج بوش بخطورة ظاهرة الاحتباس الحراري، وإنما من دون الموافقة على اجراءات إلزامية لخفض انبعاثات الغازات المسببة لها.
وصدر النداء لتأليف "مجموعة رائدة" مؤلفة من الدول الـ46، غداة نشر تقرير مجموعة الخبراء الدوليين في البيئة الذي تضمن تحذيراً لا سابق له من حجم التغييرات المناخية، مشدداً على مسؤولية الانسان في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال شيراك الذي تلا النداء في ختام مؤتمر دولي حول إدارة البيئة العالمية عقد الجمعة والسبت في باريس: "إننا نحن جميعاً مواطنو الارض المجتمعون هنا، ندعم جهود الدول التي تحشد قواها لتعزيز حسن الادارة الدولية للبيئة. ندعو الى تحويل برنامج الامم المتحدة للبيئة منظمة دولية حقيقية ذات طابع عالمي على غرار منظمة الصحة العالمية". وأضاف: "ندعو جميع الدول من دون استثناء إلى الانضمام الى هذه المعركة. إنها مسؤوليتنا جميعاً. الواقع ان المسألة تتعلق بمستقبل البشرية".
وأقر الرئيس الفرنسي باستمرار الحاجة إلى "جهود كبيرة" لاقناع الدول الغنية والدول الناشئة الكبرى مثل الصين والهند والبرازيل بالانضمام الى "نداء باريس"، ذلك ان البلدان الثرية هي "اسيرة نوع من الخرافة الليبرالية ترفض قبول عواقب أفعالها"، وهذه إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة، في حين ان البلدان الناشئة "ترفض الخضوع للقيود" سعياً منها الى تعويض تأخيرها. وشدد على ان كل هذه العوائق "يجب الا تحبط عزيمتنا"، مذكراً بأنه اصطدم بالممانعة ذاتها عندما اقترح فرض ضريبة على بطاقات السفر لمساعدة الدول الفقيرة.
ويسعى شيراك من خلال تزعمه هذه الحركة الجديدة قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولايته الرئاسية، الى تعزيز صورته كأحد المدافعين عن الكوكب المهدد بعد صيحة الانذار الشهيرة التي اطلقها في جوهانسبورغ عام 2002 إذ قال "المنزل يحترق".
ووجه نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور الذي دافع عن البيئة في فيلمه الوثائقي "حقيقة مزعجة" (أن انكونفينينت تروث) رسالة تأييد الى المجتمعين تليت عليهم خلال المؤتمر وجاء فيها "ان عملكم هنا يجب ان يشكل بداية وليس نهاية".
ويتساءل كثيرون، وبينهم أوروبيون، عن ضرورة إنشاء منظمة جديدة في وجود برنامج الامم المتحدة للبيئة الذي انشئ عام 1972، ومقره نيروبي في كينيا. واقترح رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه ان تكون المنظمة الجديدة "أقل بيروقراطية وأكثر شفافية وانفتاحاً" على الشركات والمجتمع المدني.
وكان تقرير الخبراء في باريس توقّع تزايد موجات الحر والفيضانات والجفاف وارتفاع منسوب مياه البحر. ورجح ان تكون نشاطات الانسان، وخصوصاً حرق الوقود الأحفوري، مسؤولة بنسبة 90 في المئة عن معظم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري التي ستستمر قروناً.
ومن المتوقع ان يستضيف المغرب اول اجتماع لمجموعة "اصدقاء منظمة الامم المتحدة للبيئة" التي تجمع كل الدول الاوروبية ودول المغرب العربي وبعض دول اميركا اللاتينية ودولاً فقيرة مثل بوركينا فاسو ومدغشقر وكمبوديا.
وتهدد ظاهرة الاحتباس الحراري على سبيل المثال بإغراق ألفي جزيرة في الأرخبيل الأندونيسي الذي يضم 18 ألف جزيرة في العقود الثلاثة المقبلة.

ولا يزال الموقف الأميركي عقبة أمام جهود مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، يرى خبراء تقدماً في إقرار الرئيس بوش بخطورة هذه الظاهرة المناخية، وإن يكن لم يذهب إلى حد الموافقة على اجراءات إلزامية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للظاهرة على اعتبار مثل هذه الاجراءات باهظة الكلفة.
وتبنت ادارة بوش الجمعة تقرير الخبراء الصادر في باريس. وقال الناطق باسم البيت الابيض طوني فراتو ان "هذا التقرير هو اسهام في مجموع المعلومات التي في متناولنا لدراسة تحديات التغيير المناخي وفهم افضل وسيلة لمعالجتها"، واصفاً الخلاصات الواردة في التقرير بأنها "مهمة".
وكان بوش تطرق للمرة الاولى الاسبوع الماضي الى مشكلة الاحتباس الحراري في خطابه السنوي عن حال الاتحاد. فهو اعتبر ان التقنيات الجديدة ستمكن الولايات المتحدة من خفض اعتمادها على الخارج في مجال الطاقة، و"التعاطي بشكل افضل مع البيئة وستساعد على مواجهة التحديات الكبيرة الكامنة في التغييرات المناخية على الارض".
ورأى الخبير في المناخ في معهد بروكينغ للدراسات براين مينيون ان موقف بوش "مجرد تغيير في الخطاب وليس تغييراً في الجوهر". غير ان خبير الاقتصاد في معهد "ريسورس فور ذي فيوتشر" (موارد للمستقبل) ريتشارد نيويل لاحظ بعض التقدم، ذلك ان "الرئيس لم يقر في خطابه الاول حول البيئة عام 2001 بأي ترابط بين ارتفاع حرارة الارض وانبعاثات الغازات الملوثة".
ومن المتوقع ان يتبنى الكونغرس الذي انتقلت السيطرة عليه الى الديموقراطيين قوانين تنص على خفض إلزامي لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، طبقا لمضمون بروتوكول كيوتو للمناخ الذي رفض بوش المصادقة عليه حتى الآن. ودعت رئيسة لجنة البيئة في مجلس الشيوخ السناتورة بربارة بوكسر بوش إلى إعلان مجموعة من 12 دولة كبرى لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...