لمحة عن المانحين الجدد في المجال الإنساني

25-10-2011

لمحة عن المانحين الجدد في المجال الإنساني

في ظل التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي وصعود قوى اقتصادية ناشئة، يشهد مجال الإغاثة الإنسانية بدوره تغيراً ملحوظاً في موازين القوى. وفي ما يلي ترصد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) صعود دول البريكس (المتمثلة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية) كجهات مانحة جديدة.

البرازيل
قدمت البرازيل 35,6 مليون دولار في شكل مساعدات إنسانية عام 2010 بالإضافة إلى 4 مليار دولار كمساعدات خارجية، وهو ما يوازي المساهمات المقدمة من قبل السويد أو كندا.
وقد شهدت المساعدات الإنسانية المقدمة من طرف البرازيل ارتفاعاً ملحوظاً من 800 ألف دولار خلال عام 2009 إلى 36 مليون دولار خلال عام 2010. حيث قدمت البرازيل 28,9 مليون دولار من المساعدات الإنسانية إلى هايتي وحدها، تم تفعيل معظمها عبر منظمات الأمم المتحدة.
وكواحدة من أكبر الدول المنتجة للمحاصيل الزراعية في العالم، تركز البرازيل على التبرعات العينية كما تقدم مساعدات فنية كبيرة في مجالات الزراعة والصحة والتعليم.
وبصورة عامة، تبلغ المساعدات الخارجية التي تقدمها البرازيل حوالي مليار دولار سنويا، طبقاً للمعهد البرازيلي للبحوث الاقتصادية التطبيقية، وهو ما يضع البرازيل في نفس مستوى الهند والصين اللتين قدمت أولاهما ملياراً واحداً و ثانيهما مليارين اثنين من المساعدات الإنسانية خلال عام 2006.
وتذهب معظم المساعدات التنموية للبرازيل إلى الدول الناطقة بالبرتغالية مثل موزنبيق وتيمور الشرقية وغينيا بيساو وأيضا إلى بعض دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي مثل هايتي وباراغواي وغواتيمالا.

الهند
أعلنت الهند عن تقديمها مساهمات بقيمة 56,5 مليون دولار كمساعدات إنسانية منذ عام 2005 على الرغم من أن ذلك لا يشمل المساعدات غير المعلن عنها إلى بوتان ونيبال.
وفي حين تذهب غالبية المساعدات الهندية إلى دول جنوب آسيا (76 بالمائة)، إلا أن نسبة المساعدات المقدَّمة إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية تشهد بدورها ارتفاعاً ملحوظاً (3 و 4 بالمائة على التوالي). وتشمل الدول التي تتلقى أكبر قدر من المساعدات الهندية في جنوب آسيا كلاًّ من باكستان وأفغانستان وسريلانكا وبنجلاديش. وتشكل الهند أكبر جهة مانحة حكومية لباكستان إثر فيضانات عام 2010 (25 مليون دولار)، كما شكلت أيضاً إحدى الجهات المانحة الكبرى لباكستان إثر زلزال عام 2005 (40 مليون دولار).
وعلى الرغم من أن الهند تفضل المساعدات الحكومية الثنائية، إلا أنها تقدم ما يصل إلى مليون دولار سنوياً للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة. وقد احتلت الهند المرتبة الخامسة عشر من بين أكبر الجهات المانحة لبرنامج الأغذية العالمي في عام 2006.
وتشكل المساعدات العينية بما فيها الأغذية والأدوية (حيث تعتبر الهند ثالث أكبر مصنع للدواء في العالم) قنوات المساعدات المفضلة لدى الهند. وتفتخر نيودلهي بسرعتها في الاستجابة للكوارث حيث كانت مثلاً من أوائل الجهات المانحة لجهود الإغاثة إثر تسونامي الذي ضرب المحيط الهندي عام 2004 وزلزال هايتي عام 2010.
وتعتبر وزارة الشؤون الخارجية الجهة الرئيسية للمساعدات الإنسانية في الهند، ولكن الهيئات المختلفة المعنية بعمليات المساعدات تساهم بدورها في خلق قنوات خاصة لتوصيل المساعدات.
وتحاول الهند من خلال مساعداتها لأفغانستان صد تأثير باكستان هناك وتأمين الحصول على الموارد الطبيعية بالمنافسة مع الصين.
ويعيش حوالي 40 بالمائة من سكان الهند على أقل من 1,25 دولار في اليوم. وعلى الرغم من كون الهند جهة مانحة إلا أنها كانت ثامن أكبر متلقي للمساعدات الإنمائية الرسمية خلال عام 2008 (2,1 مليون) والرابعة بشكل عام خلال الفترة من 1995 حتى 2009.

