كتائـب الأقصى تتخـلى عـن المقـاومة

16-07-2007

كتائـب الأقصى تتخـلى عـن المقـاومة

عشية اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس المحتلة اليوم، خرج 189 عنصرا من «كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة فتح وفصائل اخرى في الضفة الغربية، من العمل المقاوم، بعدما وقعوا تعهدا بالتخلي عن السلاح ووقف عملياتهم العسكرية ضد الاحتلال، ما يسمح له بالتفرغ لمواجهة اعضاء حركتي حماس والجهاد الاسلامي اللتين استنكرتا الاتفاق باعتبار انه يستهدف «إجهاض مشروع المقاومة وتدمير روحها»... وملاحقة عناصر حماس في الضفة.
وتوصلت السلطة وإسرائيل الى «اتفاقية المطلوبين»، يوم الجمعة الماضي، في لقاء بين مسؤولين من الطرفين، وذلك تلبية لطلب في هذا الشأن تقدم به عباس ورئيس حكومة تصريف الاعمال سلام فياض. وينتمي القسم الاكبر من هؤلاء الى «كتائب شهداء الاقصى». اما بقية المقاومين فينتمون الى الجبهتين الديموقراطية والشعبية لتحرير فلسطين، فيما تخلو القائمة من اي عضو في حركة حماس.
ويقول جزء من نص الاتفاق ان «الاجهزة الامنية والسلطات القضائية الاسرائيلية ستمتنع عن اعتقالي او ملاحقتي بعد ان اوقع هذه الوثيقة. يجب ان التزم بقرارات السلطة الفلسطينية وجهازها الامني... وأن أمتنع عن القيام بأي أنشطة عسكرية او امنية ضد الاسرائيليين».
وينص الاتفاق ايضا على ان يبقى الموقعون على التعهد لمدة أسبوع كامل في أحد المقار التابعة للسلطة الفلسطينية، حيث يمنعون من استخدام الهاتف الخلوي أو الاتصال مع مقاومين من كتائب الأقصى او القيام بأي نشاطات ضد الاحتلال. ويحظر الاتفاق ايضا على المقاومين مغادرة المناطق (أ) لمدة ثلاثة اشهر، التي تقع في الضفة وتخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية أمنيا وإداريا، على ان تسمح اسرائيل

لهؤلاء، بعد مرور ثلاثة اشهر، بالتنقل بحرية داخل الاراضي الفلسطينية وخارجها.
وقال مسؤول فلسطيني كبير ان المقاومين الـ189 وقعوا على الاتفاق، كما سلم بعضهم أسلحته، مشيرا الى ان السلطة طالبت بأن يشمل الاتفاق 200 عنصر اضافي.
ولم يوافق جميع المقاومين على توقيع التعهد. وقال القيادي في كتائب الأقصى في نابلس علاء سناكرة «كيف لي ان استفيد من العفو إذا لم يشمل شقيقي الاصغر»؟.
وانتقدت الاتفاق كل من «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس، و«سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي. وقال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة ان الاتفاق يستهدف «تدمير روح المقاومة» وأن يسمح لاسرائيل بالتركيز على حماس. وأعرب عن الخشية من أن يكون الاتفاق يستهدف «في الأساس إشغال المقاومين من كتائب الأقصى بملاحقة نشطاء حماس في الضفة، بدلا من المقاومة والتصدي للعدوان».
وقال المتحدث باسم «سرايا القدس» أبو أحمد، من جهته، إن الاتفاق «ليس في مصلحة المقاومة ويصب فقط في مصلحة الاحتلال بغية القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني وحقه في الدفاع عن نفسه» مشيرا الى أن «سرايا القدس» رفضت عرضا من السلطة لتقديم لائحة بأسماء مقاوميها كي يشملهم العفو، ضمن الاتفاق نفسه.
اما المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، فرأى ان «هذا الإعلان يأتي في سياق الإجراءات التي تقودها قيادة السلطة الفلسطينية لملاحقة أو لإجهاض مشروع المقاومة» موضحا أنه «يأتي تزامنا مع المراسيم التي أصدرها الرئيـــس محمـــود عباس لحل ما أسماه بالميليشــيات المسلحة وجمع سلاحها». 
في المقابل، قالت المتحدثة باسم أولمرت، ميري أيسين إن هؤلاء «تخلوا عن الإرهاب... وسيسلمون أسلحتهم، وستتوقف إسرائيل عن ملاحقتهم في إطار العلاقة الأمنية الجــــديدة النامية» فيما قال وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي أفي ديختر «هذا ليس تنازلا بل محاولة لتغيير الأجواء. إذا ثبت لسوء الحظ أننا على خطأ، فباستطاعتنا أن نعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه».
من جهتها، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤول اسرائيلي أن الاتفاق يستهدف «إخراج 180 شخصا من دائرة الإرهاب ومن قائمة أهداف جهاز الشاباك، ليتسنى له التركيز على حماس والجهاد» الاسلامي.
وكانت حماس قد أخفقت امس في عقد اجتماع للمجلس التشريعي الفلسطيني، في غزة والضفة، لعدم توافر النصاب القانوني، أي مشاركة 67 نائبا على الاقل. وحضر الجلسة 28 نائبا فقط من كتلة «التغيير والإصلاح» التابعة لحماس، من بين .132 وتتمتع حماس بالغالبية في المجلس، مع 74 نائبا، غير ان اسرائيل تعتقل 39 منهم.
وأعلنت كتل فتح و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و«المبادرة الوطنية» مقاطعتها الجلسة، التي دعا إليها رئيس المجلس بالوكالة أحمد بحر، بدعوى أنها غير شرعية. وبدلا من الجلسة، عقد نواب حماس اجتماعا «تشاوريا» حول الخطوات التي اتخذها عباس. ولم يعقد المجلس التشريعي جلسة عادية منذ أكثر من عـــشرة أشهر، في ظل الازمة الراهنة بين فتـــح وحماس.
وكانت حماس قد قاطعت، يوم الاربعاء المـــاضي، جلسة للمجلس التشريعي دعا اليـــها عباس، معتبرة انها غير قانـــونية.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية لوكالة «رويترز»، «نحن قلنا إنه لا سوريا ولا قطر ولا إيران ولا أي دولة عربية أو إسلامية، لها علاقة بالذي جرى في غزة... ما جرى في غزة هو تطور أمني ميداني فرضته طبيعة العراكات والأحداث» مضيفا «الكل يعرف أنه ما من تنظيم قاعدة في غزة، وأن الحديث عن أن القطاع أصبح موطئ قدم للقاعدة يستهدف استجلاب عداوات دولية ضد الشعب الفلسطيني وضد غزة على وجه الخصوص».
قال مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي ان الرئيس الاميركي جورج بوش سيلقي كلمة اليوم يتحدث خلالها «عما يمكننا القيام به لدعم الرئيس عباس ورئيس الوزراء فياض في جهودهما لاقامة دولة فلسطينية ديموقراطية وقابلة للحياة» موضحا ان بوش سيعلن «افكارا عما يمكننا القيام به في مجال الدعم المالي والدبلوماسي».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...