لعبة «فارم فيل» الالكترونية تكسر الحاجز بين الإفتراضي والعيش اليومي

03-07-2011

لعبة «فارم فيل» الالكترونية تكسر الحاجز بين الإفتراضي والعيش اليومي

احتفلت اللعبة الإلكترونية التفاعلية الشهيرة «فارم فيل» FarmVille، بعيدها الثاني في أواخر حزيران (يونيو) المنصرم. ووفق إحصاءات متداولة على الإنترنت، شارك في الإحتفال قرابة 80 مليون «مُزارع» إفتراضي، ينشط معظمهم عبر مواقع الشبكات الإجتماعية مثل «فايسبوك». وحمل هؤلاء معاول، وشمروا عن سواعدهم في عالم افتراضي. فلم تُلوّث أجواء مزارعهم بغبار التلوّث، ولم يُغطّ التراب ملابسهم الأنيقة.

في مزارع «فارم فيل»، يجري العمل بلمسة بسيطة على جهاز الكومبيوتر. وتزدهر هذه اللعبة بشكل مطرد، على رغم مرور أكثر من عامين على إطلاقها.

واستطاعت لعبة «فارم فيل» التي طرحتها شركة «زينغا» Zynga في 2009، أن تجمع 10 ملايين مزارع إلكتروني في أقل من شهرين. وعلى «فايسبوك»، يتنافس هؤلاء لتحقيق أفضل النتائج، ويتعاونون لإنجاز المهمات الموكلة إليهم. ولا تزال اللعبة تستقطب لاعبين جدداً يومياً، خصوصاً مع تطويرها المستمر وإضافة المزيد من المزايا عليها.

ترتكز فكرة «فارم فيل» على امتلاك مزرعة صغيرة يتولى اللاعب زرعها وبناء الإسطبلات والحظائر وحاضنات الدواجن فيها، وحصد المحاصيل، وتربية الدواجن والطيور، والعناية بالبحيرات المخصصة للبط، إضافة لصناعة المنتجات الغذائية الريفية، والحصول على نقود إفتراضية لقاء هذه الأعمال.

ولتحقيق مزيد من الربح واجتياز مراحل اللعبة، يستطيع اللاعب أن يوسع أرضه بما يحصل عليه من أموال، والإستعانة بعدد من الأصحاب. وتتطلّب بعض المراحل وجود عدد كبير من المزارعين - الجيران، كي يتعاونوا على اجتيازها.

يستطيع المزارع أن يبيع ما لديه من محاصيل وممتلكات ومقتنيات في حال احتاج للمال لسبب ما، أو لهدف يريد تحقيقه في اللعبة.

ومع احتفالها بعيدها الثاني، أتاحت «فارم فيل» للمزارع أن ينال مزيداً من الجوائز، عبر وضع طلبات لا يزيد عددها على 12، على «جدار» صفحته في فايسبوك، على أمل أن يأتي من يلبيها، خصوصاً من الجيران. وتتضمن الجوائز، الحصول على حصان افتراضي مميّز.

ولا شك في أهمية الجيران وضرورة تعاونهم في لعبة «فارم فيل»، إذ يستطيع اللاعب أن ينجز أعماله من دون مساعدة من أحد، لكن طلب المساعدة من الآخرين يوفر عليه الوقت والجهد والمال. ولأن لعبة «فارم فيل» لا تعتمد في الدرجة الأولى على اللعب المنفرد (بل تعتبر من أهم الألعاب التفاعلية الجماعية)، يمكن إضافة أصدقاء «فايسبوك» كجيران للمزرعة، بأعداد غير محدودة، بعد إرسال طلب إليهم عن هذا الأمر. وكلما كان عدد الجيران أكبر ازدادت الفوائد التي يجنيها اللاعب.

ومن المستطاع التأكّد من وجود بعض الأصدقاء في قائمة «جيراني» My Neighbors الموجودة في شريط الاختيارات في اللعبة، ما يسهّل إضافة الجيران.

وعلى موقع فايسبوك، نشطت مجموعات متخصصة في الحصول على أصدقاء جدد. إذ يكفي أن يشارك المستخدم في إحدى المجموعات، ويكتب على رأس صفحته في فايسبوك عبارة «أضفني كصديق في فارم فيل»، ليحظى بجيران جدد في مزرعته يساعدونه في الحصول على الدعم عند الحاجة.

وأثبتت التجربة لكثير من هواة «فارم فيل» أن الإستغناء عن الجيران أمر غير محبّذ، خصوصاً أنه يعود عليهم بكثير من الفوائد. إذ يستطيع الجيران إحياء الزرع الذابل عند تأخر حصاده، كما يمكنهم حلب الأبقار وجني الثمار، بمجرد زيارتهم مزرعة جارهم.

تكفي زيارة وحيدة من الجار يومياً، ومدّ يد المساعدة لجاره في عدد من الأعمال، كي يكسب المزارع أموالاً ويحقق مجموعة من نقاط الخبرة.

وتتيح «فارم فيل» للمزارعين الافتراضيين، تبادل هدايا مجانية بمعدل هدية يومياً، إذ تساهم في حصول اللاعب على ما يحتاجه من أشجار وحيوانات ومعدات البناء وغيرها.

عند اجتياز مراحل اللعبة المتلاحقة، أو عند انجاز مهمات محددة، ينال اللاعب في «فارم فيل» وشاحاً. وتقترح عليه اللعبة تقاسم النجاح مع الجيران، من دون أن يصيبه ذلك بخسارة. وعندها تظهر على صفحات الجيران الشخصية، دعوة لمشاركة الرابح في الاحتفال بنجاحه.

