نرتدي أكاذيبنا ونمضي نحو المقبرة

16-06-2007

نرتدي أكاذيبنا ونمضي نحو المقبرة

مجموعة من الناس تشهد حدثاً، بعد نهاية الحدث، سيقوم كل فرد من هذه المجموعة برواية الحدث بعدما يسبغ عليه فهمه له وموقفه منه وعواطفه تجاهه، ليصبح الحدث ذاته أحداثاً متعددة، بعدد الذين شاهدوه، والمثال هو الأناجيل المتعددة التي كتبها الحواريون نقلاً عن السيد المسيح.. هذا في المسيحية أما في الإسلام، فمازالت طوائفه مختلفة حول حادثة السقيفة، والتي هي في الواقع غير ما هي عليه في ذاكرتنا المتوارثة، ذاكرة الشيعة والسنة، وذاكرة الآخرين الذين ليسو بسنة أوشيعة. والسؤال: ما شأننا نحن الذين نعيش في العام 2007 بتلك الحادثة، ولماذا يجب أن نتبنى حكاية صارت جزءاً من المتحف السياسي للعالم الإسلامي!؟.
الواضح عموماً هو أنه لا يوجد حكاية حقيقية، وإنما هناك جزءاً من صورة يراها كل واحد من زاويته وموقعه، فتختلف أبعادها عن أبعاد الذين يقفون في الزوايا الأخرى، حيث يؤلف كل منهم أكذوبته التي تشبه الواقع، ولكنها ليست هي الواقع دون شك. ثم يأتي الأبناء والأحفاد والمريدون ليثبتوا أكاذيب السلف الصالح، ويضيفوا إليها من فهلويتهم بحيث تبدو أقرب إلى الإقناع والتصديق..
فيا أيها السادة: امحوا ما كتبتم، وانسوا ما علمتم، وتعرفوا إلى الأشياء بأعينكم وأصابعكم وأسنانكم وآذانكم، بدلاً من أن تؤجروا أنفسكم لأسلاف أنتم ،بحكم التطور، أكثر معرفة منهم بكل شيء، باستثناء الموت الذي هم فيه راقدون. ومن هنا يمكننا أن نفهم قول المسيح لتلميذه: دع الموتى يدفنون موتاهم واتبعني...

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...