قريبــاً حبــوب منــع حمــل للرجــال

06-09-2012

قريبــاً حبــوب منــع حمــل للرجــال

هل سيتعوّد الرجال على تناول حبوب منع الحمل؟ هل سيتمكّن الباحثون أخيرا من إنتاج عقاقير منع حمل للرجال، خصوصا بعد بحوث طويلة في المجال؟ هل ستصبح حبة منع الحمل عند الرجال حقيقة بعد اخفاقات علميّة عدّة؟
في السابع عشر من الشهر الماضي، نشر باحثون أميركيون من معهد «دانا فاربر» للسرطان في «بوسطن» مقالا علميّا في المجلّة الطبيّة «Cell» في شأن اكتشاف مادة
«JQ1» تعيق تكوين الحيوانات المنويّة عند الرجال. تستهدف تلك المادة بروتين «BRDT» الموجود في الخصية وتخفّض عدد الحيوانات المنويّة وحركتها.
تظهر تلك البحوث المخبريّة، نقلا عن صحيفة «لوفيغارو» الفرنسيّة، أن حقن كميّات معيّنة من مادة «JQ1» يوميّا ولمدّة ستة أسابيع أدّى إلى إعاقة الحمل عند الفئران لفترة مؤقّتة وبطريقة تامة ومن دون آثار جانبيّة على الرغبة الجنسيّة.
ويؤكّد المشرف على الدراسة جايمس برادنر أن حجم الخصية، وعدد الحيوانات المنويّة وحركتها تستعيد معدّلاتها الطبيعيّة بعد التوقّف عن تناول العقاقير، إذ أظهرت الفئران خصوبة طبيعيّة ومعدلات طبيعيّة لهرمون «تستوستيرون» بعد مضي ثلاثة إلى ستة أشهر على توقّف العلاج.
تشير البروفسورة في عقم الرجال مويرا اوبراين في جامعة «موناش» في أوستراليا، في حديثها لوكالة «بي بي سي»، إلى أن التشابه بين عمليّة تكوين الحيوانات المنويّة عند الفئران وعند الإنسان يفترض تأثير مادة «JQ1» على منع الحمل عند الرجل.
وبدأ الباحثون باستخدام مادة «JQ1» لتثبيط عمل بعض الجينات المرتبطة بمرض السرطان مثل جين «BRD4»، وبعدها اكتشفوا خصائص إضافية لتلك المادة. يقول برادنر لصحيفة «هفنغتون بوست» إن المضاعفات الجانبيّة لتلك المادة كانت مقبولة في علاج السرطان، غير أنه يجب تطوير بحوث عدّة للتأكّد من سلامة تلك المادة على صحّة الأفراد في استخداماتها لمنع الحمل.
ونقلا عن صحيفة «لوفيغارو»، يواجه إنتاج حبوب منع حمل للرجال تحديات عدّة: تردّد الرجال في الإقبال على تلك الحبوب، وصعوبة في تثبيط عمل الخصيتين في تكوين الحيوانات المنويّة من دون المسّ بالهرمونات الذكوريّة المسؤولة عن السمات الذكوريّة مثل الشعر ورخامة الصوت.
وفي الخامس والعشرين من شهر أيار الماضي، تمكّن باحثون في جامعة «ادينبورغ» من تطوير وسائل منع حمل غير هرمونيّة بواسطة تحديد جين «Katnal 1» المسؤول عن إنتاج الحيوانات المنويّة. وأثبتت التجارب المخبريّة على الفئران أن انتاج عقار موجّه ضدّ جين «katnal 1» يحدّ من الخصوبة عند الذكور.
يساهم إيجاد وسيلة موجّهة ضدّ جين «Katnal 1»، وفق الباحث الدكتور لي سميث نقلا عن صحيفة «لوموند» الفرنسيّة، في تطوير وسائل منع حمل غير هرمونيّة مؤقتة عند الرجال من دون أن يؤثّر ذلك على القدرة على انتاج الحيوانات المنويّة، إذ ينشط جين «katnal 1» في المراحل الأخيرة فحسب من تكوين الحيوان المنوي. واعتبر الباحثون أن تحديد جين «katnal 1» سيساعد في فهم العقم عند الرجال، وفي تطوير العلاجات الفعّالة.
ويعود تاريخ تطوير حبوب منع حمل عند الرجال، وفق المجلّة العلميّة «la recherche»، إلى العام 1972 إذ بدأت التجارب الأولى في الهند. ثمّ أشرفت «منظمة الصحة العالميّة» على تجربتين في التسعينيات. ارتكزت التجارب على حقن المشاركين بالهرمون الذكري «تستوستيرون» يوميّا. شملت تلك التجارب مخاطر سلبيّة عدّة: زيادة في الوزن، وزيادة في خطر التعرّض لسرطان الكبد، والبروستات، والخصية بسبب ارتفاع معدّل هرمون «تستوستيرون» في الدمّ.
وفي العام 2003، طوّر الباحث ديفيد هاندلسمان من جامعة «سيدني» تجارب علميّة في شأن حبوب منع الحمل عند الرجال مرتكزة على إعطاء الذكور مزيجاً من مادتي «تستوستيرون» و«بروجستاتيف - النسخة الصناعيّة للهرمون الأنثوي بروجستيرون». وحتى اليوم، يتابع الباحثون في مختلف أنحاء العالم تلك التجارب والتأكّد من نتائجها.
وفي ظلّ تطوير حبوب منع حمل عند الرجال، تتساءل المنظّمات العلميّة والصحيّة عن رأي المرأة في ذلك. فيشكّ البعض في تجاوب المرأة لسببين أساسييّن: ميزات الواقي الذكري في الحدّ من انتقال الأمراض المنقولة جنسيّا، ومشاكل في كيفيّة معرفة المرأة بأن شريكها فاقد القدرة على إنتاج الحيوانات المنويّة.

ملاك مكي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...