كيف ألقى سيد الفرجاني الشباب التونسي في الجحيم السوري

09-08-2013

كيف ألقى سيد الفرجاني الشباب التونسي في الجحيم السوري

نقلت جريدة ''تانيت برس '' التونسية عن مصادر موثوقة ، متطابقة في تونس و سورية ،أن القيادي في حركة النهضة و رجل المهمات السرية فيها، سيد الفرجاني ،مستشار وزير العدل السابق نور الدين البحيري ،متورط في عمليات تجنيد الشباب التونسي للقتال ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة في سورية .

و كشفت ذات المصادر لــ ''ـتانيت برس '' أن الفرجاني حين كان مستشارا لوزير العدل قام بالتفاوض مع بعض العناصر الجهادية المعتقلة في إطار قضية الهجوم على السفارة الأمريكية في سبتمبر الماضي و أقنعهم بالإفراج عنهم مقابل مغادرة البلاد نحو سورية للقتال ضد الدولة السورية .

و استطاع الفرجاني تأمين سفر العشرات من هؤلاء الجهاديين الى سورية عبر ليبيا و عبر تركيا مباشرة، و كانت مدينة جرجيس على الساحل الشرقي في الجنوب التونسي مسرحا للقاءات مارطونية بين رجل المهمات السرية داخل حركة النهضة و مستشار وزير العدل و عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة من اجل ترتيب عمليات التجنيد و التمويل و التدريب و التي كان يحضرها بين الحين  و الأخر بعض الضباط القطريين من بينهم العقيد الركن حمد بن عبدالله بن فطيس المري قائد القوات القطرية الخاصة والملازم أول علي محمد السفران والملازم ثاني حمد عبد الله الشلاع والملازم حمد بن تويم المري.

و يأتي كل ذلك في سياق مخطط جفري فيلتمان في تخليص حكومات الربيع العربي الاخوانية من أتباع التيار الجهادي و في إطار اتفاق غليون – عبد الجليل في عسكرة الثورة السورية و دعمها بالعديد و العتاد قام عبد الحكيم بالحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة بالاتصال بقيادات في حركة النهضة التونسية من اجل تجنيد الشباب التونسي الراغب في التوجه إلى جبهات القتال في سورية.

حيث تعمل الشبكات التابعة للنهضة و اذرعها الجمعياتية بتمويل من المجلس الوطني السوري و السفارة القطرية في تونس و تتعامل أساسا مع المجموعات المسلحة المنتمية للجيش الحر و القريبة من جماعة الإخوان المسلمين في سورية و يشرف عليها فاروق طيفور نائب المراقب العام للجماعة .

ففي 11 ديسمبر 2011 قام رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بزيارة إلى ليبيا تحت غطاء مؤتمر المصالحة الوطنية و التقى فيها عبد الحكيم بالحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة  بحضور  فاروق طيفور نائب المراقب العام لجماعة الإخوان السورية و المكلف بالملف العسكري فيها و مفتي البلاط القطري  يوسف القرضاوي ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم أل ثاني و تم الاتفاق على ضرورة إنجاح  اتفاق غليون عبد الجليل بحشد أكبر ما يمكن من الشبيبية المقاتلة و للإشارة فان بعد هذا الاجتماع بشهر واحد بدأت تصل أخبار القتلى التونسيين في سورية .

بحسب ذات الاتفاق فقد عملت الجماعة الليبية المقاتلة بالتعاون مع بعض المجاميع الإسلامية الناشطة على الأراضي الليبية على تأسيس معسكرات تدريب للشباب الراغب في التوجه إلى سورية، تنتشر هذه المعسكرات في أربع مراكز كبرى، الأول في بوسليم بالعاصمة طرابلس بإشراف القيادي في الجماعة الليبية المقاتلة أبو دجانة، والثاني في الزنتان والثالث في مركز القيادة العسكرية للجماعة الليبية المقاتلة بالجبل الأخضر، ويعد هذا المعسكر الأخير الأكثر تطورا حيث يتعلم الشباب داخله تقنيات صنع وتفكيك العبوات الناسفة وصنع المواد السمية، أما الرابع فهو معسكر الإخوان ببنغازي وهو معسكر للسلفية الجهادية ويتدرب المتطوعون فيه على عدة أنواع من السلاح، منها الكلاشينكوف والمسدس وال(ار بي جي) و(البيكا) ومدافع عيار 14 ونصف.

