لماذا تأخر سن الزواج في بلادنا؟

22-01-2007

لماذا تأخر سن الزواج في بلادنا؟

تشير بعض الإحصاءات غير الرسمية إلى ما يقارب من 25% من هم في سن الزواج لا يستطيعون الزواج وإذا كان الذكور يستطيعون الزواج في أي مرحلة عمرية لاحقة فإن حظوظ المرأة تتضاءل مع تقدمها في السن.. وإذا كانت المرأة المستقلة اقتصادياً تستطيع التكيف مع واقعها دون زواج, وربما نجد بعض النساء في المجتمعات الغربية يفضلن عدم الارتباط بالأسرة والزواج, الوضع مختلف في مجتمعاتنا الشرقية.‏

لماذا تأخر سن الزواج في بلادنا؟ ولماذا يعزف بعض الشباب والفتيات عنه؟ حاولنا في هذا الاستطلاع مناقشة هذه ا لقضية مع نماذج مختلفة وحاورنا أحد المختصين في علم الاجتماع.‏

دانا عابدين: طالبة جامعية في قسم اللغة الانكليزية تقول:‏

لكل مجتمع عاداته وتقاليده, التي تحدد ملامح هويته, وأنا أعتقد أن تأخر سن الزواج في بلادنا ارتبط بعوامل كثيرة أهمها العلم, فالعلم أصبح سلاح المرأة الحقيقي أمام أي عقبة قد تواجهها في المستقبل وهناك قضية أخرى وهي الحالة الاقتصادية والمادية للشباب, إذ إنه لو فكر الشاب بالزواج لاصطدم بعوائق كثيرة أهمها:‏

غلاء المهور وغلاء البيوت وغلاء القوت, في وقت يغيب فيه دور المؤسسات الاجتماعية التي ترعى الشباب وتؤمن لهم البيوت بالتقسيط المريح أو تساعدهم في بداية حياتهم.‏

إن تأخر سن الزواج ليس خاصاً بالمرأة بل هو موضوع مجتمعي شامل, أي إن نظرة المجتمع تغيرت وبالتالي لا معنى للزواج المبكر في مجتمع متطور.‏

سمية العلي(موظفة) تقول:‏

لم تعد الفتاة عبئاً ثقيلاً بل على العكس أصبح الأهل يتمسكون بها لتبقى فترة أطول في بيت الوالدين فكيانها وشخصيتها لا يكتملان قبل سن العشرين وأكثر, وقد أصبح التكافؤ بين المرأة والرجل حقاً مشروعاً لكليهما, وغدا طموح الفتاة كبيراً وهذا ما يجعلني في حالة عمل وعطاء مستمرين وطالما أن قلبي ينبض بالحياة فأنا لا أتوقف عن الحلم ما دام هذا الحلم مشروعاً وفي حدود طاقتي وإمكاناتي.‏

نبيلة عرب محامية تقول: أحياناً يكون تأخر سن الزواج عند المرأة ثمن الطموح فالمرأة اليوم أكثر ثقافة ووعياً من السابق ومستوى تفكيرها تطور عن السابق لأنها تتلقى العلم والمعرفة مثلها مثل الرجل لكن طموحها أكبر والعقبات بوجهها أكبر.‏

إن المرأة بحاجة إلى التجدد في الأفكار والآراء, والبقاء في المنزل.‏

سامر مهايني(فنان) يقول:‏

أنا لا أعتقد أن العيب في الزواج نفسه لكن الشباب أصبحوا أكثر وعياً بمسؤوليته والدليل أن والداي اللذين أحبا بعضهما لفترة طويلة وتوجا هذا الحب بالزواج يعيشان في معارك مستمرة لهذا قررت عدم الزواج, أريد أن استمتع بحياتي بعيداً عن الهموم, فالزواج من دون حب مستحيل وفي الوقت نفسه الزواج هو أقصر الطرق لقتل الحب.‏

إن معظم الزيجات التي عاصرتها فشلت وانتهت أغلبها بالطلاق بعد سنوات قليلة.‏

منير صيداوي شاب جامعي يقول:‏

كان الزواج مودة ورحمة وأسهل وأبسط, والرجل والمرأة يقبلان بما قسمه الله تعالى لهما, أما اليوم فالجميع متذمر والكل قلق والحياة صعبة, ولا توجد وظائف للشباب وأنا أخاف من الإقدام على هذه الخطوة لكنها شر لا بد منه, هذا الجيل تبهره المظاهر والأزياء والحفلات والسهرات وقد أصبح الزواج يخضع لقانون الاستهلاك ولكي يكون لدي ما يكفي للزواج والخضوع لأوامر زوجتي وأولادي أكون ربما في الخمسين من عمري.‏

الاختصاصية الاجتماعية منى السيد تقول:‏

الزواج شراكة بين الرجل والمرأة والشراكة إن لم تكن متساوية تصبح فاشلة, الرجل أصبح بحاجة لفتاة متعلمة متوافقة معه بالسن والمستوى الاجتماعي والمادي وبسبب متطلبات الحياة الصعبة أصبح يريدها عاملة لتشاركه المسؤولية لتقف إلى جانبه قلباً وقالباً ولا ننسى أن معظم الفتيات يتغيرن بعد سن العشرين فأجسامهن تنمو وعقولهن أيضاً, إن الذكاء والشخصية والفضائل لا تظهر في سن مبكرة, إن الزواج المتأخر أصبح ضرورة هذه الأيام, إذ إن لكل زمان تقاليد وعادات تتناسب مع العصر لقد أصبح الشاب يعيش مستقلاً عن والديه بعد أن كان الجميع يعيش في بيت واحد.‏

وحتى العمل كان ينتقل بالوراثة غالباً أما اليوم فمن الصعب جداً الحصول عليه وإن حصل فإن أكبر راتب لا يكفي لفتح بيت, إذاً عليه أن ينتظر إلى أن يستطيع تأمين الأساسيات لا الكماليات إضافة إلى أن المرأة أصبح لديها هدف تريد تحقيقه قبل الزواج ألا وهو العلم والعمل. لتستقل اقتصادياً وترتاح نفسياً عندها يساند كلا الزوجين الآخر ويقاسمه قدره في الحياة.‏

 

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...