كيم كاردشيان في كسب.. تصلّي لأجلنا

04-04-2014

كيم كاردشيان في كسب.. تصلّي لأجلنا

قرّرت كيم كاردشيان (1980) أنّها تحب سوريا هذه المرة. وقرّرت أن تحبّ كسب على وجه الخصوص، البلدة التي لا يزيد عدد سكانها عن 0,01 في المئة من عدد متابعي نجمة تلفزيون الواقع الأميركيّة العالميّة. تشغل النجمة العالم عادةً بأخبار ملابسها، ووزنها، ولون شعرها، واحتمالات زفافها. ولكنّها كانت خلال اليومين الماضيين محور الاهتمام، بسبب استخدامها لوسم «أنقذوا كسب» في رسالة نشرتها عبر حسابها على «تويتر». انضمّت نجمة تلفزيون الواقع الأشهر في العالم إلى الحملة التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، للتنبيه من حصول مذبحة ضد الأرمن في سوريا.عن الإنترنت
«إذا كنت لا تعرف ماذا يجري في كسب، ابحث عنها في غوغل. كأرمينية كُسِر قلبي، لقد سمعت عنها قصصاً كثيرة فيها الكثير من الألم»، كتبت حبيبة كايني ويست، ووالدة طفلته نورث ويست. وأضافت: «أرجوكم لا تدعوا التاريخ يعيد نفسه. دعونا ننشر هذا الوسم». لا يمكن اعتبار تغريدات كاردشيان مصادر كافية للتنبؤ بموقفها من الحدث السوري. ولكن يبدو أنّها وجدت اللحظة مناسبة للتغريد نصرةً لجذورها الأرمنيّة، أو كأنها تقف ضدّ كل من يريد أن يقصف ويذبح ويهجّر التاريخ والذاكرة.
تناقل التغريدتين الآلاف، وانقسمت الآراء بين من يؤيّد رأي كاردشيان، وبين من يتهمها بالطائفية. يتابع حساب كاردشيان على تويتر أكثر من 20 مليون شخص، ومنهم سوريون، استهجنوا قائلين: «الرقاصة صارت بدا تحكي بالوضع عنا»، علماً أنّ كاردشيان ليس براقصة. ومنهم من اعتبر أنّ تفاعل كيم مع الحدث السوري من خلال حملة «أنقذوا كسب»، ناتج عن تعصّب قومي وطائفي أيضاً. وقال أحدهم: «حسناً، أجرت كيم بحثاً عن كسب، فهل أجرت يا ترى بحثاً عن سوريا، وعرفت ما يحدث فيها؟». وكتب أحدهم ساخراً: «احمد ربك أنّ كيم كاردشيان هي التي انتفضت لنصرة كسب، وليس هيفاء وهبي، وإلا لكانت وقعت كارثة».
«أصلي من أجل الجميع»، كتبت كاردشيان في آخر تغريداتها حول كسب، لتعود وتنشر صورها أثناء زيارتها لتايلاند على إنستغرام. صياغة لغوية جاهزة تشي بتعاطف مضمر مع «الجميع»، الناس، والجنود، والمقاتلين، والمنكوبين، والمهجرين، والقتلى والمقتولين، والشهداء والجرحى، والنازحين، والمتطرفين، والأصوليين. سبق لكاردشيان أن خذلت متابعين لها من البلدان العربية، من خلال تغريدات نشرتها على صفحتها على «تويتر» في العام 2012، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة. يومها كتبت: «أصلي لأجل كل إنسان في إسرائيل»، ما جعلها عرضةً لهجوم واسع، لتعود وتطمئن متابعيها بتغريدة تقول: «أصلّي من أجل الفلسطينيين أيضاً». لكنّها عادت لتحذف التغريدتين، وتعتذر. فهل ستتبنّى كاردشيان إلى النهاية حملة «أنقذوا كسب»، أم أنّها ستضطر إلى حذف التغريدات؟
 تتبنّى كيم حملة «إنقاذ كسب» بوصفها قضية. أولويّات الأمس اختلفت عن أولويّات اليوم. فالقضيّة لم تعد عربيّة أو إنسانيّة أو سوريّة، بل باتت أرمنيّة حصراً. وذلك ما تشي به تعليقات بعض المغرّدين السوريين، ممن سألوا النجمة: «هل أنت يا كاردشيان مسيحية أم أرمنية»؟ وكأننا أمام ترويج أخطأ التصويب. يخاف الجميع على سوريا. ولكن حين وصل الإرهاب إلى كسب، تبدّل الخوف، وصار الهدف إنقاذ كسب، بدل إنقاذ كلّ سوريا، بكلّ طوائفها. ليس مهمّاً أن تصلي كيم لأجلنا. المهمّ ألا يصبح السوريون مجرد «هاشتاغات» يشي كل منها باسم البلدة والطائفة لا أكثر.

روز سليمان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...