من هو سيد الفرجاني

كان يحمل اسما حركيا ‘’الأمين ‘’ عسكري التكوين ,كان سرجان أو وكيل في قوات سلاح الجو, انتمى منذ سنة 1975الى مدرسة ضباط الصف بعد فشله في الحصول على شهادة البكالوريا عمل طويلا في قاعدة سيدي أحمد العسكرية ببنزرت ثم تفرغ لنشاط جمع بين التهريب و بين الإشراف على خلايا استعلاماتية لفائدة الحركة .

كان أحد القائمين على شبكة التهريب التابعة للجهاز المالي لحركة الاتجاه الإسلامي في الثمانينات و قد خلف رجل المهمات في الخارج و الداخل محمد الصغير بكار حيث كان يسافر إلى باريس و فرانكفورت للتزود بالمال في شكل نقدي و في أشكال عينية عن طريق جلب سيارات محملة بالسلع يتم التفويت فيها بتونس لتمويل الحركة بالتنسيق مع ممثل الحركة في باريس الحبيب المكني و ذلك بالتعاون مع كامل غضبان الفلسطيني الأصل و عضو التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين و المكلف بالتعامل مع الحركات الاخوانية في المغرب العربي.

و قد تطورت عمليات التهريب التي يقودها سيد الفرجاني حتى وصلت إلى السلاح فيفي شهر جانفي 1986 توجه إلى باريس بأمر من محمد شمام قائد الجهاز الخاص داخل حركة الاتجاه الإسلامي لتوريد 5000 قنبلة غاز مشل للحركة كي يستعملها عناصر الجهاز في العمليات الخاصة و الاعتداءات ضد رجال الأمن و الخصوم السياسيين و داخل أسوار الجامعة خلال الصراع مع قوى اليسار الطلابي
,غير أن أمر العملية قد تم كشفه من قبل الجهات المختصة حين اعتقل رجل الأمن يوسف الهمامي الذي كان احد عناصر الجهاز الخاص للاتجاه الإسلامي .

و كان الفرجاني من أقطاب المجموعة الأمنية التي كانت تهم ليلة 8 نوفمبر 1987بالإعداد لانقلاب عسكري على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة غير أن بن علي كان الأسبق إلى السلطة و أفشل مخطط الانقلاب بانقلاب أخر . و قد سافر الفرجاني الى لندن في 20 أكتوبر 1987 موفدا من الجناح الخاص للحركة للقاء الدكتور صالح كركر أمير الحركة آنذاك  لغاية الحصول على الفتوى الشرعية و البيان الانقلابي .

بعد الضربات الأمنية في بداية التسعينات فر الفرجاني لاجئا إلى ارويا و أصبح من حاشية رئيس الحركة راشد الغنوشي بل و تحول إلى رجل أعمال كبير في سياق استمرار مهماته السرية في إيجاد مصادر تمويل النشاط الحركي للتنظيم .

بعد 14 جانفي و بعد ان فر بن علي عاد الفرجاني إلى البلاد كغيره من قيادات حركة النهضة  ليشغل خطة مستشارا لدى وزير العدل نور الدين البحيري و ليعود إلى شغل منصب رجل المهمات السرية داخل الحركة ليدخل على خط قضية رئيس الوزراء الليبي الأسبق البغدادي المحمودي الذي كان معتقلا في تونس و المطلوب من الدولة الليبية قفد فجر محام  فرنسي في قضية البغدادي المحمودي قنبلة مفادها ان حركة النهضة شاركت عن طريق سيد الفرجاني في صفقة  للضغط على المحمودي للكشف عن أرقام حسابات بنكية   وعن مصير مسؤولين ليبيين من النظام الليبي السابق، و ذلك مقابل عمولة مالية ضخمة .و كان سيد الفرجاني المكلف بملف المحمودي  في سجنه قبل الإعلان عن قرار تسليمه للسلطات الليبية.وقد تحول رفقة رئيس المخابرات الليبية سليم الحاسي إلى باريس يوم 5 ماي2012 الماضي،  و أقاموا بفندق "جورج v " والتقوا بالمحامي الفرنسي سيكالادي المشرف على قضية المحمودي في مطعم "فوكي" وطلبوا منه عدم القيام بأي مبادرة مع مؤسسات دولية بخصوص القضية.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...