محمود درويش: صار لنا دولتان وسجنان

16-07-2007

محمود درويش: صار لنا دولتان وسجنان

وجه الشاعر الفلImage removed.سطيني الكبير محمود درويش هجوما انتقاديا لاذعا إلى حركتي فتح وحماس في أول ندوة شعرية له في موطنه حيفا منذ عدة عقود.

واعتبر درويش، وهو الشاعر الفلسطيني الأكثر شهرة عالميا، أن المعارك التي جرت بين فتح وحماس في غزة الشهر الماضي كانت " محاولة انتحار علني في الشوارع " وأضاف ساخرا " لقد أصبحنا مستقلين، فقد استقلت غزة عن الضفة الغربية، وصار لشعب واحد دولتان وسجنان".

وقد شهدت مرحلة الإعداد للندوة الشعرية التي قدمها درويش في حيفا خلافات بين مؤيدي حضوره إلى المدينة ومعارضيه، لكن البطاقات الخاصة بالندوة بيعت كلها في يوم واحد لما يقارب من ألفي شخص من العرب الذين يعيشون داخل إسرائيل.

وقال درويش، الذي يبلغ من العمر 66 عاما، إن الحكومتين( فتح وحماس) قد "جعلتا من قيام دولة فلسطينية واحدة من عجائب الدنيا السبع".

وقد وجه درويش انتقادات إلى إسرائيل بسبب "تقاعسها عن اغتنام الفرصة التاريخية لتحقيق السلام".

ولد دوريش في قرية البروه، وهي إحدى القرى المدمرة في الجليل، وعاش في حيفا نشطا وشاعرا ثم غادرها في سبعينيات القرن الماضي ولم يعد منذ ذلك التاريخ سوى مرات محدودة بعد توقيع اتفاقات أوسلو ولزيارات شخصية.

وكان درويش نشطا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي حين غادر للدراسة في الاتحاد السوفيتي السابق، ثم انضم بعد ذلك إلى منظمة التحرير الفلسطينية وصار مسؤولا عن الدائرة الثقافية وعاش متنقلا بين عدة دول عربية. ثم استقال من منظمة التحرير احتجاجا على اتفاقات أوسلو في عام 1993.

وتحولت بعض قصائده، التي ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة، إلى شعارات سياسية وأغاني للفلسطينيين تحت الاحتلال وفي الشتات وأشهرها قصيدة بطاقة هوية التي يقول مطلعها " سجل أنا عربي ورقم بطاقتي خمسون ألف"، وقصائد "يوميات جرح فلسطيني" و "إلى أمي" و "أحمد الزعتر".

لكن درويش شدد في مقابلة أخيرة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية على أنه لا يتخذ موقفا من الخلافات السياسية بين الأحزاب والفصائل الفلسطينية وإنه شاعر جميع الفلسطينيين.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت إن كثيرين من رفاق درويش القدامى في صحيفة الاتحاد، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي، والتي كان يرأس تحريرها قبل أن يغادر، قد حضروا ندوته الشعرية.

وتقول الصحيفة إن الحضور لم يقتصر على المثقفين، بل شمل العمال ذوي الياقات الزرقاء، ومنهم عودة الأشهب الذي كان يعمل في مطابع صحيفة الاتحاد مع درويش ويبلغ من العمر حاليا 85 عاما.

وقال الأشهب للصحيفة " كنت غاضبا منه لأنه غادر، نحتاجه بيننا هنا أكثر مما يحتاجه أي مكان في العالم العربي".

لكن متيا ناصر الذي كان يعمل أيضا في قسم المطابع قال " لقد غادر لأنه كان يريد أن يفرد جناحيه، والهواء هنا لم يكن كافيا له كي يحلق".

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...