مؤتمر مكة يوصي بإنشاء هيئة عالمية للحوار

07-06-2008

مؤتمر مكة يوصي بإنشاء هيئة عالمية للحوار

باسم نحو 700 عالم ومفكر إسلامي في العالم، دعا البيان الختامي لـ«المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار» في مكة أمس، أتباع الأديان والثقافات غير الإسلامية، دولاً وشعوباً، إلى التعاون مع المسلمين لمواجهة مظاهر الكراهية والظلم، ولإنهاء النزاعات وإشاعة ثقافة التسامح؛ كما قرر فتح حوار مع جميع الأديان الإلهية الأخرى وحتى مع «الفلسفات الوضعية» أيضاً.
وبعد جلسات استمرت لثلاثة أيام، أوصى المشاركون في ختام المؤتمر الذي دعا إليه الملك السعودي عبدالله، بتأسيس لقاء أوسع بين المسلمين وأتباع الأديان السماوية، لتوسيع رؤية الحوار الإسلامي مع الغير. كما طالب المؤتمرون بفتح حوار مع أتباع الرسالات الإلهية، والفلسفات الوضعية، والمناهج الفكرية المعتمدة، بهدف تحقيق المصالح الإنسانية المشتركة، والانفتاح على كل الاتجاهات المؤثرة في الحياة المعاصرة.
ورفض المؤتمر سياسة الكيل بمكيالين بما يساهم في نشر العنف، داعياً إلى تحقيق العدل والمساواة في العالم. كما رفض كل أشكال الانغلاق والعنف والتطرف، وحث على نشر مفاهيم التسامح والتعاون مع الآخرين، وفق رؤية شرعية ومنهج واضح محدد.
وفي السياق، حضّ «بيان مكة» الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، على الحوار مع مواطنيهم لضمان حسن التعايش، وعلى تأكيد تحليهم بصفات المواطـنة الصادقة مع عدم التفريط في واجباتهم الدينية.
كما حث البيان حكومات الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية، على مطالبة هيئة الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان العالمية، الرسمية منها والشعبية، بتجريم حملات الإساءة الموجهة إلى الإسلام وكتابه ورسوله. وحضّ المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، على القيام بواجباتها في مواجهة ثقافة الكراهية بين الشعوب، والدعوات العنصرية.
وأوصى البيان الختامي «رابطة العالم الإسلامي»، والمنظمات الإسلامية الرسمية والشعبية، بنشر مواد إعلامية تفنّد نظريات الصراع بين الحضارات، وتبين خطرها على المستقبل الإنساني، وحثّ على عقد مؤتمر دولي في هذا الصدد. كما دعا إلى توجيه الإعلام لإشاعة القيم والأخلاق الفاضلة والاهتمام بحقوق الإنسان، ومواجهة دعوات «التحلل الخلقي» والعلاقات غير الشرعية بذريعة الحرية الفردية، وظواهر الإرهاب والعنف والغلوّ والتكفير، ودحض شبهة إلصاقها بالإسلام والمسلمين.
وذكرت «وكالة أنباء الشرق الاوسط» أن مشروع البيان اقترح إنشاء صندوق إسلامي للحوار، لمعالجة المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها المسلمون، وتفعيل التعاون الاقتصادي بين الدول الإسلامية.
من جهة أخرى، دعا «بيان مكة» إلى الكفّ عن هدر موارد الإنسانية ومواهبها في إنتاج أسلحة الدمار الشامل، والتركيز في المقابل على الحدّ من التلوث، وتعزيز التقدم الصناعي والتقني، والتعاون لإصلاح الواقع الكوني «الذي عمّه الفساد والشقاء»، ومعالجة المشاكل الأسرية لإعداد جيل صالح «يعمر الأرض وفق الهداية الإلهية».
كما دعا إلى معالجة البيئة والفقر والبغي، وكفّ استغلال مقدرات الأمم الفقيرة «تحت ستار دعاوى تحرير الشعوب وحماية حقوق الإنسان».
إلى ذلك، أوصى المؤتمر بإنشاء «مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز الدولي للتواصل بين الحضارات»، لتنمية مهارات ثقافة الحوار وفق أسس علمية دقيقة؛ فضلاً عن إنشاء «جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمية للحوار الحضاري»، التي ستمنح للشخصيات والهيئات العالمية التي تسهم في تطوير الحوار وتحقيق أهدافه.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...