مهاجرون «غير شرعيين» في منطقة رمادية

15-12-2011

مهاجرون «غير شرعيين» في منطقة رمادية

في بلده، الجميع ينادونه بصنداي. إنما في ألمانيا يطلقون عليه اسما مركبا: «مهاجرا غير شرعي». صنداي واحد من بين المئات الذين يعيشون في ألمانيا بهذه الصفة، التي تأتي مرفقة بحزمة مخاوف وهواجس، فتراهم يمشون على حافة الكارثة. فإذا بالجهات الحكومية في مدينة كولونيا تحاول تخفيف حدة الأوضاع الكارثية التي يعيش فيها المهاجرون غير الشرعيين إلى حد ما.
ويعيش صنداي في ألمانيا منذ ست سنوات على نحو غير شرعي، أو «في الظل» بحسب قوله. فإذا سار كل شيء على ما يرام، يحصل الأكاديمي القادم من غرب أفريقيا على عمل بسيط يتقاضى مقابله ثلاثة يورو في الساعة، عندئذ يدفع 200 يورو شهرياً للمنامة، أما إذا سارت الأمور على نحو سيئ فإنه يجمع الزجاجات البلاستيكية الفارغة كي يعيدها ويحصل على مبلغ الرهن البسيط مقابلها، عندئذ ينام على ضفاف نهر الراين. إلا أن صنداي تعرض ذات مرة للاحتيال ولم يقبض أجر ثلاثة أسابيع من العمل، ومرة أخرى فاجأته نوبة من ضيق التنفس بسبب الحساسية التي عانى منها، غير أنه لم يستطع الذهاب إلى الطبيب لأنه يعيش من دون تأمين صحي.
في نهاية الأمر توجه صنداي إلى كنيسة مارتين لوثر في كولونيا التي قدمت له الدعم. ويقول «يجب على الإنسان أن يخوض كفاحاً مستمراً إذا كان يعيش من دون أوراق رسمية». وعلى غرار صنداي يعيش ما بين 700 ألف ومليون ونصف المليون إنسان في ألمانيا بدون أوراق رسمية.
في مدينة كولونيا غرب ألمانيا، يحاول المسؤولون تخفيف الوضع بالنسبة لهؤلاء الأشخاص. ويقول العامل في قسم الثقافات المتعددة في مجلس إدارة المدينة أندرياس فيتر «ليس هدفنا تسهيل الهجرة غير الشرعية... الفكرة هي أنه لا يمكن للمجتمع أن يسمح بأن يمرض شخص ويموت من دون أن يهتم به أحد، أو ألا يذهب الأطفال إلى المدرسة». وتحسنت الرعاية الصحية للمهاجرين غير الشرعيين، كما أعدت الكنائس ملاجئ موقتة لإيوائهم، وقامت «أقسام الأحوال المدنية» في المدن بإصدار شهادات ميلاد موقتة للأطفال الذين يولدون من آباء يعيشون على نحو غير شرعي.
وتقول مارتينا دومكه التي تعمل في إحدى المؤسسات الاستشارية إن تقديم المساعدة أصبح الآن أسهل، وهكذا لم تعد مشكلة بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين أن يسجلوا أطفالهم في المدارس. كما يقوم الموظفون بتحويل الأشخاص المصابين بأمراض بسيطة للعلاج لدى مؤسسة «مالتيزر» أو لدى «قسم الصحة» التابع للمدينة. إلا أنه لا يمكن تجنب الخوف والابتزاز الدائمين اللذين يلقيان بثقلهما على المهاجرين. وعندما يبلغ الأمر الحضيض، تنصح دومكه بالرحيل، إذ ان الحصول على أوراق رسمية استثناء يحصل في الظروف الإنسانية فقط، أي عندما يعاني الفرد من مرض مزمن ويكون العلاج غير متوفر في بلاده.
يتحرك العاملون في هذه المبادرات في الغالب في منطقة رمادية، ما بين تقديم النصح والاستشارات والدعم القانوني وما بين انتهاك القوانين عبر «تقديم المساعدة في الإقامة غير الشرعية». وحول ذلك يقول أندرياس فيتر، من مجلس إدارة مدينة كولونيا، «في بعض الأحيان لا يستطيع الموظف توفير الغطاء القانوني لنفسه بنسبة مئة في المئة. عندئذ تكون الشجاعة الأدبية مطلوبة».


(عن «دويتشي فيليه»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...