روسيا
تسعى روسيا للظهور بمظهر الجهة المانحة المنبعثة من جديد في مجال المساعدات الإنسانية والإنمائية. حيث قدمت خلال السنوات الخمس الماضية 140 مليون دولار، معظمها لدول تقع في نطاق مصالحها المباشرة مثل طاجيكستان وأوكرانيا وقيرغستان.
وتقوم وزارة الدفاع المدني والطوارئ في الإتحاد الروسي بإدارة المساعدات الإنسانية الروسية.
وتقوم روسيا غالبا بالدخول في شراكات مع حكومات غير غربية في مجال المساعدات الإنسانية، حيث أنها انضمت إلى فنزويلا مثلاً لتقديم المساعدات الغذائية إلى هايتي في عام 2010.
وتعتبر روسيا أكبر مساهم غير غربي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) على الرغم من أنها لم تنضم إلى فريق دعم المانحين، الذي يضم الشركاء الحكوميين الرئيسيين لأوتشا، إلا مؤخراً.

الصين
أعلنت الصين للقائمين على نظام التتبع المالي للأمم المتحدة عن تقديمها لمساعدات إنسانية بقيمة 107 مليون دولار منذ عام 2005، معظمها بشكل ثنائي أو إلى جمعيات الصليب الأحمر المحلية.
وتعد فرق البحث والإنقاذ الصينية من بين الفرق الأكثر تطورا في العالم بشهادة الفريق الاستشاري الدولي للبحث والإنقاذ.
كما تعتبر الصين، إلى جانب الهند، واحدة من أكبر الجهات المستفيدة من الصندوق العالمي.

جنوب أفريقيا
من المقرر أن تقوم جنوب أفريقيا بإنفاق حوالي 3.5 مليون دولار على المساعدات الإنسانية خلال عام 2011، وفقاً لميزانية عام 2010.
وتعمل مجموعة الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا، وهي مبادرة ناشئة تقودها جزئياً جنوب أفريقيا، بالتأثير على صياغة السياسة الخارجية مركزة على مبدأ التعاون الإقليمي خصوصا في المجالات المرتبطة بالتنمية.
وتوجد معظم الدول المستفيدة من المساعدات المقدمة من جنوب أفريقيا داخل مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي. ويعتبر صندوق النهضة الأفريقية، الذي تديره إدارة التعاون والعلاقات الدولية، القناة الرئيسية للمساعدات. وقد ساعد الصندوق في تمويل جهود حل النزاعات وحفظ السلام في بوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي.
وتخطط جنوب أفريقيا لإطلاق وكالة معونة خاصة بها تحت اسم وكالة الشراكة التنموية لجنوب أفريقيا تمكنها من تقديم إطار عمل جديد لمبادرات المعونة الخاصة بها.

كوريا الجنوبية
تعتبر كوريا الجنوبية الجهة المانحة الوحيدة غير الغربية التي دخلت في جميع المنتديات المعنية بتحديد السياسات والمعايير الإنسانية المتعددة الأطراف. حيث انضمت إلى لجنة المساعدات الإنمائية في بداية عام 2010، والتزمت بمبادئ المنح الإنسانية الجيدة وانضمت إلى فريق دعم المانحين التابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
ومن المقرر أن تحتضن مدينة بوسان الكورية الجنوبية في نوفمبر 2011 المنتدى الرابع لفعالية المساعدات الإنسانية العالمية.
وكانت كوريا الجنوبية قد ساهمت بمبلغ 114 مليون دولار كمساعدات إنسانية خلال 5 سنوات، وفقاً لنظام التتبع المالي للأمم المتحدة، ذهب معظمها إلى آسيا وحصلت كوريا الشمالية على نصيب الأسد، على الرغم من أن المبلغ الحقيقي الذي حصلت عليه هذه الأخيرة قد يكون أكبر بكثير من مبلغ الستين مليون دولار المعلن عنه.

المصدر: شبكة إيرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...