وفي بعض الحالات، يمكن المزارع أن ينال مكافآت إضافية خلال الحصاد أو عند جني الثمار. وفي هذه الحال أيضاً، يمكنه دعوة جيرانه لمشاركته في المكافأة.

مع التقدم في اللعبة يصبح التحرّك في حدود المزرعة شبه مستحيل. ولا يتمكن اللاعب من الاستفادة من الهدايا التي ينالها أو من زيادة عدد المباني في مزرعته، نظراً الى عدم وجود مساحة كافية لها. عندها يجدر به التفكير في توسيع أرضه. ويتطلب هذا إنجاز خطوات متتالية، بطريقة تؤدي إلى زيادة المساحة تدريجياً من قياس 14× 14 وصولاً إلى المساحة الأكبر المتوافرة وهي 24 × 24.

ويتطلب توسيع المزرعة دفع نقود ورقية من عملة «فارم فيل»، وهو أمر صعب لأن اكتسابها ليس سهلاً. كما يمكن الدفع من النقود المعدنية الخاصة باللعبة، لكن مع وجود عدد محدد من الجيران في مراحل التوسيع كافة. وفي كلا الحالتين، سيكون الأمر مكلفاً.

ويمكن شراء العملات الورقية بأموال فعلية، باستخدام البطاقات الائتمانية. من البيّن أن هذا الأمر لا يخلو من المخاطر. إذ أشارت تقارير إعلامية إلى أن عدداً من اللاعبين في «فارم فيل» تعرضوا لسحب غير قانوني من حساباتهم المصرفية، كما حذّر مسؤولون عن حماية بيانات مصرفية في ألمانيا، من محاولات متكررة لأصحاب هذه اللعبة لجمع معلومات عن اللاعبين.

واستطراداً، يجدر التعامل بحرص مع اللعبة. فقد أعلن أخيراً أن فتى في الثانية عشرة من عمره أنفق 900 جنيه استرليني من بطاقة والدته لشراء مستلزمات في المزرعة الخاصة به في «فارم فيل».

ومن الطريف أن المواقع الإلكترونية باتت زاخرة بشروحات عن طرق للغش في «فارم فيل»، خصوصاً تجنب دفع الأموال.

كما تتوافر وسائل متعددة ومبسطة ومزودة بشروحات تفصيلية عن الغش، خصوصاً على موقع «يوتيوب». كما تظهر أشرطة هذا الموقع طرقاً للحصول على هدايا وحيوانات وأشجار وغيرها، ما يساهم في رفع انتاج المزرعة، وزيادة الأموال الافتراضية في حسابه الخاص.

مع الشهرة والشعبية المتزايدتين، أصابت «فارم فيل» كثيراً من مستخدميها بحال من الإدمان على اللعب الافتراضي. ووجد كثيرون أنفسهم غير قادرين على الابتعاد عن مزرعتهم الرقمية، بل إنهم يسهرون لينجزوا المهمات المطلوبة، ثم يستفيقون باكراً لأن موعد الحصاد قد حان، تجنباً لبوار مزروعاتهم. والمعلوم أن عامل الوقت يساهم في الارتباط بين المزارع ومزرعته إذ يتطلب كثير من المهمات الدخول إلى اللعبة في فترات تراوح بين أربع وست مرات يومياً (بمعدل مرة كل ست ساعات) لإنجاز المهمة المطلوب تأديتها. وفي بعض الأحيان، تكون الفترة المطلوبة أقصر بكثير، ما يجعل هذا اللعب شبيهاً بحال الإدمان.

وفي هذا السياق، تناقلت الصحف أخيراً خبر الأم أليكساندريا توبياز (22 سنةً) التي قتلت ابنها الرضيع (3 أشهر) من طريق الخطأ لأنها تريد أن تلعب «فارم فيل». إذ أزعج البكاء المستمر للرضيع أمه، ما أفقدها السيطرة على نفسها فهزته بعنف. ثم دخّنت سيجارة لتهدئة نفسها. وبعدها، هزّته للمرة الثانية بعنف، حتى ارتطم رأسه بالحاسوب من طريق الخطأ، وذلك وفق ما نقله موقع صحيفة «نيويورك دايلي نيوز» الأميركية!

نظراً الى الشهرة الواسعة التي تحظى بها لعبة «فارم فيل»، سعت الفنانة العالمية الشهيرة ليدي غاغا أخيراً لابتكار طريقة مبدعة لترويج ألبومها الجديد. واستفادت من هذه اللعبة.  وأنشأت لها شركة «زينغا» مزرعة «غاغا فيل»، فكانت فرصة ليستمتع محبوها بالأغاني كمكافأة لهم خلال اللعبة. ولاقت هذه الخطوة إعجاب الكثير من ممارسي «فارم فيل».

وكأي من الألعاب التفاعلية، تجد «فارم فيل» إقبالاً من ممارسي ألعاب الإنترنت، خصوصاً أنها بسيطة لا تتطلب كثيراً من الجهد. كما تندرج في إطار ألعاب الإنترنت الاجتماعية Social Games التي يمكن ممارستها عبر موقع خاص بها، كما عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، مثل «فايسبوك».

وتتضمن «فارم فيل» قدراً كبيراً من رسوم الغرافيك الرقمية المُركّبة التي تشكل عنصر جذب للمستخدمين. كما تعتمد على الذوق الشخصي في بناء المزرعة، وتوزيع الأبنية السكنية والمباني الأخرى فيها، ما يتيح للاعب فرصة للابتكار في هندسة مزرعته. ودفع هذا الأمر شركة «زينغا» لتخصيص مسابقة عن أجمل مزرعة في «فارم فيل».

عبير جابر

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...